قرآن

كيف تتعلم التجويد بسهولة

صورة مقال كيف تتعلم التجويد بسهولة

علم التجويد

يعرّف التجويد لغةً بأنه جعل الشيء جيِّداً، وجوَّد القراءة: أي جاء بها خاليةً من الرداءة في النطق، وقد عرَّفه الإمام ابن الجوزي اصطلاحاً فقال: هو “إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، وإرجاع كل حرفٍ إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره، وتصحيح لفظه، وتلطيف النطق به على حال صيغته وكمال هيئته، من غير إسرافٍ، ولا تعسف، ولا إفراطٍ، ولا تكلُّف”.[١]

جوانب تعلم تجويد القرآن الكريم

يقوم تعلّم تجويد القرآن الكريم على جانبين، وهما على النحو الآتي:[٢]

  • الجانب النظري: يتعلّق الجانب النظري لعلم التجويد بالأحكام والقواعد التي وضعها أهل العلم في كتب تعلّم أحكام التجويد؛ كأقسام المدود وأزمنتها، وكذلك أحكام الحروف من حيث الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء، وغير ذلك من الأحكام والقواعد التي شُرحت، وبُسط الكلام عنها في كتب علم التجويد.
  • الجانب العملي: ويُسمّى بالجانب التطبيقي، وهذا الجانب لا يمكن للمتعلم أن يضبطه، ولا أن يُتقنه إلا بأخذ أحكام التجويد ومشافهتها على قارئٍ مشهودٍ له بإتقان أحكام تجويد القرآن الكريم معرفةً وتطبيقاً؛ كأحكام الرّوْم، والإشمام، والغنّة، والتسهيل، والإخفاء الشفوي، والجانب التطبيقي يقي المتعلم عن اللحن والتصحيف في القراءة.

أحكام علم التجويد

تنقسم أحكام التجويد إلى أنواعٍ عديدة، وبيان ذلك فيما يأتي:[٣]

  • أحكام الاستعاذة والبسملة: الاستعاذة سنّةٌ مستحبّة، وهي مطلوبةٌ عند تلاوة كتاب الله -تعالى- على الرغم من أنها ليست منه، وذهب بعضهم إلى أنها واجبةٌ خصوصاً عند بداية التلاوة، سواءٌ كانت بداية التلاوة من أول السورة أو من آخرها، والدليل قوله تعالى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)،[٤] أمَّا البسملة؛ فهي قول “بسم الله الرحمن الرحيم”، وتجب قراءتها عند الإمام حفص في بداية كل سورةٍ إلا سورة التوبة.
  • أحكام النون الساكنة والتنوين: للنون الساكنة أو التنوين في حالة الرفع، والنصب، والجر أربعة أحكام، وهي على النحو الآتي:
    • الإدغام: يُعرّف الإدغام في اللغة: بأنه إدخال الشيء في الشيء، أمَّا اصطلاحاً: فهو التقاء حرفٍ ساكنٍ، بحرفٍ متحرّكٍ، بحيث يصيران حرفاً مشدّداً كالثاني، ويرتفع اللسان عند الإتيان به ارتفاعةً واحدة، وتُدغم النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها أحد الأحرف الآتية: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون، وقد جُمعت في كلمة (يرملون)، وينقسم إلى إدغامٍ ناقص، وإدغامٍ كامل، قال الله -تعالى- في سورة البقرة: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ).[٥]
    • الإقلاب: يأتي الإقلاب في اللغة بمعنى تحويل الشيء عن وجهه، أمَّا اصطلاحاً: فهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً مع مراعاة الغنّة، وللإقلاب حرفٌ واحدٌ؛ وهو الباء، ويأتي في كلمة، كقول الله تعالى: (يُنبِتُ)،[٦] ويأتي في كلمتين، كقوله تعالى: (سَمِيعٌ بَصِيرٌ).[٧]
    • الإظهار: الإظهار في اللغة بمعنى البيان، أمَّا اصطلاحاً: فهو إخراج الحرف من مخرجه من غير غنّة، وأحرف الإظهار ستة، وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وتُسمّى أحرف الحلق، فتُلفظ النون الساكنة أو التنوين من غير غنّة مع إظهار الحرف الذي بعدهما مستقلاً عنهما، كقوله تعالى: (كُفُوًا أَحَدٌ).[٨]
    • الإخفاء: الإخفاء لغةً: الستر، أمَّا اصطلاحاً: فهو النطق بحرفٍ ساكنٍ غير مشدّدٍ، ويكون على صفةٍ بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنّة في الحرف الأول بمقدار حركتين، وأحرفه هي: الصاد، والذال، والثاء، والجيم، والشين، والقاف، والسين، والكاف، والضاد، والظاء، والزاي، والتاء، والدال، والطاء، والفاء، ومثاله قوله تعالى: (عَن صَلَاتِهِمْ).[٩]
  • أحكام الميم الساكنة: للميم الساكنة ثلاثة أحكام، وهي على النحو الآتي:
    • الإدغام الشفوي: وهو أن تدغم الميم الساكنة في في ميمٍ مثلها متحركة واقعة في بداية الكلمة الثانية، فتصبحان ميماً واحدةً مشددة، ويُسمّى إدغاماً شفوياً أو متماثلاً، ومع مراعة النطق بالغنّة كاملة.
    • الإخفاء الشفوي: وهو أن تُخفى الميم إذا وقع في أول الكلمة التي بعدها حرف الباء.
    • الإظهار الشفوي: هو إظهار الميم إذا وقع بعدها أي حرفٍ من حروف الهجاء عدا الميم والباء، وتكون أشدّ إظهاراً مع الواو والفاء.
  • أحكام الميم والنون المشدّدتين: تجب الغنة في الميم والنون المشدّدتين في حالة الوصل والوقف، وسواءٌ وقعت في وسط الكلمة أو في آخرها، ومقدار الغنّة حركتان.
  • أحكام الإدغام: وهو إدخال حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ متحركٍ بعده، وذلك بحذف الساكن وتشديد المتحرك، و ينقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي على النحو الآتي:
    • إدغام المتماثلين: وهو أن يكون الحرفان متتاليان متّحدين في المخرج من الفم، ومتّحدين في الصفة أيضاً، سواء وقعا في كلمةٍ واحدةٍ أو في كلمتين متتاليتين.
    • إدغام المتجانسين: وهو أن يكون الحرفان المتتاليان متّحدين في المخرج من الفم، ومختلفين في بعض الصفات، وذلك منحصر في سبعة أحرف، وهي: التاء مع الطاء، والطاء مع التاء، والدال مع التاء، والتاء مع الدال، والذال مع الظاء، والباء مع الميم.
    • إدغام المتقاربين: وهو تقارب الحرفان المتتاليان في المخرج والصفة، وهو محصورٌ في حرفين، وهما: اللام مع الراء، والقاف مع الكاف.
  • أحكام التفخيم والترقيق: التفخيم لغةً هو التسمين والتغليظ، واصطلاحاً: فهو حالةٌ من القوة والسمنة تلحق الحرف عند النطق به، فيمتلئ الفم بصداه، أمَّا الترقيق في اللغة فهو التنحيف، واصطلاحاً: حالة من الرِّقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به، فلا يمتلئ الفم بصداه.[١٠]
  • أحكام مخارج الحروف وصفاتها: يبلغ عدد مخارج الحروف سبعة عشر مخرجاً، وترجع أصول المخارج إلى خمسة مخارجٍ رئيسية، وهي: الجوف، والحلق، واللسان، والشفتان، والخيشوم، أمَّا صفات الحروف ففائدتها التمييز بين الحروف المشتركة في المخرج الواحد، والمشهور منها تسعة عشر صفة، وهي: الهمس، والجهر، والرخاوة، والشدِّة، وما بين الرخاوة والشدة، والاستفالة، والاستعلاء، والانفتاح، والانطباق، والذَلَقَ، والإصمات، والصفير، والقلقلة، والمد، واللين، والاستطالة، والانحراف، والتفشّي، والتَكرار.[١١]
  • أحكام الوقف والابتداء: تنقسم أحكام الوقف والابتداء إلى قسمين، وهما كالآتي:[١٢]
    • الوقف: الوقف لغةً؛ الحبس والكف، أمَّا اصطلاحاً: فهو قطع الصوت عن القراءة زمناً يسيراً للتنفس فيه ثمّ معاودة القراءة، والوقف جائزٌ ما لم يوجد ما يمنعه أو يلزم الوقف، ويكون في وسط الآيات أو عند رؤوسها، ولا يكون في وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسماً، وأقسام الوقف أربعة، وهي:
      • الوقف الاضطراري: وهو ما يعرض للقارئ أثناء قراءته من عطاسٍ، أو سعال، أو ضيقٍ في النفس، وهو وقفٌ جائزٌ.
      • الوقف الاختباري: وهو الوقف الذي يكون في مقام التعليم، ويكون لبيان الأحكام، أو الإجابة على سؤال.
      • الوقف الانتظاري: وهو الوقف الذي يُريد فيه القارئ أن يجمع أكثر من روايةٍ من القراءات.
      • الوقف الاختياري: وهو أن يقف القارئ على الكلمة القرآنية بمحض إرادته، ومن غير عارض، وهو إمَّا أن يكون وقفاً تاماً، أو كافياً، أو حسناً، أو قبيحاً.
    • الابتداء: يُعرف الابتداء بأنه الشروع في بدء القراءة، ويأتي الابتداء على نوعين، وهما:
      • نوعٌ جائز في ابتداء القراءة: وهو ابتداءٌ حسنٌ بكلامٍ مستقلٍ، بحيث يؤدّي معناً تامّاً أراده الله تعالى.
      • نوعٌ غير جائز في ابتداء القراءة: وهو ابتداءٌ قبيح بكلامٍ يُفسد المعنى، ويُغيّره بغير ما أراد الله تعالى.

حكم التجويد

ذهب علماء التجويد إلى أن حكم تعلّم أحكام التجويد فرض كفاية؛ أي إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، أمَّا حكم تطبيق أحكامه أثناء قراءة القرآن فهو فرض عينٍ، ولهذا يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله: وممّا لا خلاف فيه أن الأمّة الإسلامية مطالبةٌ بفهم معاني القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإقامة حدوده التي فرضها الله -تعالى- فيه، وهي مطالبةٌ كذلك بتصحيح النطق بحروف القرآن وإقامتها على هيئتها المنقولة إلينا عن طريق عن أئمة القراءات الموصولة بالنبي صلى الله عليه وسلم، باللغة العربية الفصيحة التي لا يجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها، وينبغي على القارئ لكتاب الله أن يقرأه بدون تكلفٍ أو تعسف، وتكون قراءته بسهولة، ويسرٍ، ولطف. [١٣]

المراجع

  1. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1987)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 177-178، جزء 10. بتصرّف.
  2. فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة: دار الإيمان، صفحة 31. بتصرّف.
  3. إسماعيل بن إبراهيم الشرقاوي (1402هـ)، المختصر المفيد في أحكام التجويد (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الإيمان، صفحة 608-614. بتصرّف.
  4. سورة النحل، آية: 98.
  5. سورة البقرة، آية: 19.
  6. سورة النحل، آية: 11.
  7. سورة الحج، آية: 61.
  8. سورة الإخلاص، آية: 4.
  9. سورة الماعون، آية: 5.
  10. محمود بن بسّة (2004)، العميد في علم التجويد (الطبعة الأولى)، الاسكندرية: دار العقيدة، صفحة 123. بتصرّف.
  11. محمد بن بدر الدين ابن بلبان (2001)، بغية المستفيد في علم التجويد (الطبعة الأولى)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 24-29. بتصرّف.
  12. على الله أبو الوفا (2003)، القول السديد في علم التجويد (الطبعة الثالثة)، المنصورة: دار الوفاء، صفحة 207-209. بتصرّف.
  13. صفوت محمود سالم (2003)، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد (الطبعة الثانية)، جدة: دار نور المكتبات، صفحة 49-50. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

علم التجويد

يعرّف التجويد لغةً بأنه جعل الشيء جيِّداً، وجوَّد القراءة: أي جاء بها خاليةً من الرداءة في النطق، وقد عرَّفه الإمام ابن الجوزي اصطلاحاً فقال: هو “إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، وإرجاع كل حرفٍ إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره، وتصحيح لفظه، وتلطيف النطق به على حال صيغته وكمال هيئته، من غير إسرافٍ، ولا تعسف، ولا إفراطٍ، ولا تكلُّف”.[١]

جوانب تعلم تجويد القرآن الكريم

يقوم تعلّم تجويد القرآن الكريم على جانبين، وهما على النحو الآتي:[٢]

  • الجانب النظري: يتعلّق الجانب النظري لعلم التجويد بالأحكام والقواعد التي وضعها أهل العلم في كتب تعلّم أحكام التجويد؛ كأقسام المدود وأزمنتها، وكذلك أحكام الحروف من حيث الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء، وغير ذلك من الأحكام والقواعد التي شُرحت، وبُسط الكلام عنها في كتب علم التجويد.
  • الجانب العملي: ويُسمّى بالجانب التطبيقي، وهذا الجانب لا يمكن للمتعلم أن يضبطه، ولا أن يُتقنه إلا بأخذ أحكام التجويد ومشافهتها على قارئٍ مشهودٍ له بإتقان أحكام تجويد القرآن الكريم معرفةً وتطبيقاً؛ كأحكام الرّوْم، والإشمام، والغنّة، والتسهيل، والإخفاء الشفوي، والجانب التطبيقي يقي المتعلم عن اللحن والتصحيف في القراءة.

أحكام علم التجويد

تنقسم أحكام التجويد إلى أنواعٍ عديدة، وبيان ذلك فيما يأتي:[٣]

  • أحكام الاستعاذة والبسملة: الاستعاذة سنّةٌ مستحبّة، وهي مطلوبةٌ عند تلاوة كتاب الله -تعالى- على الرغم من أنها ليست منه، وذهب بعضهم إلى أنها واجبةٌ خصوصاً عند بداية التلاوة، سواءٌ كانت بداية التلاوة من أول السورة أو من آخرها، والدليل قوله تعالى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)،[٤] أمَّا البسملة؛ فهي قول “بسم الله الرحمن الرحيم”، وتجب قراءتها عند الإمام حفص في بداية كل سورةٍ إلا سورة التوبة.
  • أحكام النون الساكنة والتنوين: للنون الساكنة أو التنوين في حالة الرفع، والنصب، والجر أربعة أحكام، وهي على النحو الآتي:
    • الإدغام: يُعرّف الإدغام في اللغة: بأنه إدخال الشيء في الشيء، أمَّا اصطلاحاً: فهو التقاء حرفٍ ساكنٍ، بحرفٍ متحرّكٍ، بحيث يصيران حرفاً مشدّداً كالثاني، ويرتفع اللسان عند الإتيان به ارتفاعةً واحدة، وتُدغم النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها أحد الأحرف الآتية: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون، وقد جُمعت في كلمة (يرملون)، وينقسم إلى إدغامٍ ناقص، وإدغامٍ كامل، قال الله -تعالى- في سورة البقرة: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ).[٥]
    • الإقلاب: يأتي الإقلاب في اللغة بمعنى تحويل الشيء عن وجهه، أمَّا اصطلاحاً: فهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً مع مراعاة الغنّة، وللإقلاب حرفٌ واحدٌ؛ وهو الباء، ويأتي في كلمة، كقول الله تعالى: (يُنبِتُ)،[٦] ويأتي في كلمتين، كقوله تعالى: (سَمِيعٌ بَصِيرٌ).[٧]
    • الإظهار: الإظهار في اللغة بمعنى البيان، أمَّا اصطلاحاً: فهو إخراج الحرف من مخرجه من غير غنّة، وأحرف الإظهار ستة، وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وتُسمّى أحرف الحلق، فتُلفظ النون الساكنة أو التنوين من غير غنّة مع إظهار الحرف الذي بعدهما مستقلاً عنهما، كقوله تعالى: (كُفُوًا أَحَدٌ).[٨]
    • الإخفاء: الإخفاء لغةً: الستر، أمَّا اصطلاحاً: فهو النطق بحرفٍ ساكنٍ غير مشدّدٍ، ويكون على صفةٍ بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنّة في الحرف الأول بمقدار حركتين، وأحرفه هي: الصاد، والذال، والثاء، والجيم، والشين، والقاف، والسين، والكاف، والضاد، والظاء، والزاي، والتاء، والدال، والطاء، والفاء، ومثاله قوله تعالى: (عَن صَلَاتِهِمْ).[٩]
  • أحكام الميم الساكنة: للميم الساكنة ثلاثة أحكام، وهي على النحو الآتي:
    • الإدغام الشفوي: وهو أن تدغم الميم الساكنة في في ميمٍ مثلها متحركة واقعة في بداية الكلمة الثانية، فتصبحان ميماً واحدةً مشددة، ويُسمّى إدغاماً شفوياً أو متماثلاً، ومع مراعة النطق بالغنّة كاملة.
    • الإخفاء الشفوي: وهو أن تُخفى الميم إذا وقع في أول الكلمة التي بعدها حرف الباء.
    • الإظهار الشفوي: هو إظهار الميم إذا وقع بعدها أي حرفٍ من حروف الهجاء عدا الميم والباء، وتكون أشدّ إظهاراً مع الواو والفاء.
  • أحكام الميم والنون المشدّدتين: تجب الغنة في الميم والنون المشدّدتين في حالة الوصل والوقف، وسواءٌ وقعت في وسط الكلمة أو في آخرها، ومقدار الغنّة حركتان.
  • أحكام الإدغام: وهو إدخال حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ متحركٍ بعده، وذلك بحذف الساكن وتشديد المتحرك، و ينقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي على النحو الآتي:
    • إدغام المتماثلين: وهو أن يكون الحرفان متتاليان متّحدين في المخرج من الفم، ومتّحدين في الصفة أيضاً، سواء وقعا في كلمةٍ واحدةٍ أو في كلمتين متتاليتين.
    • إدغام المتجانسين: وهو أن يكون الحرفان المتتاليان متّحدين في المخرج من الفم، ومختلفين في بعض الصفات، وذلك منحصر في سبعة أحرف، وهي: التاء مع الطاء، والطاء مع التاء، والدال مع التاء، والتاء مع الدال، والذال مع الظاء، والباء مع الميم.
    • إدغام المتقاربين: وهو تقارب الحرفان المتتاليان في المخرج والصفة، وهو محصورٌ في حرفين، وهما: اللام مع الراء، والقاف مع الكاف.
  • أحكام التفخيم والترقيق: التفخيم لغةً هو التسمين والتغليظ، واصطلاحاً: فهو حالةٌ من القوة والسمنة تلحق الحرف عند النطق به، فيمتلئ الفم بصداه، أمَّا الترقيق في اللغة فهو التنحيف، واصطلاحاً: حالة من الرِّقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به، فلا يمتلئ الفم بصداه.[١٠]
  • أحكام مخارج الحروف وصفاتها: يبلغ عدد مخارج الحروف سبعة عشر مخرجاً، وترجع أصول المخارج إلى خمسة مخارجٍ رئيسية، وهي: الجوف، والحلق، واللسان، والشفتان، والخيشوم، أمَّا صفات الحروف ففائدتها التمييز بين الحروف المشتركة في المخرج الواحد، والمشهور منها تسعة عشر صفة، وهي: الهمس، والجهر، والرخاوة، والشدِّة، وما بين الرخاوة والشدة، والاستفالة، والاستعلاء، والانفتاح، والانطباق، والذَلَقَ، والإصمات، والصفير، والقلقلة، والمد، واللين، والاستطالة، والانحراف، والتفشّي، والتَكرار.[١١]
  • أحكام الوقف والابتداء: تنقسم أحكام الوقف والابتداء إلى قسمين، وهما كالآتي:[١٢]
    • الوقف: الوقف لغةً؛ الحبس والكف، أمَّا اصطلاحاً: فهو قطع الصوت عن القراءة زمناً يسيراً للتنفس فيه ثمّ معاودة القراءة، والوقف جائزٌ ما لم يوجد ما يمنعه أو يلزم الوقف، ويكون في وسط الآيات أو عند رؤوسها، ولا يكون في وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسماً، وأقسام الوقف أربعة، وهي:
      • الوقف الاضطراري: وهو ما يعرض للقارئ أثناء قراءته من عطاسٍ، أو سعال، أو ضيقٍ في النفس، وهو وقفٌ جائزٌ.
      • الوقف الاختباري: وهو الوقف الذي يكون في مقام التعليم، ويكون لبيان الأحكام، أو الإجابة على سؤال.
      • الوقف الانتظاري: وهو الوقف الذي يُريد فيه القارئ أن يجمع أكثر من روايةٍ من القراءات.
      • الوقف الاختياري: وهو أن يقف القارئ على الكلمة القرآنية بمحض إرادته، ومن غير عارض، وهو إمَّا أن يكون وقفاً تاماً، أو كافياً، أو حسناً، أو قبيحاً.
    • الابتداء: يُعرف الابتداء بأنه الشروع في بدء القراءة، ويأتي الابتداء على نوعين، وهما:
      • نوعٌ جائز في ابتداء القراءة: وهو ابتداءٌ حسنٌ بكلامٍ مستقلٍ، بحيث يؤدّي معناً تامّاً أراده الله تعالى.
      • نوعٌ غير جائز في ابتداء القراءة: وهو ابتداءٌ قبيح بكلامٍ يُفسد المعنى، ويُغيّره بغير ما أراد الله تعالى.

حكم التجويد

ذهب علماء التجويد إلى أن حكم تعلّم أحكام التجويد فرض كفاية؛ أي إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، أمَّا حكم تطبيق أحكامه أثناء قراءة القرآن فهو فرض عينٍ، ولهذا يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله: وممّا لا خلاف فيه أن الأمّة الإسلامية مطالبةٌ بفهم معاني القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإقامة حدوده التي فرضها الله -تعالى- فيه، وهي مطالبةٌ كذلك بتصحيح النطق بحروف القرآن وإقامتها على هيئتها المنقولة إلينا عن طريق عن أئمة القراءات الموصولة بالنبي صلى الله عليه وسلم، باللغة العربية الفصيحة التي لا يجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها، وينبغي على القارئ لكتاب الله أن يقرأه بدون تكلفٍ أو تعسف، وتكون قراءته بسهولة، ويسرٍ، ولطف. [١٣]

المراجع

  1. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1987)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 177-178، جزء 10. بتصرّف.
  2. فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة: دار الإيمان، صفحة 31. بتصرّف.
  3. إسماعيل بن إبراهيم الشرقاوي (1402هـ)، المختصر المفيد في أحكام التجويد (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الإيمان، صفحة 608-614. بتصرّف.
  4. سورة النحل، آية: 98.
  5. سورة البقرة، آية: 19.
  6. سورة النحل، آية: 11.
  7. سورة الحج، آية: 61.
  8. سورة الإخلاص، آية: 4.
  9. سورة الماعون، آية: 5.
  10. محمود بن بسّة (2004)، العميد في علم التجويد (الطبعة الأولى)، الاسكندرية: دار العقيدة، صفحة 123. بتصرّف.
  11. محمد بن بدر الدين ابن بلبان (2001)، بغية المستفيد في علم التجويد (الطبعة الأولى)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 24-29. بتصرّف.
  12. على الله أبو الوفا (2003)، القول السديد في علم التجويد (الطبعة الثالثة)، المنصورة: دار الوفاء، صفحة 207-209. بتصرّف.
  13. صفوت محمود سالم (2003)، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد (الطبعة الثانية)، جدة: دار نور المكتبات، صفحة 49-50. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى