محتويات
'); }
السُّم في طعام عمر بن عبد العزيز
شعر المخالطون لعمر بن عبد العزيز أن هناك من يأتمرون به، ويخططون لاغتياله، خصوصاً أن ما أشاعه من العدل قد ألّب أصحاب الأموال والضياع عليه؛ إذ أخذ من أملاكهم كل ما استولوا عليه بغير الحق، وفرض عليهم من الضرائب ما يسلب عنهم أي امتيازات خاصة لمجرد القرابة من بني أمية.[١]
ولذلك أشار عليه بعض المقربين أن يتخذ حرساً يراقبون طعامه خشية أن يُسمّم، وأيضاً أن يرافقه حرس مخافة أن يتعرض للاغتيال، فعن أرطأة بن المنذر: “قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جُعل على طعامك أميناً لا تُغتال، وحرساً إذا صليت لا تُغتال، وتنَحَّ عن الطاعون، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي” [١]
'); }
وقد حصَل بالفعل ما توقعه أصحابه، فقد أغرى القوم غلاماً ليدس له الطعام، ففعلَ ما أُمر به، ووجد عمر بن عبد العزيز أثر ذلك الطعام المسموم في بطنه، فدَعَا الغُلام فقال له: “وَيَحَكَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ سَقَيْتَنِي السُّمَّ؟ قال: أَلْفُ دِيْنَارٍ أُعْطِيْتُهَا، وَأَنْ أُعْتَقَ، قال: هَاتِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي بَيْتِ المَالِ، وقال: اذْهَبْ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ”،[١] فمات رحمه الله مسموماً.
وفاة عمر بن عبد العزيز
توفي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في شهر رجب من العام الأول بعد المئة الأولى 101هـ، وعمره حين ذلك أربعين سنة،[٢] وقد كانت وفاته بـ: “دير سمعان” من قرى حِمْص،[٣] وكان قد أوصى رحمه الله إلى “رجاء بن حيوة” أن يغسله ويكفنه، وطلب منه أن ينظر في وجهه عند الدفن، فقال رجاء بن حيوة: “فلما فعلت ذلك إذا وجهه كالقراطيس بياضا”.[٤]
نبذة عن حياة عمر بن عبد العزيز
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان، ويكنى بأبي حفص، ويلقب بخامس الخلفاء الراشدين، وأمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد عمر بن عبد العزيز بقرية حلوان في مصر في سنة إحدى وستين وقيل ثلاث وستين، وأبوه أمير عليها، وبويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك.[٥]
وقد كان عمر بن عبد العزيز تابعياً جليلاً، روى عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنس بن مالك، والسائب بن يزيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وروى أيضاً عن بعض التابعين، وروى عنه جماعة من التابعين وغيرهم، قال الإمام أحمد بن حنبل: “لا أدرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز”.[٦]
وقد وليَ الخلافة مدة سنتين وخمسة أشهر،[٧] وقد ولاّه قبلها الوليد بن عبد الملك على المدينة ومكة والطائف، وبنى في مدة ولايته هذه مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ووسّعه بموافقة ابن عمه الخليفة الوليد بن عبد الملك، فأدخل فيه قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت عبد الستار الشيخ، عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، صفحة 389.
- ↑ عبد الرحمن ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون: ديوان المبتدأ والخبر، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 210. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 211. بتصرّف.
- ↑ جلال الدين السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 171-172. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 192. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 194. بتصرّف.