قواعد اللغة العربية

ما هو علم الصرف

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

دلالة الكلمة

علم اللغة واسع ومُتشعِّب، فهناك عِلم الأصوات الذي يبيّن صوت كل حرف في الكلمة، ومخرجه، وصفته، وعلم الدلالة الذي يبيّن معنى الكلمة، ودلالتها في الجملة، وما تحمله من معنى بلاغي، وعلم النحو الذي يبيّن الموقع الإعرابي للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة الواحدة، وعلامات إعرابها، وعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي، وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة. إذاً فإنّ لكلّ لفظة أو كلمة دلالات تشير إليها، هي: دلالة معجميّة تعرّفها وتوضّحها، ودلالة نحوية تبيّن موقع الكلمة من الإعراب أو البناء، ودلالة صرفيّة تبيّن نوع الكلمة ومعناها الصرفي.[١]

علم الصرف

الصرف لغة هو التغيير، ويُقال له أيضاً التصريف، إذ يُقال تصريف الرياح، كما في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ)[٢] أي تغييرها؛ فهي تارة تأتي من الشمال، وتارة تأتي من الجنوب، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي بالرحمة، وتارة تجمع بين السحاب، وتارة تفرِّقه. أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ، وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من الماضي (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)، ومثال الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر، وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم أُبدِلت التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن واو في أصل الفعل (يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف مُختَصُّ بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ عادة التغيير على الحرف، والكلمة الأقل من ثلاثة حروف أصلية لا تقبل التصريف؛ لعدم إمكانيّة تصريفها، فالكلمتان يد ودم مثلاً، أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.[٣]

وعِلم الصَّرف لا يدرس إلا الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.[٣]

أمّا واضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، وقِيل هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد استمدّ هذا العلم وقواعده وأبنيته من كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والغاية من وضع هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والعلّة، والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.[٤]

فروع علم الصَّرف

يتناول عِلم الصَّرف دراسة ما يأتي:[٥]

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة، وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث.[٦]
  • حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال: تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة، وتؤدّي معنىً دلاليّاً مُعيَّناً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة (سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي هو عَلِمَ.
  • أبنية الأفعال والأسماء: أي إن كانت مُجرَّدة أو مزيدة.[٧]
  • المصادر: وتتضمّن المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق، والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي، مثل وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة، مثل وِقفة.[٨]
  • المُشتَقّات: وتتضمّن اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول، مثل مكتوب، وصيغة المبالغة،[٩] مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان، مثل مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح،[٥] كما يتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.[١٠]

أهمية عِلم الصَّرف

لقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، وهو لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع ملاحظة أنّ هناك الكثير من الكتب التي تشتمل على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته في ما يأتي:

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة، حيث تساعد على معرفة موقعها الإعرابي المُتغيِّر بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،[٦] ففي المثال الآتي: أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يُخيَّل للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً، ولكنّه حين يدرك أنّها اسم فإنّه يستطيع أن يعرف موقعها الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة، أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها في الجملة.
  • المساعدة على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم الشرعي منها، ومثال ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس، من الفعل شمَّت، والتشميت هو الفَرح ببلاء الآخر، أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف هو السلب والإزالة.[١١]
  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إنّ لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ويُفيده،[٤] وأمثلة ذلك ما يأتي:[١٢]
    • عند زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تفيد التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم إلى مُتعدٍّ، مثل الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته، حيث إنّه إذا دخلت الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه، والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.
    • عند زيادة التضعيف، وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم) في الجملة: كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.
    • عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه يُفيد في بعض معانيه المُشاركة، مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.
    • عند زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي، وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف، مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تفيد التكلُّف.
    • عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل، فإنّه يفيد في بعض معانيه الطلب، مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي طلب المغفرة من الله تعالى في الفعل (استغفر).

مثال تطبيقي

ويجدر بنا هنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره، كما في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تدلّ الزيادة فيها على طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية، فالفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، وكلمة (السائلُ) هي اسم فاعل من الناحية الصرفية، أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف

إنّ المكتبة العربية غنية بالمراجع العربية التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي زاخرة بمصادر ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:[٣]

  • شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع فيه ابن عقيل بين علمَي النَّحو، والصَّرف[١٣].
  • شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويضمّ الكتاب توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك (التوضيح) لابن هشام[١٤].

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:[٣]

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

المراجع

  1. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 5.
  3. ^ أ ب ت ث د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  7. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  8. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  10. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  11. وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  12. د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  13. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  14. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى