أنف و أذن و حنجرة

ما هو احتقان الحلق

احتقان الحلق

احتقان الحلق، أو التهاب الحلق، أو ألم في الحلق، أو التهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Pharyngitis) جميعها مصطلحات يتم استخدامها للتعبير عن الالتهاب الذي يصيب منطقة البلعوم (بالإنجليزية: pharynx) في مؤخِّرة الحلق، وهو من الحالات الصحيَّة الشائعة، ويصاحبه الشعور بالخدش أو التخريش في منطقة الحلق، والألم، وصعوبة البلع، ويزول هذا الاحتقان عادةً خلال عدَّة أيام أو قد يستمرُّ لمدَّة تزيد عن أسبوع في بعض الحالات،[١][٢] فبحسب دراسة أجريت عام 2010م ونُشرت في مجلة StatPearls Journal عام 2020م فإنَّ ما يقارب 1.814 مليون شخص قاموا بزيارة قسم الطوارئ الطبيَّة نتيجة إصابتهم باحتقان الحلق، وما يقارب 692 ألف حالة منهم تنتمي إلى فئة الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، بالإضافة إلى أنَّ معظم هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 5 أعوام، ومن الجدير بالذكر أنَّ نسبة الإصابة باحتقان الحلق تكون مرتفعة جدّاً في الدول التي يتم فيها الإفراط في استخدام المضادَّات الحيويَّة (بالإنجليزية: Antibiotics).[٣]

أسباب احتقان الحلق

توجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى المعاناة من احتقان الحلق، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:[٤][٥]

  • العدوى الفيروسيَّة: وهي أكثر أسباب احتقان الحلق شيوعاً، وقد تكون ناجمة عن الإصابة بفيروس الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، أو أحد الفيروسات المسبِّبة لنزلة البرد أو الزكام (بالإنجليزية: Common cold)، أو فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏ المسبِّب للحُمَّى الغديَّة (بالإنجليزية: Glandular fever) أو كثرة الوحيدات العدوائيَّة (بالإنجليزية: Infectious mononucleosis).
  • العدوى البكتيريَّة: نتيجة الإصابة ببكتيريا المكورة العقديَّة المقيحة (بالإنجليزية: Streptococcus pyogenes)، وقد يُطلق مصطلح التهاب الحلق العقدي (بالإنجليزية: Strep throat) على احتقان الحلق في هذه الحالة، ومن الجدير بالذكر أنَّ التهاب الحلق العقدي يزداد سوءاً في الغالب في حال عدم الحصول على العلاج، ويكون مصحوباً بإعياء شديد في العادة.
  • الأسباب الأخرى: من الأسباب الأخرى التي قد تؤدِّي إلى المعاناة من احتقان الحلق ما يأتي:
    • تقرُّحات الفم (بالإنجليزية: Mouth ulcers).[٤]
    • التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis).[٤]
    • التهاب الأنف التحسُّسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis)، أو ما يُعرَف بحُمَّى القشِّ (بالإنجليزية: Hay fever).[٥]
    • الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastro-oesophageal reflux).[٥]
    • الحديث لفترة طويلة أو الصراخ، والذي بدوره قد يؤدِّي إلى إجهاد عضلات الحلق، والمعاناة من بحَّة الصوت واحتقان الحلق.[٥]
    • التنقيط الأنفي الخلفي (بالإنجليزية: Post-nasal drip)؛ وهو انتقال السائل المخاطي من الأنف أو الجيوب الأنفيّة عبر مؤخِّرة الحلق.[٥]
    • التدخين.[٥]

ولمعرفة المزيد عن أسباب احتقان الحلق يمكن قراءة المقال الآتي: (ما سبب احتقان الحلق).

أعراض احتقان الحلق

تصاحب احتقان الحلق مجموعة من الأعراض المختلفة بحسب شدَّة الاحتقان والمسبِّب الرئيسي له، ويمكن بيان بعض منها كما يأتي:[٦]

  • ألم في الحلق.
  • تهيُّج وتخرُّش الحلق.
  • زيادة شدَّة الألم عند البلع.
  • الحُمَّى.
  • الصداع.
  • ظهور الطفح الجلدي.
  • انتفاخ اللوزتين واحمرارهما.
  • انتفاخ غدد الرقبة.
  • ظهور بقع بيضاء في الحلق، وعلى اللوزتين.
  • ألم العضلات والمفاصل.
  • ألم البطن، كذلك يكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال.
  • التقيُّؤ، والذي يكون أكثر شيوعاً في حالات احتقان الحلق لدى الأطفال.
  • رائحة الفم الكريهة.[٧]
  • الأعراض الأخرى المصاحبة للعدوى الفيروسيَّة في حال كانت هي المسبِّب لاحتقان الحلق، مثل: بحَّة الصوت، والسعال، واحمرار العينين، وسيلان الأنف.[٧]

ولمعرفة المزيد عن أعراض احتقان الحلق يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض احتقان الحلق).

تشخيص احتقان الحلق

لتشخيص الإصابة باحتقان الحلق قد يجري الطبيب عدداً من الاختبارات التشخيصيَّة المختلفة بحسب حالة الشخص المصاب، ومنها ما يأتي:

  • الفحص السريري: يبدأ الطبيب بتشخيص احتقان الحلق من خلال إجراء الفحص السريري (بالإنجليزية: Physical exam)، والذي يتضمَّن استخدام جهاز مخصَّص مزوَّد بالضوء للنظر إلى الحلق والمسالك الأنفيَّة والأذنين، والاستماع إلى نبضات القلب باستخدام السمَّاعة الطبيَّة، وتحسُّس الرقبة للكشف عن وجود انتفاخ في الغدد.[٨]
  • مسحة الحلق: في حال الشكِّ بالإصابة بالتهاب الحلق العقدي، أو في حال عدم تحسُّن الأعراض بعد مدَّة من البدء بالعلاج، أو كثرة تكرُّر احتقان الحلق فقد يجري الطبيب مسحة للحلق للحصول على عيِّنة من الجسم الممرض الذي أدَّى لاحتقان الحلق، إذ تتم زراعة العيِّنة في المختبر لتحديد مسبِّب الاحتقان والعلاج المناسب، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ اختبار الزراعة يُعطي نتائج أفضل من التحليل المعروف بتحليل التهاب الحلق العقدي المستعجل (بالإنجليزية: Rapid strep test)، إلا أنَّ صدور نتائج اختبار الزراعة قد يحتاج إلى يوم كامل.[٩][١٠]
  • التحليل الجزيئي: لإجراء التحليل الجزيئي (بالإنجليزية: Molecular test) أو ما يُعرَف بتحليل التهاب الحلق العقدي المستعجل للكشف عن الإصابة بعدوى بكتيريا المكورة العقديَّة المقيحة يتم أخذ مسحة من الحلق أيضاً وإرسالها للمختبر للتحليل، وتظهر النتائج في هذه الحالة خلال دقائق معدودة فقط، إلا أنَّه كما تم ذكره سابقاً فإنَّ نتائج اختبار الزراعة تكون أكثر دقَّة.[١١][١٠]
  • تحليل الدم: في بعض الحالات النادرة قد يجري الطبيب تحليلاً للدم للمساعدة على تشخيص مسبِّب احتقان الحلق، خصوصاً في حال الشكِّ بالإصابة بعدوى كثرة الوحيدات العدوائيَّة، أو في حال استخدام الشخص المصاب لبعض الأدوية التي قد تؤثِّر في نشاط الجهاز المناعي.[٩]

علاج احتقان الحلق

توجد مجموعة من النصائح التي تساعد على تهدئة احتقان الحلق بشكل عام، مثل تجنُّب التعرُّض للتدخين، والغرغرة بالماء المالح، وتناول الأطعمة اللينة والباردة، والسكاكر المحلَّاة أو مكعَّبات الثلج، والإكثار من شرب السوائل الدافئة والباردة مع ضرورة تجنُّب تناول السوائل الحارَّة جدّاً،[١٢] أما بالنسبة للعلاج الطبِّي لاحتقان الحلق فيعتمد على المسبِّب الرئيسي للاحتقان،[١٣] وفي ما يأتي بعض العلاجات المتَّبعة:

  • العدوى البكتيريَّة: في حال تم تشخيص الإصابة بالتهاب الحلق العقدي يصف الطبيب المضادَّ الحيويَّ المناسب، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الالتزام بالخطَّة العلاجيَّة الموصوفة من قِبَل الطبيب واستمرار استخدام الدواء حتى انتهاء المدَّة المذكورة حتى في حال الشعور بتحسُّن الأعراض.[١٣]
  • العدوى الفيروسيَّة: لا يحتاج احتقان الحلق الناجم عن العدوى الفيروسيَّة الخضوع للعلاج، ويزول عادة خلال مدَّة لا تتجاوز الأسبوع، ويمكن في هذه الحالة استخدام بعض مسكِّنات الألم للتخفيف من الألم والحُمَّى المصاحبة للاحتقان، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الصيدلاني من حيث أنواع الأدوية التي يجب استخدامها وكمِّيتها، ومن الجدير بالذكر أنَّ أعراض احتقان الحلق الناجم عن الإصابة بكثرة الوحيدات العدوائيَّة قد تستمرُّ لمدَّة تصل إلى شهر كامل في بعض الحالات، ويجب في هذه الحالة الحصول على الراحة الكافية للمساعدة على الشفاء.[٦][١٣]
  • الحساسيَّة: قد يتم في هذه الحالة وصف بعض مضادَّات الحساسيَّة للتخفيف من احتقان الحلق، كما يُنصح بتجنُّب التعرُّض للعناصر المحفِّزة للحساسيَّة.[٦]
  • التهاب لسان المزمار: قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب لسان المزمار (بالإنجليزية: Epiglottitis) المسبِّب لاحتقان الحلق إلى الدخول للمستشفى بسبب حاجتهم إلى استخدام الجهاز المساعد على التنفُّس في بعض الحالات الشديدة.[١٣]
  • التهاب اللوزتين: في بعض الحالات الشديدة من التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis)، أو في حال كان حجم اللوزتين يفوق الحجم الطبيعي قد يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عمليَّة استئصال اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillectomy) للتخلُّص من احتقان الحلق.[٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج احتقان الحلق يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف أعالج التهاب الحلق).

فيديو عن احتقان الحلق

للتعرُّف على المزيد من المعلومات حول احتقان الحلق شاهد الفيديو.

المراجع

  1. “Acute Pharyngitis”, ada.com,3-1-2020، Retrieved 14-5-2020. Edited.
  2. Wendy Stead (3-7-2019), “Patient education: Sore throat in adults”، www.uptodate.com, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  3. “Pharyngitis”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Sore throat (pharyngitis)”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح “Sore throat”, www.mydr.com.au, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث “Sore Throat”, familydoctor.org, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  7. ^ أ ب “Sore throat”, www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  8. “Sore throat”, www.mayoclinic.org,1-2-2020، Retrieved 14-5-2020. Edited.
  9. ^ أ ب Mary Harding (19-10-2016), “Sore Throat”، patient.info, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  10. ^ أ ب Melissa Conrad Stöppler, “Sore Throat”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  11. “Sore throat”, www.nchmd.org,2-1-2020، Retrieved 14-5-2020. Edited.
  12. “Sore throat”, www.nhsinform.scot, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث Valencia Higuera, “How to deal with a sore throat”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى