إسلام

قصة استشهاد عكرمة بن أبي جهل

قصة استشهاد عكرمة بن أبي جهل

عكرمة بن أبي جهل

هو الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هِشَامِ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيُّ، يكنى بأبي عثمان، وكان سيد بني مخزوم ورئيسهم بعد مقتل أبيه،[١] كان عكرمة فارساً قوياً في الجاهلية، وكان هو وأبوه شديدا العداوة والكُره للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانا في المعارك يقاتلان المسلمين أشدّ القتال، ولا يتركان فرصة للنيل منهم إلا واستغلاَّها، ثم قُتل أبو جهل في غزوة بدر، ونجى عكرمة منها ليهديه الله إلى الإسلام فيما بعد، وقد حسُنَ إسلامه، وكان من العابدين والمجاهدين.[٢]

قصة استشهاد عكرمة بن أبي جهل

اختُلف في يوم استشهاد عكرمة أبي جهل رضي الله عنه، فقال أبو إسحاق السبيعي أنه قتل في معركة اليرموك في عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وقال عروة وابن سعد: بأنه قتل يوم أجنادين،[١] أو يوم مرج الصفر في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد استُشهد عن اثنين وستين سنة،[٢] وفي المعركة ضد الروم اندفع عكرمة مقاتلاً الكفار الذي اشتد هجومهم على المسلمين، وكان يقول: “لطالما قاتلتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهدني الله إلى الإسلام، أفأفرُّ من أعداء الله اليوم؟”، فكان لا يخاف الموت، ساعياً للشهادة في سبيل الله، وقد حمَّس المسلمين منادياً عليهم: “من يبايع على الموت؟”، فبايعه عددٌ منهم، لكنهم كانوا قلةً مقارنةً بأعدائهم، فقاتلوا حتى قُتلوا شهداء في سبيل الله،[٣][٤] وقد وُجد في جسد عكرمة رضي الله عنه بضعٌ وسبعون طعنةً ورميةً وضربة.[١]

قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل

  • في يوم فتح مكة عندما دخلها النبي صلى الله عليه وسلم خرج عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية إلى جهة اليمن خوفاً من القتل فلم يحضروا فتح مكة، فذهبت زوجة عكرمة (أم حكيم) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يعطي عكرمة الأمان فقبل النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها، فذهبت وراء زوجها تتبعه لتخبره بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد استأمنه وعفا عنه، وطلبت منه الرجوع معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.[٥]
  • بعدما اطمأنّ عكرمة بأن النبي صلى الله عليه وسلّم قد أمّنه وصفح عنه توجه مع زوجته إليه، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم قدوم عكرمة بن أبي جهل ليعلن إسلامه أمر أصحابه ألا يسبوا أبا عكرمة أمامه، حتى لا يتأذى من ذلك، ورحّب النبي صلّى الله عليه وسلم بعكرمة ووقف مستقبلاً له، وعاهد عكرمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينفق من ماله ضعف ما كان ينفقه في الصدّ عن سبيل الله، وأن يجتهد في قتال المشركين أضعاف ما كان يقاتل المسلمين قبل الجاهلية، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغفر له ما كان منه من عداوةٍ للإسلام قبل إسلامه فغفر له صلى الله عليه وسلم وعفا عنه.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 197. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1082. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 197. بتصرّف.
  4. خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 222. بتصرّف.
  5. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 542-543. بتصرّف.
  6. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 544. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى