قواعد اللغة العربية

مكونات الجملة الإسمية

أنواع ومكوّنات الجمل الاسميّة

الجملة الاسميّة غير المنسوخة

تقسم الجملة الاسميّة المنسوخة إلى ثلاثة أنواع، وهي: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسيتمّ شرحها بالتّفصيل فيما يلي:[١]

الجملة الاسميّة المُثبتة

عرّف البعض من النحويين الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، ويعني هذا أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ، نحو قولنا: “المؤمن صابرٌ”، وهذه الجملة استوفت شروطها بوجود الاسم الثاني وهو الخبر الذي أضاف الفائدة والمعنى الكامل للمبتدأ.[١]

يُعرّف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفٍ به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرّد من العوامل اللفظيّة وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)،[٣] ويُعرّف الخبر بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ”.[١]

الجملة الاسميّة المنفيّة

يُعرّف النفي في اللغة بأنّه فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، ويُقال نفى شَعْرٌ فلان بمعنى ثار وتساقط، ونفي الرّجل عن الأرض أي طُرد، ويقال أيضاً انتفى الوالد من ولده أي تبرأ منه، كقول الشاعر:[١]

كأن متنيه من النفي

من طول إشرافي على الطوي

تقسم أدوات النفي إلى قسميْن، وهما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل:[١]

  • لم، ولما: تستخدمان لنفي المعنى، نحو: “لم ينفع الأمم إلا أبناؤها المخلصون”، وكقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٤]
  • لا: تستخدم للنفي المطلق، نحو: “لا مجتهد راسب”.
  • لن: تستخدم لنفي الاستقبال، كقول الله تعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ).[٥]
  • ما، وإنْ، ولات، وإنْ: تستخدم هذه الحروف لنفي الحال عندما تدخل على الفعل المضارع، كقول الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)،[٦] وكقوله تعالى: (إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا)،[٧] كقول الشاعر:

نَدِمَ البغاةُ ولاتَ ساعـــة منـدمِ

والبغي مَرتَعُ مُبتَغيهِ وخيمُ
  • ليس: تستخدم لنفي الحال المطلق، مثل قولنا: “ليس الضوء ساطعاً.

الجملة الاسميّة المؤكدة

الجملة الاسميّة المؤكدة هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، ويُعرّف التوكيد لغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا معناه الاصطلاحي فهو تثبيّت الحدوث والوقوع، وحروف التوكيد هي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و”إنّ العلم سلاحٌ”، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر، كقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)،[٨] وضمير الفصل، كقوله تعالى: (كانوا هُمُ الخاسِرينَ).[٩][١]

تدريب: حدّد\ي نوع الجملة من الجمل الاسميّة الآتية:
الجملة الاسميّة نوعها
الطقسُ بديع. (…………………)
لا عمَل لكُم اليوم. (…………………)
الطالبُ المجدّ ينجح في دروسه. (…………………)
لا طاقة لي اليوم. (…………………)
والله إنّي رأيته بأمّ عينيّ! (…………………)

الجملة الاسميّة المنسوخة

يُعرّف النسخ بالمصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا معناه الاصطلاحي فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، وتقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، وهما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و”ظنّ وأخواتها”، والنوع الآخر من نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.[١٠]

الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ

تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية:[١٠]

  • كان: مثل: “كان الحفل رائعاً”.
  • أضحى: مثل: “أضحى المعلمون مهتمين بعملهم” .
  • أصبح: مثل: “أصبح الجو صحواً”.
  • ظلّ: مثل: “ظلّ الطفل باكياً”.
  • صار: مثل: ” صار الدقيق خبزاً”
  • بات: مثل: “بات الطالب ساهراً”.
  • ليس: مثل: “ليس الأمر سهلاً”.
  • أمسى: مثل: “أمسى المجهول معلوماً”.
  • ما زال: مثل: “ما زال المطر منهمراً”.
  • ما دام: مثل: “لا تخرج من البيت ما دام المطر نازلاً”.
  • ما فتئ: مثل: “ما فتئ الحظر سارياً.
  • ما انفكّ: مثل: “ما انفكّ القضاة عادلين”.
  • ما برح: مثل: “ما برح الحارس مستيقظاً”.

تأتي الأفعال الناسخة إمّا أفعالاً تامة مكتفيّة بفاعل مرفوع، وتكون بذلك جملة تامة في المعنى، وبالتالي لا تحتاج لخبر تنصبه، ومثال على ذلك قولنا: “لو ظلّت الحرب لكان الفناء”، أو أفعال ناقصة، وهي الأفعال التي لا تكتفي بمبتدأ مرفوع، وإنما تحتاج إلى خبر يكوّن مع المبتدأ جملة ذات معنى، مثال: “كان الانتصار عظيماً”، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأفعال الناسخة تأتي أفعال تامة وناقصة باستثناء الأفعال: (فتئ، وزال، وليس).[١٠]

تسمى “كان” عند النحويين بأمّ؛ لأنّها تتميّز بخصائص عدّة عن غيّرها من الأفعال الناسخة الأخرى، وهذه الخصائص هي:[١٠]

  • تأتي كان فعلاً تاماً وناقصاً، كقوله الله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).[١١]
  • تحذف نون كان جوازاً إذا جاءت فعلاً مضارعاً مجزوم، كقوله تعالى: (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)،[١٢] وذلك بشريطة ألا يتبعها ساكن، كقوله تعالى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١٣] فلم تحذف النون هنا لأنه تلاها حرف، أو ضمير متصل، فلا يجوز أن نقول: “لم تَكُ هي”؛ لأنها جاءت بعد ضمير، والأصل أن نقول: “لم تكن هي”.
  • تأتي “كان” زائدة تفيد التوكيد بشرط أن تأتي فعلاً ماضياً، وأن تقع بين متلازمتين لا يكونان جاراً ومجروراً، نحو قولنا: “ما -كان- أفضل ما صنعت!”.
  • تحذف كان جوازاً ويبقى عملها، وهي تُحذف في حالتين، وهما: بعد حرف “أنْ” المصدريّة، والبقاء على اسمها وخبرها، وتنوب عنها في هذه الحالة “ما” ثم تدّغم مع نون “أنْ” وتصبح “أمّا”، نحو قولنا: “أمّا أنت غنيًا فتصدّق”؛ بمعنى: “أمَّا كنت غنيًا فتصدّق”، والضمير “أنت” ناب عن كان المحذوفة، أمّا الحالة الثانيّة فهي حذف كان واسمها والبقاء على خبرها بعد حرفيّ الشرط “إنْ، ولو”، كقولنا: “المرء محاسبٌ على عمله؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ”.

الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ

سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وهذا عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، ورغم الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنها تتشابه معها في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّة، ومنها: الاختصاص بالاسماء، وأنّها تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنّها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، نحو: “إن الصحراء واسعةٌ”، وقد قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١٤]

  • إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الخبر صحيحٌ”، و”أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و”لكنّ” نحو: “محمد حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و”لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و”كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
  • لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
  • الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس): منها: “ما” كقوله تعالى: (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)،[١٥] و”لات” كقوله تعالى: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ)،[١٦] و”لا”، مثل: “لا رجلٌ أكرم من حاتم”، و”إنْ”، كقول الشاعر:

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغي عليه فيخذلا

أمثلة إعرابيّة على الجمل الاسميّة المنسوخة

في: حرف جر. المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور في محل نصب الفعل الناقص “ظلّ”.

الجملة إعرابها
إنّ الدرسَ سهلٌ. إنّ: حرف توكيد ونصب.

الدرسَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

ظلّ المعلم في الصفّ. ظلّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
كانتْ الفتاةُ نشيطةً كان: فعل ماضٍ ناقص مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب.

الفتاةُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

نشيطةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لعلّ الخبرَ مفرحٌ لعلّ: حرف توقع ونصب.

الخبر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مفرحٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

أصبح العمالُ نشيطين أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.

العمالُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

نشيطين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم.

كأنّ القائدَ أسدٌ كأنّ: أداة تشبيه ونصب.

القائد: اسم كأنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أسدٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

تعريف الجملة الاسميّة

تُعرّف الجملة لغةً حسب ما ورد في “القاموس المحيط” بأنّها “جماعة الشَّيء”، أمّا معناها في الاصطلاح فقد عرّفها مجموعة من النحاة، ومنهم الزمخشري بأنّه “مرادف لمعنى الكلام”،[١] وقد قسّم النحويون الجملة إلى ثلاثة أقسام، ومنهم النحوي جمال الدين بن هشام في مؤلفه “مغني اللبيب” وهذه الأقسام هي: جملة فعليّة، نحو: “جلس زيدٌ”، وجملة اسميّة، كقولنا: “خالدُ مجتهدٌ”، وجملة ظرفيّة تبدأ بظرف أو اسم مجرور، مثل: “أعندك مروان؟”، وفي مقالنا هذا سنركز على تعريف الجملة الاسميّة ومكوناتها.[١٧]

الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “خالد قادمٌ”، وهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، وهما: (المبتدأ والخبر)، وكان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[١٨] وجاء المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، كما تدخل على الجملة الاسميّة كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.[١٧]

صنّف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى صنفيْن، وهما: الجملة الكبرى، وهي الجملة التي يكون فيها الخبر جملة، كقولنا: “عمر أبوه ناضج”، فجملة “أبوه ناضج” جاءت في محل رفع خبر المبتدأ “عمر”، وهذه الجملة تسمى حسب رأي بعض النحاة بالجملة الصغرى، وقد تأتي الجملة كبرى وصغرى في الوقت نفسه، كقولنا: “عمر أبوه فكره ناضج”، فهذه الجملة جملة كبرى احتوت في داخلها على جملتين صغرتيْن، وهما: “أبوه فكره ناضج”، و”فكره ناضج”، وعلى الرغم أنّ جملة “أبوه فكره ناضج” جاءت جملة صغرى بالنسبة للجملة الكبرى “عمر أبوه فكره ناضج” إلا أنّها جاءت أيضًا جملة كبرى بالنسبة للجملة الصغرى “فكره ناضج”، كما قسّم النحويون أيضاً الجملة الاسميّة الكبرى إلى قسميّن: وهما: ذات الوجهيْن، وهي جملة تكون اسميّة الصدر فعليّة العجز، كقولنا: “ياسر يقرأ أبوه”، أو أن تكون جملة فعليّة الصدر اسميّة العجز، كقولنا: “ظننت ياسر أبوه قارئ”، والقسم الثاني من الجملة الكبرى الجملة ذات الوجه، وهي جملة تكون اسميّة الصدر والعجز معاً، كقولنا: “ياسر أبوه قارئ”، أو جملة تكون فعليّة الصدر والعجر معاً، كقولنا: “ظننتُ سمير يزور والده”.[١٧]

فيديو إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ علويّة عيسى (2012)، البناء النّحوي للجملة العربية: (دراسة تطبيقية على سورة آل عمران)، السودان: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، صفحة 2-3، 18-19، 48-49، 59-60. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية: 280.
  3. سورة آل عمران ، آية: 62.
  4. سورة الحجرات، آية: 14.
  5. سورة الحج، آية: 73.
  6. سورة الضحى ، آية: 3.
  7. سورة الكهف ، آية: 5.
  8. سورة آل عمران ، آية: 144.
  9. سورة الأعراف، آية: 92.
  10. ^ أ ب ت ث د. إيهاب عطية (1434هــ – 1435هــ)، مقرر اللغة العربية (102): الجملة الاسمية ونواسخها، المملكة العربية السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 11- 13.
  11. سورة الفرقان، آية: 20.
  12. سورة النساء ، آية: 40.
  13. سورة النساء ، آية: 38.
  14. نضال شويات (2015- 2016)، بناء الجملة في سورة المائدة، الأردن: جامعة جرش، صفحة 55- 56. بتصرّف.
  15. سورة المجادلة، آية: 2.
  16. سورة ص، آية: 3.
  17. ^ أ ب ت ردوزي فاطمة الزهراء (2016 2017)، أقسام الجملة في اللغة العربية: -دراسة البنية والدلالة في سورة محمد-، الجزائر : جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، صفحة 21-22. بتصرّف.
  18. سورة النور ، آية: 18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أنواع ومكوّنات الجمل الاسميّة

الجملة الاسميّة غير المنسوخة

تقسم الجملة الاسميّة المنسوخة إلى ثلاثة أنواع، وهي: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسيتمّ شرحها بالتّفصيل فيما يلي:[١]

الجملة الاسميّة المُثبتة

عرّف البعض من النحويين الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، ويعني هذا أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ، نحو قولنا: “المؤمن صابرٌ”، وهذه الجملة استوفت شروطها بوجود الاسم الثاني وهو الخبر الذي أضاف الفائدة والمعنى الكامل للمبتدأ.[١]

يُعرّف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفٍ به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرّد من العوامل اللفظيّة وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)،[٣] ويُعرّف الخبر بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ”.[١]

الجملة الاسميّة المنفيّة

يُعرّف النفي في اللغة بأنّه فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، ويُقال نفى شَعْرٌ فلان بمعنى ثار وتساقط، ونفي الرّجل عن الأرض أي طُرد، ويقال أيضاً انتفى الوالد من ولده أي تبرأ منه، كقول الشاعر:[١]

كأن متنيه من النفي

من طول إشرافي على الطوي

تقسم أدوات النفي إلى قسميْن، وهما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل:[١]

  • لم، ولما: تستخدمان لنفي المعنى، نحو: “لم ينفع الأمم إلا أبناؤها المخلصون”، وكقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٤]
  • لا: تستخدم للنفي المطلق، نحو: “لا مجتهد راسب”.
  • لن: تستخدم لنفي الاستقبال، كقول الله تعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ).[٥]
  • ما، وإنْ، ولات، وإنْ: تستخدم هذه الحروف لنفي الحال عندما تدخل على الفعل المضارع، كقول الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)،[٦] وكقوله تعالى: (إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا)،[٧] كقول الشاعر:

نَدِمَ البغاةُ ولاتَ ساعـــة منـدمِ

والبغي مَرتَعُ مُبتَغيهِ وخيمُ
  • ليس: تستخدم لنفي الحال المطلق، مثل قولنا: “ليس الضوء ساطعاً.

الجملة الاسميّة المؤكدة

الجملة الاسميّة المؤكدة هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، ويُعرّف التوكيد لغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا معناه الاصطلاحي فهو تثبيّت الحدوث والوقوع، وحروف التوكيد هي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و”إنّ العلم سلاحٌ”، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر، كقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)،[٨] وضمير الفصل، كقوله تعالى: (كانوا هُمُ الخاسِرينَ).[٩][١]

تدريب: حدّد\ي نوع الجملة من الجمل الاسميّة الآتية:
الجملة الاسميّة نوعها
الطقسُ بديع. (…………………)
لا عمَل لكُم اليوم. (…………………)
الطالبُ المجدّ ينجح في دروسه. (…………………)
لا طاقة لي اليوم. (…………………)
والله إنّي رأيته بأمّ عينيّ! (…………………)

الجملة الاسميّة المنسوخة

يُعرّف النسخ بالمصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا معناه الاصطلاحي فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، وتقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، وهما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و”ظنّ وأخواتها”، والنوع الآخر من نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.[١٠]

الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ

تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية:[١٠]

  • كان: مثل: “كان الحفل رائعاً”.
  • أضحى: مثل: “أضحى المعلمون مهتمين بعملهم” .
  • أصبح: مثل: “أصبح الجو صحواً”.
  • ظلّ: مثل: “ظلّ الطفل باكياً”.
  • صار: مثل: ” صار الدقيق خبزاً”
  • بات: مثل: “بات الطالب ساهراً”.
  • ليس: مثل: “ليس الأمر سهلاً”.
  • أمسى: مثل: “أمسى المجهول معلوماً”.
  • ما زال: مثل: “ما زال المطر منهمراً”.
  • ما دام: مثل: “لا تخرج من البيت ما دام المطر نازلاً”.
  • ما فتئ: مثل: “ما فتئ الحظر سارياً.
  • ما انفكّ: مثل: “ما انفكّ القضاة عادلين”.
  • ما برح: مثل: “ما برح الحارس مستيقظاً”.

تأتي الأفعال الناسخة إمّا أفعالاً تامة مكتفيّة بفاعل مرفوع، وتكون بذلك جملة تامة في المعنى، وبالتالي لا تحتاج لخبر تنصبه، ومثال على ذلك قولنا: “لو ظلّت الحرب لكان الفناء”، أو أفعال ناقصة، وهي الأفعال التي لا تكتفي بمبتدأ مرفوع، وإنما تحتاج إلى خبر يكوّن مع المبتدأ جملة ذات معنى، مثال: “كان الانتصار عظيماً”، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأفعال الناسخة تأتي أفعال تامة وناقصة باستثناء الأفعال: (فتئ، وزال، وليس).[١٠]

تسمى “كان” عند النحويين بأمّ؛ لأنّها تتميّز بخصائص عدّة عن غيّرها من الأفعال الناسخة الأخرى، وهذه الخصائص هي:[١٠]

  • تأتي كان فعلاً تاماً وناقصاً، كقوله الله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).[١١]
  • تحذف نون كان جوازاً إذا جاءت فعلاً مضارعاً مجزوم، كقوله تعالى: (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)،[١٢] وذلك بشريطة ألا يتبعها ساكن، كقوله تعالى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١٣] فلم تحذف النون هنا لأنه تلاها حرف، أو ضمير متصل، فلا يجوز أن نقول: “لم تَكُ هي”؛ لأنها جاءت بعد ضمير، والأصل أن نقول: “لم تكن هي”.
  • تأتي “كان” زائدة تفيد التوكيد بشرط أن تأتي فعلاً ماضياً، وأن تقع بين متلازمتين لا يكونان جاراً ومجروراً، نحو قولنا: “ما -كان- أفضل ما صنعت!”.
  • تحذف كان جوازاً ويبقى عملها، وهي تُحذف في حالتين، وهما: بعد حرف “أنْ” المصدريّة، والبقاء على اسمها وخبرها، وتنوب عنها في هذه الحالة “ما” ثم تدّغم مع نون “أنْ” وتصبح “أمّا”، نحو قولنا: “أمّا أنت غنيًا فتصدّق”؛ بمعنى: “أمَّا كنت غنيًا فتصدّق”، والضمير “أنت” ناب عن كان المحذوفة، أمّا الحالة الثانيّة فهي حذف كان واسمها والبقاء على خبرها بعد حرفيّ الشرط “إنْ، ولو”، كقولنا: “المرء محاسبٌ على عمله؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ”.

الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ

سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وهذا عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، ورغم الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنها تتشابه معها في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّة، ومنها: الاختصاص بالاسماء، وأنّها تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنّها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، نحو: “إن الصحراء واسعةٌ”، وقد قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١٤]

  • إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الخبر صحيحٌ”، و”أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و”لكنّ” نحو: “محمد حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و”لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و”كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
  • لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
  • الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس): منها: “ما” كقوله تعالى: (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)،[١٥] و”لات” كقوله تعالى: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ)،[١٦] و”لا”، مثل: “لا رجلٌ أكرم من حاتم”، و”إنْ”، كقول الشاعر:

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغي عليه فيخذلا

أمثلة إعرابيّة على الجمل الاسميّة المنسوخة

في: حرف جر. المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور في محل نصب الفعل الناقص “ظلّ”.

الجملة إعرابها
إنّ الدرسَ سهلٌ. إنّ: حرف توكيد ونصب.

الدرسَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

ظلّ المعلم في الصفّ. ظلّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
كانتْ الفتاةُ نشيطةً كان: فعل ماضٍ ناقص مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب.

الفتاةُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

نشيطةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لعلّ الخبرَ مفرحٌ لعلّ: حرف توقع ونصب.

الخبر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مفرحٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

أصبح العمالُ نشيطين أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.

العمالُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

نشيطين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم.

كأنّ القائدَ أسدٌ كأنّ: أداة تشبيه ونصب.

القائد: اسم كأنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أسدٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

تعريف الجملة الاسميّة

تُعرّف الجملة لغةً حسب ما ورد في “القاموس المحيط” بأنّها “جماعة الشَّيء”، أمّا معناها في الاصطلاح فقد عرّفها مجموعة من النحاة، ومنهم الزمخشري بأنّه “مرادف لمعنى الكلام”،[١] وقد قسّم النحويون الجملة إلى ثلاثة أقسام، ومنهم النحوي جمال الدين بن هشام في مؤلفه “مغني اللبيب” وهذه الأقسام هي: جملة فعليّة، نحو: “جلس زيدٌ”، وجملة اسميّة، كقولنا: “خالدُ مجتهدٌ”، وجملة ظرفيّة تبدأ بظرف أو اسم مجرور، مثل: “أعندك مروان؟”، وفي مقالنا هذا سنركز على تعريف الجملة الاسميّة ومكوناتها.[١٧]

الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “خالد قادمٌ”، وهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، وهما: (المبتدأ والخبر)، وكان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[١٨] وجاء المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، كما تدخل على الجملة الاسميّة كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.[١٧]

صنّف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى صنفيْن، وهما: الجملة الكبرى، وهي الجملة التي يكون فيها الخبر جملة، كقولنا: “عمر أبوه ناضج”، فجملة “أبوه ناضج” جاءت في محل رفع خبر المبتدأ “عمر”، وهذه الجملة تسمى حسب رأي بعض النحاة بالجملة الصغرى، وقد تأتي الجملة كبرى وصغرى في الوقت نفسه، كقولنا: “عمر أبوه فكره ناضج”، فهذه الجملة جملة كبرى احتوت في داخلها على جملتين صغرتيْن، وهما: “أبوه فكره ناضج”، و”فكره ناضج”، وعلى الرغم أنّ جملة “أبوه فكره ناضج” جاءت جملة صغرى بالنسبة للجملة الكبرى “عمر أبوه فكره ناضج” إلا أنّها جاءت أيضًا جملة كبرى بالنسبة للجملة الصغرى “فكره ناضج”، كما قسّم النحويون أيضاً الجملة الاسميّة الكبرى إلى قسميّن: وهما: ذات الوجهيْن، وهي جملة تكون اسميّة الصدر فعليّة العجز، كقولنا: “ياسر يقرأ أبوه”، أو أن تكون جملة فعليّة الصدر اسميّة العجز، كقولنا: “ظننت ياسر أبوه قارئ”، والقسم الثاني من الجملة الكبرى الجملة ذات الوجه، وهي جملة تكون اسميّة الصدر والعجز معاً، كقولنا: “ياسر أبوه قارئ”، أو جملة تكون فعليّة الصدر والعجر معاً، كقولنا: “ظننتُ سمير يزور والده”.[١٧]

فيديو إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ علويّة عيسى (2012)، البناء النّحوي للجملة العربية: (دراسة تطبيقية على سورة آل عمران)، السودان: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، صفحة 2-3، 18-19، 48-49، 59-60. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية: 280.
  3. سورة آل عمران ، آية: 62.
  4. سورة الحجرات، آية: 14.
  5. سورة الحج، آية: 73.
  6. سورة الضحى ، آية: 3.
  7. سورة الكهف ، آية: 5.
  8. سورة آل عمران ، آية: 144.
  9. سورة الأعراف، آية: 92.
  10. ^ أ ب ت ث د. إيهاب عطية (1434هــ – 1435هــ)، مقرر اللغة العربية (102): الجملة الاسمية ونواسخها، المملكة العربية السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 11- 13.
  11. سورة الفرقان، آية: 20.
  12. سورة النساء ، آية: 40.
  13. سورة النساء ، آية: 38.
  14. نضال شويات (2015- 2016)، بناء الجملة في سورة المائدة، الأردن: جامعة جرش، صفحة 55- 56. بتصرّف.
  15. سورة المجادلة، آية: 2.
  16. سورة ص، آية: 3.
  17. ^ أ ب ت ردوزي فاطمة الزهراء (2016 2017)، أقسام الجملة في اللغة العربية: -دراسة البنية والدلالة في سورة محمد-، الجزائر : جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، صفحة 21-22. بتصرّف.
  18. سورة النور ، آية: 18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

أنواع ومكوّنات الجمل الاسميّة

الجملة الاسميّة غير المنسوخة

تقسم الجملة الاسميّة المنسوخة إلى ثلاثة أنواع، وهي: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسيتمّ شرحها بالتّفصيل فيما يلي:[١]

الجملة الاسميّة المُثبتة

عرّف البعض من النحويين الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، ويعني هذا أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ، نحو قولنا: “المؤمن صابرٌ”، وهذه الجملة استوفت شروطها بوجود الاسم الثاني وهو الخبر الذي أضاف الفائدة والمعنى الكامل للمبتدأ.[١]

يُعرّف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفٍ به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرّد من العوامل اللفظيّة وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)،[٣] ويُعرّف الخبر بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ”.[١]

الجملة الاسميّة المنفيّة

يُعرّف النفي في اللغة بأنّه فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، ويُقال نفى شَعْرٌ فلان بمعنى ثار وتساقط، ونفي الرّجل عن الأرض أي طُرد، ويقال أيضاً انتفى الوالد من ولده أي تبرأ منه، كقول الشاعر:[١]

كأن متنيه من النفي

من طول إشرافي على الطوي

تقسم أدوات النفي إلى قسميْن، وهما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل:[١]

  • لم، ولما: تستخدمان لنفي المعنى، نحو: “لم ينفع الأمم إلا أبناؤها المخلصون”، وكقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٤]
  • لا: تستخدم للنفي المطلق، نحو: “لا مجتهد راسب”.
  • لن: تستخدم لنفي الاستقبال، كقول الله تعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ).[٥]
  • ما، وإنْ، ولات، وإنْ: تستخدم هذه الحروف لنفي الحال عندما تدخل على الفعل المضارع، كقول الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)،[٦] وكقوله تعالى: (إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا)،[٧] كقول الشاعر:

نَدِمَ البغاةُ ولاتَ ساعـــة منـدمِ

والبغي مَرتَعُ مُبتَغيهِ وخيمُ
  • ليس: تستخدم لنفي الحال المطلق، مثل قولنا: “ليس الضوء ساطعاً.

الجملة الاسميّة المؤكدة

الجملة الاسميّة المؤكدة هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، ويُعرّف التوكيد لغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا معناه الاصطلاحي فهو تثبيّت الحدوث والوقوع، وحروف التوكيد هي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و”إنّ العلم سلاحٌ”، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر، كقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)،[٨] وضمير الفصل، كقوله تعالى: (كانوا هُمُ الخاسِرينَ).[٩][١]

تدريب: حدّد\ي نوع الجملة من الجمل الاسميّة الآتية:
الجملة الاسميّة نوعها
الطقسُ بديع. (…………………)
لا عمَل لكُم اليوم. (…………………)
الطالبُ المجدّ ينجح في دروسه. (…………………)
لا طاقة لي اليوم. (…………………)
والله إنّي رأيته بأمّ عينيّ! (…………………)

الجملة الاسميّة المنسوخة

يُعرّف النسخ بالمصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا معناه الاصطلاحي فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، وتقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، وهما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و”ظنّ وأخواتها”، والنوع الآخر من نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.[١٠]

الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ

تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية:[١٠]

  • كان: مثل: “كان الحفل رائعاً”.
  • أضحى: مثل: “أضحى المعلمون مهتمين بعملهم” .
  • أصبح: مثل: “أصبح الجو صحواً”.
  • ظلّ: مثل: “ظلّ الطفل باكياً”.
  • صار: مثل: ” صار الدقيق خبزاً”
  • بات: مثل: “بات الطالب ساهراً”.
  • ليس: مثل: “ليس الأمر سهلاً”.
  • أمسى: مثل: “أمسى المجهول معلوماً”.
  • ما زال: مثل: “ما زال المطر منهمراً”.
  • ما دام: مثل: “لا تخرج من البيت ما دام المطر نازلاً”.
  • ما فتئ: مثل: “ما فتئ الحظر سارياً.
  • ما انفكّ: مثل: “ما انفكّ القضاة عادلين”.
  • ما برح: مثل: “ما برح الحارس مستيقظاً”.

تأتي الأفعال الناسخة إمّا أفعالاً تامة مكتفيّة بفاعل مرفوع، وتكون بذلك جملة تامة في المعنى، وبالتالي لا تحتاج لخبر تنصبه، ومثال على ذلك قولنا: “لو ظلّت الحرب لكان الفناء”، أو أفعال ناقصة، وهي الأفعال التي لا تكتفي بمبتدأ مرفوع، وإنما تحتاج إلى خبر يكوّن مع المبتدأ جملة ذات معنى، مثال: “كان الانتصار عظيماً”، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأفعال الناسخة تأتي أفعال تامة وناقصة باستثناء الأفعال: (فتئ، وزال، وليس).[١٠]

تسمى “كان” عند النحويين بأمّ؛ لأنّها تتميّز بخصائص عدّة عن غيّرها من الأفعال الناسخة الأخرى، وهذه الخصائص هي:[١٠]

  • تأتي كان فعلاً تاماً وناقصاً، كقوله الله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).[١١]
  • تحذف نون كان جوازاً إذا جاءت فعلاً مضارعاً مجزوم، كقوله تعالى: (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)،[١٢] وذلك بشريطة ألا يتبعها ساكن، كقوله تعالى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١٣] فلم تحذف النون هنا لأنه تلاها حرف، أو ضمير متصل، فلا يجوز أن نقول: “لم تَكُ هي”؛ لأنها جاءت بعد ضمير، والأصل أن نقول: “لم تكن هي”.
  • تأتي “كان” زائدة تفيد التوكيد بشرط أن تأتي فعلاً ماضياً، وأن تقع بين متلازمتين لا يكونان جاراً ومجروراً، نحو قولنا: “ما -كان- أفضل ما صنعت!”.
  • تحذف كان جوازاً ويبقى عملها، وهي تُحذف في حالتين، وهما: بعد حرف “أنْ” المصدريّة، والبقاء على اسمها وخبرها، وتنوب عنها في هذه الحالة “ما” ثم تدّغم مع نون “أنْ” وتصبح “أمّا”، نحو قولنا: “أمّا أنت غنيًا فتصدّق”؛ بمعنى: “أمَّا كنت غنيًا فتصدّق”، والضمير “أنت” ناب عن كان المحذوفة، أمّا الحالة الثانيّة فهي حذف كان واسمها والبقاء على خبرها بعد حرفيّ الشرط “إنْ، ولو”، كقولنا: “المرء محاسبٌ على عمله؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ”.

الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ

سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وهذا عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، ورغم الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنها تتشابه معها في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّة، ومنها: الاختصاص بالاسماء، وأنّها تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنّها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، نحو: “إن الصحراء واسعةٌ”، وقد قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١٤]

  • إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الخبر صحيحٌ”، و”أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و”لكنّ” نحو: “محمد حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و”لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و”كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
  • لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
  • الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس): منها: “ما” كقوله تعالى: (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)،[١٥] و”لات” كقوله تعالى: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ)،[١٦] و”لا”، مثل: “لا رجلٌ أكرم من حاتم”، و”إنْ”، كقول الشاعر:

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغي عليه فيخذلا

أمثلة إعرابيّة على الجمل الاسميّة المنسوخة

في: حرف جر. المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور في محل نصب الفعل الناقص “ظلّ”.

الجملة إعرابها
إنّ الدرسَ سهلٌ. إنّ: حرف توكيد ونصب.

الدرسَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

ظلّ المعلم في الصفّ. ظلّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
كانتْ الفتاةُ نشيطةً كان: فعل ماضٍ ناقص مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب.

الفتاةُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

نشيطةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لعلّ الخبرَ مفرحٌ لعلّ: حرف توقع ونصب.

الخبر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مفرحٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

أصبح العمالُ نشيطين أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.

العمالُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

نشيطين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم.

كأنّ القائدَ أسدٌ كأنّ: أداة تشبيه ونصب.

القائد: اسم كأنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أسدٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

تعريف الجملة الاسميّة

تُعرّف الجملة لغةً حسب ما ورد في “القاموس المحيط” بأنّها “جماعة الشَّيء”، أمّا معناها في الاصطلاح فقد عرّفها مجموعة من النحاة، ومنهم الزمخشري بأنّه “مرادف لمعنى الكلام”،[١] وقد قسّم النحويون الجملة إلى ثلاثة أقسام، ومنهم النحوي جمال الدين بن هشام في مؤلفه “مغني اللبيب” وهذه الأقسام هي: جملة فعليّة، نحو: “جلس زيدٌ”، وجملة اسميّة، كقولنا: “خالدُ مجتهدٌ”، وجملة ظرفيّة تبدأ بظرف أو اسم مجرور، مثل: “أعندك مروان؟”، وفي مقالنا هذا سنركز على تعريف الجملة الاسميّة ومكوناتها.[١٧]

الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “خالد قادمٌ”، وهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، وهما: (المبتدأ والخبر)، وكان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[١٨] وجاء المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، كما تدخل على الجملة الاسميّة كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.[١٧]

صنّف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى صنفيْن، وهما: الجملة الكبرى، وهي الجملة التي يكون فيها الخبر جملة، كقولنا: “عمر أبوه ناضج”، فجملة “أبوه ناضج” جاءت في محل رفع خبر المبتدأ “عمر”، وهذه الجملة تسمى حسب رأي بعض النحاة بالجملة الصغرى، وقد تأتي الجملة كبرى وصغرى في الوقت نفسه، كقولنا: “عمر أبوه فكره ناضج”، فهذه الجملة جملة كبرى احتوت في داخلها على جملتين صغرتيْن، وهما: “أبوه فكره ناضج”، و”فكره ناضج”، وعلى الرغم أنّ جملة “أبوه فكره ناضج” جاءت جملة صغرى بالنسبة للجملة الكبرى “عمر أبوه فكره ناضج” إلا أنّها جاءت أيضًا جملة كبرى بالنسبة للجملة الصغرى “فكره ناضج”، كما قسّم النحويون أيضاً الجملة الاسميّة الكبرى إلى قسميّن: وهما: ذات الوجهيْن، وهي جملة تكون اسميّة الصدر فعليّة العجز، كقولنا: “ياسر يقرأ أبوه”، أو أن تكون جملة فعليّة الصدر اسميّة العجز، كقولنا: “ظننت ياسر أبوه قارئ”، والقسم الثاني من الجملة الكبرى الجملة ذات الوجه، وهي جملة تكون اسميّة الصدر والعجز معاً، كقولنا: “ياسر أبوه قارئ”، أو جملة تكون فعليّة الصدر والعجر معاً، كقولنا: “ظننتُ سمير يزور والده”.[١٧]

فيديو إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ علويّة عيسى (2012)، البناء النّحوي للجملة العربية: (دراسة تطبيقية على سورة آل عمران)، السودان: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، صفحة 2-3، 18-19، 48-49، 59-60. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية: 280.
  3. سورة آل عمران ، آية: 62.
  4. سورة الحجرات، آية: 14.
  5. سورة الحج، آية: 73.
  6. سورة الضحى ، آية: 3.
  7. سورة الكهف ، آية: 5.
  8. سورة آل عمران ، آية: 144.
  9. سورة الأعراف، آية: 92.
  10. ^ أ ب ت ث د. إيهاب عطية (1434هــ – 1435هــ)، مقرر اللغة العربية (102): الجملة الاسمية ونواسخها، المملكة العربية السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 11- 13.
  11. سورة الفرقان، آية: 20.
  12. سورة النساء ، آية: 40.
  13. سورة النساء ، آية: 38.
  14. نضال شويات (2015- 2016)، بناء الجملة في سورة المائدة، الأردن: جامعة جرش، صفحة 55- 56. بتصرّف.
  15. سورة المجادلة، آية: 2.
  16. سورة ص، آية: 3.
  17. ^ أ ب ت ردوزي فاطمة الزهراء (2016 2017)، أقسام الجملة في اللغة العربية: -دراسة البنية والدلالة في سورة محمد-، الجزائر : جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، صفحة 21-22. بتصرّف.
  18. سورة النور ، آية: 18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أنواع ومكوّنات الجمل الاسميّة

الجملة الاسميّة غير المنسوخة

تقسم الجملة الاسميّة المنسوخة إلى ثلاثة أنواع، وهي: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسيتمّ شرحها بالتّفصيل فيما يلي:[١]

الجملة الاسميّة المُثبتة

عرّف البعض من النحويين الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، ويعني هذا أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ، نحو قولنا: “المؤمن صابرٌ”، وهذه الجملة استوفت شروطها بوجود الاسم الثاني وهو الخبر الذي أضاف الفائدة والمعنى الكامل للمبتدأ.[١]

يُعرّف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفٍ به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرّد من العوامل اللفظيّة وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)،[٣] ويُعرّف الخبر بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ”.[١]

الجملة الاسميّة المنفيّة

يُعرّف النفي في اللغة بأنّه فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، ويُقال نفى شَعْرٌ فلان بمعنى ثار وتساقط، ونفي الرّجل عن الأرض أي طُرد، ويقال أيضاً انتفى الوالد من ولده أي تبرأ منه، كقول الشاعر:[١]

كأن متنيه من النفي

من طول إشرافي على الطوي

تقسم أدوات النفي إلى قسميْن، وهما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل:[١]

  • لم، ولما: تستخدمان لنفي المعنى، نحو: “لم ينفع الأمم إلا أبناؤها المخلصون”، وكقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٤]
  • لا: تستخدم للنفي المطلق، نحو: “لا مجتهد راسب”.
  • لن: تستخدم لنفي الاستقبال، كقول الله تعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ).[٥]
  • ما، وإنْ، ولات، وإنْ: تستخدم هذه الحروف لنفي الحال عندما تدخل على الفعل المضارع، كقول الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)،[٦] وكقوله تعالى: (إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا)،[٧] كقول الشاعر:

نَدِمَ البغاةُ ولاتَ ساعـــة منـدمِ

والبغي مَرتَعُ مُبتَغيهِ وخيمُ
  • ليس: تستخدم لنفي الحال المطلق، مثل قولنا: “ليس الضوء ساطعاً.

الجملة الاسميّة المؤكدة

الجملة الاسميّة المؤكدة هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، ويُعرّف التوكيد لغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا معناه الاصطلاحي فهو تثبيّت الحدوث والوقوع، وحروف التوكيد هي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و”إنّ العلم سلاحٌ”، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر، كقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)،[٨] وضمير الفصل، كقوله تعالى: (كانوا هُمُ الخاسِرينَ).[٩][١]

تدريب: حدّد\ي نوع الجملة من الجمل الاسميّة الآتية:
الجملة الاسميّة نوعها
الطقسُ بديع. (…………………)
لا عمَل لكُم اليوم. (…………………)
الطالبُ المجدّ ينجح في دروسه. (…………………)
لا طاقة لي اليوم. (…………………)
والله إنّي رأيته بأمّ عينيّ! (…………………)

الجملة الاسميّة المنسوخة

يُعرّف النسخ بالمصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا معناه الاصطلاحي فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، وتقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، وهما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و”ظنّ وأخواتها”، والنوع الآخر من نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.[١٠]

الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ

تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية:[١٠]

  • كان: مثل: “كان الحفل رائعاً”.
  • أضحى: مثل: “أضحى المعلمون مهتمين بعملهم” .
  • أصبح: مثل: “أصبح الجو صحواً”.
  • ظلّ: مثل: “ظلّ الطفل باكياً”.
  • صار: مثل: ” صار الدقيق خبزاً”
  • بات: مثل: “بات الطالب ساهراً”.
  • ليس: مثل: “ليس الأمر سهلاً”.
  • أمسى: مثل: “أمسى المجهول معلوماً”.
  • ما زال: مثل: “ما زال المطر منهمراً”.
  • ما دام: مثل: “لا تخرج من البيت ما دام المطر نازلاً”.
  • ما فتئ: مثل: “ما فتئ الحظر سارياً.
  • ما انفكّ: مثل: “ما انفكّ القضاة عادلين”.
  • ما برح: مثل: “ما برح الحارس مستيقظاً”.

تأتي الأفعال الناسخة إمّا أفعالاً تامة مكتفيّة بفاعل مرفوع، وتكون بذلك جملة تامة في المعنى، وبالتالي لا تحتاج لخبر تنصبه، ومثال على ذلك قولنا: “لو ظلّت الحرب لكان الفناء”، أو أفعال ناقصة، وهي الأفعال التي لا تكتفي بمبتدأ مرفوع، وإنما تحتاج إلى خبر يكوّن مع المبتدأ جملة ذات معنى، مثال: “كان الانتصار عظيماً”، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأفعال الناسخة تأتي أفعال تامة وناقصة باستثناء الأفعال: (فتئ، وزال، وليس).[١٠]

تسمى “كان” عند النحويين بأمّ؛ لأنّها تتميّز بخصائص عدّة عن غيّرها من الأفعال الناسخة الأخرى، وهذه الخصائص هي:[١٠]

  • تأتي كان فعلاً تاماً وناقصاً، كقوله الله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).[١١]
  • تحذف نون كان جوازاً إذا جاءت فعلاً مضارعاً مجزوم، كقوله تعالى: (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)،[١٢] وذلك بشريطة ألا يتبعها ساكن، كقوله تعالى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١٣] فلم تحذف النون هنا لأنه تلاها حرف، أو ضمير متصل، فلا يجوز أن نقول: “لم تَكُ هي”؛ لأنها جاءت بعد ضمير، والأصل أن نقول: “لم تكن هي”.
  • تأتي “كان” زائدة تفيد التوكيد بشرط أن تأتي فعلاً ماضياً، وأن تقع بين متلازمتين لا يكونان جاراً ومجروراً، نحو قولنا: “ما -كان- أفضل ما صنعت!”.
  • تحذف كان جوازاً ويبقى عملها، وهي تُحذف في حالتين، وهما: بعد حرف “أنْ” المصدريّة، والبقاء على اسمها وخبرها، وتنوب عنها في هذه الحالة “ما” ثم تدّغم مع نون “أنْ” وتصبح “أمّا”، نحو قولنا: “أمّا أنت غنيًا فتصدّق”؛ بمعنى: “أمَّا كنت غنيًا فتصدّق”، والضمير “أنت” ناب عن كان المحذوفة، أمّا الحالة الثانيّة فهي حذف كان واسمها والبقاء على خبرها بعد حرفيّ الشرط “إنْ، ولو”، كقولنا: “المرء محاسبٌ على عمله؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ”.

الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ

سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وهذا عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، ورغم الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنها تتشابه معها في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّة، ومنها: الاختصاص بالاسماء، وأنّها تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنّها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، نحو: “إن الصحراء واسعةٌ”، وقد قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١٤]

  • إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الخبر صحيحٌ”، و”أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و”لكنّ” نحو: “محمد حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و”لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و”كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
  • لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
  • الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس): منها: “ما” كقوله تعالى: (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)،[١٥] و”لات” كقوله تعالى: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ)،[١٦] و”لا”، مثل: “لا رجلٌ أكرم من حاتم”، و”إنْ”، كقول الشاعر:

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغي عليه فيخذلا

أمثلة إعرابيّة على الجمل الاسميّة المنسوخة

في: حرف جر. المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور في محل نصب الفعل الناقص “ظلّ”.

الجملة إعرابها
إنّ الدرسَ سهلٌ. إنّ: حرف توكيد ونصب.

الدرسَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

ظلّ المعلم في الصفّ. ظلّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
كانتْ الفتاةُ نشيطةً كان: فعل ماضٍ ناقص مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب.

الفتاةُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

نشيطةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لعلّ الخبرَ مفرحٌ لعلّ: حرف توقع ونصب.

الخبر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مفرحٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

أصبح العمالُ نشيطين أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.

العمالُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

نشيطين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم.

كأنّ القائدَ أسدٌ كأنّ: أداة تشبيه ونصب.

القائد: اسم كأنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أسدٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

تعريف الجملة الاسميّة

تُعرّف الجملة لغةً حسب ما ورد في “القاموس المحيط” بأنّها “جماعة الشَّيء”، أمّا معناها في الاصطلاح فقد عرّفها مجموعة من النحاة، ومنهم الزمخشري بأنّه “مرادف لمعنى الكلام”،[١] وقد قسّم النحويون الجملة إلى ثلاثة أقسام، ومنهم النحوي جمال الدين بن هشام في مؤلفه “مغني اللبيب” وهذه الأقسام هي: جملة فعليّة، نحو: “جلس زيدٌ”، وجملة اسميّة، كقولنا: “خالدُ مجتهدٌ”، وجملة ظرفيّة تبدأ بظرف أو اسم مجرور، مثل: “أعندك مروان؟”، وفي مقالنا هذا سنركز على تعريف الجملة الاسميّة ومكوناتها.[١٧]

الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “خالد قادمٌ”، وهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، وهما: (المبتدأ والخبر)، وكان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[١٨] وجاء المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، كما تدخل على الجملة الاسميّة كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.[١٧]

صنّف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى صنفيْن، وهما: الجملة الكبرى، وهي الجملة التي يكون فيها الخبر جملة، كقولنا: “عمر أبوه ناضج”، فجملة “أبوه ناضج” جاءت في محل رفع خبر المبتدأ “عمر”، وهذه الجملة تسمى حسب رأي بعض النحاة بالجملة الصغرى، وقد تأتي الجملة كبرى وصغرى في الوقت نفسه، كقولنا: “عمر أبوه فكره ناضج”، فهذه الجملة جملة كبرى احتوت في داخلها على جملتين صغرتيْن، وهما: “أبوه فكره ناضج”، و”فكره ناضج”، وعلى الرغم أنّ جملة “أبوه فكره ناضج” جاءت جملة صغرى بالنسبة للجملة الكبرى “عمر أبوه فكره ناضج” إلا أنّها جاءت أيضًا جملة كبرى بالنسبة للجملة الصغرى “فكره ناضج”، كما قسّم النحويون أيضاً الجملة الاسميّة الكبرى إلى قسميّن: وهما: ذات الوجهيْن، وهي جملة تكون اسميّة الصدر فعليّة العجز، كقولنا: “ياسر يقرأ أبوه”، أو أن تكون جملة فعليّة الصدر اسميّة العجز، كقولنا: “ظننت ياسر أبوه قارئ”، والقسم الثاني من الجملة الكبرى الجملة ذات الوجه، وهي جملة تكون اسميّة الصدر والعجز معاً، كقولنا: “ياسر أبوه قارئ”، أو جملة تكون فعليّة الصدر والعجر معاً، كقولنا: “ظننتُ سمير يزور والده”.[١٧]

فيديو إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ علويّة عيسى (2012)، البناء النّحوي للجملة العربية: (دراسة تطبيقية على سورة آل عمران)، السودان: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، صفحة 2-3، 18-19، 48-49، 59-60. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية: 280.
  3. سورة آل عمران ، آية: 62.
  4. سورة الحجرات، آية: 14.
  5. سورة الحج، آية: 73.
  6. سورة الضحى ، آية: 3.
  7. سورة الكهف ، آية: 5.
  8. سورة آل عمران ، آية: 144.
  9. سورة الأعراف، آية: 92.
  10. ^ أ ب ت ث د. إيهاب عطية (1434هــ – 1435هــ)، مقرر اللغة العربية (102): الجملة الاسمية ونواسخها، المملكة العربية السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 11- 13.
  11. سورة الفرقان، آية: 20.
  12. سورة النساء ، آية: 40.
  13. سورة النساء ، آية: 38.
  14. نضال شويات (2015- 2016)، بناء الجملة في سورة المائدة، الأردن: جامعة جرش، صفحة 55- 56. بتصرّف.
  15. سورة المجادلة، آية: 2.
  16. سورة ص، آية: 3.
  17. ^ أ ب ت ردوزي فاطمة الزهراء (2016 2017)، أقسام الجملة في اللغة العربية: -دراسة البنية والدلالة في سورة محمد-، الجزائر : جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، صفحة 21-22. بتصرّف.
  18. سورة النور ، آية: 18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أنواع ومكوّنات الجمل الاسميّة

الجملة الاسميّة غير المنسوخة

تقسم الجملة الاسميّة المنسوخة إلى ثلاثة أنواع، وهي: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسيتمّ شرحها بالتّفصيل فيما يلي:[١]

الجملة الاسميّة المُثبتة

عرّف البعض من النحويين الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، ويعني هذا أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ، نحو قولنا: “المؤمن صابرٌ”، وهذه الجملة استوفت شروطها بوجود الاسم الثاني وهو الخبر الذي أضاف الفائدة والمعنى الكامل للمبتدأ.[١]

يُعرّف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفٍ به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرّد من العوامل اللفظيّة وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)،[٣] ويُعرّف الخبر بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ”.[١]

الجملة الاسميّة المنفيّة

يُعرّف النفي في اللغة بأنّه فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، ويُقال نفى شَعْرٌ فلان بمعنى ثار وتساقط، ونفي الرّجل عن الأرض أي طُرد، ويقال أيضاً انتفى الوالد من ولده أي تبرأ منه، كقول الشاعر:[١]

كأن متنيه من النفي

من طول إشرافي على الطوي

تقسم أدوات النفي إلى قسميْن، وهما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل:[١]

  • لم، ولما: تستخدمان لنفي المعنى، نحو: “لم ينفع الأمم إلا أبناؤها المخلصون”، وكقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٤]
  • لا: تستخدم للنفي المطلق، نحو: “لا مجتهد راسب”.
  • لن: تستخدم لنفي الاستقبال، كقول الله تعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ).[٥]
  • ما، وإنْ، ولات، وإنْ: تستخدم هذه الحروف لنفي الحال عندما تدخل على الفعل المضارع، كقول الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)،[٦] وكقوله تعالى: (إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا)،[٧] كقول الشاعر:

نَدِمَ البغاةُ ولاتَ ساعـــة منـدمِ

والبغي مَرتَعُ مُبتَغيهِ وخيمُ
  • ليس: تستخدم لنفي الحال المطلق، مثل قولنا: “ليس الضوء ساطعاً.

الجملة الاسميّة المؤكدة

الجملة الاسميّة المؤكدة هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، ويُعرّف التوكيد لغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا معناه الاصطلاحي فهو تثبيّت الحدوث والوقوع، وحروف التوكيد هي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و”إنّ العلم سلاحٌ”، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر، كقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)،[٨] وضمير الفصل، كقوله تعالى: (كانوا هُمُ الخاسِرينَ).[٩][١]

تدريب: حدّد\ي نوع الجملة من الجمل الاسميّة الآتية:
الجملة الاسميّة نوعها
الطقسُ بديع. (…………………)
لا عمَل لكُم اليوم. (…………………)
الطالبُ المجدّ ينجح في دروسه. (…………………)
لا طاقة لي اليوم. (…………………)
والله إنّي رأيته بأمّ عينيّ! (…………………)

الجملة الاسميّة المنسوخة

يُعرّف النسخ بالمصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا معناه الاصطلاحي فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، وتقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، وهما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و”ظنّ وأخواتها”، والنوع الآخر من نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.[١٠]

الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ

تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية:[١٠]

  • كان: مثل: “كان الحفل رائعاً”.
  • أضحى: مثل: “أضحى المعلمون مهتمين بعملهم” .
  • أصبح: مثل: “أصبح الجو صحواً”.
  • ظلّ: مثل: “ظلّ الطفل باكياً”.
  • صار: مثل: ” صار الدقيق خبزاً”
  • بات: مثل: “بات الطالب ساهراً”.
  • ليس: مثل: “ليس الأمر سهلاً”.
  • أمسى: مثل: “أمسى المجهول معلوماً”.
  • ما زال: مثل: “ما زال المطر منهمراً”.
  • ما دام: مثل: “لا تخرج من البيت ما دام المطر نازلاً”.
  • ما فتئ: مثل: “ما فتئ الحظر سارياً.
  • ما انفكّ: مثل: “ما انفكّ القضاة عادلين”.
  • ما برح: مثل: “ما برح الحارس مستيقظاً”.

تأتي الأفعال الناسخة إمّا أفعالاً تامة مكتفيّة بفاعل مرفوع، وتكون بذلك جملة تامة في المعنى، وبالتالي لا تحتاج لخبر تنصبه، ومثال على ذلك قولنا: “لو ظلّت الحرب لكان الفناء”، أو أفعال ناقصة، وهي الأفعال التي لا تكتفي بمبتدأ مرفوع، وإنما تحتاج إلى خبر يكوّن مع المبتدأ جملة ذات معنى، مثال: “كان الانتصار عظيماً”، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأفعال الناسخة تأتي أفعال تامة وناقصة باستثناء الأفعال: (فتئ، وزال، وليس).[١٠]

تسمى “كان” عند النحويين بأمّ؛ لأنّها تتميّز بخصائص عدّة عن غيّرها من الأفعال الناسخة الأخرى، وهذه الخصائص هي:[١٠]

  • تأتي كان فعلاً تاماً وناقصاً، كقوله الله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).[١١]
  • تحذف نون كان جوازاً إذا جاءت فعلاً مضارعاً مجزوم، كقوله تعالى: (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)،[١٢] وذلك بشريطة ألا يتبعها ساكن، كقوله تعالى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١٣] فلم تحذف النون هنا لأنه تلاها حرف، أو ضمير متصل، فلا يجوز أن نقول: “لم تَكُ هي”؛ لأنها جاءت بعد ضمير، والأصل أن نقول: “لم تكن هي”.
  • تأتي “كان” زائدة تفيد التوكيد بشرط أن تأتي فعلاً ماضياً، وأن تقع بين متلازمتين لا يكونان جاراً ومجروراً، نحو قولنا: “ما -كان- أفضل ما صنعت!”.
  • تحذف كان جوازاً ويبقى عملها، وهي تُحذف في حالتين، وهما: بعد حرف “أنْ” المصدريّة، والبقاء على اسمها وخبرها، وتنوب عنها في هذه الحالة “ما” ثم تدّغم مع نون “أنْ” وتصبح “أمّا”، نحو قولنا: “أمّا أنت غنيًا فتصدّق”؛ بمعنى: “أمَّا كنت غنيًا فتصدّق”، والضمير “أنت” ناب عن كان المحذوفة، أمّا الحالة الثانيّة فهي حذف كان واسمها والبقاء على خبرها بعد حرفيّ الشرط “إنْ، ولو”، كقولنا: “المرء محاسبٌ على عمله؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ”.

الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ

سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وهذا عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، ورغم الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنها تتشابه معها في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّة، ومنها: الاختصاص بالاسماء، وأنّها تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنّها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، نحو: “إن الصحراء واسعةٌ”، وقد قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١٤]

  • إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الخبر صحيحٌ”، و”أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و”لكنّ” نحو: “محمد حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و”لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و”كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
  • لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
  • الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس): منها: “ما” كقوله تعالى: (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)،[١٥] و”لات” كقوله تعالى: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ)،[١٦] و”لا”، مثل: “لا رجلٌ أكرم من حاتم”، و”إنْ”، كقول الشاعر:

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغي عليه فيخذلا

أمثلة إعرابيّة على الجمل الاسميّة المنسوخة

في: حرف جر. المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور في محل نصب الفعل الناقص “ظلّ”.

الجملة إعرابها
إنّ الدرسَ سهلٌ. إنّ: حرف توكيد ونصب.

الدرسَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

ظلّ المعلم في الصفّ. ظلّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
كانتْ الفتاةُ نشيطةً كان: فعل ماضٍ ناقص مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الإعراب.

الفتاةُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

نشيطةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لعلّ الخبرَ مفرحٌ لعلّ: حرف توقع ونصب.

الخبر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مفرحٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

أصبح العمالُ نشيطين أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.

العمالُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

نشيطين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم.

كأنّ القائدَ أسدٌ كأنّ: أداة تشبيه ونصب.

القائد: اسم كأنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أسدٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.

تعريف الجملة الاسميّة

تُعرّف الجملة لغةً حسب ما ورد في “القاموس المحيط” بأنّها “جماعة الشَّيء”، أمّا معناها في الاصطلاح فقد عرّفها مجموعة من النحاة، ومنهم الزمخشري بأنّه “مرادف لمعنى الكلام”،[١] وقد قسّم النحويون الجملة إلى ثلاثة أقسام، ومنهم النحوي جمال الدين بن هشام في مؤلفه “مغني اللبيب” وهذه الأقسام هي: جملة فعليّة، نحو: “جلس زيدٌ”، وجملة اسميّة، كقولنا: “خالدُ مجتهدٌ”، وجملة ظرفيّة تبدأ بظرف أو اسم مجرور، مثل: “أعندك مروان؟”، وفي مقالنا هذا سنركز على تعريف الجملة الاسميّة ومكوناتها.[١٧]

الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “خالد قادمٌ”، وهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، وهما: (المبتدأ والخبر)، وكان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[١٨] وجاء المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، كما تدخل على الجملة الاسميّة كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.[١٧]

صنّف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى صنفيْن، وهما: الجملة الكبرى، وهي الجملة التي يكون فيها الخبر جملة، كقولنا: “عمر أبوه ناضج”، فجملة “أبوه ناضج” جاءت في محل رفع خبر المبتدأ “عمر”، وهذه الجملة تسمى حسب رأي بعض النحاة بالجملة الصغرى، وقد تأتي الجملة كبرى وصغرى في الوقت نفسه، كقولنا: “عمر أبوه فكره ناضج”، فهذه الجملة جملة كبرى احتوت في داخلها على جملتين صغرتيْن، وهما: “أبوه فكره ناضج”، و”فكره ناضج”، وعلى الرغم أنّ جملة “أبوه فكره ناضج” جاءت جملة صغرى بالنسبة للجملة الكبرى “عمر أبوه فكره ناضج” إلا أنّها جاءت أيضًا جملة كبرى بالنسبة للجملة الصغرى “فكره ناضج”، كما قسّم النحويون أيضاً الجملة الاسميّة الكبرى إلى قسميّن: وهما: ذات الوجهيْن، وهي جملة تكون اسميّة الصدر فعليّة العجز، كقولنا: “ياسر يقرأ أبوه”، أو أن تكون جملة فعليّة الصدر اسميّة العجز، كقولنا: “ظننت ياسر أبوه قارئ”، والقسم الثاني من الجملة الكبرى الجملة ذات الوجه، وهي جملة تكون اسميّة الصدر والعجز معاً، كقولنا: “ياسر أبوه قارئ”، أو جملة تكون فعليّة الصدر والعجر معاً، كقولنا: “ظننتُ سمير يزور والده”.[١٧]

فيديو إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسميّة والفعليّة ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ علويّة عيسى (2012)، البناء النّحوي للجملة العربية: (دراسة تطبيقية على سورة آل عمران)، السودان: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، صفحة 2-3، 18-19، 48-49، 59-60. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية: 280.
  3. سورة آل عمران ، آية: 62.
  4. سورة الحجرات، آية: 14.
  5. سورة الحج، آية: 73.
  6. سورة الضحى ، آية: 3.
  7. سورة الكهف ، آية: 5.
  8. سورة آل عمران ، آية: 144.
  9. سورة الأعراف، آية: 92.
  10. ^ أ ب ت ث د. إيهاب عطية (1434هــ – 1435هــ)، مقرر اللغة العربية (102): الجملة الاسمية ونواسخها، المملكة العربية السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 11- 13.
  11. سورة الفرقان، آية: 20.
  12. سورة النساء ، آية: 40.
  13. سورة النساء ، آية: 38.
  14. نضال شويات (2015- 2016)، بناء الجملة في سورة المائدة، الأردن: جامعة جرش، صفحة 55- 56. بتصرّف.
  15. سورة المجادلة، آية: 2.
  16. سورة ص، آية: 3.
  17. ^ أ ب ت ردوزي فاطمة الزهراء (2016 2017)، أقسام الجملة في اللغة العربية: -دراسة البنية والدلالة في سورة محمد-، الجزائر : جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، صفحة 21-22. بتصرّف.
  18. سورة النور ، آية: 18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى