أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق هو عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ، ورفيق الرسول الله عله وسلم، وأولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد المُبشرين بالجنَّة، ولد في مكة سنة 573م، وكان أوّل من أسلم من الرجال الأحرار، كما وشهد غزوة بدر ومختلف الغزوات مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبايعه المسلمين على الخلافة عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم لمنع الفتن، وفي هذا المقال سنعرفكم على متى بدأت خلافة أبي بكر وكيف.
خلافة أبي بكر الصديق
اجتماع السقيفة
أصيبت نفوس الملسين بالذهول من خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يصدق عمر بن الخطاب ذلك، وهدد ناقلين الخبر وتوعدهم، ولم يصدق المسلمين الخبر إلا بعد أن قال أبو بكر:(فمَن كان منكم يَعبُدُ محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا قد ماتَ ، ومَن كان منكم يَعبًدً اللهَ فإن اللهَ حيٌّ لا يموتُ) [صحيح]، الأمر الذي أدخل السكينة إلى قلبهم، فبدأوا باجتماع السقيفة للتشاور، وللإسراع في البيعة للخلافة، لتسهيل شؤون الملسمين، فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، ثمّ لحقهم المهاجرين، ودارت بينهم نقاشات لمعرفة من له الحقّ في تولّي الخلافة، فكان رأي الأنصار بأنّ لهم سابقة في الجهاد، وفي الدفاع عن النبي، ورفع شأن الدين، بينما كان رأي المهاجرين بأنّهم عجزوا عن حمايتهم، وقصّروا في نصرته، إلا أنّ أبا بكر دافع عنهم، فقال بأنّهم أول من صدّق النبي صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال عمر بأنه لا ينبغي تولّي الأمر من غير المهاجرين، فلما رأى أبو بكر اشتداد المناقشات، وظهور الخلافات، طلب من المسلمين الاختيار بين عمر بن الخطاب، وأبي عبيدة بن الجراح، إلا أنّ عمر وأبا عبيدة طالبا بمبايعة أبي بكر للخلافة لأنّه أفضل المهاجرين، وثاني اثنين في الغار، فتابعهما من الأنصار قيس بن سعد، فقبل الأنصار مشورته، وامتثل الأنصار لدعوة أبي عبيدة، ولم يتخلف عن بيعة أبي بكر من الأنصار سوى سعد بن عبادة، حيث طالب باستخلافه بدلاً من أبي بكر.
مبايعة العامة أبو بكر
تمت مبايعة أبي بكر على المنبر في اليوم التالي من اجتماع السقيفة في (11- 13هـ/ 632هـ – 634م )، ولكنّ الشيعة اتفقوا على أنّ علياً بن أبي طالب أحق بالخلافة من أبي بكر، علماً بأنّ علياً بن أبي طالب قد بايع أبا بكر، وقد حاول الشيعة إثبات نظريتهم بأحاديث وآيات قرآنية، فقابلهم أهل السنة بحجج كافية تدلّ على إثبات صحة إمامة أبي بكر، خاصةً أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد طلب من أبي بكر الصلاة بالناس أثناء مرضه، وقد توجّه أبو بكر بعد ذلك إلى الناس بخطبة حثّ فيها على الجهاد، وإرشاد المسلمين إلى ما فيه صلاح دنياهم ودينهم.