محتويات
فوائد تناول السمك لمرضى السكريّ
تتعدّدُ الفوائد التي يُقدِّمُها السمك لمرضى السكريّ، إذ إنّ محتواه من البروتينات يُزوِّد الجسم بالطّاقة اللازمة، كما قد تُساعد أنّ الأوميغا-3 على تعزيز صحّة القلب، وعلاوةً على ذلك فإنّه يُعوّض نقص مستويات فيتامين د الشائع عند هؤلاء المرضى حيث إنه مصدرٌ جيدٌ لفيتامين د كما ذُكر أعلاه،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأسماك الدّهنيّة؛ كالسلمون، والبلمية (بالإنجليزية: Anchovies)، والسردين، والإسقمري، والرنجة، وغيرها، تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من الأحماض الدّهنية أوميغا 3، ومن هذه الأحماض؛ حمض الإيكوسابنتاينويك (بالإنجليزيّة: Eicosapentaenoic acid)، والمعروف اختصاراً بـ EPA، وحمض الدوكوساهيكسينويك (بالإنجليزيّة: Docosahexaenoic acid) الذي يُعرَف اختصاراً بـ DHA، حيث إنّه من المهمّ تزويد مرضى السكريّ بكميّاتٍ كافيةٍ من هذه الأحماض الدهنية بشكلٍ مُنتظَمٍ؛ حيث إنهم أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدّماغيّة، وتقلل بدورها هذه الأحماض من المؤشرات المرتبطة بالالتهاب، وتحافظ على صحة الخلايا المُبطِّنة للأوعية الدمويّة، بالإضافة إلى أنّها تُعزّز وظائف الشرايين بعد تناول الطّعام.[٢]
كما يحتوي السمك على كميّاتٍ كبيرةٍ من البروتين عالي الجودة الذي يُساعد على تعزيز الشّعور بالامتلاء، وزيادة معدّل الأيض في الجسم، ويُنصَح بتناول السمك مشويّاً أو مخبوزاً بدلاً من السمك المقليّ الذي يحتوي على الدّهون المُشبعَة، والدهون المتحولة (بالإنجليزيّة: Trans fat)، كما يُنصَح بتناول الخضروات إلى جانبه للحصول على وجبةٍ صحيّةٍ.[٢]
وفيما يأتي ذكر نتائج بعض الدراسات التي تتعلّق بفوائد السمك المحتمَلَة لمرضى السكريّ:
- أشارتْ دراسةٌ رصدية قائمة على الملاحظة ونشرتْها مجلّة جمعيّة القلب الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: American Heart Association) عام 2003، وأُجريَت على مجموعةٍ من النّساء اللاتي يُعانين من مرض السكريّ من النوع الثاني، إلى أنّ استهلاك السمك، بالإضافة إلى الأحماض الدّهنية أوميغا-3 طويلة السلسلة، يحدّ من خطر الإصابة بمرض القلب التاجيّ (بالإنجليزيّة: Coronary heart disease)، أو ما يُعرَف اختصاراً بـ CHD، كما يُقلّل من إجماليّ الوفيات بين النساء المُصابات بمرض السكريّ.[٣]
- أشارتْ دراسةٌ رصدية قائمة على الملاحظة ونُشرَتْ في مجلّة Clinical Nutrition عام 2018 إلى أنّ استهلاك السمك من قِبَل المُصابين بمرض السكريّ من النّوع الثاني، يُقلّل من خطر الإصابة بانسداد العضلة القلبيّة (بالإنجليزيّة: Myocardial Infarction)، والمعروف أيضاً باسم النّوبة القلبيّة، إلّا أنّه لم يرتبط بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدّماغيّة، وعلاوةً على ذلك فقدْ كشفت الدّراسة أنّ تناول السمك قد يَحدّ من إجماليّ الوفيات؛ خاصّةً النّاتجة عن مرض القلب التاجيّ.[٤]
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول تغذية مرضى السكريّ يُمكنك قراءة مقال نظام غذائي لمرضى السكر.
السمك وخطر الإصابة بمرض السكريّ
يرتبط تناول السمك بكميّاتٍ مُعتدلةٍ بالحدّ من خطر الإصابة بمرض السكريّ، في حين أنّ استهلاك كميّاتٍ كبيرةٍ منه يرفع من خطر الإصابة بهذا المرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير تناول الأسماك في درجة خطر الإصابة بمرض السكريّ ما زال بحاجةٍ للمزيد من البحث، حيث إنّ نتائج الدّراسات في هذا المجال مُتضاربةٌ، ففي دراسةٍ رصدية قائمة على الملاحظة نشرتْها مجلّة Diabetes Care عام 2009، تبيّن أنّ زيادة إجماليّ تناول الأسماك يُقلّل من خطر الإصابة بالسكريّ بنسبة 25%، إلّا أنّ هذا التأثير يختلف باختلاف نوع السمك؛ حيث إنّ تناول السمك الأبيض، والسمك الدهنيّ يحدّ من خطر الإصابة بمرض السكريّ، في حين أنّ استهلاك المحار يرفع من خطر الإصابة به بنسبة 36%.[٥]
ويُمكن تفسير النّتائج السابقة تِبعاً لاختلاف نسب بعض المركّبات في الأسماك؛ والتي تُقدّم فوائد صحيّة عديدة لجسم الإنسان، ومن هذه المركّبات؛ الأحماض الدهنية الأوميغا-3 المتعددة غير المشبعة، وحمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهكساينويك، حيث إنّ ارتفاع تركيز هذه الأحماض الدهنية في خلايا العضلات الهيكلية يُعزّز حساسية الإنسولين، لذلك قد يكون وجود هذه الأحماض بنسبةٍ عاليةٍ في السمك الدهنيّ، والأبيض سبباً في ارتباط زيادة تناولهما بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكريّ، وإن صحّ هذا التّفسير؛ فإنّه من المُتوقّع أنْ يكون تأثير السمك الزيتيّ في الحدّ من خطر الإصابة بالسكريّ أقوى من السمك الأبيض؛ لاحتوائه على نسبة أعلى من هذه الأحماض الدّهنية، ومن ناحيةٍ أخرى فمن المُحتمَل أن يكون السبب مرتبطاً بتركيب الأحماض الأمينيّة في بروتين الأسماك؛ إذ إنّه قد يُعزّز امتصاص سكّر الجلوكوز من خلال العضلات الهيكليّة عبر تحسين حساسية الإنسولين.[٥]
وقد أشارت دراسة رصدية أخرى قائمة على الملاحظة ونشرتْها مجلّة PLOS ONE عام 2014 إلى أنّ استهلاك 75 إلى 100 غرامٍ يوميّاً من الأسماك القليلة بالدهون، يحدّ من خطر الإصابة بمرض السكريّ من النّوع الثاني، ومع ذلك فإنّه لم يتمّ التحقّق من أنّ هذا التأثير يعود لتناول هذه الأسماك بحدّ ذاتها، أم لاتّباع نمط حياةٍ صحيٍّ من قِبَل المُشاركين في الدّراسة، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّه لم يُلاحَظ تَفاقُم مرض السكريّ عند تناول السمك الدهنيّ، أو حتى مُكمّلات زيت كبد الحوت.[٦]
بعض أنواع الأسماك المناسبة لمرضى السكريّ
ذكرتْ معاهد الصحّة الوطنيّة (بالإنجليزيّة National Institutes of Health) العديد من الأسمك المفيدة لمرضى السكريّ، حيث إنّها غنيّةٌ بالأحماض الدّهنية الأوميغا-3 التي تُعزّز صحّة القلب عبرَ المساهمة في الحدّ من مستويات ثلاثي الغليسريد (بالإنجليزيّة: Triglyceride) في الدّم، ومن هذه الأسماك: السلمون، والسردين، وسمك التونة، والإسْقُمريّ (بالإنجليزيّة: Mackerel)، وأسماك الرنجة، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّه يُوصى تجنّب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الزئبق، أو الحدّ من تناولها، مثل: الأسماك المرلينية (بالإنجليزيّة: Marlin)، وسمكة السيف (بالإنجليزيّة: Swordfish)، وسمك التلفيش (بالإنجليزيّة: Tilefish)، وغيرها،[٧] وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ الأسماك القلية بالدهون؛ كالحوت، وسمك الحدوق تحتوي على نسبةٍ منخفضةٍ من الدّهون، ومُستوياتٍ جيّدةٍ من البروتينات عالية الجودة.[٨]
الكميات الموصى بتناولها من الأسماك
تُوصي جمعيّة القلب الأمريكيّة بتناول حصّتين من السمك أسبوعيّاً، وذلك تِبعاً لفوائده الصحيّة العديدة التي يُقدّمها للجسم، فقد تبيّن في دراسةٍ نشرتْها المجلّة الأمريكية لأمراض الكلى (بالإنجليزيّة: American Journal of Kidney Diseases) عام 2008 أنّ ارتفاع تناول السمك قد يُقلّل من خطر إصابة مرضى السكريّ بأمراض الكلى عبر الحدّ من مستوى إحدى مؤشراته وهي بيلة الألبومين (بالإنجليزية: Albuminuria) التي تحدث في المتلازمة الكلوية،[٩] ومن الجدير بالذكر أنّه يتمّ إضافة السمك كجزءٍ من النظام الغذائيّ الصحيّ والمتوازن للمصابين بمرض السكريّ، ويُنصَح باختيار السمك المشويّ، وتجنّب الأصناف المقليّة منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحصّة الواحدة تُعادل حواليّ 100 غرامٍ من السمك المطبوخ، أو حواليّ ثلاثة أرباع كوبٍ من السمك المُقشّر.[٧][١٠]
أضرار تناول الأسماك
بالرّغم من الفوائد العديدة التي يُقدّمها السّمك لصحة الجسم، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي يُوصى فيها بأخْذ الحيطة والحذر، فعلى سبيل المثال؛ تحتوي بعض أنواع السمك على نسبةٍ مُرتفعةٍ من عنصر الزئبق، كأسماك القرش، والأسماك المرلينيّة، وسمكة السيف، بالإضافة إلى سمك التونا الطّازج، وقدْ أوصتْ هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة (بالإنجليزيّة: National Health System) تجنُّب تناول هذه الأنواع من قِبَل الحوامل والمُرضِعات بينما يُمكنهنّ استهلاك التونا المُعلّبة باعتدال، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ حساسية السمك والطّعام البحريّ تُعدّ الأكثر شُيوعاً بعد حساسية البيض والفول السودانيّ، ومن الأمثلة على أعراض هذه الحساسية؛ الإسهال، وتشنجات المعدة، والغثيان، وغير ذلك،[١] ويُنصَح بالابتعاد عن جميع الأطعمة التي تحتوي على مكوّناتٍ تُسبّب الحساسية لتقليل خطر الإصابة بحساسية المحار أو السمك.[١١]
لمحة عامة حول السمك
يُعدُّ السمك من أهم الأطعمة الرئيسية المستهلكة حول العالم، وهو كذلك عنصرٌ أساسيٌّ في النّظام الغذائيّ الصحيّ حيث يُوفّر مجموعةً من الفوائد الصحيّة والعناصر الغذائيّة،[١٢] إذ إنّه غنيُّ بالأحماض الدّهنيّة أوميغا-3 (بالإنجليزيّة: Omega-3 fatty acids)، بالإضافة إلى الفيتامينات، والمعادن، مثل: فيتامين د، والكالسيوم، والفسفور، والحديد، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والزنك، واليود، وغير ذلك، ومن الجدير بالذّكر أنّ السّمك يُعدّ وجبةً غنيّةً بالبروتين عالي الجودة، ومنخفضةً بالدّهون.[١٣]
وللاطّلاع على المزيد من فوائد الأسماك للصحة يُمكنك قراءة مقال فوائد السمك.
المراجع
- ^ أ ب “Fish”, www.diabetes.co.uk,15-1-2019، Retrieved 21-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Franziska Spritzler (3-6-2017),“The 16 Best Foods to Control Diabetes”, www.healthline.com, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ Frank Hu, Leslie Bronner, Walter Willett and others (15-4-2003), “Fish and Long-Chain ω-3 Fatty Acid Intake and Risk of Coronary Heart Disease and Total Mortality in Diabetic Women”, American Heart Association, Issue 14, Folder 107, Page 1852-1857. Edited.
- ↑ Alice Wallin, Nicola Orsini, Nita Forouhi and others (4-2018), “Fish consumption in relation to myocardial infarction, stroke and mortality among women and men with type 2 diabetes: A prospective cohort study”, Clinical Nutrition, Issue 2, Folder 37, Page 590-596. Edited.
- ^ أ ب Pinal Patel, Stephen Sharp, Robert Luben and others (10-2009), “Association Between Type of Dietary Fish and Seafood Intake and the Risk of Incident Type 2 Diabetes”, Diabetes Care, Issue 10, Folder 32, Page 1857-1863. Edited.
- ↑ Charlotta Rylander, Torkjel Sandanger, Dagrun Engeset and others (24-2-2014), “Consumption of Lean Fish Reduces the Risk of Type 2 Diabetes Mellitus: A Prospective Population Based Cohort Study of Norwegian Women”, PLOS ONE, Issue 2, Folder 9, Page e89845. Edited.
- ^ أ ب Sarah Hutter (16-4-2020), “11 Vitamin-Packed Superfoods for People With Type 2 Diabetes”، www.everydayhealth.com, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ Melanie Peters (20-12-2017), “Eating Well with Diabetes”، www.health.ucsd.edu, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ Chee-Tin Lee, Amanda Adler, Nita Forouhi, And Others (11-2008), “Cross-sectional Association Between Fish Consumption and Albuminuria: The European Prospective Investigation of Cancer–Norfolk Study”, American Journal of Kidney Diseases, Issue 5, Folder 52, Page 876-886. Edited.
- ↑ “Fish and Omega-3 Fatty Acids”, www.heart.org, 23-3-2017، Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ “Shellfish and fish allergies”, www.betterhealth.vic.gov.au, 7-2017، Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ Jogeir Toppe, “The nutritional benefits of fish are unique”، www.fao.org, Retrieved 21-7-2020. Edited.
- ↑ “Health Benefits of Fish”, www.doh.wa.gov, Retrieved 21-7-2020. Edited.