محتويات
الدولة العثمانيّة
يعود أصل القبائل العُثمانيّة تاريخيّاً إلى قبيلةٍ تُركمانيّةٍ عاشت في كُردِستانَ منذ القرن الثالث عشر الميلاديّ تحت قيادة سُليمانَ (جَدُّ عُثمانَ)، وعند بداية الغزوات المغوليّة على المنطقة، هاجر سليمانُ برفقة قبيلته إلى الأناضول، وبَقِيَ فيها حتى وفاته عام 1230م، ثمّ خَلفه في حُكم القبيلة ابنه أرطغرُل الذي ساعد الجيش الإسلاميّ السلجوقيّ في حَربه ضِدّ الجيش البيزنطيّ؛ فكافأه القائد البيزنطيّ على شجاعته، وأقطعَه أرضاً في الحدود الغربيّة للأناضول على مَقرُبة من ثغور الروم، وبعد وفاة أرطغرل في عام 1299م، تولّى حُكم القبيلة، والأرض ابنه عُثمان الذي تُنسَب إليهِ الدولة العُثمانيّة، فشهدت بدايةُ حُكمه تأسيسَ قواعدِ الدولةِ العُثمانيّةِ؛[١] حيث حرص على توسيع حدود الإمارة، وتمكَّن من الاستيلاء على مواقعَ مُهمّة، وحَرَّر العديد من المُدن الخاضعة للسيطرة البيزنطيّة، واتَّخَذ من إسكي شهر مَقرّاً لإمارته.[٢]
توسُّع الدولة العُثمانيّة وتطوُّرها
بعد وفاة مُؤسِّس الدولة العُثمانيّة عُثمانَ بن أرطغرُل، خَلَفه في حُكم الدولة ابنه أورخان الذي تمكَّن من تأسيس أوّلَ فرقةٍ من طوائفِ الانكشاريّة، ثمّ خَلَفه ابنه مُراد الأوّل في عام 1359م، فهاجم البلقان، ومناطق في أوروبّا، واستمرّت الفتوحات العُثمانيّة؛ فزادت سيطرة العُثمانيّين، وقوّتهم، وأصبحت الدولة العُثمانيّة دولةً إسلاميّةً عُظمى في فترة حُكم السُّلطان محمد الثاني ابن مراد الثاني؛ فمنذ أن تولّى الحُكم في عام 1451م، سعى جاهداً؛ لفَتح القسطنطينيّة، وقد تحقَّق له ذلك في عام 1453م؛ فأصبح يُعرَف باسم (محمد الفاتح)، وأطلقَ على المدينة اسمَ إسطنبولَ، أو دار السعادة، وجعل منها عاصمةً للإمبراطوريّة العُثمانيّة.[٣]
ولم تتوقّف الفتوحات العُثمانيّة عند هذا الحَدّ؛ فقد تمكَّن العُثمانيّون من فَتح شبه جزيرة المورة، وبلاد الصِّرب، وألبانيا، والبلاد، والمُدن العربيّة الإسلاميّة، مثل: الجزائر في عام 1518م، ومسقط في عام 1551م.[٣]
سُقوط الدولة العُثمانيّة
تولّى حُكمَ الدولة العُثمانيّة في نهاية القرن التاسع عشر الميلاديّ السُّلطان عبدالحميد الثاني، وشهدت الدولة في فترة حُكمه تدهوُراً واضحاً، وانحداراً كبيراً في أوضاعها على الرغم من أنّه كان يسعى إلى ترسيخ نظام الخلافة الإسلاميّة؛ فقد تعرَّضت الدولة لغزواتٍ من بلاد البلغار، وخاضت حَرباً ضِدّ الإمبراطوريّة الروسيّة، وفي ظِلّ زيادة التوتُّرات التي تعرَّضت لها الدولة، لجأ السُّلطان عبدالحميد إلى قُوى أوروبّية مُحدَّدة؛ لمُحاربة قُوى أوروبّية أخرى، واشترط عبدالحميد على هذه الدُّول في البداية عدم التدخُّل في الشؤون الداخليّة للدولة، إلّا أنّ الضغوطات الأوروبّية على الدولة العُثمانيّة زادت حتى أجبرت عبدالحميد على فَتح المجال للقُوّات الألمانيّة بالوجود على أرض العُثمانيّين.[٤]
وبعد ذلك، سادت في الدولة اعتراضاتٌ شديدةٌ على سياسات السُّلطان، واستمرَّت حالة التدهوُر في الدولة أثناء فترة حُكم محمد الخامس، ومحمد السادس؛ فقد خَسِرت الدولة العُثمانيّة في الحرب العالَميّة الأولى، وسيطرت القُوى الأوروبّية على الأراضي العُثمانيّة، وأُعلِن في النهاية عن سقوط الدولة العُثمانيّة، وانهيارها في ربيع الأوّل من عام 1341هـ؛ الموافق لعام 1923م.[٤]
المراجع
- ↑ علي محمد الصلابي ، الدولة العثمانية، صفحة 44،45. بتصرّف.
- ↑ علي خليل أحمد، الدولة العثمانية في سنوات المحنة، صفحة 28،29. بتصرّف.
- ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 125،126، جزء السادس عشر. بتصرّف.
- ^ أ ب “نهاية الإمبراطورية العثمانية”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2019. بتصرّف.