وضوء و صلاة

كيف كان يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم

حثَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أن تكونَ صلاة المسلم كصلاتِهِ، حيث جاءه عشرون رَجُلاً، وأمرهم بالصلاة كما رأَوه يُصلّي، لِقوله: (ارجعوا إلى أهليكم فكونوا فيهم، و علِّموهم و مروهم، و صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي، فإذا حضرتِ الصلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم، و لْيؤمُّكم أكبرُكم)،[١] فيجبُ على المُسلم أن يُصلّي كما صلّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فيَبدأ بالوضوءِ، ثُمّ استقبالِ القِبلة، ثم التكبيِر للصلاة، وقراءةِ الفاتحة وما تَيسّر من القُرآن، والرُكوعِ، والسُجودِ، والاطمئنان في صلاته،[٢] وأمّا تفصيل ذلك فكما يأتي:[٣][٤]

  • إسباغُ الوضوء، لِقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٥]
  • استقبالُ القِبلة، وهو رُكنٌ من أركان الصلاة، ولا تصحُّ الصلاة إلا به، سواءً كان ذلك في صلاة الفرض أو النّفل، ويكون من خلال التّوَجّه بِجميع البَدن نحوها، ويَسقط هذا الرُكن في حالِ الخَوف أو القِتال، وكذلك يسقطُ عن العاجز؛ كالمريضِ، أو المُسافر في السفينة، ومَن يركب الدابّة ويُريد صلاة النافِلة أو الوِتر. أما من يُشاهد الكعبةَ فالواجب عليه استقبالُ عَين الكعبة، ومَن صلّى إلى غير القِبلة لِسببٍ مُعيّنٍ وتحرّى معرفتها؛ فصلاتُهُ صحيحة ولا إعادة عليه، وإن أرشده أحدٌ وهو يُصلّي، فيتَّجِهُ نحوها ويُكملُ صلاته.
  • القِيام، وهو الصلاةُ قائماً، وهو من أركان الصلاة في حالِ الفريضة، ويَسقُط في حالِ النافلة، أو المرض، أو لِمن خافَ على نفسهِ السُّقوط.
  • النيّة، وتكونُ في القلب، ولا يُشترط التَلفّظُ بها، وتكون النيّة من خلال تعيين الصلاة المُرادُ تأديتها، وهي مِنْ شُروطِ أو أركانِ الصلاة.
  • تكبيرةُ الإحرام؛ وهي قول المُصلّي: “اللهُ أكبر”، وهي من أركان الصلاة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ)،[٦] وإذا كان المسلم مَأموماً فإنَّهُ يُكبّرُ بعد الإمام، ويُسَنُّ رفْع اليدين مع التّكبير أو قَبله أو بَعده، مع مَدِّ الأصابع، ثُمّ يَضعُ المُصلّي يدَه اليُمنى على يدِه اليُسرى بعد التكبير على صدره، ويُكره وضعهما على الخاصرة، مع أهميّة الخُشوعِ في الصلاة أثناء تأديتها، والنّظر إلى موضع السُجود، ويُكره للمُصلّي النظرَ إلى السماء، أو الالتفات عن يمينه أو يساره.
  • دعاء الاستفتاح، وهو قِراءةُ دُعاء الاستفتاح بأيّ صيغةٍ من صيَغِه المأثورةِ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كقول: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جَدُك، ولا إله غيرك”، ثُمّ يستعيذُ المصلّي بالله -تعالى- مِنَ الشيطان، ويُبسمل، بِقوله: “بِسم الله الرحمن الرحيم”.
  • قِراءة سورةُ الفاتِحة، وهي من أركان الصلاة، ويُسَنُّ للمصلّي الوقوف على رأسِ كُلِّ آيةٍ منها، ويقول بعد الانتهاءِ منها: “آمين”، ويُسَنُّ بعدها قِراءةُ سورةٍ أُخرى في الركعتين الأوليين، فيطوّل القِراءة في صلاة الفجر، ويُسَنُّ تطويل الركعة الأولى عن الثانيّة، ويَجهر بها في صلاة الفجر، والجُمعة، والعيدين، والاستسقاء، والمغرب، والعِشاء، ويُسِرُّ بها في صلاتي الظُهر والعصر، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب، وآخرِ ركعتين من الصلوات الرّباعية، وأمّا صلاة الوتر فيُسَنُّ الجَهر بها أحياناً، والإسرارُ بها أحياناً أُخرى.
  • الرُّكوع، ويكون بوضعِ اليدين على الرُكبتين، وَمدّ الظهر وبَسْطَه، بِدون خفض الرأس أو رفعه، مع الاطمئنانِ في الرّكوع، ويقول الراكع: “سبحان ربيَ العظيم” ثلاث مراتٍ أو أكثر.
  • الاعتدال من الرُكوع، وهو من أركان الصلاة، بقول: “سمِعَ الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد” مع الاطمئنان فيه، وإن كان مأموماً فيقول: “ربَّنا ولك الحمد” فقط، ويَجوزُ الزيادة بِقوله: “أهلُ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما مَنعت، ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ”.
  • السُّجود، وهو من أركان الصلاة، ويكون بالنّزول ووضع اليدين قَبل الرُّكبتين، وبسط الأصابع مع ضمّها، وتوجيهِهِم نحو القِبلة، ويُمَكِّنَ المصلّي رُكبتيه وأطراف قدميه على الأرض مع نَصبهما، ويَسجُد على الجبهةِ مع الأنف، والكَفّين، والرُكبتين، وأطراف القدمين، ويقول: “سُبحان ربيَ الأعلى” ثلاثُ مراتٍ أو أكثر، ويُكثر من الدُعاء، ثُمّ يرفع رأسَه مُكبّراً، ثُمّ يَسجُد مرةً أُخرى مع الاطمئنانِ فيه، ويقولُ بين السجدتين: “اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، وعافني، وارزقني”.
  • الركعةِ الثانيّة: ويفعل بها كما فعل في الركعة الأولى، ولكن من غير قراءةِ دُعاء الاستفتاح، وتكونُ أقصر من الركعةِ الأولى.
  • الجُلوس للتشهُّد: وهو من واجبات الصلاة، ويكون بجلوس المصلّي على الأرض، بوضع كَفِّهِ اليمين على فخذه الأيمن، وكفِّه اليُسرى على فخذه الأيسر، مع قبض أصابع يده اليمين، ويُحرّك بالسبابة مع النّظر إليها، ويَقرأ التشهّدُ سِرّاً، فيقول: “التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله”.
  • الركعة الثالثة والرابعة: يقوم المصلّي بعد التشهُّد بِقوله: “الله أكبر”، ويقرأ فيهما بِسورة الفاتِحة.
  • التشهُد الأخير، والجُلوس له: وهما واجبان، ويجلس فيه بالتورّك؛ بوضع وِركِه الأيسر على الأرض، مع إخراج قدميه من ناحيةٍ واحدة، وجعل قدمه اليسرى تحت ساقه الأيمن، ثُمّ يقرأ التشهُّد، ويُصلّي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيقول: “اللهمّ صلّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، ويُسَنُّ له الدُعاءُ بعدها، ويقولُ بعدها قبل التسليم: “اللهمّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال”.
  • التسلّيم: ويكون التسلّيم من جهة اليمين، وهو رُكنٌ، حتى يُرى بياضُ خدّه الأيمن، وعن اليسار حتى يُرى بياض خده الأيسر، بِقوله: “السلام عليكم ورحمة الله”.

خصائص الصلاة في الإسلام

إنّ للصلاةِ في الإسلام العديدُ من الخصائص، ومنها ما يأتي:[٧][٨]

  • سمّاها الله -تعالى- بالإيمان، في قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)،[٩] والقصد هنا الصلاة إلى بيت المقدس.
  • خصّها الله -تعالى- بِالذكر من بين باقي شرائع الإسلام، كقول الله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ)،[١٠] بالإضافة إلى قرنها بالكثير من العِبادات؛ كالزكاةِ، والأُضحية، وغير ذلك، كقول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).[١١]
  • الصلاة واجبةٌ في جميع الحالات والظُروف، ولم يُعذر بها حتى المريض، أو الخائف، او المُسافر، بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- خصَّ نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بالاصطبار عليها من بين جميع العِبادات، لِقول الله -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ).[١٢]
  • الحثّ من الله -تعالى- أن تكون بأكمل الأحوال؛ بالطهارة، والزينة، واستقبال القِبلة، وغيرها مما لم يُشترطُ في غيرها من العبادات.
  • استعمال الإنسان فيها جميعَ أعضائِه؛ كالقلبِ، واللسانِ، والجوارحِ، والنَّهيِ عن الاشتغال بغير الصلاة أثناء أدائها.[١٣]
  • مفتاحُ شرائع الأنبياء، فجميع الأنبياء دَعوا إلى الصلاة، كما أنّها قُرنت بالتصديق، لِقول الله -تعالى-: (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى* وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى).[١٤]
  • سببُ للنّصر والتّمكين والفوز، والفلاح في الدُنيا والآخِرة، والنّجاة من عذاب القبر، والبُعد عن الشرك والكُفر.
  • فرْض الله تعالى- للصلاة من غير واسطة، فهي العبادة الوحيدة التي لم تُفرض في الأرض، وإنما فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج في السماء.
  • الصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمُنكر، لِقول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)،[١٥] لمن يقومُ بأدائها بِخُشوعٍ، وإتمامٍ للأركانِ والشروط.[١٦]

فضل المحافظة على الصلاة

تتبوّأ الصلاةُ مكانةً عاليةً في الإسلام؛ فهي عِمادُ الدين، وحَريٌّ بِالمُسلم معرفةُ فضلها، وفضلُ المُحافظةِ عليها،[١٧] ومن الفضائل الواردةِ فيها ما يأتي:[١٨][١٩]

  • الفريضة الوحيدة التي فُرضت في السماء من غير وحيٍ، وأوّلُ الفرائض التي فُرضت على المُسلمين.
  • الصلاة طهارةٌ للعبد من المعاصي والذُنوب، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا)،[٢٠] كما أنّها سببٌ في دُخولِ الجنّة، والبُعد عن النار، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنَّ من صلّى لله -تعالى- اثنتي عشرَةَ ركعةً في اليوم من غير الفريضة بُنيَ له قصرٌ في الجنة، ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلَّى كلَّ يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عشرةَ ركعةً تطوعًا؛ بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ)،[٢١]
  • تربية النّفس على التقوى والصبر، وتدلُّ على صدق الإيمان بالله -تعالى-، والتوجّهِ إليه، وتُساعدُ على إيقاظ ِالقلب وتقواه بالخشوع.
  • الصلاةُ رأسُ الإسلام وعموده، وهي الصّلة بين العبد وربِّه، وعلامةٌ من علامات محبّته له، قال الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).[٢٢][٢٣]
  • المُحافظةُ على صلاة النافلة التي تُجبِرُ النقصَ والخللَ الواقعُ في صلاةِ الفرضِ، كما أنَّ المُحافظةَ عليها من حُسنِ الاتّباعِ لِسُنِّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-،[٢٤] وهي عبارةٌ عن تهيئةِ قلب المُصلّي لِصلاة الفريضة، والاستعدادِ لها.[٢٥][٢٦]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 893، صحيح.
  2. محمد بن صالح العثيمين (2006)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى)، السعودية: المكتبة الإسلامية، صفحة 191-192، جزء 2. بتصرّف.
  3. محمد ناصر الدين الألباني (1984)، تَلخيصُ صِفة صَلاة النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ (الطبعة الخامسة)، لبنان: المكتب الإسلامي، صفحة 7-36، جزء 1. بتصرّف.
  4. عبد العزيز بن عبد الله بن باز (1423هـ)، كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 4-24. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية: 6.
  6. رواه علي بن أبي طالب في مسند الامام أحمد، المحدث أحمد شاكر، الصفحة أو الرقم: 2\218 إسناده صحيح.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 18-20، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 1-3، جزء 4. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 143.
  10. سورة الأنبياء، آية: 73.
  11. سورة البقرة، آية: 43.
  12. سورة طه، آية: 132.
  13. الحسين الجرجاني أبو عبد الله الحَلِيمي (1979)، المنهاج في شعب الإيمان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 323، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة القيامة، آية: 31-32.
  15. سورة العنكبوت، آية: 45.
  16. محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني الإدريسي، تفسير القرآن الكريم، صفحة 7، جزء 166. بتصرّف.
  17. عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 1، جزء 29. بتصرّف.
  18. عبد الله بن أحمد بن علي الزيد (1423هـ)، تعليم الصلاة، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 15-18. بتصرّف.
  19. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 419-421، جزء 1. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
  21. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، الصفحة أو الرقم: 1116، إسناده صحيح.
  22. سورة البقرة، آية: 238.
  23. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 346، جزء 1. بتصرّف.
  24. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (1423هـ)، الملخص الفقهي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العاصمة، صفحة 176، جزء 1. بتصرّف.
  25. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 589-590، جزء 2. بتصرّف.
  26. محمد بن محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 3، جزء 54. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم

حثَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أن تكونَ صلاة المسلم كصلاتِهِ، حيث جاءه عشرون رَجُلاً، وأمرهم بالصلاة كما رأَوه يُصلّي، لِقوله: (ارجعوا إلى أهليكم فكونوا فيهم، و علِّموهم و مروهم، و صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي، فإذا حضرتِ الصلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم، و لْيؤمُّكم أكبرُكم)،[١] فيجبُ على المُسلم أن يُصلّي كما صلّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فيَبدأ بالوضوءِ، ثُمّ استقبالِ القِبلة، ثم التكبيِر للصلاة، وقراءةِ الفاتحة وما تَيسّر من القُرآن، والرُكوعِ، والسُجودِ، والاطمئنان في صلاته،[٢] وأمّا تفصيل ذلك فكما يأتي:[٣][٤]

  • إسباغُ الوضوء، لِقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٥]
  • استقبالُ القِبلة، وهو رُكنٌ من أركان الصلاة، ولا تصحُّ الصلاة إلا به، سواءً كان ذلك في صلاة الفرض أو النّفل، ويكون من خلال التّوَجّه بِجميع البَدن نحوها، ويَسقط هذا الرُكن في حالِ الخَوف أو القِتال، وكذلك يسقطُ عن العاجز؛ كالمريضِ، أو المُسافر في السفينة، ومَن يركب الدابّة ويُريد صلاة النافِلة أو الوِتر. أما من يُشاهد الكعبةَ فالواجب عليه استقبالُ عَين الكعبة، ومَن صلّى إلى غير القِبلة لِسببٍ مُعيّنٍ وتحرّى معرفتها؛ فصلاتُهُ صحيحة ولا إعادة عليه، وإن أرشده أحدٌ وهو يُصلّي، فيتَّجِهُ نحوها ويُكملُ صلاته.
  • القِيام، وهو الصلاةُ قائماً، وهو من أركان الصلاة في حالِ الفريضة، ويَسقُط في حالِ النافلة، أو المرض، أو لِمن خافَ على نفسهِ السُّقوط.
  • النيّة، وتكونُ في القلب، ولا يُشترط التَلفّظُ بها، وتكون النيّة من خلال تعيين الصلاة المُرادُ تأديتها، وهي مِنْ شُروطِ أو أركانِ الصلاة.
  • تكبيرةُ الإحرام؛ وهي قول المُصلّي: “اللهُ أكبر”، وهي من أركان الصلاة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ)،[٦] وإذا كان المسلم مَأموماً فإنَّهُ يُكبّرُ بعد الإمام، ويُسَنُّ رفْع اليدين مع التّكبير أو قَبله أو بَعده، مع مَدِّ الأصابع، ثُمّ يَضعُ المُصلّي يدَه اليُمنى على يدِه اليُسرى بعد التكبير على صدره، ويُكره وضعهما على الخاصرة، مع أهميّة الخُشوعِ في الصلاة أثناء تأديتها، والنّظر إلى موضع السُجود، ويُكره للمُصلّي النظرَ إلى السماء، أو الالتفات عن يمينه أو يساره.
  • دعاء الاستفتاح، وهو قِراءةُ دُعاء الاستفتاح بأيّ صيغةٍ من صيَغِه المأثورةِ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كقول: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جَدُك، ولا إله غيرك”، ثُمّ يستعيذُ المصلّي بالله -تعالى- مِنَ الشيطان، ويُبسمل، بِقوله: “بِسم الله الرحمن الرحيم”.
  • قِراءة سورةُ الفاتِحة، وهي من أركان الصلاة، ويُسَنُّ للمصلّي الوقوف على رأسِ كُلِّ آيةٍ منها، ويقول بعد الانتهاءِ منها: “آمين”، ويُسَنُّ بعدها قِراءةُ سورةٍ أُخرى في الركعتين الأوليين، فيطوّل القِراءة في صلاة الفجر، ويُسَنُّ تطويل الركعة الأولى عن الثانيّة، ويَجهر بها في صلاة الفجر، والجُمعة، والعيدين، والاستسقاء، والمغرب، والعِشاء، ويُسِرُّ بها في صلاتي الظُهر والعصر، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب، وآخرِ ركعتين من الصلوات الرّباعية، وأمّا صلاة الوتر فيُسَنُّ الجَهر بها أحياناً، والإسرارُ بها أحياناً أُخرى.
  • الرُّكوع، ويكون بوضعِ اليدين على الرُكبتين، وَمدّ الظهر وبَسْطَه، بِدون خفض الرأس أو رفعه، مع الاطمئنانِ في الرّكوع، ويقول الراكع: “سبحان ربيَ العظيم” ثلاث مراتٍ أو أكثر.
  • الاعتدال من الرُكوع، وهو من أركان الصلاة، بقول: “سمِعَ الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد” مع الاطمئنان فيه، وإن كان مأموماً فيقول: “ربَّنا ولك الحمد” فقط، ويَجوزُ الزيادة بِقوله: “أهلُ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما مَنعت، ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ”.
  • السُّجود، وهو من أركان الصلاة، ويكون بالنّزول ووضع اليدين قَبل الرُّكبتين، وبسط الأصابع مع ضمّها، وتوجيهِهِم نحو القِبلة، ويُمَكِّنَ المصلّي رُكبتيه وأطراف قدميه على الأرض مع نَصبهما، ويَسجُد على الجبهةِ مع الأنف، والكَفّين، والرُكبتين، وأطراف القدمين، ويقول: “سُبحان ربيَ الأعلى” ثلاثُ مراتٍ أو أكثر، ويُكثر من الدُعاء، ثُمّ يرفع رأسَه مُكبّراً، ثُمّ يَسجُد مرةً أُخرى مع الاطمئنانِ فيه، ويقولُ بين السجدتين: “اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، وعافني، وارزقني”.
  • الركعةِ الثانيّة: ويفعل بها كما فعل في الركعة الأولى، ولكن من غير قراءةِ دُعاء الاستفتاح، وتكونُ أقصر من الركعةِ الأولى.
  • الجُلوس للتشهُّد: وهو من واجبات الصلاة، ويكون بجلوس المصلّي على الأرض، بوضع كَفِّهِ اليمين على فخذه الأيمن، وكفِّه اليُسرى على فخذه الأيسر، مع قبض أصابع يده اليمين، ويُحرّك بالسبابة مع النّظر إليها، ويَقرأ التشهّدُ سِرّاً، فيقول: “التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله”.
  • الركعة الثالثة والرابعة: يقوم المصلّي بعد التشهُّد بِقوله: “الله أكبر”، ويقرأ فيهما بِسورة الفاتِحة.
  • التشهُد الأخير، والجُلوس له: وهما واجبان، ويجلس فيه بالتورّك؛ بوضع وِركِه الأيسر على الأرض، مع إخراج قدميه من ناحيةٍ واحدة، وجعل قدمه اليسرى تحت ساقه الأيمن، ثُمّ يقرأ التشهُّد، ويُصلّي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيقول: “اللهمّ صلّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، ويُسَنُّ له الدُعاءُ بعدها، ويقولُ بعدها قبل التسليم: “اللهمّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال”.
  • التسلّيم: ويكون التسلّيم من جهة اليمين، وهو رُكنٌ، حتى يُرى بياضُ خدّه الأيمن، وعن اليسار حتى يُرى بياض خده الأيسر، بِقوله: “السلام عليكم ورحمة الله”.

خصائص الصلاة في الإسلام

إنّ للصلاةِ في الإسلام العديدُ من الخصائص، ومنها ما يأتي:[٧][٨]

  • سمّاها الله -تعالى- بالإيمان، في قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)،[٩] والقصد هنا الصلاة إلى بيت المقدس.
  • خصّها الله -تعالى- بِالذكر من بين باقي شرائع الإسلام، كقول الله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ)،[١٠] بالإضافة إلى قرنها بالكثير من العِبادات؛ كالزكاةِ، والأُضحية، وغير ذلك، كقول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).[١١]
  • الصلاة واجبةٌ في جميع الحالات والظُروف، ولم يُعذر بها حتى المريض، أو الخائف، او المُسافر، بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- خصَّ نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بالاصطبار عليها من بين جميع العِبادات، لِقول الله -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ).[١٢]
  • الحثّ من الله -تعالى- أن تكون بأكمل الأحوال؛ بالطهارة، والزينة، واستقبال القِبلة، وغيرها مما لم يُشترطُ في غيرها من العبادات.
  • استعمال الإنسان فيها جميعَ أعضائِه؛ كالقلبِ، واللسانِ، والجوارحِ، والنَّهيِ عن الاشتغال بغير الصلاة أثناء أدائها.[١٣]
  • مفتاحُ شرائع الأنبياء، فجميع الأنبياء دَعوا إلى الصلاة، كما أنّها قُرنت بالتصديق، لِقول الله -تعالى-: (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى* وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى).[١٤]
  • سببُ للنّصر والتّمكين والفوز، والفلاح في الدُنيا والآخِرة، والنّجاة من عذاب القبر، والبُعد عن الشرك والكُفر.
  • فرْض الله تعالى- للصلاة من غير واسطة، فهي العبادة الوحيدة التي لم تُفرض في الأرض، وإنما فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج في السماء.
  • الصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمُنكر، لِقول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)،[١٥] لمن يقومُ بأدائها بِخُشوعٍ، وإتمامٍ للأركانِ والشروط.[١٦]

فضل المحافظة على الصلاة

تتبوّأ الصلاةُ مكانةً عاليةً في الإسلام؛ فهي عِمادُ الدين، وحَريٌّ بِالمُسلم معرفةُ فضلها، وفضلُ المُحافظةِ عليها،[١٧] ومن الفضائل الواردةِ فيها ما يأتي:[١٨][١٩]

  • الفريضة الوحيدة التي فُرضت في السماء من غير وحيٍ، وأوّلُ الفرائض التي فُرضت على المُسلمين.
  • الصلاة طهارةٌ للعبد من المعاصي والذُنوب، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا)،[٢٠] كما أنّها سببٌ في دُخولِ الجنّة، والبُعد عن النار، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنَّ من صلّى لله -تعالى- اثنتي عشرَةَ ركعةً في اليوم من غير الفريضة بُنيَ له قصرٌ في الجنة، ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلَّى كلَّ يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عشرةَ ركعةً تطوعًا؛ بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ)،[٢١]
  • تربية النّفس على التقوى والصبر، وتدلُّ على صدق الإيمان بالله -تعالى-، والتوجّهِ إليه، وتُساعدُ على إيقاظ ِالقلب وتقواه بالخشوع.
  • الصلاةُ رأسُ الإسلام وعموده، وهي الصّلة بين العبد وربِّه، وعلامةٌ من علامات محبّته له، قال الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).[٢٢][٢٣]
  • المُحافظةُ على صلاة النافلة التي تُجبِرُ النقصَ والخللَ الواقعُ في صلاةِ الفرضِ، كما أنَّ المُحافظةَ عليها من حُسنِ الاتّباعِ لِسُنِّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-،[٢٤] وهي عبارةٌ عن تهيئةِ قلب المُصلّي لِصلاة الفريضة، والاستعدادِ لها.[٢٥][٢٦]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 893، صحيح.
  2. محمد بن صالح العثيمين (2006)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى)، السعودية: المكتبة الإسلامية، صفحة 191-192، جزء 2. بتصرّف.
  3. محمد ناصر الدين الألباني (1984)، تَلخيصُ صِفة صَلاة النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ (الطبعة الخامسة)، لبنان: المكتب الإسلامي، صفحة 7-36، جزء 1. بتصرّف.
  4. عبد العزيز بن عبد الله بن باز (1423هـ)، كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 4-24. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية: 6.
  6. رواه علي بن أبي طالب في مسند الامام أحمد، المحدث أحمد شاكر، الصفحة أو الرقم: 2\218 إسناده صحيح.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 18-20، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 1-3، جزء 4. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 143.
  10. سورة الأنبياء، آية: 73.
  11. سورة البقرة، آية: 43.
  12. سورة طه، آية: 132.
  13. الحسين الجرجاني أبو عبد الله الحَلِيمي (1979)، المنهاج في شعب الإيمان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 323، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة القيامة، آية: 31-32.
  15. سورة العنكبوت، آية: 45.
  16. محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني الإدريسي، تفسير القرآن الكريم، صفحة 7، جزء 166. بتصرّف.
  17. عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 1، جزء 29. بتصرّف.
  18. عبد الله بن أحمد بن علي الزيد (1423هـ)، تعليم الصلاة، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 15-18. بتصرّف.
  19. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 419-421، جزء 1. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
  21. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، الصفحة أو الرقم: 1116، إسناده صحيح.
  22. سورة البقرة، آية: 238.
  23. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 346، جزء 1. بتصرّف.
  24. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (1423هـ)، الملخص الفقهي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العاصمة، صفحة 176، جزء 1. بتصرّف.
  25. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 589-590، جزء 2. بتصرّف.
  26. محمد بن محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 3، جزء 54. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

أمر الله تعالى بالمحافظة على أداء الصلاة في كلّ الظروف والأحوال، سواءً كانت في السفر أو الحضر، في الخوف أو الأمن، وفي الصحة أو المرض، ولم يجعل الرخصة لأحدٍ بتركها، وإن كان في الحرب والقتال، وكذلك الصبيّ الذي لم يبلغ مأمورٌ بالصلاة، ولا يُعذر أحدٌ بتركها إلّا المرأة الحائض والنفساء، فالصلاة هي الغذاء اليوميّ للروح، والقوة التي يستمدّها البدن، والصّلة بين العبد وربه، فقد كانت الصلاة قرّة عين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يشتاق لها، ويتلهّف لوقتها، ويقول لبلال بن رباح: (ارحنا بها يا بلال)،[١] وهي العبادة الوحيدة التي لمّا فرضها الله على نبيه -عليه السلام- فرضها دون أيّ واسطةٍ بينهما في السماء، وكانت خمسون صلاةً، ثمّ خُفّفت إلى خمس صلواتٍ، ومع ذلك فإنّ كثيراً من الناس لا يصلّيها، وتعدّ الصلاة أكثر الفرائض ذكراً في القرآن الكريم؛ لأنّها عمود الدين، فقد قال محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،[٢] وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي التي أمر الله تعالى بها الأنبياء والرسل جميعاً، وفي الصلاة غذاء الروح وزاده، ففيها الدعاء، والتوسّل، والانحناء، والتواضع لله تعالى، ومن تركها فقد رضي لنفسه أن يكون شبيهاً لإبليس الذي تجبّر، وتكبّر، وطغى، وأبى السجود لله رب العالمين، وفيها من الودائع والحكم ما الله أعلم به.[٣]

كيفية صلاة النبي عليه السلام

علّم رسول الله أصحابه الصلاة، فقال لهم: (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي)،[٤] فقد كان رسول الله هو المصدر الأساسيّ في تعليم الصلاة لأصحابه ومن بعدهم، فلا بدّ من التأسي به حتى تكون الصلاة على أتمّ صورةٍ، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة صلاة الرسول-عليه السّلام- بشكلٍ مفصّلٍ:[٥]

  • إسباغ الوضوء؛ فيتوضأ كما أمره الله تعالى بكتابه الكريم، قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٦]
  • التوجّه إلى القِبلة بجميع بدنه، قاصداً الصلاة التي يريد أن يصليها، سواءً كانت فرضاً أم نفلاً، جاعلاً أمامه سترةً.
  • التلفّظ بتكبيرة الإحرام، مع توجيه النظر إلى موضع السجود، ورفع اليدين إلى حذو المنكبين.
  • وضع الكف اليمنى فوق الكف اليسرى، ووضعهما معاً على الصدر؛ لثبوت ذلك عن النبي عليه السّلام.
  • قراءة دعاء الاستفتاح، وقد ورد العديد من الصيغ فيه عن رسول الله، ومن هذه الأدعية: (سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، والأكمل أن يقرأ في كلّ مرةٍ دعاءً مختلف الصيغة ممّا ورد عن النبي عليه السلام.
  • الركوع مع التكبير، ورفع اليدين نحو المنكبين أو الأذنين، ويضع يديه على ركبيتيه، مفرّقاً أصابعه، مطمئناً في ركوعه، ويقول: (سبحان ربي العظيم)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً.
  • الرفع من الركوع بذات وضع اليدين، قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ثمّ يقول عند الوقوف: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما، وملئ ما شئت من شيءٍ بعد)، ويستحبّ أن يضع المُصلي يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع؛ لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • السجود على الأعضاء السبعة، قائلاً: (سبحان ربي الأعلى)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً، ويستحبّ له أن يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويُستحبّ الإكثار من الدعاء في السجود؛ لقول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (أمّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).[٧]
  • رفع الرأس مع التكبير، وفرش القدم اليسرى، والجلوس عليها، ونصب اليمنى، ووضع الكفيّن على الفخذين، وقول: (ربّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني، واجبرني)، ويطمئنّ في هذا الجلوس، ثمّ يسجد الثانية كما الأولى.
  • يرفع رأسه من السجود الثاني، ويجلس جلسةً خفيفةً، تسمى جلسة الاستراحة، ولا حرج عليه إن تركها، ثمّ ينهض للركعة الثانية، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى.
  • في حال كانت الصلاة ثنائية، فإنّه يجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه، قابضاً أصابعه كلّها إلّا السبابة، فإنّه يشير بها إلى التوحيد، ويقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجّال، وعذاب النار، وعذاب القبر، ويدعو بما يشاء.
  • إن كانت الصلاة رباعيّة فإنّه ينهض بعد التشهّد، والصلاة على النبي، ليُصلّي ما تبقى، ويقرأ الفاتحة فقط، ولا بأس إن زاد عليها أحياناً في صلاة الظهر، لثبوت ذلك عن النبي عليه السلام، ثمّ يتشهّد بعد الانتهاء من الركعة الأخيرة، ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ويستغفر الله ثلاثاً، ويقول الأذكار المأثورة بعد الصلاة.

أهمية اتباع النبي

أمر الله تعالى بتقواه؛ وذلك باتباع ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الله اتباع رسوله علامةً من علامات محبته، ومقتضى الشهادة هو طاعة الرسول -عليه الصّلاة وسلّم- فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وتكون طاعة الرسول بعد موته بالتمسّك بسنته، وتقديم سنته على أيّ سنّةٍ سواها، واعتقاد صحّة أقواله وأفعاله، فإن شكّ أحدٌ بخلاف ذلك فإنّه لم يشهد أنّ محمداً رسول الله حقيقة، لأنّ الله أمر رسوله بالقول: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)،[٨] فلا يصحّ من أحدٍ بعد بعثة النبي إلاّ اتباعه، وقد أقسم الله بنفسه المقدّسة بنفي الإيمان عمن لا يتّبع شريعة الإسلام في كلّ شيءٍ، واشترط للإيمان ثلاثة شروط: أولها تحكيم النبي في كلّ ما يُختلف فيه، وثانيها الرّضا بحكمه، وثالثها أن يسلّموا لهذا الحكم، ويتلخّص ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً).[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن بلال بن رباح، الصفحة أو الرقم: 1/224، إسناده صحيح.
  2. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، صحيح.
  3. مراد باخريصة (16-11-2011)، “الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  5. “كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 6.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6045، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية: 158.
  9. سورة النساء، آية: 59.
  10. عبد العزيز الدهيشي (10-4-2012)، “اتباع النبي صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

أمر الله تعالى بالمحافظة على أداء الصلاة في كلّ الظروف والأحوال، سواءً كانت في السفر أو الحضر، في الخوف أو الأمن، وفي الصحة أو المرض، ولم يجعل الرخصة لأحدٍ بتركها، وإن كان في الحرب والقتال، وكذلك الصبيّ الذي لم يبلغ مأمورٌ بالصلاة، ولا يُعذر أحدٌ بتركها إلّا المرأة الحائض والنفساء، فالصلاة هي الغذاء اليوميّ للروح، والقوة التي يستمدّها البدن، والصّلة بين العبد وربه، فقد كانت الصلاة قرّة عين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يشتاق لها، ويتلهّف لوقتها، ويقول لبلال بن رباح: (ارحنا بها يا بلال)،[١] وهي العبادة الوحيدة التي لمّا فرضها الله على نبيه -عليه السلام- فرضها دون أيّ واسطةٍ بينهما في السماء، وكانت خمسون صلاةً، ثمّ خُفّفت إلى خمس صلواتٍ، ومع ذلك فإنّ كثيراً من الناس لا يصلّيها، وتعدّ الصلاة أكثر الفرائض ذكراً في القرآن الكريم؛ لأنّها عمود الدين، فقد قال محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،[٢] وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي التي أمر الله تعالى بها الأنبياء والرسل جميعاً، وفي الصلاة غذاء الروح وزاده، ففيها الدعاء، والتوسّل، والانحناء، والتواضع لله تعالى، ومن تركها فقد رضي لنفسه أن يكون شبيهاً لإبليس الذي تجبّر، وتكبّر، وطغى، وأبى السجود لله رب العالمين، وفيها من الودائع والحكم ما الله أعلم به.[٣]

كيفية صلاة النبي عليه السلام

علّم رسول الله أصحابه الصلاة، فقال لهم: (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي)،[٤] فقد كان رسول الله هو المصدر الأساسيّ في تعليم الصلاة لأصحابه ومن بعدهم، فلا بدّ من التأسي به حتى تكون الصلاة على أتمّ صورةٍ، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة صلاة الرسول-عليه السّلام- بشكلٍ مفصّلٍ:[٥]

  • إسباغ الوضوء؛ فيتوضأ كما أمره الله تعالى بكتابه الكريم، قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٦]
  • التوجّه إلى القِبلة بجميع بدنه، قاصداً الصلاة التي يريد أن يصليها، سواءً كانت فرضاً أم نفلاً، جاعلاً أمامه سترةً.
  • التلفّظ بتكبيرة الإحرام، مع توجيه النظر إلى موضع السجود، ورفع اليدين إلى حذو المنكبين.
  • وضع الكف اليمنى فوق الكف اليسرى، ووضعهما معاً على الصدر؛ لثبوت ذلك عن النبي عليه السّلام.
  • قراءة دعاء الاستفتاح، وقد ورد العديد من الصيغ فيه عن رسول الله، ومن هذه الأدعية: (سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، والأكمل أن يقرأ في كلّ مرةٍ دعاءً مختلف الصيغة ممّا ورد عن النبي عليه السلام.
  • الركوع مع التكبير، ورفع اليدين نحو المنكبين أو الأذنين، ويضع يديه على ركبيتيه، مفرّقاً أصابعه، مطمئناً في ركوعه، ويقول: (سبحان ربي العظيم)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً.
  • الرفع من الركوع بذات وضع اليدين، قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ثمّ يقول عند الوقوف: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما، وملئ ما شئت من شيءٍ بعد)، ويستحبّ أن يضع المُصلي يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع؛ لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • السجود على الأعضاء السبعة، قائلاً: (سبحان ربي الأعلى)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً، ويستحبّ له أن يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويُستحبّ الإكثار من الدعاء في السجود؛ لقول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (أمّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).[٧]
  • رفع الرأس مع التكبير، وفرش القدم اليسرى، والجلوس عليها، ونصب اليمنى، ووضع الكفيّن على الفخذين، وقول: (ربّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني، واجبرني)، ويطمئنّ في هذا الجلوس، ثمّ يسجد الثانية كما الأولى.
  • يرفع رأسه من السجود الثاني، ويجلس جلسةً خفيفةً، تسمى جلسة الاستراحة، ولا حرج عليه إن تركها، ثمّ ينهض للركعة الثانية، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى.
  • في حال كانت الصلاة ثنائية، فإنّه يجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه، قابضاً أصابعه كلّها إلّا السبابة، فإنّه يشير بها إلى التوحيد، ويقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجّال، وعذاب النار، وعذاب القبر، ويدعو بما يشاء.
  • إن كانت الصلاة رباعيّة فإنّه ينهض بعد التشهّد، والصلاة على النبي، ليُصلّي ما تبقى، ويقرأ الفاتحة فقط، ولا بأس إن زاد عليها أحياناً في صلاة الظهر، لثبوت ذلك عن النبي عليه السلام، ثمّ يتشهّد بعد الانتهاء من الركعة الأخيرة، ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ويستغفر الله ثلاثاً، ويقول الأذكار المأثورة بعد الصلاة.

أهمية اتباع النبي

أمر الله تعالى بتقواه؛ وذلك باتباع ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الله اتباع رسوله علامةً من علامات محبته، ومقتضى الشهادة هو طاعة الرسول -عليه الصّلاة وسلّم- فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وتكون طاعة الرسول بعد موته بالتمسّك بسنته، وتقديم سنته على أيّ سنّةٍ سواها، واعتقاد صحّة أقواله وأفعاله، فإن شكّ أحدٌ بخلاف ذلك فإنّه لم يشهد أنّ محمداً رسول الله حقيقة، لأنّ الله أمر رسوله بالقول: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)،[٨] فلا يصحّ من أحدٍ بعد بعثة النبي إلاّ اتباعه، وقد أقسم الله بنفسه المقدّسة بنفي الإيمان عمن لا يتّبع شريعة الإسلام في كلّ شيءٍ، واشترط للإيمان ثلاثة شروط: أولها تحكيم النبي في كلّ ما يُختلف فيه، وثانيها الرّضا بحكمه، وثالثها أن يسلّموا لهذا الحكم، ويتلخّص ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً).[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن بلال بن رباح، الصفحة أو الرقم: 1/224، إسناده صحيح.
  2. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، صحيح.
  3. مراد باخريصة (16-11-2011)، “الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  5. “كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 6.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6045، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية: 158.
  9. سورة النساء، آية: 59.
  10. عبد العزيز الدهيشي (10-4-2012)، “اتباع النبي صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

أمر الله تعالى بالمحافظة على أداء الصلاة في كلّ الظروف والأحوال، سواءً كانت في السفر أو الحضر، في الخوف أو الأمن، وفي الصحة أو المرض، ولم يجعل الرخصة لأحدٍ بتركها، وإن كان في الحرب والقتال، وكذلك الصبيّ الذي لم يبلغ مأمورٌ بالصلاة، ولا يُعذر أحدٌ بتركها إلّا المرأة الحائض والنفساء، فالصلاة هي الغذاء اليوميّ للروح، والقوة التي يستمدّها البدن، والصّلة بين العبد وربه، فقد كانت الصلاة قرّة عين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يشتاق لها، ويتلهّف لوقتها، ويقول لبلال بن رباح: (ارحنا بها يا بلال)،[١] وهي العبادة الوحيدة التي لمّا فرضها الله على نبيه -عليه السلام- فرضها دون أيّ واسطةٍ بينهما في السماء، وكانت خمسون صلاةً، ثمّ خُفّفت إلى خمس صلواتٍ، ومع ذلك فإنّ كثيراً من الناس لا يصلّيها، وتعدّ الصلاة أكثر الفرائض ذكراً في القرآن الكريم؛ لأنّها عمود الدين، فقد قال محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،[٢] وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي التي أمر الله تعالى بها الأنبياء والرسل جميعاً، وفي الصلاة غذاء الروح وزاده، ففيها الدعاء، والتوسّل، والانحناء، والتواضع لله تعالى، ومن تركها فقد رضي لنفسه أن يكون شبيهاً لإبليس الذي تجبّر، وتكبّر، وطغى، وأبى السجود لله رب العالمين، وفيها من الودائع والحكم ما الله أعلم به.[٣]

كيفية صلاة النبي عليه السلام

علّم رسول الله أصحابه الصلاة، فقال لهم: (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي)،[٤] فقد كان رسول الله هو المصدر الأساسيّ في تعليم الصلاة لأصحابه ومن بعدهم، فلا بدّ من التأسي به حتى تكون الصلاة على أتمّ صورةٍ، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة صلاة الرسول-عليه السّلام- بشكلٍ مفصّلٍ:[٥]

  • إسباغ الوضوء؛ فيتوضأ كما أمره الله تعالى بكتابه الكريم، قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٦]
  • التوجّه إلى القِبلة بجميع بدنه، قاصداً الصلاة التي يريد أن يصليها، سواءً كانت فرضاً أم نفلاً، جاعلاً أمامه سترةً.
  • التلفّظ بتكبيرة الإحرام، مع توجيه النظر إلى موضع السجود، ورفع اليدين إلى حذو المنكبين.
  • وضع الكف اليمنى فوق الكف اليسرى، ووضعهما معاً على الصدر؛ لثبوت ذلك عن النبي عليه السّلام.
  • قراءة دعاء الاستفتاح، وقد ورد العديد من الصيغ فيه عن رسول الله، ومن هذه الأدعية: (سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، والأكمل أن يقرأ في كلّ مرةٍ دعاءً مختلف الصيغة ممّا ورد عن النبي عليه السلام.
  • الركوع مع التكبير، ورفع اليدين نحو المنكبين أو الأذنين، ويضع يديه على ركبيتيه، مفرّقاً أصابعه، مطمئناً في ركوعه، ويقول: (سبحان ربي العظيم)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً.
  • الرفع من الركوع بذات وضع اليدين، قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ثمّ يقول عند الوقوف: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما، وملئ ما شئت من شيءٍ بعد)، ويستحبّ أن يضع المُصلي يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع؛ لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • السجود على الأعضاء السبعة، قائلاً: (سبحان ربي الأعلى)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً، ويستحبّ له أن يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويُستحبّ الإكثار من الدعاء في السجود؛ لقول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (أمّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).[٧]
  • رفع الرأس مع التكبير، وفرش القدم اليسرى، والجلوس عليها، ونصب اليمنى، ووضع الكفيّن على الفخذين، وقول: (ربّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني، واجبرني)، ويطمئنّ في هذا الجلوس، ثمّ يسجد الثانية كما الأولى.
  • يرفع رأسه من السجود الثاني، ويجلس جلسةً خفيفةً، تسمى جلسة الاستراحة، ولا حرج عليه إن تركها، ثمّ ينهض للركعة الثانية، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى.
  • في حال كانت الصلاة ثنائية، فإنّه يجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه، قابضاً أصابعه كلّها إلّا السبابة، فإنّه يشير بها إلى التوحيد، ويقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجّال، وعذاب النار، وعذاب القبر، ويدعو بما يشاء.
  • إن كانت الصلاة رباعيّة فإنّه ينهض بعد التشهّد، والصلاة على النبي، ليُصلّي ما تبقى، ويقرأ الفاتحة فقط، ولا بأس إن زاد عليها أحياناً في صلاة الظهر، لثبوت ذلك عن النبي عليه السلام، ثمّ يتشهّد بعد الانتهاء من الركعة الأخيرة، ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ويستغفر الله ثلاثاً، ويقول الأذكار المأثورة بعد الصلاة.

أهمية اتباع النبي

أمر الله تعالى بتقواه؛ وذلك باتباع ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الله اتباع رسوله علامةً من علامات محبته، ومقتضى الشهادة هو طاعة الرسول -عليه الصّلاة وسلّم- فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وتكون طاعة الرسول بعد موته بالتمسّك بسنته، وتقديم سنته على أيّ سنّةٍ سواها، واعتقاد صحّة أقواله وأفعاله، فإن شكّ أحدٌ بخلاف ذلك فإنّه لم يشهد أنّ محمداً رسول الله حقيقة، لأنّ الله أمر رسوله بالقول: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)،[٨] فلا يصحّ من أحدٍ بعد بعثة النبي إلاّ اتباعه، وقد أقسم الله بنفسه المقدّسة بنفي الإيمان عمن لا يتّبع شريعة الإسلام في كلّ شيءٍ، واشترط للإيمان ثلاثة شروط: أولها تحكيم النبي في كلّ ما يُختلف فيه، وثانيها الرّضا بحكمه، وثالثها أن يسلّموا لهذا الحكم، ويتلخّص ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً).[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن بلال بن رباح، الصفحة أو الرقم: 1/224، إسناده صحيح.
  2. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، صحيح.
  3. مراد باخريصة (16-11-2011)، “الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  5. “كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 6.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6045، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية: 158.
  9. سورة النساء، آية: 59.
  10. عبد العزيز الدهيشي (10-4-2012)، “اتباع النبي صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

أمر الله تعالى بالمحافظة على أداء الصلاة في كلّ الظروف والأحوال، سواءً كانت في السفر أو الحضر، في الخوف أو الأمن، وفي الصحة أو المرض، ولم يجعل الرخصة لأحدٍ بتركها، وإن كان في الحرب والقتال، وكذلك الصبيّ الذي لم يبلغ مأمورٌ بالصلاة، ولا يُعذر أحدٌ بتركها إلّا المرأة الحائض والنفساء، فالصلاة هي الغذاء اليوميّ للروح، والقوة التي يستمدّها البدن، والصّلة بين العبد وربه، فقد كانت الصلاة قرّة عين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يشتاق لها، ويتلهّف لوقتها، ويقول لبلال بن رباح: (ارحنا بها يا بلال)،[١] وهي العبادة الوحيدة التي لمّا فرضها الله على نبيه -عليه السلام- فرضها دون أيّ واسطةٍ بينهما في السماء، وكانت خمسون صلاةً، ثمّ خُفّفت إلى خمس صلواتٍ، ومع ذلك فإنّ كثيراً من الناس لا يصلّيها، وتعدّ الصلاة أكثر الفرائض ذكراً في القرآن الكريم؛ لأنّها عمود الدين، فقد قال محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،[٢] وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي التي أمر الله تعالى بها الأنبياء والرسل جميعاً، وفي الصلاة غذاء الروح وزاده، ففيها الدعاء، والتوسّل، والانحناء، والتواضع لله تعالى، ومن تركها فقد رضي لنفسه أن يكون شبيهاً لإبليس الذي تجبّر، وتكبّر، وطغى، وأبى السجود لله رب العالمين، وفيها من الودائع والحكم ما الله أعلم به.[٣]

كيفية صلاة النبي عليه السلام

علّم رسول الله أصحابه الصلاة، فقال لهم: (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي)،[٤] فقد كان رسول الله هو المصدر الأساسيّ في تعليم الصلاة لأصحابه ومن بعدهم، فلا بدّ من التأسي به حتى تكون الصلاة على أتمّ صورةٍ، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة صلاة الرسول-عليه السّلام- بشكلٍ مفصّلٍ:[٥]

  • إسباغ الوضوء؛ فيتوضأ كما أمره الله تعالى بكتابه الكريم، قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[٦]
  • التوجّه إلى القِبلة بجميع بدنه، قاصداً الصلاة التي يريد أن يصليها، سواءً كانت فرضاً أم نفلاً، جاعلاً أمامه سترةً.
  • التلفّظ بتكبيرة الإحرام، مع توجيه النظر إلى موضع السجود، ورفع اليدين إلى حذو المنكبين.
  • وضع الكف اليمنى فوق الكف اليسرى، ووضعهما معاً على الصدر؛ لثبوت ذلك عن النبي عليه السّلام.
  • قراءة دعاء الاستفتاح، وقد ورد العديد من الصيغ فيه عن رسول الله، ومن هذه الأدعية: (سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، والأكمل أن يقرأ في كلّ مرةٍ دعاءً مختلف الصيغة ممّا ورد عن النبي عليه السلام.
  • الركوع مع التكبير، ورفع اليدين نحو المنكبين أو الأذنين، ويضع يديه على ركبيتيه، مفرّقاً أصابعه، مطمئناً في ركوعه، ويقول: (سبحان ربي العظيم)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً.
  • الرفع من الركوع بذات وضع اليدين، قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ثمّ يقول عند الوقوف: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما، وملئ ما شئت من شيءٍ بعد)، ويستحبّ أن يضع المُصلي يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع؛ لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • السجود على الأعضاء السبعة، قائلاً: (سبحان ربي الأعلى)، والأفضل أن يكرّرها ثلاثاً، ويستحبّ له أن يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويُستحبّ الإكثار من الدعاء في السجود؛ لقول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (أمّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).[٧]
  • رفع الرأس مع التكبير، وفرش القدم اليسرى، والجلوس عليها، ونصب اليمنى، ووضع الكفيّن على الفخذين، وقول: (ربّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني، واجبرني)، ويطمئنّ في هذا الجلوس، ثمّ يسجد الثانية كما الأولى.
  • يرفع رأسه من السجود الثاني، ويجلس جلسةً خفيفةً، تسمى جلسة الاستراحة، ولا حرج عليه إن تركها، ثمّ ينهض للركعة الثانية، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى.
  • في حال كانت الصلاة ثنائية، فإنّه يجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه، قابضاً أصابعه كلّها إلّا السبابة، فإنّه يشير بها إلى التوحيد، ويقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجّال، وعذاب النار، وعذاب القبر، ويدعو بما يشاء.
  • إن كانت الصلاة رباعيّة فإنّه ينهض بعد التشهّد، والصلاة على النبي، ليُصلّي ما تبقى، ويقرأ الفاتحة فقط، ولا بأس إن زاد عليها أحياناً في صلاة الظهر، لثبوت ذلك عن النبي عليه السلام، ثمّ يتشهّد بعد الانتهاء من الركعة الأخيرة، ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ويستغفر الله ثلاثاً، ويقول الأذكار المأثورة بعد الصلاة.

أهمية اتباع النبي

أمر الله تعالى بتقواه؛ وذلك باتباع ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الله اتباع رسوله علامةً من علامات محبته، ومقتضى الشهادة هو طاعة الرسول -عليه الصّلاة وسلّم- فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وتكون طاعة الرسول بعد موته بالتمسّك بسنته، وتقديم سنته على أيّ سنّةٍ سواها، واعتقاد صحّة أقواله وأفعاله، فإن شكّ أحدٌ بخلاف ذلك فإنّه لم يشهد أنّ محمداً رسول الله حقيقة، لأنّ الله أمر رسوله بالقول: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)،[٨] فلا يصحّ من أحدٍ بعد بعثة النبي إلاّ اتباعه، وقد أقسم الله بنفسه المقدّسة بنفي الإيمان عمن لا يتّبع شريعة الإسلام في كلّ شيءٍ، واشترط للإيمان ثلاثة شروط: أولها تحكيم النبي في كلّ ما يُختلف فيه، وثانيها الرّضا بحكمه، وثالثها أن يسلّموا لهذا الحكم، ويتلخّص ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً).[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن بلال بن رباح، الصفحة أو الرقم: 1/224، إسناده صحيح.
  2. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، صحيح.
  3. مراد باخريصة (16-11-2011)، “الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  5. “كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 6.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6045، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية: 158.
  9. سورة النساء، آية: 59.
  10. عبد العزيز الدهيشي (10-4-2012)، “اتباع النبي صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى