قواعد اللغة العربية

جديد أنواع الضمائر

الضمير

الضمير هو اسم يُستعاض به للدلالة على اسم آخر، وذلك للاختصار وتجميل الكلام بمنع التكرار.[١][٢] والضمائر متصلة ومنفصلة ومستترة- وسيرد ذلك لاحقاً- لكن عند الحاجة إلى استخدام الضمير فإن الغالب هو اختيار الضمير المتصل، وفيما بعد توضيح لذلك.

أنواع الضمائر

تُقسم الضمائر إلى عدّة أقسام، بيانها فيما يأتي:

  • من حيث دلالتها: تُقسَم إلى ضمائر متكلم، أو مخاطب، أو غائب، وأمثلة ذلك على الترتيب:[٣]
    • ضمائر المتكلم:
      • أنا: للمتكلم المفرد والمفردة، مثل: أنا مسافر، وياء المتكلم المتصلة، مثل: كتابي.
      • نحن: للمتكلمين والمتكلمات، مثل: نحن مسافرات، ونا: المتكلمين المتصلة مثل: كتابنا.
    • المُخاطَب:
      • أنتَ: للمذكر المخاطب، والتاء المتصلة، مثل: درستَ.
      • أنتِ: للمؤنث المخاطَبة، والتاء المتصلة مثل: درستِ.
      • أنتما: للمخاطَبَين والمخاطبتَين، والتاء المتصلة مثل: درستما.
      • أنتم: للجمع المخاطبين، والتاء المتصلة مثل: درستم.
      • أنتنّ: للجمع المخاطبات، والتاء المتصلة مثل: درستُنّ.
    • الغائب:
      • هو: للغائب المفرد مثل: هو مسافر، والهاء المتصلة مثل: أُخبره.
      • هي: للغائبة المفردة مثل: هي مسافرة، والهاء المتصلة مثل: أخبرها.
      • هما: للغائبَين والغائبَتين مثل: هما مسافرتان، والهاء المتصلة مثل: أخبرهما.**هم للجمع الغائبين، مثل: هم مسافرون، والهاء المتصلة مثل: أخبرهم.
      • هنَّ: للجمع الغائبات مثل: هنَّ مسافرات، والهاء المتصلة مثل: أخبرُهُنَّ.
  • من حيث ظهورها أو استتارها: الضمير الظاهر البارز هو ما يظهر ويُنطق به كالضمائر المنفصلة والمتصلة، أما الضمير المستتر فهو ما لا يظهر ولا يُنطق به وإنما يُضمَر في الذهن، مثل: قول: خذْ كتابك. فالفاعل هنا غير ظاهر وتقدير الكلام خذْ أنت، والضمائر المستترة مقدرة بما يأتي:[٣]
    • ضمير المتكلم (أنا): كالقول (أقرأ كل يوم).
    • ضمير المتكلمين (نحن): كالقول (نقرأ كل يوم).
    • ضمير المخاطَب (أنتَ): كالقول (ادرسْ تنجح).
    • ضمير الغائب (هو): كالقول (محمد خرج ولم يعُد بعد).
    • ضمير الغائبة (هي): كالقول (هند تقرأ كل يوم).
  • من حيث انفصالها أو اتصالها: الضمائر المنفصلة ما جاءت كلمة وحدها غير متصلة بكلمة غيرها، كضمائر المتكلم والمخاطَب والغائب، وأمثلة ذلك بالترتيب:[٣]
    • أنا، إياي: للدلالة على المتكلم أو المتكلمة، مثل: إيايَ قصد المدير.
    • نحن، إيانا: للدلالة على المتكلمين، مثل: إيانا يُكلّم الرجل.
    • أنتَ، إياكَ: للدلالة على المخاطَب، مثل: إياك نعبد.
    • أنتِ، إياكِ: للدلالة على المخاطَبة، مثل: إياكِ أحدّث.**أنتما، إياكما للدلالة على المخاطبَين أو المخاطبتَين، مثل: إياكما أعني.
    • أنتم، إياكم: للدلالة على الجمع المذكر، مثل: إياكم أكلّم.**أنتنّ، إياكنّ للدلالة على الجمع المؤنث، مثل: إياكنّ أعلّم.
    • هو، إياه: للدلالة على الغائب، مثل: إياه أقصد.
    • هي، إياها: للدلالة على الغائبة، مثل: إياها أقصد.
    • هما، إياهما: للدلالة على الغائبَين المذكرَين أو المؤنثَين، مثل: إياهما أقصد.
    • هم، إياهم: للدلالة على الجمع المذكر، مثل: إياهم أقصد.
    • هنّ، إياهنّ: للدلالة على الجمع المؤنث، مثل: إياهنّ أقصد، أما الضمائر المتصلة فهي ما اتصلت بالكلمة اسماً كانت أو فعلاً أو حرفاً، مثل: ياء المتكلم وكاف المخاطب وهاء الغائبة المتصلة بالكلمات على الترتيب مثل: أخبرني، جهازك، ولها.

حالات اختيار الضمير المنفصل أو المتصل

هناك حالات توجب الإتيان بالضمير المنفصل وليس المتصل، هي:[١]

  • الضرورة الشعرية: يأتي بعض الشعراء بالضمير منفصلاً بدلاً من المتصل ليستقيم وزن البيت أو القافية، كالإتيان بالضمير المنفصل (هم) في قول الشاعر:
وما أُصاحب من قوم فأذكرهم
إلا يزيدهم حبّاً إلي همُ
  • أسباب بلاغية: كحصر المعنى وقصره مثل: الضمير المنفصل (إياك) في قول الله تعالى: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )[٤] وفي مثل: هذا الحالة مثلاً لا يُقال نعبدك، ولا يُقدَّم ضمير الكاف وحده في نعبدك لأن العبادة والاستعانة محصورة لله تعالى ومقتصرة عليه، ومثله أيضاً: ما مخلصٌ إلا أنتَ.
  • حذف فعله وفاعله (ويُسمّى العامل) مثل: إيّاك والغشّ، فأصل العبارة: أحذّرك، فحُذِف الفعل وفاعله وبقي ضمير الكاف فأُتِي بضمير منفصل هو (إياك)، ومثل: أنت عاملٌ نشيط، وأنت محصور للابتداء به، ولا يمكن جعله متصلاً.
  • دخول حرف نفي عليه: مثل: ما أنتَ صبوراً كما يجب، وما هنا حجازية بمعنى ليس لذلك نُصِبت كلمة صبور.
  • أن يكون الضمير تابعاً لكلمة تفصل بينه وبين عامله: مثل: نقدّر المعلمَ وإياكم، فقد عُطِفت إياكم على المعلم.
  • إذا وقع الضمير بعد واو المعيّة (بمعنى المُصاحَبة) مثل: سأخرج وإياكم.
  • أن يكون فاعلاً لمصدر مضاف إلى مفعوله: مثل: بمساعدتك أنا فزتَ، وأصل الكلام ومعناه: بمساعدتي إياك، أي فزتَ بسبب المساعدة التي قدّمتها أنا لك، وهنا جاء المفعول به (ضمير الكاف) بين الضمير الفاعل (أنا) والمصدر مساعدة.
  • أن يكون مفعولاً به لمصدر مضاف إلى فاعله: مثل: فرحتُ لاحترامِ الضيوف إيّاك.
  • أن يأتي بعد إما المفصّلة، مثل: حضر إما هو وإما أنتَ.
  • أن يأتي بعد اللام الفارقة: وتأتي اللام الفارقة بعد إنْ مثل: إنْ وجدتُ الصديق حقّاً لإيّاك، فمُرْني، فلن أزال مطيعاً
  • أن يأتي مُنادى: وذلك عند مَن يجيزون النداء على الضمير، مثل: يا أنتَ.
  • أن يأتي الضمير منصوباً وقبله ضمير نصب: ويجب أن يكون الناصب لهما واحد ورتبة الضميرين واحدة مثل: حدّثته إياه.
  • أن يأتي الضمير مرفوعاً بمشتق جار على غير من هو له: ومثال ذلك سارةُ هندٌ مكرمتُها هي، والضمير هي مرفوع لعامل المشتق (مكرم).

إعراب الضمائر

الضمائر أسماء مبنية، وتقسم من حيث إعرابها إلى ضمائر رفع ونصب وجر؛وذلك حسب موقعها في الجملة وما تتصل به:[٥][٦]

  • ضمائر الرفع: هذه الضمائر هي الضمائر المنفصلة مثل: أنا، أنت، هو، وتُعرب غالباً في محل رفع المبتدأ، والضمائر المتصلة بالفعل وبكان أو أخواتها مثلاً وهي مجموعة في كلمة (تايون)؛ وهي التاء المتحركة؛ تاء المتكلم والمخاطب والمخاطبة (سمعتُ، سمعتَ، سمعتِ)، ألف الاثنين (سمعا)، ياء المخاطبة (اسمعي)، واو الجماعة (سمعوا)، نون النسوة (سمعْنَ) ونا الدالة على الفاعلين (سمعْنا سعيداً) ويجدر التنبيه هنا إلى أن الفعل هنا يكون مبنيّاً على السكون. وإن هذه الضمائر تعرب غالباً في محل رفع الفاعل أو نائب الفاعل، أو اسم كان وأخواتها.
  • ضمائر النصب: هذه الضمائر هي الضمائر المنفصلة مثل: إياك، إياكما، إياهم، وتُعرب في محل نصب مفعول به مقدّم كما في: إياك أعبد -ويُذكر هنا أن الكاف المتصلة بإيّا تُسمى كاف الخطاب، والهاء هاء الغيبة، والياء للمتكلم- والضمائر المتصلة بإن وأخواتها أو بالفعل هي: نا الدالة على المفعولين (أخبرَنا سعيدٌ) ويجدر التنبيه هنا إلى أن الفعل يكون مبنيّاً على الفتح، وهاء الغائب (لم يخبره فلان) و(إنه شجاع)، ياء المتكلم (أخبرني فلان) وكاف المخاطب (لم يخبرك فلان).
  • ضمائر الجر: كاتصال الضمائر بحروف الجر مثل: الهاء المتصلة بحرف الجر (إلى) في الجملة (اذهب إليه) وتُعرب في محل جر بحرف الجر، أو المتصلة بالأسماء مثل: ياء المتكلم المتصلة بكتاب في الجملة (كتابي جديد)، وتُعرَب في محل جر بالإضافة.

فوائد لغوية

فيما يأتي بعض الفوائد حول الضمائر:[٧]

  • الضمائر كلها مبنية في محل رفع أو نصب أو جر، على حسب موقعها من الجملة، إلا ضمير الفصل.
  • ضمير الفصل: هو ضمير يفصل بين المبتدأ والخبر أو أسماء النواسخ ( وهي إن وأخواتها) وخبرها وليس له محل من الإعراب، مثل: أخي هو أفصح مني، إنّها هي الكاتبة المشهورة.
  • ضمير الشأن: هو ضمير لا يعود على سابق له، يقع في أول الجملة ويكون في محل رفع المبتدأ أو اسم إن، وخبره جملة اسمية أو فعلية مثل: هي الحياة دروس، وإنها الحياة دروس، وكقول الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سُقِيت بماء المكرمات
وقد استخدمه العرب للتعظيم والتفخيم أو للتشويق كأن تبدأ بعض القصص به.[٨]
  • نون الوقاية: إذا سبق ياء المتكلم فعل وجب اتصالها بنون الوقاية، وسميت بنون الوقاية لأنها مكسورة وتتحمل الكسرة المناسبة للياء وتقي الفعل من هذا الكسر، مثل: علمني ما ينفعني، ونون الوقاية تتوسط بين الفعل وياء المتكلم، فإن كانت ياء المتكلم منصوبة بالحرف الناسخ ليت أُثبِتت النون (ليتني)، أما إن كان الحرف الناسخ (لعل) فيجوز حذفها أو إثباتها (لعلّي، لعلني) والأفصح إثباتها.[١][٣]
  • لا تُطلق واو الجماعة أو الضمير (هم) إلا على جمع الذكور العقلاء، أما الجمع لغير العقلاء فيعود عليها الضمير المؤنث مفرداً أو جمعاً، فيقال: البضائع شحنتها أو شحنتهن.[٣]
  • لكل ضمير غائب اسم يعود إليه، مثل: (أحسنت المرأة إلى ضيفتها)، فهاء الضمير هنا تعود إلى المرأة، أما إذا جاء قبل الضمير أكثر من اسم فإنه يعود إلى الاسم الأقرب إلى الضمير، مثل: جاء أحمد وسامي وجاره؛ فالهاء هنا تعود إلى الاسم الأقرب وهو سامي.[٣]

أمثلة على إعراب الضمائر

فيما يأتي نماذج وأمثلة لإعراب الضمائر بأنواعها:

  • الضمائر المنفصلة السابقة جميعها (باستثناء إيّا وما اتصل بها) غالباً ما تُعرَب في محل رفع المبتدأ، أما ضمائر (إيا) فتعرَب غالباً في محل نصب مفعول به.
    • هو حافظٌ للمعروف: هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ.
    • إيّاك أخاطب: إيّا ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدَّم، والكاف للخطاب.
  • الضمائر المتصلة: فيما يأتي أمثلة لإعراب الضمائر المتصلة كما ذُكِرت قاعدتها سابقاً:
    • أخبرتُهُ: التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
    • أصبحوا نشيطين: واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
    • سأعلمك بالخبر لاحقاً: فاعل الفعل أعلم: ضمير مستتر تقديره أنا، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
    • إنّني بخير: النون نون الوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ.
    • سبقَنا الآخرون: نا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم.
    • سبقْنا الآخرين: نا المتكلمين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • لقد كتبتِ رسالة: تاء المتكلم ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع الفاعل.
    • كتبَتِ الفتاةُ قصة جميلة: التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.

مواضع نون الوقاية

سميت بنون الوقاية لأنها تتحمل الكسرة المناسبة للياء وتقي الفعل من هذا الكسر، مثل: علمني ما ينفعني، النون في الفعلين علمني وينفعني.[٣] ونون الوقاية تتوسط الياء والفعل وتأتي في المواضع الآتية:[١]

  • إذا جاءت ياء المتكلم منصوبة بفعل أو باسم فعل أو بالحرف الناسخ ليت، فيجب أن تُسبق بنون الوقاية مثل: اسمعني، ليتني، أما إن نُصِبت بالحروف الناسخة الأخرى غير ليت فيجوز حذفها أو إثباتها مثل: لعلّي ولعلّني (ولعلني أفصح)، إنّني وإنّي.
  • إن سُبِقت ياء المتكلم بحرفي الجر (من وعن) وجب إثبات نون الوقاية مثل: منّي وعنّي، أما مع باقي حروف الجر فيجب حذفها مثل: لي وبي.
  • إن جاءت الياء مجرورة بالإضافة، والمضاف ساكن الآخر في الكلمات: (لدنْ، قطّ وقدْ)، جاز إثبات النون وحذفها، والأفصح إثباتها مثل: لدنّي، قطْني، قدْني.

فيديو أنواع الضمائر

شاهد الفيديو الآتي لتتعرّف على أنواع الضمائر في اللغة العربية:[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عباس حسن، النحو الوافي (الطبعة الخامسة عشرة)، مصر: دار المعارف، صفحة: 276-283، الجزء الأول. بتصرّف.
  2. نزار شمكلي (2017)، الاستدراك النحوي عند المتأخرين والمحدثين، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة: 112. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ سعيد الأفغاني (2003)، الموجز في قواعد اللغة العربية، لبنان: دار الفكر، صفحة: 101-107. بتصرّف.
  4. سورة الفاتحة، آية: 5.
  5. د. عبد الله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 41-43. بتصرّف.
  6. محمد عتيلي (2005)، البيان في النحو والصرف ، عمّان: المكتبة الوطنية، صفحة 79.
  7. د. محمود مغالسة (2001)، النحو الشافي (الطبعة الثالثة)، الأردن: مؤسسة الرسالة، صفحة 98. بتصرّف.
  8. د. محمد السامرائي (2014)، النحو العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 88، جزء الأول. بتصرّف.
  9. فيديو: أنواع الضمائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى