اسئلة دينية

كيف أعرف أن الله راضٍ عني

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني

يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها:

  • أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله -تعالى-؛ بقوله: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك)،[١] حتّى سألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ فقالت: (إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه).[٢][٣]
  • قَبول توبة العبد المذنب، حيث يتوب الله -عزّ وجلّ- عليه؛ فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)،[٤] وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: “معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت”.[٥]
  • حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله -تعالى-، وتيسيره للخير أينما كان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها).[٦]
  • محبّة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله -تعالى- عنه، حتى إنّه يُرضّي خلقه عنه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا أحبَّ الله العَبْدَ نادى جِبْرِيلَ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ الله يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٧][٥]
  • غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)،[٨] كما ويهب الله -تعالى- العبد الرضيّ نفساً لوامةً تُنبهّه كلما أخطأ وتعثّر، فتعيده إلى جادّة الطريق مرّةً أخرى.[٩]
  • التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها نيل رضوان الله -تعالى- وحده؛ فقد قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[١٠] وقد ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- حالهم كما ذكرت الآية: “وصفُهم كثرة الصلاة، ومقصودهم بلوغ رضا ربهم”.[١١]
  • رضا العبد عن ربّه -جلّ وعلا-، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد؛ فقد قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[١٢] وفي ذلك قال ابن عثيمين رحمه الله -تعالى-: “الشاكر ينال رضا ربه”، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحْمدهُ عليها، أو يشرب الشربة فيَحمدهُ عليها).[١٣][١١][١٤]
  • استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله -تعالى-: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[١٥] فالله -عزّ وجلّ- أعلم بما يتناسب مع عبده، قال -جلّ وعلا-: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[١٦][١٤]
  • استغناء العبد بالله -تعالى- وحده؛ فلا يلجأ إلّا لله -عزّ وجلّ-، ولا يسأل حاجته إلّا الله -تعالى-؛ فهو وحده القادر على تحقيق مراد عباده، وتسخير الخير لهم.[١٤]
  • حسن الخاتمة؛ فمن فضل الله -تعالى- وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)،[١٧] فيُبشّر العبد بما يُطمئِن قلبه، ويشرح صدره.[١١][١٨]

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.[٢٠]

الحرص على رضوان الله عن العبد

يحرص المسلم دائماً في حياته على نيل رضا الله -تعالى-؛ فرضاه -سبحانه- هو الغاية الأولى للعبد المسلم وأعظم مقاصده، حيث يظهر ذلك جليّاً في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين؛ فيترجم ذلك عمليّاً في عمله وعباداته، فلا يغفل عن أسباب رضا الله -تعالى- عنه ولا للحظةٍ، ولا يُقدّم رضا أيّ إنسانٍ مهما كانت منزلته على رضا الله -تعالى-، ولا يخاف غضب أحدٍ إلّا الله -عزّ وجلّ-، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)،[٢١][٢٢] وقد أخبر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم أنّ من أعظم ما يمكن أن يحقّقه العبد في حياته هو رضا الله -تعالى- عنه؛ حيث قال: (وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ)؛[٢٣] فمن أهمّ وأعظم الآثار التي يُحصّلها العبد المسلم من الإيمان هي رضا الله -سبحانه وتعالى- عنه.[٢٤]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26133، صحيح لغيره.
  3. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كتاب رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6070، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3209، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1704، صحيح.
  9. د. أحمد المحمدي (2015-10-28)، “ما هي علامات رضا الله عن عباده؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2020. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 29.
  11. ^ أ ب ت فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (27/12/2017)، “من يطلبون رضا الله جل جلاله عنهم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية: 7.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  14. ^ أ ب ت أ.د. حسن شبالة (2018-04-05)، “كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2020. بتصرّف.
  15. سورة النساء، آية: 19.
  16. سورة البقرة، آية: 216.
  17. سورة الفجر، آية: 27-30.
  18. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
  19. ابن القيم (1996م)، كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 172، جزء 2. بتصرّف.
  20. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2414، صحيح.
  22. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 21، جزء 12. بتصرّف.
  23. سورة التوبة، آية: 72.
  24. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock