قرآن

كم عدد أحزاب القرآن الكريم

عدد أحزاب القرآن الكريم

ينقسم القرآن الكريم إلى عددٍ من الأجزاء والأحزاب، ويبلغ عدد الأحزاب فيه ستّين حزباً، ويعرَّف بأنّه نصف الجزء،[١] ويجدر بالذِّكر أنَّ تقسيم الأحزاب جاء من باب التيسير على من أراد تلاوة القرآن الكريم، كما أنَّه يُعين من أراد حفظ القرآن على ترتيب وتسهيل حفظه، وقد رُوعي في تقسيم الأحزاب عدد الحروف، إلا أنَّ ابن تيمية بيَّن عدم الصحة في تقسيم الحروف لِما فيه من الاختلاف بين الحروف المنطوقة والحروف المكتوبة من حيث الزّيادة والنُّقصان، أمَّا عن عدد الآيات فإنَّها تتغيّر من حزب إلى آخر، فالأَوْلى للقارئ أن يُراعي في قراءته تحزيب السُّور وأن يُراعي في قراءته المعنى، وهذا ما كان عليه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.[٢]

تقسيم القرآن إلى أحزاب

قام الصحابة -رضي الله عنهم- والسلف الصالح بتحزيب القرآن الكريم إلى سبعة أحزاب، وكانوا يقرؤون في كلّ يومٍ حزباً، أمَّا أشهر أنواع التحزيب فهو ما تعارف عليه النّاس اليوم من تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً، وتقسيم الجزء إلى حزبين، وتقسيم الحزب إلى أربعة أرباع، ويختلف هذا التحزيب عن تحزيب الصحابة بكونه قد يبدأ في وسط السورة أو عند آية مرتبطة بما بعدها في السياق والمعنى، أمَّا تحزيب الصحابة فإنَّه دائماً ما يكون في بداية السُّور،[٣] وقد قام نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بهذا التحزيب تحت إشراف والي العراق الحجاج ببن يوسف الثقفي استجابة لأمر الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد كان الهدف من وراء هذه الجهود إعانة أهل القرآن على مراجعته وحفظه، وقد كان الاعتبار الوحيد في هذا التقسيم هو الكمية دون النظر لبداية السورة أو نهايتها، ويدخل هذا التقسيم في خانة الأمور الاجتهادية وليس التوقيفية.[٤]

معلومات عن القرآن

يبلغ عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثين جزءاً، واسم الجزء حسب اسم السورة أو الآية التي يبدأ بها،[٥] أمّا عن عدد سور القرآن فهو منذ عهد الصّدّيق عندما قام زيد بن ثابت بجمعه مئة وأربع عشرة سورة كما هو بين أيدينا اليوم،[٦] وأمّا بالنسبة لسور القرآن فإنَّ أقل عددٍ اشتملت عليه من الآيات هو ثلاث آيات في سورة الكوثر، وكانت سورة البقرة أطول السُّور بعددٍ بلغ مئتي وستّ وثمانين آية، وقد كانت تسمية كل سورة من سور القرآن لحكمةٍ أرادها الله -تعالى-، فلم يكن القرآن كلّه باسمٍ واحدٍ؛ لتسهيل قراءته وحفظه وتدبّره، وجعل النفوس متشوّقة عند أخذ جزء منه؛ كأن يحفظ الواحد من النّاس عدداً من السُّور يضمّها في صدره ويرغب بالاستزادة، ويُستفاد أيضاً من جعله سور تقسيم الموضوعات، فقد عالجت السُّور موضوعات مختلفة، وفي هذه الحالة يسهل على القارئ التنقّل بين الموضوعات، وهذا ممّا يصعب التمكّن منه لو كان القرآن متتابعاً.[٧]

وفيه أيضاً إشارة واضحة على إعجاز القرآن، فقد عجز النّاس عن الإتيان بسورةٍ من سور القرآن القصيرة التي لا تتعدّى الثلاث آيات،[٧] وقد ورد في تعريف آيات القرآن بأنَّها: “طائفة من القرآن، منقطعة عما قبلها وما بعدها، ليس بينها شبه بما سواها”، أمَّا عن عددها فهو ستة آلاف ومئتا آية، وقد تعدّدت الآراء في عدد كلمات القرآن؛ لأنَّ الكلمة تختلف في لفظها ورسمها،[٨] وإنَّ أطول آية في القرآن الكريم هي آية الدين في سورة البقرة.[٩]

المراجع

  1. محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الاولى)، بيروت: دار طوق النجاة، صفحة 102، جزء 1. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين (2009)، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1239، جزء 2. بتصرّف.
  3. محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 4، جزء 137. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين (2009)، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1222، جزء 2. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين (2009)، كتاب فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 1244، جزء 2. بتصرّف.
  6. ابن الجوزي (1987)، كتاب فنون الأفنان في عيون علوم القرآن (الطبعة الاولى)، بيروت: دار البشائر، صفحة 234. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 4-7، جزء 23. بتصرّف.
  8. أكرم الدليمي (2006)، كتاب جمع القرىن دراسة تحليلية لمروياته (الطبعة الاولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 208، جزء 1. بتصرّف.
  9. فهد الرومي (2003)، كتاب دراسات في علوم القرآن (الطبعة الثانية)، صفحة 236. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

القرآن الكريم

أنزل الله تعالى القرآن الكريم على النَبيّ محمد -عليه الصَّلاة والسَّلام- معجزةً مؤكِّدةٍ لصدق رسالته ودليلاً على نبوّته، فكان آخر الكتب السَماويَّة وخاتمها، وجمع القرآن الكريم بين دفّاته من الأحكام ما يُنظِّم علاقة المسلم بالله تعالى وبغيره من النَّاس، في المجالات المُختلفة من عقيدةٍ وعباداتٍ ومُعاملاتٍ وأخلاقٍ وآداب، فكان منهاجاً يسير عليه المسلم في شؤونه المُختلفة، ودستوراً ناظماً لحياته كلِّها. الآتي تعريف القرآن الكريم، وذكر بعض أسمائه، وبيان ما يتعلّق بسوره وأحزابه من حيثُ تقسيمُها وعددها.

تعريف القرآن الكريم

القرآن الكريم لغةً

تعدَّدت المعاني اللغويَّة للقرآن نتيجةً لاختلاف العلماء في الجذر اللغويّ للفظ القرآن الكريم، فمنهم من قال إنَّه لفظٌ مشتقٌ من القرائن؛ لأنَّ آيات القرآن الكريم يصدِّق بعضها بعضاً ويشبه بعضها بعضاً مثل ما القرينات، وهذا ما ذهب إليه الفرَّاء، وقيل إنَّ لفظة القرآن مُشتقَّةٌ من القرء أي الجمع، ومنه قولهم قَرَأ الماء في الحوض إذ جُمع فيه، وسمِّي القرآن بذلك لأنَّه جمع السُّور بعضها إلى بعضٍ فيه، أو لأنَّه جمع فوائد وثمرات الكتب السماويَّة التي سبقته، وهذا ما ذهب إليه الزَجّاج وغيره، وقيل إنَّ مادة القرائن من القراءة؛ أي أنَّ جذره قرأ وهو قول اللحيانيّ وغيره.[١]

وكما أنَّ من العلماء من قال بأنَّ لفظ القرآن لفظٌ مشتقٌّ في اللغة، فمنهم من قال بأنَّه لفظٌ جامدٌ غير مشتقٍّ، خصَّ الله تعالى به الكتاب الذي أنزله على النَبيّ محمدٍ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، مثله كمثل أسماء الكتب السَماويَّة الأخرى التي سبقته، كالتَّوراة والإنجيل، وإلى هذا القول ذهب الإمام الشَافعيّ وغيره.[١]

القرآن الكريم اصطلاحاً

يعرَّف القرآن الكريم في الاصطلاح بأنَّه (كلام الله تعالى المعجز، المُوحَى به على النبيّ محمدٍ -عليه الصَّلاة والسَّلام- بواسطة المَلَك جبريل -عليه السَّلام-، المنقول بالتَّواتر، المُتعبَّد بتلاوته، المجموع بين دفَّتَي المُصحف، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النَّاس)؛ والمقصود بأنَّه مُعجَز أي أنَّ بلاغة لغة القرآن الكريم وفصاحة بيانه كانت مُعجزةً للعرب أهل الفصاحة والبيان من أن يأتوا بمثله أو حتى بسورةٍ واحدةٍ من مثله، ومعنى أنَّه مُوحى به من الله تعالى أي أنَّ القرآن الكريم بلفظه وبمعناه من عند الله تعالى أنزله جبريل على النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، والقرآن الكريم منقولٌ بالتَّواتر أي أنَّه قد نقله جمعٌ كثيرٌ عن جمعٍ بصورةٍ يستحيل معها اتّفاقهم على الكذب أو وقوعهم في الخطأ، والمراد بأنَّ القرآن الكريم مُتعبَّدٌ بتلاوته أي أنَّ في تلاوته عبادةٌ وقربةٌ لله تعالى، كما أنَّ الصّلاة لا تصحّ إلا به.[٢]

أسماء القرآن الكريم

إنَّ للقرآن الكريم أسماء عدَّةً عدَّدتها آيات القرآن الكريم نفسه وأتت على ذكرها، ومن هذه الأسماء:[٣]

  • الكتاب، وذلك كما في قول الله تعالى: (حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ).[٤]
  • الذكر، كما ورد في قول الله تعالى: (وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ).[٥]
  • التَّنزيل، كما جاء في قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[٦]
  • الفرقان، كما في قول الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).[٧]
  • النُّور، كما في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا).[٨]

سور القرآن الكريم

يتضمّن القرآن الكريم مئةً وأربع عشرة سورةً، موزَّعةً في أجزائه الثلاثين، ومن الأجزاء ما يحوي سورةً واحدةً أو جزءً من سورةٍ، كالجزء الأول والثاني يضمَّان سورة البقرة وحدها، وتختلف سور القرآن الكريم وتتباين من حيثُ طولُها وقِصرُها، ومن حيثُ مكِّيَّتها ومدنيَّتها، فما نزل من هذه السُّور قبل الهجرة تُعتبر سورةً مكِّيَّةً، وما نزل منها بعد الهجرة يُعتَبر مدنيَّاً بقطع النَّظر عن مكان وموقع نزوله، وتمتاز السُّور المكِيَّة بتناولها لمواضيع الإيمان والعقيدة وقصص الأنبياء والأمم السابقين، وآيات التَّثبيت والمُؤازرة والمُواساة للنَبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ويشيع فيها الخطاب بصورة (يا أيُّها النَّاس)، وأمَّا السُّور المدنيّة فتمتاز بتناولها لمواضيع الأحكام المُختلفة من عبادات ومُعاملات وآيات الجهاد، ويَشيع فيها الخطاب بصورة (يا أيُّها الذين آمنوا).[٩]

أحزاب القرآن الكريم

معنى الحزب

  • الحزب لغةً: من حَزَبَ، الحاء والزاي والباء أصلٌ واحدٌ صحيحٌ دالٌّ على التجميع، والحزب الجماعة من النَّاس ومنه قول الله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)،[١٠] والحزب من الشيء الطائفة والأجزاء منه، ومنه الحزب من القرآن الكريم.[١١]
  • الحزب اصطلاحاً: مصطلحٌ يُطلق على قسمٍ من القرآن الكريم، مثل الجزء، وهو -أي الحزب- نصف الجزء من القرآن، وأجزاء القرآن ثلاثين وبالتالي أحزابه ستِّين حزباً.[١٢]

عدد الأحزاب وتقسيمها

روى أوس الثقفي أنَّ أصحاب النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- سؤلوا: (كيف تُحزِّبون القرآنَ؟ قالوا: نُحزِّبُه ثلاثَ سوَرٍ، وخمسَ سوَرٍ، وسبعَ سوَرٍ، وتسعَ سوَرٍ، وإحدَى عشرةَ سورةً، وثلاثَ عشرةَ سورةً، وحزبَ المُفصَّلِ من ق حتَّى يختِمَ).[١٣]

فأحزاب القرآن الكريم ستون حزباً، وتقسيم القرآن إلى أحزابٍ هو تقسيمٌ اجتهاديّ قام به الصّحابة -رضي الله عنهم-، وغايته ترتيب ختمتهم للقرآن الكريم، وتحديد قدر قراءتهم في يومهم وليلتهم، ومعنى ما رواه أوس الثقفي كالآتي: أنَّ سور القرآن الكريم محزَّبةٌ؛ أولاً: بالسور الأُوائل الثلاثة بعد الفاتحة، ثمَّ بالسّور الخمسة التي تليها وهي المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ثمَّ سبع سور تليها وهي يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، ثمَّ السُّور التسع التي بعدها من الإسراء إلى الفرقان، ثمَّ الإحدى عشرة سورةً التي تليها من الشعراء إلى يس، ثمَّ الثلاث عشرة سورةً التي بعدها من الصافّات إلى الحُجُرات، ثمَّ باقي السُّور التي تليها المعروفة بالمُفصَّل من سورة ق إلى النّاس معاً.[١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 181-182، جزء 1. بتصرّف.
  2. مصطفى البغا، محي الدين مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الكلم الطيب، صفحة 15-23. بتصرّف.
  3. الزركشي (1957)، البرهان في علوم القرآن (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، صفحة 273-274. بتصرّف.
  4. سورة الدخان، آية: 1-2.
  5. سورة الأنبياء، آية: 50.
  6. سورة الشعراء، آية: 192.
  7. سورة الفرقان، آية: 1.
  8. سورة النساء، آية: 174.
  9. مصطفى البغا، محي الدين مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الكلم الطيب، صفحة 64-66. بتصرّف.
  10. سورة الروم، آية: 32.
  11. ابن فارس (2002)، مقاييس اللغة، دمشق: اتحاد الكتاب العرب، صفحة 43، جزء 2. بتصرّف.
  12. عبد العزيز الحربي (2010)، تحزيب القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 101. بتصرّف.
  13. رواه ابن كثير، في فضائل القرآن، عن أوس الثقفي، الصفحة أو الرقم: 148، إسناده حسن.
  14. الإسلام سؤال وجواب (26-8-2008)، “تقسيم المصحف إلى أجزاء وأحزاب”، islamq، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى