محتويات
وسائل شرعية للتغلب على وساوس الشيطان
من الوسائل الشرعية للتخلص والتغلب على وساوس الشيطان ما يأتي:[١]
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكثرة التضرع له، وحسن اللجوء إليه، قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)،[٢] ويستعاذ بالله تعالى في مواطن منها الدخول إلى المساجد والخروج منها، وقد ورد في السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام حديث: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم).[٣]
- عدم الخشية من الشيطان، والاعتصام بالله تعالى من شره، مع الاحتراز التام منه بطاعة الرحمن وذكره، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ)،[٤] وقال أبو سليمان الداراني في ذلك أنّه ما خلق الله خلقا أهون علي من الشيطان، ولولا أنّ الله أمرنا بالاستعاذة منه ما استعذت منه، ولقمت بلطم وجه إذا بدا لي.
- تحصين النفس من كيد الشيطان ووساوسه من خلال المحافظة على الأذكار في الصباح والمساء، وعند النوم والاستيقاظ، وعند الصلوات، وعند دخول البيت والخروج منه.
- الانشغال بأعمال البر ظاهراً وباطناً، والحرص على تلاوة القرآن والذكر والصلاة.
- البعد عن الشهوات وكف النفس عنها، مع حفظ الحدود التي وضعها الله، وقال سهل بن عبد الله في ذلك أنّ على العبد أن يحفظ حدود ربه، وأن يذم جوارحه، وأن يكف نفسه عن الشهوات، فإذا فعل ذلك أصلح الله سريرته وحفظ قلبه.
- امتثال هدي النبي عليه الصلاة والسلام في التخلص من وساوس الشيطان في الصلاة والتفكر، فقد اشتكى الصحابي عثمان بن أبي العاص إلى رسول الله من الوساوس التي يجدها فقال له: (يا رسولَ اللهِ إن الشيطانَ قد لبَّس عليَّ صلاتي فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ذاك شيطانٌ يقالُ له خنزبٌ، فإذا أحسستَ بذلك فانفثْ عن يسارِك ثلاثَ مراتٍ وتعوذ باللهِ من الشيطانِ ثلاثًا قال عثمانُ: ففعلتُ ذلك فأذهبَ اللهُ عني ما أجدُ)،[٥] ويكون ذلك في الصلاة وغيرها، وإذا ما كانت الوساوس في العقيدة كوجود الجنة والنار، فيقول المسلم آمنت بالله ورسله ثلاثاً ثمّ يستعيذ من الشيطان الرجيم وينتهي.[٦]
وسائل أخرى للتخلص من وساوس الشيطان
هنالك وسائل أخرى يمكن اتباعها للتخلص من وساوس الشيطان ومنها ما يأتي:[٧]
- عدم جلوس المرء منفرداً فترة طويلة، لأنّ الإنفراد من شأنه أن يبعث في النفس الأفكار والوساوس.
- التفكر في خلق الله، وبديع صنعه، فكل ذلك مما يزيد الإيمان في النفس، ويدفع الشكوك، قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير).[٨]
- عدم الاسترسال مع الوساوس ومدافعتها.[١]
- مصاحبة أهل الخير، واجتناب أهل السوء، وذلك لأنّ مصاحبة أهل الخير تشغل الخاطر بهم، وبالاستماع إلى نصائحهم، والتعلم منهم، فلا يجد الشيطان مسلكاً إلى قلب بني آدم، بينما يكون في مصاحبة أهل السوء انشغال للخاطر بباطلهم.[١]
الفرق بين وساوس الشيطان ووساوس النفس
ذكر ابن تيمية فرقاً بين وساوس الشيطان ووساوس النفس فقال، قال أبو حازم إنّ وسوسة الشيطان هي ما تكرهه نفسك لنفسك، وهذا من الشيطان حيث يجب الاستعاذة منه، أما ما أحبته نفسك لنفسك فهو من وسوسة النفس التي ينبغي أن تنهى عن ذلك، وقيل إنّ وسوسة الشيطان تكون حينما يزين الشيطان للإنسان فعل معصية، فإن تركها فلم يفعلها ذهب الشيطان إلى معصية أخرى ليزينها له، فلا يهم الشيطان معصية معينة إنّما يهمه أن يعصي الإنسان ربه بترك واجب، أو فعل أمر منهي عنه، أما ما كان من النفس فهي أن تزين لنفسها فعل معصية معينة، وتلح عليها.[٩]
المراجع
- ^ أ ب ت الشيخ محمد صالح المنجد (2014-2-3)، “كيف أتغلب على الوساوس ؟ وكيف أكون مخلصا صادقا مع الله “، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 200،201.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 634، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة سورة النحل، آية: 99،100.
- ↑ رواه ابن باز، في مجموع فتاوي ابن باز، عن عثمان بن أبي العاص، الصفحة أو الرقم: 29/336، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح.
- ↑ “كيفية التخلص من وساوس الشيطان “، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ↑ أ . شريفة السديري (2009-9-26)، “كيف أتخلّص من الوساوس المتسلّطة السلبية”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة العنكبوت ، آية: 20.
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (2005-1-4)، “مصادر الوساوس وهل يؤاخذ المسلم عليها ؟”، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.