وضوء و صلاة

ما هو فضل الصلاة

مكانة الصّلاة في الإسلام

فُرضت الصّلاة على المسلمين ليلة أُسري بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السّماء في رحلة المعراج، والصّلاة من أهمّ الفرائض وأوجب العبادات، وهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام بعد شهادة التّوحيد، فهي صلةٌ بين العبد وربّه عزّ وجلّ، يناجي العبد فيها الله تعالى، ويخضع بين يدي مولاه قائماً وراكعاً وساجداً، كما أنّها الفارق بين الإسلام والكفر، وهي أوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فصلاحها صلاح لأعماله، وفسادها فساد لأعماله، وقد حرص المسلمون منذ أنْ فرضت عليهم الصّلاة على إقامتها في أوقاتها، والاجتماع لها حيث يُنادى لها في بيوت الله تعالى، لأنّهم أدركوا فضلها وعظيم منزلتها عند الله عزّ وجلّ، حيث وعد الله -تعالى- المحافظين على أداء الصّلاة بالجنّة؛ فقال: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ)،[١] وتوعّد الذين يُفرّطون فيها ويتقاعسون عن إقامتها؛ حيث قال: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا)،[٢] وينظر الإسلام إلى أنّ التّثاقل عن الصّلاة صفة من صفات المنافقين الذين لا يرجون لله وقاراً، فما هو حكم الصّلاة، وما هو فضلها؟

فَضْل الصّلاة وأجرها

إنّ للصّلاة فضل كبير، والمحافظة على وقتها من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، ومن فضائلها:[٣]

  • الصّلاة سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ).[٤]
  • الصّلاة أفضل الأعمال عند الله -تعالى- بعد الشهادتين.
  • المحافظة على أداء الصّلاة تغسل الخطايا وتكفّر السّيئات، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ)،[٥] وجعل الله -تعالى- الصّلاة سبباً في مفغرة الذّنوب قبلها، حيث تحلّ رحمة الله على العبد، قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ).[٦]
  • الصّلاة نور وهداية وحُجّة لصاحبها في الدنيا والآخرة عند لقاء الله تعالى؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَن حافَظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يومَ القيامة).[٧]
  • الصّلاة سبب لرفع الدرجات في الجنّة؛ حيث قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لثوبان رضي الله عنه: (عليك بكثرةِ السجودِ للهِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلّا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً)،[٨] بل إنّ المداومة عليها، وكثرة التّقرّب إلى الله -تعالى- بها سبب لمرافقة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنّة، حيث نصح الرّسول -عليه السّلام- صاحبه كعب بن ربيعة -رضي الله عنه- قائلاً: (فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ).[٩]
  • تعدّتْ الفضيلة ذات الصّلاة وعمّ خيرها ليشمل الخطوات التي تقود المسلم إليها في بيوت الله تعالى، جاء في الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت اللَّه؛ ليقضي فريضة من فرائض اللَّه، كانت خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة).[١٠]

تعريف الصّلاة وحُكْمها

لا شكّ أنّ الوقوف على المعنى اللغويّ للصّلاة يكشف مدى ارتباطه بالمفهوم الاصطلاحيّ، كما أنّ بيان الحُكْم الشرعيّ لها يظهر من خلاله منزلتها ومكانتها بين العبادات الأخرى.

تعريف الصّلاة لغةً واصطلاحاً

تعريف الصّلاة في اللغة يرتبط بتعريفها في الاصطلاح؛ وبيان ذلك فيما يأتي:

  • الصّلاة في اللغة: أصلها الصّاد واللام والحرف المعتل، وتدلّ على معنيين؛ الأوّل: الاكتواء بالنّار وما شابهها من الحُمى، فيُقال مثلاً: صلى فلانُ العودَ بالنّار، والصِّلاء هو ما تُشعلُ به النّار وتوقد، والثّاني: جنس من العبادات، وهو الدّعاء، ومنه قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعامٍ فلْيُجِبْ، فإن كان مفطراً فلْيأكلْ، وإنْ كان صائماً فلْيُصَلِّ)،[١١] والمُراد بقول: إن كان صائماً فليُصَلِّ؛ أي: فليقم بالدّعاء لمن دعاه لتناول الطعام.[١٢]
  • الصّلاة في الاصطلاح الشرعيّ: هي عبادة فرضها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين، حيث يؤدّيها العبد المكلّف بأقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ مُحدَّدةٍ بشكلٍ منضبطٍ، وتُفتَتَح بالتّكبير، وتُختَتَم بالتسّليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدّعاء والإخبات إلى الله؛ إذ إنّ الصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[١٣]

حكم الصّلاة

فرض الله -سبحانه وتعالى- الصّلاة على المسلمين وبيّن على من تجب، وتفصيل ذلك فيما يأتي:

  • حُكْم الصّلاة: الصّلاة أهمّ أعمال الجوارح، وهي كذلك عمود الإسلام، وإقامتها فرض عين على كلّ مسّلم ومسّلمة بلغ سنّ التّكليف الشرعيّة المعتبرة، وذلك بإنزال المنيّ للذكر العاقل أو ما يقوم مقامه، ومجيء الحيض للأنثى العاقلة أو ما يقوم مقامه، وقد دلّ على فرضيتها القرآن الكريم والسّنة النبويّة وإجماع المسلمين؛ حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)،[١٤] وكتاباً أي: مكتوباً، مفروضاً، وأوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ -رضي الله عنه- بتبليغ أهل اليمن بفرضيتها؛ فقال: (فأَعْلِمْهم أن اللهَ قد افتَرَضَ عليهم خمسُ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ)،[١٥] وقال الفقهاء بأنّ من جحد فرضيّة الصّلوات أو واحدة منها وأنكر وجوبها فقد كفر كُفراً مُخرجاً من الملّة، وتُقام عليه أحكام المرتدّين ما لم يرجع عن جحوده ويعلنُ توبته، إلّا إذا كان قد دخل حديثاً بالإسلام، ولم يطّلع على أركانه وفرائضه.[١٦]
  • الفئات التي تسقط عنها الصّلاة: يُعفى من الصّلاة الصغير ذكراً أو أنثى حتى يصلا سنّ التّكليف، وتسقط الصّلاة عن المجنون حتى يعقل، كما تسقط عن المرأة مدّة حيضها ونفاسها؛ فلا تجب عليها أداءً ولا قضاءً، ولا حرج على النائم حتى يفيق، ولكن تجب الصّلاة بحقّه قضاءً، ومثله النّاسي.[١٧]

المراجع

  1. سورة المعارج، آية: 34-35.
  2. سورة مريم، آية: 59.
  3. سعيد القحطاني (6-11-2012)، “فضل الصلاة في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.
  4. سورة العنكبوت، آية: 45.
  5. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 668، صحيح.
  6. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233 ، صحيح.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1467، أخرجه في صحيحه.
  8. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  9. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب، الصفحة أو الرقم: 489، صحيح.
  10. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 666، صحيح.
  11. رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/275، إسناده صحيح.
  12. أحمد بن فارس (1979)، معجم مقاييس اللغة، بيروت: دار الفكر، صفحة 300، جزء 3. بتصرّف.
  13. سعيد القحطاني، منزلة الصّلاة في الإسلام، المملكة العربيّة السعوديّة: مطبعة سفير، صفحة: 7-8. بتصرّف.
  14. سورة النساء، آية: 103.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1395 ، صحيح.
  16. محمد العثيمين (8-2-2007)، “ما حكم الصلاة؟ وعلى من تجب؟”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.
  17. عبد الحي يوسف (27-4-2012)، “الحالات التي تسقط فيها الصلاة”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى