محتويات
تغذية الأطفال الرُضّع
يجب الحرص خلال تغذية الأطفال الرُضّع على حصولهم على ما يكفي من السعرات الحراريّة والعناصر الغذائيّة؛ والتي تشمل البروتينات، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، حيث تساهم التغذية السليمة للأطفال الرُضّع في تقليل خطر إصابتهم بالأمراض، كما أنّها تُعدّ ضروريّة للنموّ والتطور الصحيّ لهم خلال أوّل عامَين من عمرهم، وبالإضافة إلى ذلك يساعد البدء باتباع العادات الغذائيّة السليمة في سنّ مُبكّرة لدى الأطفال على تطوير نمط غذائيّ صحيّ في حياتهم.[١][٢]
كيفية تغذية الطفل الرضيع
تغذية الطفل الرضيع منذ الولادة إلى عُمر 6 شهور
فيما يأتي ذكرٌ للأمور التي يُنصح باتّباعها خلال تغذية الطفل منذ الولادة إلى عمر 6 شهور:
- الرضاعة الطبيعيّة: يتميّز حليب الأم باحتوائه على الكميّة المناسبة من العناصر الغذائيّة الضروريّة للطفل الرضيع، كما أنّه يُعزّز الجهاز المناعيّ لديهم، ممّا يجعله الغذاءَ الأفضلَ للأطفال الرُضّع، وتوصي الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال ومنظمة الصحّة العالميّة بالرضاعة الطبيعيّة وحدها لتغذية الطفل خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل الرضيع، وبعد ذلك البدء بتقديم الأطعمة المُكمّلة المناسبة مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعيّة لغاية عُمر السنتين أو أكثر،[٣][٤] ويمكن لفترة الرضاعة الطبيعيّة أن تستمر حسب رغبة الأم وطفلها.[٥]
- الرضاعة الصناعيّة: يوفّر حليب الأمّ التغذية الأفضل للأطفال الرُضّع، وتُعدّ الرضاعة الطبيعيّة من أكثر الطُرُق التي يُنصح بها لتغذية الأطفال حديثي الولادة، ولكن يمكن لبعض العوامل أن تؤدي بالأم إلى اللجوء إلى استخدام حليب الأطفال الصناعيّ، كما يمكن لبعض الأمهات الجمع بين الرضاعة الطبيعيّة وحليب الأطفال الصناعيّ، خاصةً بعد مرور فترة طويلة على البدء بالرضاعة الطبيعيّة، وفي حال عدم قدرة الأم على الرضاعة الطبيعيّة فإنّه يجب عليها استخدام حليب الأطفال الصناعيّ المُدعّم بالحديد.[٣][٦]
- وتجدر الإشارة إلى أنّ الطفل الرضيع يحتاج ما بين 60-90 مليلتراً من الحليب الصناعي في كلّ رضعة، وغالباً ما سيأكل بمعدّل كلّ 3-4 ساعات خلال الأسابيع الأولى من حياته، ولكن يُنصح في البداية بإطعام الطفل الحليب الصناعيّ وقت الحاجة، أو عند البكاء بسبب الجوع، ومع مرور الوقت وزيادة عُمر الطفل سينتظم وقت الإرضاع تلقائيّاً.[٧]
- فيتامين د: يحتاج الأطفال الرُضّع إلى الحصول على 400 وحدة دوليّة من مكمّلات فيتامين د بشكلٍ يوميّ، سواءً في حالة الرضاعة الطبيعيّة فقط، أو الرضاعة الطبيعيّة مع تناول حليب الأطفال الصناعيّ، بينما لا يحتاج الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعيّ فقط إلى استهلاك مكمّلات فيتامين د.[٦]
- لقراءة المزيد حول أهمية فيتامين د للأطفال الرضع يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد فيتامين د للرضع.
تغذية الطفل الرضيع من عمر 6-12 شهراً
تنصح الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال بالرضاعة الطبيعيّة وحدها خلال أول 6 أشهر من عُمر الطفل، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ مُعظم الأطفال بعُمر 4-6 شهور يصبحون جاهزين للبدء بتناول الأطعمة الصلبة، مع الاستمرار على الرضاعة الطبيعيّة أو حليب الأطفال الصناعيّ، ولكن عادةً ما يُنصح بعدم تأخير تقديم الأطعمة الصلبة لفترة طويلة، حيث يمكن للطفل بعد عُمر الـ 6 أشهر أن لا يتقبّل الأطعمة الجديدة، ممّا قد يجعل تقديم الأطعمة الصلبة بعد ذلك أمراً صعباً،[٨][٩] وتُعرف هذه الأطعمة باسم الأغذية المُكمّلة للحليب (بالإنجليزيّة: Complementary foods)؛ وهي لا تشمل حليب الأم أو حليب الأطفال الصناعيّ؛ الذي يكون على شكل سائل، أو شبه صلب، أو صلب، حيث يكون الهدف منها هو تزويد الطفل الرضيع باحتياجاته من العناصر الغذائيّة.[١٠]
وفيما يأتي شرحٌ لبعض الأمور المُتعلّقة بتقديم الأطعمة الصلبة للأطفال الرُضّع بعُمر 6-12 شهراً:
- العلامات التي تدلّ على أنّ الطفل الرضيع مستعد لإدخال الأطعمة الصلبة: فيما يأتي ذكرٌ لهذه العلامات:[٩]
- التخلُّص من البلع العكسيّ اللاإرادي (بالإنجليزيّة: Tongue-thrust reflex) الذي يُسبّب دفع الملعقة أو الطعام خارج الفم.
- البدء بالاهتمام بما يأكله الأبوان؛ وذلك من خلال إصدار أصوات عند مُشاهدة شخص يأكل الطعام، أو محاولة الإمساك بالشوكة أو شريحة الخبز.
- القدرة على الجلوس على الكرسي مع ثبات الرأس والتحكُّم به.
- القدرة على سحب الطعام من الملعقة بواسطة الشفّة السفليّة.
- الطعام الملائم للطفل: يُعدّ التنوُّع في تقديم الأطعمة الصلبة أمراً ضروريّاً، حيث إنها يجب أن تتضمّن المجموعات الغذائيّة الأربعة؛ وهي: الفواكه والخضراوات، والحليب ومنتجاته، والكربوهيدرات النشويّة، واللحوم، والبقوليات، وغيرها من مصادر البروتين، حيث إنّ التنويع في الأطعمة منذ سنّ مُبكّرة يساعد الطفل على الاستمرار على هذا النمط الغذائيّ الصحيّ خلال المراحل اللاحقة من عُمره.[١١]
- وفي البداية يُنصح بتقديم الطعام الطريّ والمهروس أو المُصفّى، ويمكن للطفل أن يأخذ بعض الوقت للتأقلم على اختلاف قوام الأطعمة الجديدة، كما يمكن للطفل أن يسعل، أو يفتح فمه، أو يبصق الطعام، وكلّما تطوّرت قدرات الطفل على استخدام فمه والتحكّم به فإنّه يمكن إدخال الأطعمة ذات القوام الأكثر ثخناً، والتي تحتوي على كُتل أكثر.[١٢]
- وفيما يأتي ذكرٌ لمراحل التدرُّج في تقديم الأطعمة الصلبة للأطفال حسب العُمر:[١٣]
- من عُمر 6 أشهر: تقديم الأطعمة المهروسة بشكلٍ جيد، ومن ثمّ تقديم الأطعمة التي تحتوي على كُتل أكثر أو المُقطّعة بشكلٍ جيّد.
- عُمر 8 أشهر: تقديم الأطعمة المُقطّعة، وتلك التي تؤكل باليد (بالإنجليزيّة: Finger foods) لتشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في تناول الطعام.
- عُمر 12 شهراً: تقديم الأطعمة المُعتادة ضمن الحصة الغذائية المحددة للرضيع مع الحرص على التنويع في النكهات والملمس.
- طريقة تقديم الطعام للطفل: يُنصح بتقديم نوعٍ واحدٍ من الطعام في كلّ مرة، والانتظار فترة 3-5 أيام قبل تقديم نوع آخر، حيث يساعد ذلك على ملاحظة حدوث أيّة ردود فعلٍ تجاه الطعام الجديد، أو ما إذا كان الطفل يُعاني من الحساسيّة تجاه الطعام، ومن الأمثلة على أكثر الأطعمة التي تُسبّب الحساسيّة: الحليب، والبيض، والقمح، والأسماك، والمحاريات، والفول السودانيّ، وفول الصويا، والمكسرات، وحسب التوصيات الجديدة فإنّه من غير الضروري تأخير تقديم هذه الأطعمة للطفل الرضيع، ولكن في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسيّة تجاه أيّ من هذه الأطعمة فإنّه من الأفضل استشارة الطبيب قبل تقديمها للطفل.[١٢]
- ومن الجدير بالذكر أنّ الحديد والزنك يُعدّان من العناصر الغذائيّة المهمّة خلال النصف الثاني للسنة الأولى من عُمر الطفل، ويمكن الحصول عليهما من اللحوم المهروسة، وحبوب الأطفال الجاهزة المُدعّمة بالحديد، ومحاصيل الحبوب وحيدة الحبة؛ كالشوفان، والأرز، والشعير، والتي يمكن تحضيرها عن طريق مزج ملعقة كبيرة من إحدى هذه الحبوب أو حبوب الأطفال الجاهزة المُدعّمة بالحديد مع 4 ملاعق كبيرة؛ أي 60 مليلتراً من حليب الأم أو حليب الأطفال الصناعيّ، ويُنصح بعدم تقديمها في زجاجة الرضاعة، حيث يُنصح بجعل الطفل يجلس، ومن ثمّ تقديم الحبوب باستخدام ملعقةٍ صغيرةٍ مرّةً أو مرتين في اليوم بعد الرضاعة الطبيعيّة أو الرضاعة من الزجاجة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم تقديم الأرز فقط للطفل، وذلك لتقليل خطر تعرُّضه لعنصر الزرنيخ، بل التنويع بمصادر الحبوب إلى جانب الأرز، كما يُنصح بتقديم نوع واحد من الخضراوات أو الفواكه بشكلٍ تدريجيّ، ودون إضافة ملح أو سكر.[٨]
- الكمية المناسبة من الطعام للطفل: يُعدّ حليب الأم، أو حليب الأطفال الصناعيّ، أو الاثنان معاً المصدر الرئيسيّ لتغذية الطفل خلال الفترة العمريّة ما بين 6-12 شهراً، أمّا الأطعمة الصلبة فإنّها ستُشكّل بشكلٍ تدريجيّ جزءاً كبيراً من طعام الطفل، ومع البدء بتقديم الأطعمة الصلبة للطفل الرضيع فإنّه يمكن أن يكون من الصعب على الأمّ تحديد الكمية المناسبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معدة الأطفال تكون صغيرة الحجم، ولذلك يُنصح بأخذ ما يأتي بعين الاعتبار:[١٤]
- البدء بكمياتٍ صغيرة؛ أي 1-2 ملعقة كبيرة من الطعام، ومراقبة علامات الجوع أو الشبع لدى الطفل.
- التوزان؛ أي تقديم الأطعمة الصلبة بشكلٍ مستمر مع الوقت، إلى أن تصبح بشكلٍ تدريجيّ جزءاً أكبر من طعام الطفل.
- تقديم الطعام أو الشراب للطفل كل 2-3 ساعات، أو 5-6 مرات في اليوم، ممّا يضمن حصول الطفل على 3 وجبات رئيسيّة، وما بين 2-3 وجبات خفيفة خلال اليوم.
الأطعمة التي يجب تجنُّبها خلال السنة الأولى للطفل الرضيع
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الأطعمة التي يجب على الطفل تجنُّبها خلال السنة الأولى من عُمره:
- الحليب البقريّ: يُنصح بعدم تقديم الحليب البقريّ كامل الدسم للأطفال خلال السنة الأولى من عُمرهم؛ وذلك بسبب عدم احتوائه على ما يكفي من الحديد، وفيتامين هـ، والأحماض الدهنيّة الأساسيّة، إضافةً إلى احتوائه على كمياتٍ من البروتين، والصوديوم، والبوتاسيوم أكبر من قدرة جسم الطفل على امتصاصها، ممّا قد يُسبّب بعض الأضرار، ولذلك يُنصح بتأخير تقديم الحليب البقريّ إلى ما بعد عُمر السنة.[١٥]
- العصائر: يُعدّ العصير جزءاً غير ضروريّ في تغذية الطفل، ويُنصح بتناول الفواكه كاملة بدلاً منه؛ حيث يمكن لشرب كميّاتٍ كبيرة من العصير أن يُسبّب الإسهال، ومشاكل في الوزن، إضافةً إلى تسوّس الأسنان، وفي حال الرغبة بتقديم العصير للطفل الرضيع فإنّه يجب التأكد من أنّه عصير طبيعيّ 100%، كما يجب تحديد كمية العصير إلى نصف كوب في اليوم.[٨]
- العسل: يمكن للعسل أن يحتوي على الأبواغ (بالإنجليزيّة: Spores) التي قد تُسبّب مرضاً خطيراً يُسمّى بالتسمُّم السُجُقيّ الطفليّ (بالإنجليزيّة: Infant botulism)، ولذلك يجب تجنُّب تقديم العسل للأطفال الرُضّع قبل عُمر السنة.[٨]
- لقراءة المزيد حول أضرار إعطاء العسل للرضع يمكنك الرجوع إلى مقال أضرار العسل للرضع.
- الملح والسكر: تنصح جمعيّة القلب الأمريكيّة بعدم تقديم السكّر أو الأطعمة التي تحتوي على السكّر المُضاف للأطفال الأقلّ من عُمر سنتين؛ ومن الأمثلة عليها: السكاكر، والبسكويت، والكعك، والبوظة، كما يُنصح بعدم تقديم الأطعمة العالية بالملح أو ما يُعرف بالصوديوم، كالأطعمة المُعلّبة، والأطعمة الجاهزة المُجمّدة، واللحوم المُصنّعة؛ مثل: النقانق، والسجق، واللانشون (بالإنجليزيّة: Lunch meats).[١٦]
المراجع
- ↑ “Normal Diet for Infants – 0 to 12 Months”, www.drugs.com, 3-2-2020، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Infant and Toddler Nutrition”, www.cdc.gov, 14-2-2020، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Jay Hoecker (7-4-2020), “Breast-feeding vs. formula-feeding: What’s best?”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Nationwide Breastfeeding Goals”, www.cdc.gov, 28-12-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Breastfeeding”, www.healthychildren.org, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “Introducing Solid Foods to Your Baby”, www.healthlinkbc.ca, 11-6-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Amount and Schedule of Formula Feedings”, www.healthychildren.org, 24-7-2018، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Solid foods: How to get your baby started”, www.mayoclinic.org, 6-6-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “Starting Solid Foods”، www.webmd.com, (25-7-2019), Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “COMPLEMENTARY FOODS”, www.wicworks.fns.usda.gov, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Help your baby enjoy new foods”, www.nhs.uk, 10-4-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “When, What, and How to Introduce Solid Foods”, www.cdc.gov, 17-10-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Menu planning for babies in childcare”, www.heas.health.vic.gov.au, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “How Much and How Often to Feed”, www.cdc.gov, 3-12-2018، Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ “Infant Nutrition: The First 6 Months”، www.webmd.com, (12-6-2018), Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ “Foods and Drinks to Limit”, www.cdc.gov, 3-12-2018، Retrieved 3-6-2020. Edited.