حكم دعاء الاستفتاح
اتفق جمهور العلماء على أنّ دعاء الاستفتاح مستحب وليس واجباً، إلا الإمام أحمد، فقد جاء في رواية عنه بوجوب هذا الدعاء، لكن المعتمد في مذهبه على استحبابه، ودليل العلماء على استحباب دعاء الاستفتاح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان فقط يقرؤه ويقوله في صلاته، ولم يكن يعلمه لأصحابه، إلى أن سأله أبو هريرة عما يقوله بين تكبيرة الإحرام والقراءة، حينها علمهم دعاء الاستفتاح، فلو كان واجباً لقاله لصحابته رضي الله عنهم منذ بداية الأمر ولم ينتظرهم حتى يسألوه.[١]
بعض صيغ دعاء الاستفتاح
هناك عدة صيغ علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمكن أن ينتقي المسلم أحدها ليفتتح بها صلاته؛ نذكر منها:[٢]
- (وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين).[٣]
- (اللَّهُمَّ باعِد بَيني وبينَ خطايايَ، كما باعَدتَ بينَ المشرقِ والمغرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ، كالثَّوبِ الأبيضِ منَ الدَّنسِ، اللَّهمَّ اغسِلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبردِ).[٤]
- (سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ).[٥]
بعض الفوائد من دعاء الاستفتاح
هناك فوائد كثيرة يمكن استخلاصها من دعاء الاستفتاح وصيغِه؛ منها:[٦]
- موضعه في بداية الصلاة قبل القراءة دلالة على أنه تقدمة بين يدي الملك؛ فالفاتحة مناجاة بين العبد وربه، وقبل هذه المناجاة يكون دعاء الاستفتاح كتوطئة.
- احتواء إحدى الصيغ على الاعتراف بالذنوب والخطايا، وبالتالي يزول العُجْب والكِبر من النفس.
- إظهار ذل العبد وضعفه بين يدي ربه عندما يطلب منه تخليصه من الذنوب، وهذا من مقاصد العبادة.
- التأكيد في قول “وجهت وجهي” على الاعتراف بتوحيد الله سبحانه وتعالى وأن المصلي عندما يناجي ربه يذكر له توحيده إياه وإيمانه به.
- احتواء ألفاظ أدعية الاستفتاح على المدح والثناء على الله سبحانه وتعالى، مما يؤدي إلى تربية المؤمن على تعظيم الله تعالى وتنزيهه وإجلاله والاعتراف بالعبودية له جلّ وعلا.
المراجع
- ↑ “حكم دعاء الاستفتاح”، fatwa.islamweb.net، 2-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2018. بتصرّف.
- ↑ ” الصيغ الواردة في دعاء الاستفتاح”، www.islamqa.info، 10-4-2016، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 771، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 663، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 255، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد إن شاء الله.
- ↑ عقيل بن سالم الشمري، “150 مائة وخمسون فائدة من أدعية الاستفتاح في الصلاة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2018. بتصرّف.