السيرة النبوية

ما هي نتائج الهجرة النبوية

نتائج الهجرة النبوية

من جماليّات الهجرة النبويّة ما خلّدته من نتائج مجتمعيّةٍ وإنسانيّةٍ في التاريخ الإسلاميّ، وما زال المسلمون يرَوْن فيها أنّها أهمّ الأسباب المُعينة على تنظيم دعوة الإسلام، وتوسيع نطاقها؛ ومن أهمّ نتائجها ما يأتي:[١]

  • التكافل الاجتماعي الذي جسّدتْه المُؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ والتي سطّرت أسمى معاني الإيثار والمحبّة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد ضحّى الأنصار في سبيل تقديم العون لإخوانهم المهاجرين وقاسموهم في أموالهم وديارهم، وغيرها، وجاء القرآن يصِف هذا التآخي، فقد قال الله -تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٢]
  • إقرار نظامٍ سياسيٍّ إسلاميٍٍّ لأجل تنظيم شؤون المدينة المنورة؛ فقد وحّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين سكان المدينة، وكتب كتاباً يقرّر لكُلّ سُكّانها حقوقهم ويُبيّن واجباتهم.
  • بناء السّوق؛ وهو العامل الاقتصاديّ في المدينة المنورة؛ فقد كان سوق يهود بني قينقاع هو السُّوق الوحيد، فعزم النبيُّ على إقامة مركزٍ اقتصاديٍّ يقوم على العدل والمساواة في إطار الدين الإسلاميّ، ممّا جعل النّاس يطمئنوا لهذا السوق فهجروا سوق يني قينقاع إلى سوق المسلمين في المدينة، لِمَا علموا من انتشار الصّدق والأمانة، والبعد عن أسباب الغِش والاحتكار فيه.
  • إنشاء قوةٍ عسكريّةٍ إسلاميّةٍ؛ فقد بدأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإعداد جيشٍ إسلاميٍّ مقاتلٍ في سبيل الله -تعالى-، يكون نصراً وحمايةً للإسلام، وهذا الجيش المؤمن بالله حقًّا هزم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقوى جيوش الدنيا؛ الروم والفرس.
  • بناء المسجد؛ والذي هو أعظم مؤسسةٍ تربويّةٍ، فقد كان منارةً للعلم والدين، وأوّل مسجدٍ هو مسجد قباء الذي كان النقطة الفاصلة في حياة المسلمين لإقامة العبادات والاستنارة بالطّاعات، ومركز تجمّعٍ للجيوش، ومكان استقبال للوفود الدّاخلة في الإسلام، وكان مَقرّاً للقضاء بين المسلمين بالعدل والحقّ؛ بقضاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك كان المسجد مكاناً للأخذ بالشورى بين المسلمين في أمور دينهم ودنياهم.
  • نشر الدّين الإسلاميّ بشكلٍ واسعٍ، تعد من نتائج الهجرة النبويّة أيضاًزيادة أعداد النّاس دخولاً فيه، ممّا زاد قوّته؛ فقد كانت الهجرة من أعظم أسباب سطوع الحقّ على الباطل، ونصرته ورفعتهِ، وبعدما كانت الدَّعوة سرّيّةً لا تحمل معنى العلانية، غدت تصدحُ في الأنحاء المعمورة كُلّها بقوّةٍ، وقد علت كلمة الله -عز وجل- على كلمة الكفر.[٣]
  • أتاحت للمسلمين العيش المُستقرّ في ظلّ راية الإسلام؛ ومن نتائجها كذلك إقامة مجتمعٍ مسلمٍ؛ فقد ساد الإسلام البلاد واتّخذ مكانًا فيها، فصار للمسلمين بلداً مستقلاً؛ ممّا يزيد شعورهم بالاطمئنان والنصر، وانتشر الحكم الإسلاميّ فيها بأحكامه وآدابه وعقائده، في حين تعذّر عليهم قيام مجتمعٍ مسلمٍ لهم يعيشون فيه، فوجب عليهم الانتقال من بلدٍ إلى آخر، ليسود الدين وينتشر ويحكم المجتمع بأحكامه وعقائده وآدابه الفاضل.[٣]
  • اجمتعت كلمة العرب وارتقى شأنهم، فبعد أن كانوا أُمماً متفرّقين جاء الإسلام ووحّد كلمتهم وألّف بين قلوبهم، وأعزّهم وأكرمهم، وأخرجهم من ظُلُمات الجهل والضلالة، إلى أنوار العلم والهداية، وكانت مشكاة هَدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُطِلّ برونقها الربّانيّ، بما فيها من فيض الحكمة والرشاد.[٣]

الهجرة النبوية

إنّ الهجرة النبويّة حدثٌ عظيمٌ في واقع التاريخ الإسلامي؛ وظاهرةٌ فاصلةٌ ومهمّةٌ في انتشار الإسلام وغيره من الديانات إذ لجأ مُعظم الأنبياء -عليهم السّلام- إلى الهجرة. وقد أراد الله -سبحانه وتعالى- لهذا الدين الحنيف أن يتصدّر قائمة التميّز في كُلّ شيءٍ وبين كُلّ شيءٍ.[٤]

وقد كانت الآمال الظاهرة أن يُذعن أهل مكة لهذا الدّين العظيم، لكن ما كان إلا أنْ واجهت هذا الدين الصّعوبات في مكّة المكرمة، وكان من الصعب إيمان واستجابة أهل مكّة للدِّين، ففي مدةٍ استمرّت ثلاثة عشر عاماً من الدعوة الشاقة لم يتجاوز عدد من أسلم ثلاثمئة مسلم، إذ يُعدّ معدلُ الدّخول في الإسلام في كُلّ شهرٍ شخصين تقربياً، إلّا أنّ هذا لم يُشكّل يأساً للنبي والمسلمين معه، بل الصّبر كان سيّد المواقف كُلّها، وكان الأمل بالله -تعالى- في تمكين دينه واستمرار طاعته على هذه الأرض، وأمّا في المدينة فقد كانت الآمال أنّ من سيؤمن فيها هم اليهود أي أهل الكتاب، ولكنّهم جحدوا ورفضوا حسداً وكرهاً؛ رغم علمهم بصدق هذا الدين وصدق كتابه الكريم ونبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)،[٥][٤] ودخلت قبيلتي الأوس والخزرج في الإسلام ونصروا النبي لما هاجر إليهم، لتبدأ مرحلة جديدة في الدعوة الإسلامية.

إن الهجرة النبويّة جمالٌ فريدٌ، جمع بين روائع من الجهاد والكفاح، والنصر والفلاح، وبذرٌ عظيم الآثار في صفحات التاريخ الإسلاميّ المجيد، ولا شكّ أن الصحابة -رضي الله عنهم- لم ينظروا إلى الهجرة على أنّها بدءٌ للتاريخ الإسلاميّ فحسب، وإنّما هي تاريخٌ مشرقٌ للعالم البشريّ فقد وُلد ولادةً جديدةً، فقد كانت الهجرةُ انتصاراً وعظمةً للحقّ، وهزيمةً للباطل.[٦]

أسباب الهجرة النبوية

لا شكّ أنّ التعذيب والإيذاء للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين من قِبل مشركِي قريش قد زاد حدّه، وقد اشتدّ كثيراً حتّى بلغ ذروته من الإساءة والأذى، خاصّةً في الفترة الأخيرة؛ وذلك بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها-، ثمّ وفاة عمّه أبي طالب، وخاصّةً تعذيبهم لضعفاء المسلمين؛ مما أدّى إلى إذن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة، وهذه الهجرة الأولى، ثمّ ما لبث أن هاجر الكثير منهم إليها ممّا سُمّي بالهجرة الثانية.[٧][٨]

وعندما ظهرت بشائر الدين الإسلاميّ في المدينة بعد التقاء النبي بأهلها في موسم الحجّ ومن ثم إسلامهم، وتقديمهم البيعة للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العقبتين الأولى والثانية، إذ عاهدوه على الولاء والانتماء ونصرة دين الحقّ، وأن يكونوا معهم مدافعين مجاهدين يضحّون بأنفسهم وأهليهم دفاعاً ونصرةً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان لبيعتَي العقبة الأثر البالغ في الهجرة، وذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن أنّ الأوس والخزرج قد أخلصوا له ولدينهم الإسلاميّ، وأنّهم سيقفون في مواجهة الباطل ونصرة الحقّ الدفاع عنه، وأنّ المدينة غدت مكاناً مناسباً لنموِّ الدعوة الإسلاميّة واستقرار أهلها بعد إسلام كثيرٍ من أهلها من قبيلتَي الأوس والخزرج. فما لبث حتى شعّ الإسلام وانتشر في المدينة انتشاراً لم يكن يُتوقعه أحدٌ من المشركين، وصار للمسلمين من المهاجرين إخواناً مؤمنين صادقين في بلد أمانٍ وإيمانٍ.[٧]

وقد أقلق ذلك مشركي قريش فما كان منهم إلّا أن ضيّقوا الخِناق على المسلمين في مكّة، وازدادوا في إيذائهم، وأخذوا ينالوا منهم بشتّى الوسائل. فقد كانت الهجرة فتحاً للمسلمين ونصراً عظيماً، وبذلك صارت المدينة مركزاً جديراً لانتشار الدعوة الإسلامية، بعد أن ضمّت في جوانحها الإسلام وأهله، فأصبح من الواجب أن تنتقل هذه الدعوة من مكّة إلى المدينة.[٧]

الدروس المستفادة من الهجرة

إنّ من أهمّ ما يُستفاد من هذه الهجرة العظيمة؛ ما يأتي:[٩][١٠]

  • أنّ الهجرة كانت وحيّاً من الله -عز وجل- لرسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد جاء الإذن من السّماء للنبيّ بالهجرة، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَةُ أوْ هَجَرُ، فإذا هي المَدِينَةُ).[١١]
  • جمال التنظيم والتخطيط للهجرة مما أدى إلى نجاحها رغم ما اكتنفها من المصاعب والمتاعب.
  • حفظُ الله تعالى لنبيّه وخليله -صلّى الله عليه وسلّم- ظاهراً وجليّاً من أوّل بعثتِه إلى أن وصل المدينة مع أصحابه، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).[١٢]
  • دور الصحابي الأعظم الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-، وصُحبته للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعدّ هذه منقبةٌ عظمى من مناقبه الشريفة، وما هذا إلى تكريماً له وامتناناً عليه من الله -تعالى-.
  • تجلّي عناية الله -تعالى- بأحبابه من عباده؛ فإنّ الله -عز وجل- كافٍ عبده، ومعينه على أمره؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظ أولياءه الصالحين ويحميهم من أعدائهم وأعداء الدين، ولا يخذلهم أبداً، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد اجتمع عليه المشركون، وأرسلوا إليه الرجال ليقتلوه، وأرادوا أن يهجموا عليه هجمة رجلٍ واحدٍ، حتى يتفرّق دمه بين القبائل، لكن النبيّ -صلّى اله عليه وسلّم- خرج لهم وأخذ حفنة من التراب وألقاها على رؤوسهم وهو يتلو فاتحة سورة ياسين: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)،[١٣]، فخرج النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه- وترافقه عناية الله -سبحانه وتعالى-، ولم يلحظْ المشركون خروجه.
  • الأخذ بالأسباب؛ ومن ذلك ما قام به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب؛ فقد أمر أبا بكر -رضي الله عنه- أن يبتاع راحلتين قبل مجيء الهجرة، وكذلك أخذه بشتّى العوامل السريّة؛ وذلك حين جاءه أبو بكر في ساعةٍ وكان متنكراً فقال له: (يا أبا بكر، أخرج من عندك)، فقال له أبو بكر:( إنّما هما ابنتاي)؛ فجاءه الإخبار بأنّ الله -تعالى- قد أمره بالهجرة، وقد خرج النبيّ في الهجرة من غير الطريق التي تعوّد أن يخرج منها، وذلك من أجل أن يبعد القوم عن آثارهم، ومنها أيضاً أنّه قد استأجر ابن أُريقط وهو رجلٌ من بني الديل، ليكون له دليلاً فهو خبيرٌ بطُرُق الصّحراء، وذلك من أجل أن يدلّهم على الطريق بدقّةٍ، وكذلك ما صنعته أسماء أو ما قامت به من تحضير الزاد للنبيّ ولأبيها، ومنه أخيراً دخولهما في غار ثور فقد مكثا فيه ثلاثة أيّامٍ، إلى أن خفّ البحث عنهما، ويئس القوم من الوصول إلى مكانهما، وبعدها خرجا بسلام.
  • إنزال الطمأنينة على قلبِ النبيّ في أحلك الظروف وأقساها، فهذه الطمأنينة النفسية لا يرزقها الله -سبحانه وتعالى- إلّا للعبد المؤمن الصابر الثابت، لمّا دخل النبي وأبو بكر الغار والقوم يلاحقونه من خلفه وقد تمركزوا على بوابة الغار، إذ بأبي بكر يخاف قلبه خشية على النبيّ، فيُطمئنه النبيّ بهذه العبارة العميقة الخالدة: (يا أبا بكرٍ، ما ظَنُّكَ باثنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟)[١٤]، وبقيت هذه العبارة كجزءٍ من آيةٍ قرآنيّةٍ تُتلى إلى يومنا هذا: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[١٥] وبهذا قد نصر الله نبيّه وأعزّ دينه، وأعلى كلمته؛ كلمة الحقّ والدين، وذاع صِيتُ أعظم دينٍ بين العالمين.

المراجع

  1. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 171-175. بتصرّف.
  2. سورة الحشر، آية: 9.
  3. ^ أ ب ت محمد بن إبراهيم الحمد، الهجرة دروس وفوائد، صفحة 21-27. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن على الحجى (1420هـ)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثه (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 312-312. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية: 20.
  6. مصطفى بن حسني السباعي (1418هـ)، هكذا علمتني الحياة، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 166. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 457-458، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت: دار الندوة الجديدة، صفحة 173-174. بتصرّف.
  9. أمين بن عبد الله الشقاوي (1434هـ)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 476-478، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو عمر عبد الحي بن يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 4-6، جزء 4. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3622، صحيح.
  12. سورة المائدة، آية: 67.
  13. سورة يس، آية: 9.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 4663، صحيح.
  15. سورة التوبة، آية: 40.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نتائج الهجرة النبوية

من جماليّات الهجرة النبويّة ما خلّدته من نتائج مجتمعيّةٍ وإنسانيّةٍ في التاريخ الإسلاميّ، وما زال المسلمون يرَوْن فيها أنّها أهمّ الأسباب المُعينة على تنظيم دعوة الإسلام، وتوسيع نطاقها؛ ومن أهمّ نتائجها ما يأتي:[١]

  • التكافل الاجتماعي الذي جسّدتْه المُؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ والتي سطّرت أسمى معاني الإيثار والمحبّة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد ضحّى الأنصار في سبيل تقديم العون لإخوانهم المهاجرين وقاسموهم في أموالهم وديارهم، وغيرها، وجاء القرآن يصِف هذا التآخي، فقد قال الله -تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٢]
  • إقرار نظامٍ سياسيٍّ إسلاميٍٍّ لأجل تنظيم شؤون المدينة المنورة؛ فقد وحّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين سكان المدينة، وكتب كتاباً يقرّر لكُلّ سُكّانها حقوقهم ويُبيّن واجباتهم.
  • بناء السّوق؛ وهو العامل الاقتصاديّ في المدينة المنورة؛ فقد كان سوق يهود بني قينقاع هو السُّوق الوحيد، فعزم النبيُّ على إقامة مركزٍ اقتصاديٍّ يقوم على العدل والمساواة في إطار الدين الإسلاميّ، ممّا جعل النّاس يطمئنوا لهذا السوق فهجروا سوق يني قينقاع إلى سوق المسلمين في المدينة، لِمَا علموا من انتشار الصّدق والأمانة، والبعد عن أسباب الغِش والاحتكار فيه.
  • إنشاء قوةٍ عسكريّةٍ إسلاميّةٍ؛ فقد بدأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإعداد جيشٍ إسلاميٍّ مقاتلٍ في سبيل الله -تعالى-، يكون نصراً وحمايةً للإسلام، وهذا الجيش المؤمن بالله حقًّا هزم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقوى جيوش الدنيا؛ الروم والفرس.
  • بناء المسجد؛ والذي هو أعظم مؤسسةٍ تربويّةٍ، فقد كان منارةً للعلم والدين، وأوّل مسجدٍ هو مسجد قباء الذي كان النقطة الفاصلة في حياة المسلمين لإقامة العبادات والاستنارة بالطّاعات، ومركز تجمّعٍ للجيوش، ومكان استقبال للوفود الدّاخلة في الإسلام، وكان مَقرّاً للقضاء بين المسلمين بالعدل والحقّ؛ بقضاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك كان المسجد مكاناً للأخذ بالشورى بين المسلمين في أمور دينهم ودنياهم.
  • نشر الدّين الإسلاميّ بشكلٍ واسعٍ، تعد من نتائج الهجرة النبويّة أيضاًزيادة أعداد النّاس دخولاً فيه، ممّا زاد قوّته؛ فقد كانت الهجرة من أعظم أسباب سطوع الحقّ على الباطل، ونصرته ورفعتهِ، وبعدما كانت الدَّعوة سرّيّةً لا تحمل معنى العلانية، غدت تصدحُ في الأنحاء المعمورة كُلّها بقوّةٍ، وقد علت كلمة الله -عز وجل- على كلمة الكفر.[٣]
  • أتاحت للمسلمين العيش المُستقرّ في ظلّ راية الإسلام؛ ومن نتائجها كذلك إقامة مجتمعٍ مسلمٍ؛ فقد ساد الإسلام البلاد واتّخذ مكانًا فيها، فصار للمسلمين بلداً مستقلاً؛ ممّا يزيد شعورهم بالاطمئنان والنصر، وانتشر الحكم الإسلاميّ فيها بأحكامه وآدابه وعقائده، في حين تعذّر عليهم قيام مجتمعٍ مسلمٍ لهم يعيشون فيه، فوجب عليهم الانتقال من بلدٍ إلى آخر، ليسود الدين وينتشر ويحكم المجتمع بأحكامه وعقائده وآدابه الفاضل.[٣]
  • اجمتعت كلمة العرب وارتقى شأنهم، فبعد أن كانوا أُمماً متفرّقين جاء الإسلام ووحّد كلمتهم وألّف بين قلوبهم، وأعزّهم وأكرمهم، وأخرجهم من ظُلُمات الجهل والضلالة، إلى أنوار العلم والهداية، وكانت مشكاة هَدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُطِلّ برونقها الربّانيّ، بما فيها من فيض الحكمة والرشاد.[٣]

الهجرة النبوية

إنّ الهجرة النبويّة حدثٌ عظيمٌ في واقع التاريخ الإسلامي؛ وظاهرةٌ فاصلةٌ ومهمّةٌ في انتشار الإسلام وغيره من الديانات إذ لجأ مُعظم الأنبياء -عليهم السّلام- إلى الهجرة. وقد أراد الله -سبحانه وتعالى- لهذا الدين الحنيف أن يتصدّر قائمة التميّز في كُلّ شيءٍ وبين كُلّ شيءٍ.[٤]

وقد كانت الآمال الظاهرة أن يُذعن أهل مكة لهذا الدّين العظيم، لكن ما كان إلا أنْ واجهت هذا الدين الصّعوبات في مكّة المكرمة، وكان من الصعب إيمان واستجابة أهل مكّة للدِّين، ففي مدةٍ استمرّت ثلاثة عشر عاماً من الدعوة الشاقة لم يتجاوز عدد من أسلم ثلاثمئة مسلم، إذ يُعدّ معدلُ الدّخول في الإسلام في كُلّ شهرٍ شخصين تقربياً، إلّا أنّ هذا لم يُشكّل يأساً للنبي والمسلمين معه، بل الصّبر كان سيّد المواقف كُلّها، وكان الأمل بالله -تعالى- في تمكين دينه واستمرار طاعته على هذه الأرض، وأمّا في المدينة فقد كانت الآمال أنّ من سيؤمن فيها هم اليهود أي أهل الكتاب، ولكنّهم جحدوا ورفضوا حسداً وكرهاً؛ رغم علمهم بصدق هذا الدين وصدق كتابه الكريم ونبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)،[٥][٤] ودخلت قبيلتي الأوس والخزرج في الإسلام ونصروا النبي لما هاجر إليهم، لتبدأ مرحلة جديدة في الدعوة الإسلامية.

إن الهجرة النبويّة جمالٌ فريدٌ، جمع بين روائع من الجهاد والكفاح، والنصر والفلاح، وبذرٌ عظيم الآثار في صفحات التاريخ الإسلاميّ المجيد، ولا شكّ أن الصحابة -رضي الله عنهم- لم ينظروا إلى الهجرة على أنّها بدءٌ للتاريخ الإسلاميّ فحسب، وإنّما هي تاريخٌ مشرقٌ للعالم البشريّ فقد وُلد ولادةً جديدةً، فقد كانت الهجرةُ انتصاراً وعظمةً للحقّ، وهزيمةً للباطل.[٦]

أسباب الهجرة النبوية

لا شكّ أنّ التعذيب والإيذاء للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين من قِبل مشركِي قريش قد زاد حدّه، وقد اشتدّ كثيراً حتّى بلغ ذروته من الإساءة والأذى، خاصّةً في الفترة الأخيرة؛ وذلك بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها-، ثمّ وفاة عمّه أبي طالب، وخاصّةً تعذيبهم لضعفاء المسلمين؛ مما أدّى إلى إذن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة، وهذه الهجرة الأولى، ثمّ ما لبث أن هاجر الكثير منهم إليها ممّا سُمّي بالهجرة الثانية.[٧][٨]

وعندما ظهرت بشائر الدين الإسلاميّ في المدينة بعد التقاء النبي بأهلها في موسم الحجّ ومن ثم إسلامهم، وتقديمهم البيعة للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العقبتين الأولى والثانية، إذ عاهدوه على الولاء والانتماء ونصرة دين الحقّ، وأن يكونوا معهم مدافعين مجاهدين يضحّون بأنفسهم وأهليهم دفاعاً ونصرةً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان لبيعتَي العقبة الأثر البالغ في الهجرة، وذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن أنّ الأوس والخزرج قد أخلصوا له ولدينهم الإسلاميّ، وأنّهم سيقفون في مواجهة الباطل ونصرة الحقّ الدفاع عنه، وأنّ المدينة غدت مكاناً مناسباً لنموِّ الدعوة الإسلاميّة واستقرار أهلها بعد إسلام كثيرٍ من أهلها من قبيلتَي الأوس والخزرج. فما لبث حتى شعّ الإسلام وانتشر في المدينة انتشاراً لم يكن يُتوقعه أحدٌ من المشركين، وصار للمسلمين من المهاجرين إخواناً مؤمنين صادقين في بلد أمانٍ وإيمانٍ.[٧]

وقد أقلق ذلك مشركي قريش فما كان منهم إلّا أن ضيّقوا الخِناق على المسلمين في مكّة، وازدادوا في إيذائهم، وأخذوا ينالوا منهم بشتّى الوسائل. فقد كانت الهجرة فتحاً للمسلمين ونصراً عظيماً، وبذلك صارت المدينة مركزاً جديراً لانتشار الدعوة الإسلامية، بعد أن ضمّت في جوانحها الإسلام وأهله، فأصبح من الواجب أن تنتقل هذه الدعوة من مكّة إلى المدينة.[٧]

الدروس المستفادة من الهجرة

إنّ من أهمّ ما يُستفاد من هذه الهجرة العظيمة؛ ما يأتي:[٩][١٠]

  • أنّ الهجرة كانت وحيّاً من الله -عز وجل- لرسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد جاء الإذن من السّماء للنبيّ بالهجرة، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَةُ أوْ هَجَرُ، فإذا هي المَدِينَةُ).[١١]
  • جمال التنظيم والتخطيط للهجرة مما أدى إلى نجاحها رغم ما اكتنفها من المصاعب والمتاعب.
  • حفظُ الله تعالى لنبيّه وخليله -صلّى الله عليه وسلّم- ظاهراً وجليّاً من أوّل بعثتِه إلى أن وصل المدينة مع أصحابه، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).[١٢]
  • دور الصحابي الأعظم الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-، وصُحبته للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعدّ هذه منقبةٌ عظمى من مناقبه الشريفة، وما هذا إلى تكريماً له وامتناناً عليه من الله -تعالى-.
  • تجلّي عناية الله -تعالى- بأحبابه من عباده؛ فإنّ الله -عز وجل- كافٍ عبده، ومعينه على أمره؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظ أولياءه الصالحين ويحميهم من أعدائهم وأعداء الدين، ولا يخذلهم أبداً، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد اجتمع عليه المشركون، وأرسلوا إليه الرجال ليقتلوه، وأرادوا أن يهجموا عليه هجمة رجلٍ واحدٍ، حتى يتفرّق دمه بين القبائل، لكن النبيّ -صلّى اله عليه وسلّم- خرج لهم وأخذ حفنة من التراب وألقاها على رؤوسهم وهو يتلو فاتحة سورة ياسين: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)،[١٣]، فخرج النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه- وترافقه عناية الله -سبحانه وتعالى-، ولم يلحظْ المشركون خروجه.
  • الأخذ بالأسباب؛ ومن ذلك ما قام به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب؛ فقد أمر أبا بكر -رضي الله عنه- أن يبتاع راحلتين قبل مجيء الهجرة، وكذلك أخذه بشتّى العوامل السريّة؛ وذلك حين جاءه أبو بكر في ساعةٍ وكان متنكراً فقال له: (يا أبا بكر، أخرج من عندك)، فقال له أبو بكر:( إنّما هما ابنتاي)؛ فجاءه الإخبار بأنّ الله -تعالى- قد أمره بالهجرة، وقد خرج النبيّ في الهجرة من غير الطريق التي تعوّد أن يخرج منها، وذلك من أجل أن يبعد القوم عن آثارهم، ومنها أيضاً أنّه قد استأجر ابن أُريقط وهو رجلٌ من بني الديل، ليكون له دليلاً فهو خبيرٌ بطُرُق الصّحراء، وذلك من أجل أن يدلّهم على الطريق بدقّةٍ، وكذلك ما صنعته أسماء أو ما قامت به من تحضير الزاد للنبيّ ولأبيها، ومنه أخيراً دخولهما في غار ثور فقد مكثا فيه ثلاثة أيّامٍ، إلى أن خفّ البحث عنهما، ويئس القوم من الوصول إلى مكانهما، وبعدها خرجا بسلام.
  • إنزال الطمأنينة على قلبِ النبيّ في أحلك الظروف وأقساها، فهذه الطمأنينة النفسية لا يرزقها الله -سبحانه وتعالى- إلّا للعبد المؤمن الصابر الثابت، لمّا دخل النبي وأبو بكر الغار والقوم يلاحقونه من خلفه وقد تمركزوا على بوابة الغار، إذ بأبي بكر يخاف قلبه خشية على النبيّ، فيُطمئنه النبيّ بهذه العبارة العميقة الخالدة: (يا أبا بكرٍ، ما ظَنُّكَ باثنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟)[١٤]، وبقيت هذه العبارة كجزءٍ من آيةٍ قرآنيّةٍ تُتلى إلى يومنا هذا: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[١٥] وبهذا قد نصر الله نبيّه وأعزّ دينه، وأعلى كلمته؛ كلمة الحقّ والدين، وذاع صِيتُ أعظم دينٍ بين العالمين.

المراجع

  1. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 171-175. بتصرّف.
  2. سورة الحشر، آية: 9.
  3. ^ أ ب ت محمد بن إبراهيم الحمد، الهجرة دروس وفوائد، صفحة 21-27. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن على الحجى (1420هـ)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثه (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 312-312. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية: 20.
  6. مصطفى بن حسني السباعي (1418هـ)، هكذا علمتني الحياة، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 166. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 457-458، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت: دار الندوة الجديدة، صفحة 173-174. بتصرّف.
  9. أمين بن عبد الله الشقاوي (1434هـ)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 476-478، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو عمر عبد الحي بن يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 4-6، جزء 4. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3622، صحيح.
  12. سورة المائدة، آية: 67.
  13. سورة يس، آية: 9.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 4663، صحيح.
  15. سورة التوبة، آية: 40.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نتائج الهجرة النبوية

من جماليّات الهجرة النبويّة ما خلّدته من نتائج مجتمعيّةٍ وإنسانيّةٍ في التاريخ الإسلاميّ، وما زال المسلمون يرَوْن فيها أنّها أهمّ الأسباب المُعينة على تنظيم دعوة الإسلام، وتوسيع نطاقها؛ ومن أهمّ نتائجها ما يأتي:[١]

  • التكافل الاجتماعي الذي جسّدتْه المُؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ والتي سطّرت أسمى معاني الإيثار والمحبّة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد ضحّى الأنصار في سبيل تقديم العون لإخوانهم المهاجرين وقاسموهم في أموالهم وديارهم، وغيرها، وجاء القرآن يصِف هذا التآخي، فقد قال الله -تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٢]
  • إقرار نظامٍ سياسيٍّ إسلاميٍٍّ لأجل تنظيم شؤون المدينة المنورة؛ فقد وحّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين سكان المدينة، وكتب كتاباً يقرّر لكُلّ سُكّانها حقوقهم ويُبيّن واجباتهم.
  • بناء السّوق؛ وهو العامل الاقتصاديّ في المدينة المنورة؛ فقد كان سوق يهود بني قينقاع هو السُّوق الوحيد، فعزم النبيُّ على إقامة مركزٍ اقتصاديٍّ يقوم على العدل والمساواة في إطار الدين الإسلاميّ، ممّا جعل النّاس يطمئنوا لهذا السوق فهجروا سوق يني قينقاع إلى سوق المسلمين في المدينة، لِمَا علموا من انتشار الصّدق والأمانة، والبعد عن أسباب الغِش والاحتكار فيه.
  • إنشاء قوةٍ عسكريّةٍ إسلاميّةٍ؛ فقد بدأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإعداد جيشٍ إسلاميٍّ مقاتلٍ في سبيل الله -تعالى-، يكون نصراً وحمايةً للإسلام، وهذا الجيش المؤمن بالله حقًّا هزم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقوى جيوش الدنيا؛ الروم والفرس.
  • بناء المسجد؛ والذي هو أعظم مؤسسةٍ تربويّةٍ، فقد كان منارةً للعلم والدين، وأوّل مسجدٍ هو مسجد قباء الذي كان النقطة الفاصلة في حياة المسلمين لإقامة العبادات والاستنارة بالطّاعات، ومركز تجمّعٍ للجيوش، ومكان استقبال للوفود الدّاخلة في الإسلام، وكان مَقرّاً للقضاء بين المسلمين بالعدل والحقّ؛ بقضاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك كان المسجد مكاناً للأخذ بالشورى بين المسلمين في أمور دينهم ودنياهم.
  • نشر الدّين الإسلاميّ بشكلٍ واسعٍ، تعد من نتائج الهجرة النبويّة أيضاًزيادة أعداد النّاس دخولاً فيه، ممّا زاد قوّته؛ فقد كانت الهجرة من أعظم أسباب سطوع الحقّ على الباطل، ونصرته ورفعتهِ، وبعدما كانت الدَّعوة سرّيّةً لا تحمل معنى العلانية، غدت تصدحُ في الأنحاء المعمورة كُلّها بقوّةٍ، وقد علت كلمة الله -عز وجل- على كلمة الكفر.[٣]
  • أتاحت للمسلمين العيش المُستقرّ في ظلّ راية الإسلام؛ ومن نتائجها كذلك إقامة مجتمعٍ مسلمٍ؛ فقد ساد الإسلام البلاد واتّخذ مكانًا فيها، فصار للمسلمين بلداً مستقلاً؛ ممّا يزيد شعورهم بالاطمئنان والنصر، وانتشر الحكم الإسلاميّ فيها بأحكامه وآدابه وعقائده، في حين تعذّر عليهم قيام مجتمعٍ مسلمٍ لهم يعيشون فيه، فوجب عليهم الانتقال من بلدٍ إلى آخر، ليسود الدين وينتشر ويحكم المجتمع بأحكامه وعقائده وآدابه الفاضل.[٣]
  • اجمتعت كلمة العرب وارتقى شأنهم، فبعد أن كانوا أُمماً متفرّقين جاء الإسلام ووحّد كلمتهم وألّف بين قلوبهم، وأعزّهم وأكرمهم، وأخرجهم من ظُلُمات الجهل والضلالة، إلى أنوار العلم والهداية، وكانت مشكاة هَدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُطِلّ برونقها الربّانيّ، بما فيها من فيض الحكمة والرشاد.[٣]

الهجرة النبوية

إنّ الهجرة النبويّة حدثٌ عظيمٌ في واقع التاريخ الإسلامي؛ وظاهرةٌ فاصلةٌ ومهمّةٌ في انتشار الإسلام وغيره من الديانات إذ لجأ مُعظم الأنبياء -عليهم السّلام- إلى الهجرة. وقد أراد الله -سبحانه وتعالى- لهذا الدين الحنيف أن يتصدّر قائمة التميّز في كُلّ شيءٍ وبين كُلّ شيءٍ.[٤]

وقد كانت الآمال الظاهرة أن يُذعن أهل مكة لهذا الدّين العظيم، لكن ما كان إلا أنْ واجهت هذا الدين الصّعوبات في مكّة المكرمة، وكان من الصعب إيمان واستجابة أهل مكّة للدِّين، ففي مدةٍ استمرّت ثلاثة عشر عاماً من الدعوة الشاقة لم يتجاوز عدد من أسلم ثلاثمئة مسلم، إذ يُعدّ معدلُ الدّخول في الإسلام في كُلّ شهرٍ شخصين تقربياً، إلّا أنّ هذا لم يُشكّل يأساً للنبي والمسلمين معه، بل الصّبر كان سيّد المواقف كُلّها، وكان الأمل بالله -تعالى- في تمكين دينه واستمرار طاعته على هذه الأرض، وأمّا في المدينة فقد كانت الآمال أنّ من سيؤمن فيها هم اليهود أي أهل الكتاب، ولكنّهم جحدوا ورفضوا حسداً وكرهاً؛ رغم علمهم بصدق هذا الدين وصدق كتابه الكريم ونبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)،[٥][٤] ودخلت قبيلتي الأوس والخزرج في الإسلام ونصروا النبي لما هاجر إليهم، لتبدأ مرحلة جديدة في الدعوة الإسلامية.

إن الهجرة النبويّة جمالٌ فريدٌ، جمع بين روائع من الجهاد والكفاح، والنصر والفلاح، وبذرٌ عظيم الآثار في صفحات التاريخ الإسلاميّ المجيد، ولا شكّ أن الصحابة -رضي الله عنهم- لم ينظروا إلى الهجرة على أنّها بدءٌ للتاريخ الإسلاميّ فحسب، وإنّما هي تاريخٌ مشرقٌ للعالم البشريّ فقد وُلد ولادةً جديدةً، فقد كانت الهجرةُ انتصاراً وعظمةً للحقّ، وهزيمةً للباطل.[٦]

أسباب الهجرة النبوية

لا شكّ أنّ التعذيب والإيذاء للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين من قِبل مشركِي قريش قد زاد حدّه، وقد اشتدّ كثيراً حتّى بلغ ذروته من الإساءة والأذى، خاصّةً في الفترة الأخيرة؛ وذلك بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها-، ثمّ وفاة عمّه أبي طالب، وخاصّةً تعذيبهم لضعفاء المسلمين؛ مما أدّى إلى إذن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة، وهذه الهجرة الأولى، ثمّ ما لبث أن هاجر الكثير منهم إليها ممّا سُمّي بالهجرة الثانية.[٧][٨]

وعندما ظهرت بشائر الدين الإسلاميّ في المدينة بعد التقاء النبي بأهلها في موسم الحجّ ومن ثم إسلامهم، وتقديمهم البيعة للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العقبتين الأولى والثانية، إذ عاهدوه على الولاء والانتماء ونصرة دين الحقّ، وأن يكونوا معهم مدافعين مجاهدين يضحّون بأنفسهم وأهليهم دفاعاً ونصرةً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان لبيعتَي العقبة الأثر البالغ في الهجرة، وذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن أنّ الأوس والخزرج قد أخلصوا له ولدينهم الإسلاميّ، وأنّهم سيقفون في مواجهة الباطل ونصرة الحقّ الدفاع عنه، وأنّ المدينة غدت مكاناً مناسباً لنموِّ الدعوة الإسلاميّة واستقرار أهلها بعد إسلام كثيرٍ من أهلها من قبيلتَي الأوس والخزرج. فما لبث حتى شعّ الإسلام وانتشر في المدينة انتشاراً لم يكن يُتوقعه أحدٌ من المشركين، وصار للمسلمين من المهاجرين إخواناً مؤمنين صادقين في بلد أمانٍ وإيمانٍ.[٧]

وقد أقلق ذلك مشركي قريش فما كان منهم إلّا أن ضيّقوا الخِناق على المسلمين في مكّة، وازدادوا في إيذائهم، وأخذوا ينالوا منهم بشتّى الوسائل. فقد كانت الهجرة فتحاً للمسلمين ونصراً عظيماً، وبذلك صارت المدينة مركزاً جديراً لانتشار الدعوة الإسلامية، بعد أن ضمّت في جوانحها الإسلام وأهله، فأصبح من الواجب أن تنتقل هذه الدعوة من مكّة إلى المدينة.[٧]

الدروس المستفادة من الهجرة

إنّ من أهمّ ما يُستفاد من هذه الهجرة العظيمة؛ ما يأتي:[٩][١٠]

  • أنّ الهجرة كانت وحيّاً من الله -عز وجل- لرسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد جاء الإذن من السّماء للنبيّ بالهجرة، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَةُ أوْ هَجَرُ، فإذا هي المَدِينَةُ).[١١]
  • جمال التنظيم والتخطيط للهجرة مما أدى إلى نجاحها رغم ما اكتنفها من المصاعب والمتاعب.
  • حفظُ الله تعالى لنبيّه وخليله -صلّى الله عليه وسلّم- ظاهراً وجليّاً من أوّل بعثتِه إلى أن وصل المدينة مع أصحابه، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).[١٢]
  • دور الصحابي الأعظم الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-، وصُحبته للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعدّ هذه منقبةٌ عظمى من مناقبه الشريفة، وما هذا إلى تكريماً له وامتناناً عليه من الله -تعالى-.
  • تجلّي عناية الله -تعالى- بأحبابه من عباده؛ فإنّ الله -عز وجل- كافٍ عبده، ومعينه على أمره؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظ أولياءه الصالحين ويحميهم من أعدائهم وأعداء الدين، ولا يخذلهم أبداً، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد اجتمع عليه المشركون، وأرسلوا إليه الرجال ليقتلوه، وأرادوا أن يهجموا عليه هجمة رجلٍ واحدٍ، حتى يتفرّق دمه بين القبائل، لكن النبيّ -صلّى اله عليه وسلّم- خرج لهم وأخذ حفنة من التراب وألقاها على رؤوسهم وهو يتلو فاتحة سورة ياسين: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)،[١٣]، فخرج النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه- وترافقه عناية الله -سبحانه وتعالى-، ولم يلحظْ المشركون خروجه.
  • الأخذ بالأسباب؛ ومن ذلك ما قام به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب؛ فقد أمر أبا بكر -رضي الله عنه- أن يبتاع راحلتين قبل مجيء الهجرة، وكذلك أخذه بشتّى العوامل السريّة؛ وذلك حين جاءه أبو بكر في ساعةٍ وكان متنكراً فقال له: (يا أبا بكر، أخرج من عندك)، فقال له أبو بكر:( إنّما هما ابنتاي)؛ فجاءه الإخبار بأنّ الله -تعالى- قد أمره بالهجرة، وقد خرج النبيّ في الهجرة من غير الطريق التي تعوّد أن يخرج منها، وذلك من أجل أن يبعد القوم عن آثارهم، ومنها أيضاً أنّه قد استأجر ابن أُريقط وهو رجلٌ من بني الديل، ليكون له دليلاً فهو خبيرٌ بطُرُق الصّحراء، وذلك من أجل أن يدلّهم على الطريق بدقّةٍ، وكذلك ما صنعته أسماء أو ما قامت به من تحضير الزاد للنبيّ ولأبيها، ومنه أخيراً دخولهما في غار ثور فقد مكثا فيه ثلاثة أيّامٍ، إلى أن خفّ البحث عنهما، ويئس القوم من الوصول إلى مكانهما، وبعدها خرجا بسلام.
  • إنزال الطمأنينة على قلبِ النبيّ في أحلك الظروف وأقساها، فهذه الطمأنينة النفسية لا يرزقها الله -سبحانه وتعالى- إلّا للعبد المؤمن الصابر الثابت، لمّا دخل النبي وأبو بكر الغار والقوم يلاحقونه من خلفه وقد تمركزوا على بوابة الغار، إذ بأبي بكر يخاف قلبه خشية على النبيّ، فيُطمئنه النبيّ بهذه العبارة العميقة الخالدة: (يا أبا بكرٍ، ما ظَنُّكَ باثنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟)[١٤]، وبقيت هذه العبارة كجزءٍ من آيةٍ قرآنيّةٍ تُتلى إلى يومنا هذا: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[١٥] وبهذا قد نصر الله نبيّه وأعزّ دينه، وأعلى كلمته؛ كلمة الحقّ والدين، وذاع صِيتُ أعظم دينٍ بين العالمين.

المراجع

  1. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 171-175. بتصرّف.
  2. سورة الحشر، آية: 9.
  3. ^ أ ب ت محمد بن إبراهيم الحمد، الهجرة دروس وفوائد، صفحة 21-27. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن على الحجى (1420هـ)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثه (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 312-312. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية: 20.
  6. مصطفى بن حسني السباعي (1418هـ)، هكذا علمتني الحياة، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 166. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 457-458، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت: دار الندوة الجديدة، صفحة 173-174. بتصرّف.
  9. أمين بن عبد الله الشقاوي (1434هـ)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 476-478، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو عمر عبد الحي بن يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 4-6، جزء 4. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3622، صحيح.
  12. سورة المائدة، آية: 67.
  13. سورة يس، آية: 9.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 4663، صحيح.
  15. سورة التوبة، آية: 40.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نتائج الهجرة النبوية

من جماليّات الهجرة النبويّة ما خلّدته من نتائج مجتمعيّةٍ وإنسانيّةٍ في التاريخ الإسلاميّ، وما زال المسلمون يرَوْن فيها أنّها أهمّ الأسباب المُعينة على تنظيم دعوة الإسلام، وتوسيع نطاقها؛ ومن أهمّ نتائجها ما يأتي:[١]

  • التكافل الاجتماعي الذي جسّدتْه المُؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ والتي سطّرت أسمى معاني الإيثار والمحبّة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد ضحّى الأنصار في سبيل تقديم العون لإخوانهم المهاجرين وقاسموهم في أموالهم وديارهم، وغيرها، وجاء القرآن يصِف هذا التآخي، فقد قال الله -تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٢]
  • إقرار نظامٍ سياسيٍّ إسلاميٍٍّ لأجل تنظيم شؤون المدينة المنورة؛ فقد وحّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين سكان المدينة، وكتب كتاباً يقرّر لكُلّ سُكّانها حقوقهم ويُبيّن واجباتهم.
  • بناء السّوق؛ وهو العامل الاقتصاديّ في المدينة المنورة؛ فقد كان سوق يهود بني قينقاع هو السُّوق الوحيد، فعزم النبيُّ على إقامة مركزٍ اقتصاديٍّ يقوم على العدل والمساواة في إطار الدين الإسلاميّ، ممّا جعل النّاس يطمئنوا لهذا السوق فهجروا سوق يني قينقاع إلى سوق المسلمين في المدينة، لِمَا علموا من انتشار الصّدق والأمانة، والبعد عن أسباب الغِش والاحتكار فيه.
  • إنشاء قوةٍ عسكريّةٍ إسلاميّةٍ؛ فقد بدأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإعداد جيشٍ إسلاميٍّ مقاتلٍ في سبيل الله -تعالى-، يكون نصراً وحمايةً للإسلام، وهذا الجيش المؤمن بالله حقًّا هزم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقوى جيوش الدنيا؛ الروم والفرس.
  • بناء المسجد؛ والذي هو أعظم مؤسسةٍ تربويّةٍ، فقد كان منارةً للعلم والدين، وأوّل مسجدٍ هو مسجد قباء الذي كان النقطة الفاصلة في حياة المسلمين لإقامة العبادات والاستنارة بالطّاعات، ومركز تجمّعٍ للجيوش، ومكان استقبال للوفود الدّاخلة في الإسلام، وكان مَقرّاً للقضاء بين المسلمين بالعدل والحقّ؛ بقضاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك كان المسجد مكاناً للأخذ بالشورى بين المسلمين في أمور دينهم ودنياهم.
  • نشر الدّين الإسلاميّ بشكلٍ واسعٍ، تعد من نتائج الهجرة النبويّة أيضاًزيادة أعداد النّاس دخولاً فيه، ممّا زاد قوّته؛ فقد كانت الهجرة من أعظم أسباب سطوع الحقّ على الباطل، ونصرته ورفعتهِ، وبعدما كانت الدَّعوة سرّيّةً لا تحمل معنى العلانية، غدت تصدحُ في الأنحاء المعمورة كُلّها بقوّةٍ، وقد علت كلمة الله -عز وجل- على كلمة الكفر.[٣]
  • أتاحت للمسلمين العيش المُستقرّ في ظلّ راية الإسلام؛ ومن نتائجها كذلك إقامة مجتمعٍ مسلمٍ؛ فقد ساد الإسلام البلاد واتّخذ مكانًا فيها، فصار للمسلمين بلداً مستقلاً؛ ممّا يزيد شعورهم بالاطمئنان والنصر، وانتشر الحكم الإسلاميّ فيها بأحكامه وآدابه وعقائده، في حين تعذّر عليهم قيام مجتمعٍ مسلمٍ لهم يعيشون فيه، فوجب عليهم الانتقال من بلدٍ إلى آخر، ليسود الدين وينتشر ويحكم المجتمع بأحكامه وعقائده وآدابه الفاضل.[٣]
  • اجمتعت كلمة العرب وارتقى شأنهم، فبعد أن كانوا أُمماً متفرّقين جاء الإسلام ووحّد كلمتهم وألّف بين قلوبهم، وأعزّهم وأكرمهم، وأخرجهم من ظُلُمات الجهل والضلالة، إلى أنوار العلم والهداية، وكانت مشكاة هَدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُطِلّ برونقها الربّانيّ، بما فيها من فيض الحكمة والرشاد.[٣]

الهجرة النبوية

إنّ الهجرة النبويّة حدثٌ عظيمٌ في واقع التاريخ الإسلامي؛ وظاهرةٌ فاصلةٌ ومهمّةٌ في انتشار الإسلام وغيره من الديانات إذ لجأ مُعظم الأنبياء -عليهم السّلام- إلى الهجرة. وقد أراد الله -سبحانه وتعالى- لهذا الدين الحنيف أن يتصدّر قائمة التميّز في كُلّ شيءٍ وبين كُلّ شيءٍ.[٤]

وقد كانت الآمال الظاهرة أن يُذعن أهل مكة لهذا الدّين العظيم، لكن ما كان إلا أنْ واجهت هذا الدين الصّعوبات في مكّة المكرمة، وكان من الصعب إيمان واستجابة أهل مكّة للدِّين، ففي مدةٍ استمرّت ثلاثة عشر عاماً من الدعوة الشاقة لم يتجاوز عدد من أسلم ثلاثمئة مسلم، إذ يُعدّ معدلُ الدّخول في الإسلام في كُلّ شهرٍ شخصين تقربياً، إلّا أنّ هذا لم يُشكّل يأساً للنبي والمسلمين معه، بل الصّبر كان سيّد المواقف كُلّها، وكان الأمل بالله -تعالى- في تمكين دينه واستمرار طاعته على هذه الأرض، وأمّا في المدينة فقد كانت الآمال أنّ من سيؤمن فيها هم اليهود أي أهل الكتاب، ولكنّهم جحدوا ورفضوا حسداً وكرهاً؛ رغم علمهم بصدق هذا الدين وصدق كتابه الكريم ونبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)،[٥][٤] ودخلت قبيلتي الأوس والخزرج في الإسلام ونصروا النبي لما هاجر إليهم، لتبدأ مرحلة جديدة في الدعوة الإسلامية.

إن الهجرة النبويّة جمالٌ فريدٌ، جمع بين روائع من الجهاد والكفاح، والنصر والفلاح، وبذرٌ عظيم الآثار في صفحات التاريخ الإسلاميّ المجيد، ولا شكّ أن الصحابة -رضي الله عنهم- لم ينظروا إلى الهجرة على أنّها بدءٌ للتاريخ الإسلاميّ فحسب، وإنّما هي تاريخٌ مشرقٌ للعالم البشريّ فقد وُلد ولادةً جديدةً، فقد كانت الهجرةُ انتصاراً وعظمةً للحقّ، وهزيمةً للباطل.[٦]

أسباب الهجرة النبوية

لا شكّ أنّ التعذيب والإيذاء للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين من قِبل مشركِي قريش قد زاد حدّه، وقد اشتدّ كثيراً حتّى بلغ ذروته من الإساءة والأذى، خاصّةً في الفترة الأخيرة؛ وذلك بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها-، ثمّ وفاة عمّه أبي طالب، وخاصّةً تعذيبهم لضعفاء المسلمين؛ مما أدّى إلى إذن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة، وهذه الهجرة الأولى، ثمّ ما لبث أن هاجر الكثير منهم إليها ممّا سُمّي بالهجرة الثانية.[٧][٨]

وعندما ظهرت بشائر الدين الإسلاميّ في المدينة بعد التقاء النبي بأهلها في موسم الحجّ ومن ثم إسلامهم، وتقديمهم البيعة للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العقبتين الأولى والثانية، إذ عاهدوه على الولاء والانتماء ونصرة دين الحقّ، وأن يكونوا معهم مدافعين مجاهدين يضحّون بأنفسهم وأهليهم دفاعاً ونصرةً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان لبيعتَي العقبة الأثر البالغ في الهجرة، وذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن أنّ الأوس والخزرج قد أخلصوا له ولدينهم الإسلاميّ، وأنّهم سيقفون في مواجهة الباطل ونصرة الحقّ الدفاع عنه، وأنّ المدينة غدت مكاناً مناسباً لنموِّ الدعوة الإسلاميّة واستقرار أهلها بعد إسلام كثيرٍ من أهلها من قبيلتَي الأوس والخزرج. فما لبث حتى شعّ الإسلام وانتشر في المدينة انتشاراً لم يكن يُتوقعه أحدٌ من المشركين، وصار للمسلمين من المهاجرين إخواناً مؤمنين صادقين في بلد أمانٍ وإيمانٍ.[٧]

وقد أقلق ذلك مشركي قريش فما كان منهم إلّا أن ضيّقوا الخِناق على المسلمين في مكّة، وازدادوا في إيذائهم، وأخذوا ينالوا منهم بشتّى الوسائل. فقد كانت الهجرة فتحاً للمسلمين ونصراً عظيماً، وبذلك صارت المدينة مركزاً جديراً لانتشار الدعوة الإسلامية، بعد أن ضمّت في جوانحها الإسلام وأهله، فأصبح من الواجب أن تنتقل هذه الدعوة من مكّة إلى المدينة.[٧]

الدروس المستفادة من الهجرة

إنّ من أهمّ ما يُستفاد من هذه الهجرة العظيمة؛ ما يأتي:[٩][١٠]

  • أنّ الهجرة كانت وحيّاً من الله -عز وجل- لرسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد جاء الإذن من السّماء للنبيّ بالهجرة، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَةُ أوْ هَجَرُ، فإذا هي المَدِينَةُ).[١١]
  • جمال التنظيم والتخطيط للهجرة مما أدى إلى نجاحها رغم ما اكتنفها من المصاعب والمتاعب.
  • حفظُ الله تعالى لنبيّه وخليله -صلّى الله عليه وسلّم- ظاهراً وجليّاً من أوّل بعثتِه إلى أن وصل المدينة مع أصحابه، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).[١٢]
  • دور الصحابي الأعظم الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-، وصُحبته للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعدّ هذه منقبةٌ عظمى من مناقبه الشريفة، وما هذا إلى تكريماً له وامتناناً عليه من الله -تعالى-.
  • تجلّي عناية الله -تعالى- بأحبابه من عباده؛ فإنّ الله -عز وجل- كافٍ عبده، ومعينه على أمره؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظ أولياءه الصالحين ويحميهم من أعدائهم وأعداء الدين، ولا يخذلهم أبداً، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد اجتمع عليه المشركون، وأرسلوا إليه الرجال ليقتلوه، وأرادوا أن يهجموا عليه هجمة رجلٍ واحدٍ، حتى يتفرّق دمه بين القبائل، لكن النبيّ -صلّى اله عليه وسلّم- خرج لهم وأخذ حفنة من التراب وألقاها على رؤوسهم وهو يتلو فاتحة سورة ياسين: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)،[١٣]، فخرج النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه- وترافقه عناية الله -سبحانه وتعالى-، ولم يلحظْ المشركون خروجه.
  • الأخذ بالأسباب؛ ومن ذلك ما قام به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب؛ فقد أمر أبا بكر -رضي الله عنه- أن يبتاع راحلتين قبل مجيء الهجرة، وكذلك أخذه بشتّى العوامل السريّة؛ وذلك حين جاءه أبو بكر في ساعةٍ وكان متنكراً فقال له: (يا أبا بكر، أخرج من عندك)، فقال له أبو بكر:( إنّما هما ابنتاي)؛ فجاءه الإخبار بأنّ الله -تعالى- قد أمره بالهجرة، وقد خرج النبيّ في الهجرة من غير الطريق التي تعوّد أن يخرج منها، وذلك من أجل أن يبعد القوم عن آثارهم، ومنها أيضاً أنّه قد استأجر ابن أُريقط وهو رجلٌ من بني الديل، ليكون له دليلاً فهو خبيرٌ بطُرُق الصّحراء، وذلك من أجل أن يدلّهم على الطريق بدقّةٍ، وكذلك ما صنعته أسماء أو ما قامت به من تحضير الزاد للنبيّ ولأبيها، ومنه أخيراً دخولهما في غار ثور فقد مكثا فيه ثلاثة أيّامٍ، إلى أن خفّ البحث عنهما، ويئس القوم من الوصول إلى مكانهما، وبعدها خرجا بسلام.
  • إنزال الطمأنينة على قلبِ النبيّ في أحلك الظروف وأقساها، فهذه الطمأنينة النفسية لا يرزقها الله -سبحانه وتعالى- إلّا للعبد المؤمن الصابر الثابت، لمّا دخل النبي وأبو بكر الغار والقوم يلاحقونه من خلفه وقد تمركزوا على بوابة الغار، إذ بأبي بكر يخاف قلبه خشية على النبيّ، فيُطمئنه النبيّ بهذه العبارة العميقة الخالدة: (يا أبا بكرٍ، ما ظَنُّكَ باثنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟)[١٤]، وبقيت هذه العبارة كجزءٍ من آيةٍ قرآنيّةٍ تُتلى إلى يومنا هذا: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[١٥] وبهذا قد نصر الله نبيّه وأعزّ دينه، وأعلى كلمته؛ كلمة الحقّ والدين، وذاع صِيتُ أعظم دينٍ بين العالمين.

المراجع

  1. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 171-175. بتصرّف.
  2. سورة الحشر، آية: 9.
  3. ^ أ ب ت محمد بن إبراهيم الحمد، الهجرة دروس وفوائد، صفحة 21-27. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن على الحجى (1420هـ)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثه (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 312-312. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية: 20.
  6. مصطفى بن حسني السباعي (1418هـ)، هكذا علمتني الحياة، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 166. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 457-458، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت: دار الندوة الجديدة، صفحة 173-174. بتصرّف.
  9. أمين بن عبد الله الشقاوي (1434هـ)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 476-478، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو عمر عبد الحي بن يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 4-6، جزء 4. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3622، صحيح.
  12. سورة المائدة، آية: 67.
  13. سورة يس، آية: 9.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 4663، صحيح.
  15. سورة التوبة، آية: 40.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى