ضغط الدم

انخفاض ضغط الدم الوضعي

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ (بالإنجليزية: Postural hypotension) أو هبوط الضغط الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)‏ يتمثل بهبوط سريع ومفاجئ في ضغط الدم نتيجة تغيير وضعيّة الجسم من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، أو حتى عند الوقوف بلا حراك لبعض الوقت،[١] وفي أغلب الحالات يكون انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مصاحبًا لإحدى المشاكل الصحيّة كأحد أعراضها، ولا يكون مرضًا بحدّ ذاته، ويحدث نتيجة عدم انقباض الأوعية الدمويّة بدرجةٍ كافية عند تغيير وضعيّة الجسم مما يؤدي إلى هبوط الضغط،[٢] وفي حال المعاناة من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ تنخفض قيم ضغط الدم بما يُقارب 10/20 ملميتر زئبقيّ خلال ثلاث دقائق من تغيير وضعيّة الجسم، ويُعدّ ذلك انخفاضًا شديدًا في ضغط الدم، مع العلم أنّ قراءة ضغط الدم المنخفض هي 60/90 مليمتر زئبقيّ أو أقلّ.[٣]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ قد يكون حادًا أو مزمنًا؛ إذ يحدث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ الحاد بشكلٍ مفاجئ، وغالبًا يكون ناجمًا عن مشكلة صحيّة محددة، وفي حال كان مزمنًا فإنَّ ذلك يدل على وجود مشكلة صحية،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ يعد من المشاكل الصحية الشائعة جدًا؛ حيث تبعًا لإحصائيّة نُشرت في عام 2020 م في مجلة (The journals of gerontology) فإنّه يؤثر في شخص واحد من كل أربعة من كبار السن في وحدة الرعاية طويلة المدى، ويؤثر في شخص واحد من كل خمسة من كبار السنّ في المجتمع.[٥]

الأعراض المرافقة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

تُعدّ الدوخة والدوار عند الوقوف بعد الاستلقاء أو الجلوس أكثر أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ شيوعًا، وتستمر هذه الأعراض لبضع دقائق في معظم الحالات؛ إذ تختفي هذه الأعراض عند تكيف الجسم مع وضعية الوقوف،[٣][٦] وتكون هذه الأعراض أكثر شدّة في الصباح الباكر وذلك لأنّ ضغط الدم يكون في أدنى مستوياته في الصباح، كما قد تزيد بعض العوامل الخارجية شدة الأعراض، مثل: درجات الحرارة المرتفعة كالطقس الحار، أو الاستحمام بالماء الساخن، أو الحمّى، مع العلم أنّ بعض الأشخاص قد لا تظهر عليهم أي أعراض نتيجة التعرض لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٧]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم المفاجئ يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض،[٢] ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • عدم وضوح الرؤية (بالإنجليزية: Blurry vision).[٢]
  • الإغماء.[٢]
  • الرجفة العضليّة.[٢]
  • التشوّش الذهنيّ.[٢]
  • الشعور بالصداع.[٧]
  • عدم القدرة على التركيز.[٧]
  • ألم في الصدر، أو الكتف، أو الرقبة.[٧]
  • التعب والإعياء.[٧]
  • الغثيان، أو الشعور بالحرارة والتعرّق.[٧]
  • ضيق التنفّس.[٧]
  • خفقان القلب (بالإنجليزية: Heart palpitations).[٧]

أسباب انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء يتجمّع الدم في البطن والساقين نتيجة قوة الجاذبيّة، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب وبالتالي تنخفض قيم ضغط الدم، وفي الوضع الطبيعيّ يبدي الجسم رد فعل بهدف إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، حيث تشعر خلايا معينة مجاورة لشرايين القلب والرقبة وتُعرَف هذه الخلايا بمستقبلات الضغط (بالإنجليزية: Baroreceptors) بالانخفاض في ضغط الدم، فترسل مستقبلات الضغط إشارات إلى مراكز خاصّة في الدماغ، ثم يتمّ إرسال هذه الإشارات إلى القلب لزيادة سرعة النبض وضخ كمية أكبر من الدم، ممّا يساهم في إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعي، فيمنع ذلك ظهور الأعراض، وفي حال اضطراب هذه العمليّة نتيجة أسباب مختلفة تظهر أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٨]

ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إعادة قيم ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي الأسباب الآتية:[٩]

  • الجفاف: إذ قد تؤدي الإصابة الخفيفة بالجفاف إلى ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ نتيجة انخفاض حجم الدم، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الجفاف: التقيؤ، والحمّى، والإسهال الشديد، وممارسة التمارين الرياضية الشاقّة التي يرافقها التعرّق الشديد بالإضافة إلى عدم شرب السوائل بكمية كافية.
  • أمراض القلب: قد تؤدي بعض أمراض القلب إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ من خلال إضعاف قدرة القلب على الاستجابة لتغيرات الضغط المفاجئة؛ فيصبح القلب نتيجة هذه الأمراض غير قادر على ضخ كمية كافية من الدم عند الوقوف، ومن هذه الأمراض: النوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack)، وأمراض صمّامات القلب، والفشل القلبيّ (بالإنجليزية: Heart failure)، وبطء نبض القلب (بالإنجليزية: Bradycardia) الشديد.
  • اضطرابات الغدد الصمّاء: مثل قصور الغدة الكظريّة أو ما يُعرَف بداء أديسون (بالإنجليزية: Addison’s disease)، وأمراض الغدّة الدرقيّة، وانخفاض نسبة السكر في الدم، حيث قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، بالإضافة إلى مرض السكري الذي قد يُحدِثُ تلفًا في الأعصاب التي تساعد على إرسال الإشارات المنظمة لضغط الدم.
  • اضطرابات الجهاز العصبيّ: حيث من الممكن أن تؤدي بعض اضطرابات الجهاز العصبيّ مثل: الفشل اللاإراديّ الخالص (بالإنجليزية: Pure autonomic failure)‏، والداء النشوانيّ (بالإنجليزية: Amyloidosis)‏، وخرف أجسام ليوي (بالإنجليزية: Lewy body dementia)، ومرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease)، وضمور الأجهزة المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple system atrophy) إلى حدوث خلل في تنظيم ضغط الدم الطبيعي في الجسم.
  • تناول الطعام: يُعدّ انخفاض الضغط بعد الأكل (بالإنجليزية: Postprandial hypotension) أحد أشكال انخفاض ضغط الدم الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الأكبر سنًّا، ويتمثل بانخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات الغذائيّة.

عوامل خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

من عوامل الخطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ العوامل الآتية:

  • التقدّم في العُمُر: إذ يرتفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مع التقدّم في العمر نتيجة انخفاض قدرة القلب على تعويض الانخفاض في ضغط الدم مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى انخفاض سرعة استجابة خلايا مستقبلات الضغط الموجودة بالقرب من شرايين القلب والرقبة، لذلك تكون الإصابة بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر.[١٠]
  • الأدوية: توجد مجموعة كبيرة من الأدوية التي قد ترفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، مثل الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[١٠]
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors).
    • حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
    • مدرّات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
    • حاصرات مستقبلات ألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers).
    • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
    • النترات (بالإنجليزية: Nitrates).
    • بعض مضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
    • بعض مضادّات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics).
    • المرخيات العضليّة (بالإنجليزية: Muscle relaxants).
    • بعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغف الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile dysfunction).
  • التعرض للحرارة العالية: قد يؤدي التعرّق الشديد نتيجة التواجد في بيئة حارّة إلى التعرّض للجفاف، والذي بدوره قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ورفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦]
  • النوم في السرير لفترة طويلة: قد يضطر الشخص إلى البقاء في السرير لفترات طويلة عند الإصابة بمشكلة صحيّة معينة ممّا قد يؤدي إلى الشعور بالضعف والإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابيّ عند النهوض من السرير بعد التعافي.[٦]
  • الحمل: قد تصاب المرأة الحامل بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم نتيجة توسّع الدورة الدمويّة خلال الحمل، وغالبًا ما تعود الدورة الدمويّة لطبيعتها بعد الولادة، وتعود قيم ضغط الدم إلى معدلاتها الطبيعية.[٦]
  • الكحول والمخدرات: إذ يساهم شرب الكحول وتعاطي المخدرات في رفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦][١٠]

تشخيص انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في حال ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، يتحقق الطبيب من السجل الصحيّ للشخص المصاب، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة للتحقق من وجود مشكلة صحيّة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ،[٣] وفيما يأتي توضيح هذه الاختبارات:

  • قياس ضغط الدم: حيث يقيس الطبيب ضغط الدم خلال الجلوس ومرة أخرى خلال الوقوف ويقارن القراءات الناتجة، وفي حال ملاحظة ظهور الأعراض، أو انخفاض ضغط الدم الانقباضيّ بما يقارب 20 ملميتر زئبقيّ أو انخفاض ضغط الدم الانبساطيّ بما يقارب 10 ملميتر زئبقيّ خلال دقيقتين إلى خمس دقائق من الوقوف، فيتمّ تشخيص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١١]
  • اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt table test)، حيث يساهم هذا الاختبار في الكشف عن كيفية تأثر ضغط الدم بتغيير وضعيّة الجسم، بحيث يستلقي الشخص المصاب على طاولة خاصة، ثم تتمّ إمالتها للأعلى بعد الاستلقاء للكشف عن التغيرات التي تحدث لقيم ضغط الدم عند تغيير وضعية الجسم.[٣]
  • تحليل الدم: إذ يساعد هذا الاختبار في الكشف عن انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، أو انخفاض معدّل السكّر في الدم، حيث يساهم كلاهما في انخفاض ضغط الدم.[٣]
  • تخطيط كهربيّة القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا ECG أو EKG، ويقوم مبدأ هذا الاختبار على الكشف عن النشاط الكهربيّ للقلب للتحقق من وجود اضطراب في النظم القلبيّ، أو للتحقق من وجود خلل في إمداد القلب بالدم والأكسجين.[٣]
  • تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، حيث يتم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound) للكشف عن سلامة صمّامات القلب.[٣]
  • اختبار إجهاد القلب: يتمّ في هذا الاختبار مراقبة وظائف القلب أثناء الإجهاد مثل ممارسة التمارين الرياضيّة، أو بعد استخدام الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ لدواء معيّن.[٣]
  • مناورة فالسالفا: (بالإنجليزية: Valsalva maneuver)، حيث يتمّ خلال هذا الاختبار مراقبة وظائف الجهاز العصبي اللاإراديّ (بالإنجليزية: Autonomic nervous system) عن طريق تحليل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بعد التنفّس بعمق لعدة مرات ودفع الهواء للخارج عبر الشفتين.[٩]

علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في معظم الحالات لا تستدعي الإصابة بانخفاض ضغط الدم الحاجة للعلاج، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أعراض متكرّرة تدلّ على الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، إذ يحاول الطبيب بدايةً تحديد مسبّب الأعراض وتحديد ما إذا كان لدى الشخص مشكلة صحيّة أخرى أدت إلى حدوث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، وفي أغلب الحالات يتم علاج المشكلة الصحيّة المسبّبة للانخفاض في ضغط الدم بهدف التخلّص من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، أمّا في حال كان الانخفاض ناجمًا عن استخدام دواء معيّن فقد يغير الطبيب جرعة الدواء أو قد يغير من نوع الدواء،[٣][١٢] وإنّ هدف علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، ويتضمن ذلك: زيادة حجم الدم، والتقليل من تجمع الدم في أسفل الساقين، ومساعدة الأوعية الدموية على دفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويُنصح في حال المعاناة من الأعراض الخفيفة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل الدوخة بعد الوقوف؛ بالجلوس مرة أخرى حتى اختفاء الأعراض.[١٠]

تغيير نمط الحياة

عند علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ فإنه يجدر البدء بتقديم العلاج اللادوائيّ، ويمكن تقديم العلاج اللادوائيّ من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة،[١٣] ونذكر من هذه التغييرات ما يأتي:

  • النهوض من السرير ببطء وبشكلٍ تدريجيّ؛ حيث يتمّ الجلوس على السرير، ثمّ الاقتراب من حدّ السرير ثمّ الوقوف.[١٤]
  • تغيير وضعيّة الجسم ببطء.[١٤]
  • محاولة الجلوس عند إجراء بعض المهام مثل: الغسيل، والاستحمام، والعمل في المطبخ، وتبديل الملابس.[١٤]
  • إجراء بعض التمارين البسيطة قبل النهوض من السرير مثل: تمديد اليدين، وتحريك القدمين للأعلى والأسفل، والمشي قليلًا في نفس المكان بعد النهوض.[١٤]
  • تجنّب الاستحمام بالماء الساخن.[١٤]
  • الحرص على وجود شيء يمكن الاستناد عليه عند النهوض.[١٤]
  • محاولة رفع الرأس باستخدام عدّة وسائد عند النوم.[١٤]
  • الحرص على تناول كميّة كافية من السوائل بشكلٍ يوميّ وبما لا يقلّ عن 6-8 أكواب من الماء أو شرب أحد المشروبات منخفضة السعرات الحراريّة.[١٤]
  • تجنّب تناول الوجبات الغذائيّة الكبيرة الغنيّة بالكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrate).[١٣]
  • زيادة نسبة الصوديوم في الوجبات الغذائيّة عن طريق إضافة الملح إلى الطعام في حال عدم المعاناة من ارتفاع ضغط الدم بالتزامن مع انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١٣][٩]
  • استشارة الطبيب حول إمكانيّة استخدام بعض الفيتامينات والحديد؛ حيث يؤثر كل من فقر الدم ونقص فيتامين ب 12 في تدفق الدم ويزيدان من شدة أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٩]
  • ممارسة التمارين الرياضيّة؛ حيث تساهم تمارين القوة، والتمارين القلبيّة في التخفيف من الأعراض، وهنا يُشار إلى ضرورة تجنّب ممارسة التمارين في الطقس الرطب وشديد الحرارة، كما يُنصح بتمديد وثني عضلات ربلة القدم قبل النهوض، وفي حال ظهور الأعراض بعد الوقوف يمكن محاولة المشي في نفس المكان، والوقوف على أصابع القدمين، وشدّ عضلات البطن، والفخذين، والأرداف.[٩]
  • تجنّب الانحناء من الخصر، وفي حال الرغبة بالتقاط شيء من الأرض فيتم ذلك من خلال حني الركبتين.[٩]

الجوارب الضاغطة

قد تساعد بعض أنواع الملابس في تقليل تجمّع الدم في الساقين والتخفيف من أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل: الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings)، وحزام البطن، وينصح بارتداء هذه الملابس خلال فترة النهار وخلعها قبل النوم.[١١]

العلاجات الدوائية

قد يُلجأ للعلاجات الدوائيّة في حال عدم تأثر المصابين بانخفاض ضغط الدم الوضعيَ بالطرق غير الدوائية بشكلٍ كافٍ،[١٣] ومن الأدوية التي يتم استخدامها ما يأتي:[٨]

  • دواء ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) ودواء دروكسيدوبا (بالإنجليزية: Droxidopa)، وللحدّ من خطر الإصابة بارتفاع شديد في ضغط الدم يجدر تجنّب الاستلقاء بعد تناول هذين الدوائين لمدّة أربع ساعات تقريبًا.
  • دواء فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone) ويرفع هذا الدواء مستوى ضغط الدم من خلال زيادة كمية السوائل في الدم، ولكن بسبب وجود العديد من الآثار الجانبيّة الناتجة عن استخدام هذا الدواء تتمّ متابعة حالة المريض من قِبَل الطبيب بشكلٍ دوريّ.
  • دواء بيريدوستيغمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine)؛ حيث يتمّ وصف هذا الدواء بالتزامن مع دواء ميدودرين لزيادة فعاليته، ومن الآثار الجانبيّة المصاحبة له الإسهال، وتقلصات البطن، والغثيان.

دواعي مراجعة الطبيب

إنًّ الشعور بدوخة أو دوار من وقت إلى آخر عند النهوض لا يستدعي الكثير من القلق، ولكن في حال تكرّار حدوث المشكلة وظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ تجدر مراجعة الطبيب للكشف عن سبب حدوث هذه الأعراض واتّخاذ الإجراءات العلاجيّة المناسبة.[١٥]

المراجع

  1. “Orthostatic Hypotension”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح “Dizziness – orthostatic hypotension”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Soccy Ponsford (29-6-2017), “What is orthostatic hypotension”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  4. “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.nchmd.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  5. Nor I’zzati Saedon, Maw Pin Tan, James Frith (1-1-2020), “The Prevalence of Orthostatic Hypotension: A Systematic Review and Meta-Analysis”، pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension)”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.drugs.com,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, middlesexhealth.org,27-10-2021، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.stclair.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  12. “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension): Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث JEFFREY B. LANIER, MD, MATTHEW B. MOTE, EMILY C. CLAY (1-9-2011), “Evaluation and Management of Orthostatic Hypotension”، www.aafp.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Postural Hypotension”, www.cdc.gov, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  15. “When should you talk to your doctor about orthostatic hypotension”, www.webmd.com, Retrieved 23-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ (بالإنجليزية: Postural hypotension) أو هبوط الضغط الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)‏ يتمثل بهبوط سريع ومفاجئ في ضغط الدم نتيجة تغيير وضعيّة الجسم من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، أو حتى عند الوقوف بلا حراك لبعض الوقت،[١] وفي أغلب الحالات يكون انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مصاحبًا لإحدى المشاكل الصحيّة كأحد أعراضها، ولا يكون مرضًا بحدّ ذاته، ويحدث نتيجة عدم انقباض الأوعية الدمويّة بدرجةٍ كافية عند تغيير وضعيّة الجسم مما يؤدي إلى هبوط الضغط،[٢] وفي حال المعاناة من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ تنخفض قيم ضغط الدم بما يُقارب 10/20 ملميتر زئبقيّ خلال ثلاث دقائق من تغيير وضعيّة الجسم، ويُعدّ ذلك انخفاضًا شديدًا في ضغط الدم، مع العلم أنّ قراءة ضغط الدم المنخفض هي 60/90 مليمتر زئبقيّ أو أقلّ.[٣]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ قد يكون حادًا أو مزمنًا؛ إذ يحدث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ الحاد بشكلٍ مفاجئ، وغالبًا يكون ناجمًا عن مشكلة صحيّة محددة، وفي حال كان مزمنًا فإنَّ ذلك يدل على وجود مشكلة صحية،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ يعد من المشاكل الصحية الشائعة جدًا؛ حيث تبعًا لإحصائيّة نُشرت في عام 2020 م في مجلة (The journals of gerontology) فإنّه يؤثر في شخص واحد من كل أربعة من كبار السن في وحدة الرعاية طويلة المدى، ويؤثر في شخص واحد من كل خمسة من كبار السنّ في المجتمع.[٥]

الأعراض المرافقة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

تُعدّ الدوخة والدوار عند الوقوف بعد الاستلقاء أو الجلوس أكثر أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ شيوعًا، وتستمر هذه الأعراض لبضع دقائق في معظم الحالات؛ إذ تختفي هذه الأعراض عند تكيف الجسم مع وضعية الوقوف،[٣][٦] وتكون هذه الأعراض أكثر شدّة في الصباح الباكر وذلك لأنّ ضغط الدم يكون في أدنى مستوياته في الصباح، كما قد تزيد بعض العوامل الخارجية شدة الأعراض، مثل: درجات الحرارة المرتفعة كالطقس الحار، أو الاستحمام بالماء الساخن، أو الحمّى، مع العلم أنّ بعض الأشخاص قد لا تظهر عليهم أي أعراض نتيجة التعرض لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٧]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم المفاجئ يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض،[٢] ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • عدم وضوح الرؤية (بالإنجليزية: Blurry vision).[٢]
  • الإغماء.[٢]
  • الرجفة العضليّة.[٢]
  • التشوّش الذهنيّ.[٢]
  • الشعور بالصداع.[٧]
  • عدم القدرة على التركيز.[٧]
  • ألم في الصدر، أو الكتف، أو الرقبة.[٧]
  • التعب والإعياء.[٧]
  • الغثيان، أو الشعور بالحرارة والتعرّق.[٧]
  • ضيق التنفّس.[٧]
  • خفقان القلب (بالإنجليزية: Heart palpitations).[٧]

أسباب انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء يتجمّع الدم في البطن والساقين نتيجة قوة الجاذبيّة، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب وبالتالي تنخفض قيم ضغط الدم، وفي الوضع الطبيعيّ يبدي الجسم رد فعل بهدف إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، حيث تشعر خلايا معينة مجاورة لشرايين القلب والرقبة وتُعرَف هذه الخلايا بمستقبلات الضغط (بالإنجليزية: Baroreceptors) بالانخفاض في ضغط الدم، فترسل مستقبلات الضغط إشارات إلى مراكز خاصّة في الدماغ، ثم يتمّ إرسال هذه الإشارات إلى القلب لزيادة سرعة النبض وضخ كمية أكبر من الدم، ممّا يساهم في إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعي، فيمنع ذلك ظهور الأعراض، وفي حال اضطراب هذه العمليّة نتيجة أسباب مختلفة تظهر أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٨]

ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إعادة قيم ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي الأسباب الآتية:[٩]

  • الجفاف: إذ قد تؤدي الإصابة الخفيفة بالجفاف إلى ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ نتيجة انخفاض حجم الدم، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الجفاف: التقيؤ، والحمّى، والإسهال الشديد، وممارسة التمارين الرياضية الشاقّة التي يرافقها التعرّق الشديد بالإضافة إلى عدم شرب السوائل بكمية كافية.
  • أمراض القلب: قد تؤدي بعض أمراض القلب إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ من خلال إضعاف قدرة القلب على الاستجابة لتغيرات الضغط المفاجئة؛ فيصبح القلب نتيجة هذه الأمراض غير قادر على ضخ كمية كافية من الدم عند الوقوف، ومن هذه الأمراض: النوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack)، وأمراض صمّامات القلب، والفشل القلبيّ (بالإنجليزية: Heart failure)، وبطء نبض القلب (بالإنجليزية: Bradycardia) الشديد.
  • اضطرابات الغدد الصمّاء: مثل قصور الغدة الكظريّة أو ما يُعرَف بداء أديسون (بالإنجليزية: Addison’s disease)، وأمراض الغدّة الدرقيّة، وانخفاض نسبة السكر في الدم، حيث قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، بالإضافة إلى مرض السكري الذي قد يُحدِثُ تلفًا في الأعصاب التي تساعد على إرسال الإشارات المنظمة لضغط الدم.
  • اضطرابات الجهاز العصبيّ: حيث من الممكن أن تؤدي بعض اضطرابات الجهاز العصبيّ مثل: الفشل اللاإراديّ الخالص (بالإنجليزية: Pure autonomic failure)‏، والداء النشوانيّ (بالإنجليزية: Amyloidosis)‏، وخرف أجسام ليوي (بالإنجليزية: Lewy body dementia)، ومرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease)، وضمور الأجهزة المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple system atrophy) إلى حدوث خلل في تنظيم ضغط الدم الطبيعي في الجسم.
  • تناول الطعام: يُعدّ انخفاض الضغط بعد الأكل (بالإنجليزية: Postprandial hypotension) أحد أشكال انخفاض ضغط الدم الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الأكبر سنًّا، ويتمثل بانخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات الغذائيّة.

عوامل خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

من عوامل الخطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ العوامل الآتية:

  • التقدّم في العُمُر: إذ يرتفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مع التقدّم في العمر نتيجة انخفاض قدرة القلب على تعويض الانخفاض في ضغط الدم مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى انخفاض سرعة استجابة خلايا مستقبلات الضغط الموجودة بالقرب من شرايين القلب والرقبة، لذلك تكون الإصابة بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر.[١٠]
  • الأدوية: توجد مجموعة كبيرة من الأدوية التي قد ترفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، مثل الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[١٠]
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors).
    • حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
    • مدرّات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
    • حاصرات مستقبلات ألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers).
    • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
    • النترات (بالإنجليزية: Nitrates).
    • بعض مضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
    • بعض مضادّات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics).
    • المرخيات العضليّة (بالإنجليزية: Muscle relaxants).
    • بعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغف الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile dysfunction).
  • التعرض للحرارة العالية: قد يؤدي التعرّق الشديد نتيجة التواجد في بيئة حارّة إلى التعرّض للجفاف، والذي بدوره قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ورفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦]
  • النوم في السرير لفترة طويلة: قد يضطر الشخص إلى البقاء في السرير لفترات طويلة عند الإصابة بمشكلة صحيّة معينة ممّا قد يؤدي إلى الشعور بالضعف والإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابيّ عند النهوض من السرير بعد التعافي.[٦]
  • الحمل: قد تصاب المرأة الحامل بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم نتيجة توسّع الدورة الدمويّة خلال الحمل، وغالبًا ما تعود الدورة الدمويّة لطبيعتها بعد الولادة، وتعود قيم ضغط الدم إلى معدلاتها الطبيعية.[٦]
  • الكحول والمخدرات: إذ يساهم شرب الكحول وتعاطي المخدرات في رفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦][١٠]

تشخيص انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في حال ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، يتحقق الطبيب من السجل الصحيّ للشخص المصاب، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة للتحقق من وجود مشكلة صحيّة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ،[٣] وفيما يأتي توضيح هذه الاختبارات:

  • قياس ضغط الدم: حيث يقيس الطبيب ضغط الدم خلال الجلوس ومرة أخرى خلال الوقوف ويقارن القراءات الناتجة، وفي حال ملاحظة ظهور الأعراض، أو انخفاض ضغط الدم الانقباضيّ بما يقارب 20 ملميتر زئبقيّ أو انخفاض ضغط الدم الانبساطيّ بما يقارب 10 ملميتر زئبقيّ خلال دقيقتين إلى خمس دقائق من الوقوف، فيتمّ تشخيص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١١]
  • اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt table test)، حيث يساهم هذا الاختبار في الكشف عن كيفية تأثر ضغط الدم بتغيير وضعيّة الجسم، بحيث يستلقي الشخص المصاب على طاولة خاصة، ثم تتمّ إمالتها للأعلى بعد الاستلقاء للكشف عن التغيرات التي تحدث لقيم ضغط الدم عند تغيير وضعية الجسم.[٣]
  • تحليل الدم: إذ يساعد هذا الاختبار في الكشف عن انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، أو انخفاض معدّل السكّر في الدم، حيث يساهم كلاهما في انخفاض ضغط الدم.[٣]
  • تخطيط كهربيّة القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا ECG أو EKG، ويقوم مبدأ هذا الاختبار على الكشف عن النشاط الكهربيّ للقلب للتحقق من وجود اضطراب في النظم القلبيّ، أو للتحقق من وجود خلل في إمداد القلب بالدم والأكسجين.[٣]
  • تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، حيث يتم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound) للكشف عن سلامة صمّامات القلب.[٣]
  • اختبار إجهاد القلب: يتمّ في هذا الاختبار مراقبة وظائف القلب أثناء الإجهاد مثل ممارسة التمارين الرياضيّة، أو بعد استخدام الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ لدواء معيّن.[٣]
  • مناورة فالسالفا: (بالإنجليزية: Valsalva maneuver)، حيث يتمّ خلال هذا الاختبار مراقبة وظائف الجهاز العصبي اللاإراديّ (بالإنجليزية: Autonomic nervous system) عن طريق تحليل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بعد التنفّس بعمق لعدة مرات ودفع الهواء للخارج عبر الشفتين.[٩]

علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في معظم الحالات لا تستدعي الإصابة بانخفاض ضغط الدم الحاجة للعلاج، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أعراض متكرّرة تدلّ على الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، إذ يحاول الطبيب بدايةً تحديد مسبّب الأعراض وتحديد ما إذا كان لدى الشخص مشكلة صحيّة أخرى أدت إلى حدوث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، وفي أغلب الحالات يتم علاج المشكلة الصحيّة المسبّبة للانخفاض في ضغط الدم بهدف التخلّص من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، أمّا في حال كان الانخفاض ناجمًا عن استخدام دواء معيّن فقد يغير الطبيب جرعة الدواء أو قد يغير من نوع الدواء،[٣][١٢] وإنّ هدف علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، ويتضمن ذلك: زيادة حجم الدم، والتقليل من تجمع الدم في أسفل الساقين، ومساعدة الأوعية الدموية على دفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويُنصح في حال المعاناة من الأعراض الخفيفة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل الدوخة بعد الوقوف؛ بالجلوس مرة أخرى حتى اختفاء الأعراض.[١٠]

تغيير نمط الحياة

عند علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ فإنه يجدر البدء بتقديم العلاج اللادوائيّ، ويمكن تقديم العلاج اللادوائيّ من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة،[١٣] ونذكر من هذه التغييرات ما يأتي:

  • النهوض من السرير ببطء وبشكلٍ تدريجيّ؛ حيث يتمّ الجلوس على السرير، ثمّ الاقتراب من حدّ السرير ثمّ الوقوف.[١٤]
  • تغيير وضعيّة الجسم ببطء.[١٤]
  • محاولة الجلوس عند إجراء بعض المهام مثل: الغسيل، والاستحمام، والعمل في المطبخ، وتبديل الملابس.[١٤]
  • إجراء بعض التمارين البسيطة قبل النهوض من السرير مثل: تمديد اليدين، وتحريك القدمين للأعلى والأسفل، والمشي قليلًا في نفس المكان بعد النهوض.[١٤]
  • تجنّب الاستحمام بالماء الساخن.[١٤]
  • الحرص على وجود شيء يمكن الاستناد عليه عند النهوض.[١٤]
  • محاولة رفع الرأس باستخدام عدّة وسائد عند النوم.[١٤]
  • الحرص على تناول كميّة كافية من السوائل بشكلٍ يوميّ وبما لا يقلّ عن 6-8 أكواب من الماء أو شرب أحد المشروبات منخفضة السعرات الحراريّة.[١٤]
  • تجنّب تناول الوجبات الغذائيّة الكبيرة الغنيّة بالكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrate).[١٣]
  • زيادة نسبة الصوديوم في الوجبات الغذائيّة عن طريق إضافة الملح إلى الطعام في حال عدم المعاناة من ارتفاع ضغط الدم بالتزامن مع انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١٣][٩]
  • استشارة الطبيب حول إمكانيّة استخدام بعض الفيتامينات والحديد؛ حيث يؤثر كل من فقر الدم ونقص فيتامين ب 12 في تدفق الدم ويزيدان من شدة أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٩]
  • ممارسة التمارين الرياضيّة؛ حيث تساهم تمارين القوة، والتمارين القلبيّة في التخفيف من الأعراض، وهنا يُشار إلى ضرورة تجنّب ممارسة التمارين في الطقس الرطب وشديد الحرارة، كما يُنصح بتمديد وثني عضلات ربلة القدم قبل النهوض، وفي حال ظهور الأعراض بعد الوقوف يمكن محاولة المشي في نفس المكان، والوقوف على أصابع القدمين، وشدّ عضلات البطن، والفخذين، والأرداف.[٩]
  • تجنّب الانحناء من الخصر، وفي حال الرغبة بالتقاط شيء من الأرض فيتم ذلك من خلال حني الركبتين.[٩]

الجوارب الضاغطة

قد تساعد بعض أنواع الملابس في تقليل تجمّع الدم في الساقين والتخفيف من أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل: الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings)، وحزام البطن، وينصح بارتداء هذه الملابس خلال فترة النهار وخلعها قبل النوم.[١١]

العلاجات الدوائية

قد يُلجأ للعلاجات الدوائيّة في حال عدم تأثر المصابين بانخفاض ضغط الدم الوضعيَ بالطرق غير الدوائية بشكلٍ كافٍ،[١٣] ومن الأدوية التي يتم استخدامها ما يأتي:[٨]

  • دواء ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) ودواء دروكسيدوبا (بالإنجليزية: Droxidopa)، وللحدّ من خطر الإصابة بارتفاع شديد في ضغط الدم يجدر تجنّب الاستلقاء بعد تناول هذين الدوائين لمدّة أربع ساعات تقريبًا.
  • دواء فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone) ويرفع هذا الدواء مستوى ضغط الدم من خلال زيادة كمية السوائل في الدم، ولكن بسبب وجود العديد من الآثار الجانبيّة الناتجة عن استخدام هذا الدواء تتمّ متابعة حالة المريض من قِبَل الطبيب بشكلٍ دوريّ.
  • دواء بيريدوستيغمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine)؛ حيث يتمّ وصف هذا الدواء بالتزامن مع دواء ميدودرين لزيادة فعاليته، ومن الآثار الجانبيّة المصاحبة له الإسهال، وتقلصات البطن، والغثيان.

دواعي مراجعة الطبيب

إنًّ الشعور بدوخة أو دوار من وقت إلى آخر عند النهوض لا يستدعي الكثير من القلق، ولكن في حال تكرّار حدوث المشكلة وظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ تجدر مراجعة الطبيب للكشف عن سبب حدوث هذه الأعراض واتّخاذ الإجراءات العلاجيّة المناسبة.[١٥]

المراجع

  1. “Orthostatic Hypotension”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح “Dizziness – orthostatic hypotension”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Soccy Ponsford (29-6-2017), “What is orthostatic hypotension”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  4. “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.nchmd.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  5. Nor I’zzati Saedon, Maw Pin Tan, James Frith (1-1-2020), “The Prevalence of Orthostatic Hypotension: A Systematic Review and Meta-Analysis”، pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension)”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.drugs.com,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, middlesexhealth.org,27-10-2021، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.stclair.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  12. “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension): Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث JEFFREY B. LANIER, MD, MATTHEW B. MOTE, EMILY C. CLAY (1-9-2011), “Evaluation and Management of Orthostatic Hypotension”، www.aafp.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Postural Hypotension”, www.cdc.gov, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  15. “When should you talk to your doctor about orthostatic hypotension”, www.webmd.com, Retrieved 23-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

انخفاض ضغط الدم الوضعيّ (بالإنجليزية: Postural hypotension) أو هبوط الضغط الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)‏ يتمثل بهبوط سريع ومفاجئ في ضغط الدم نتيجة تغيير وضعيّة الجسم من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، أو حتى عند الوقوف بلا حراك لبعض الوقت،[١] وفي أغلب الحالات يكون انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مصاحبًا لإحدى المشاكل الصحيّة كأحد أعراضها، ولا يكون مرضًا بحدّ ذاته، ويحدث نتيجة عدم انقباض الأوعية الدمويّة بدرجةٍ كافية عند تغيير وضعيّة الجسم مما يؤدي إلى هبوط الضغط،[٢] وفي حال المعاناة من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ تنخفض قيم ضغط الدم بما يُقارب 10/20 ملميتر زئبقيّ خلال ثلاث دقائق من تغيير وضعيّة الجسم، ويُعدّ ذلك انخفاضًا شديدًا في ضغط الدم، مع العلم أنّ قراءة ضغط الدم المنخفض هي 60/90 مليمتر زئبقيّ أو أقلّ.[٣]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ قد يكون حادًا أو مزمنًا؛ إذ يحدث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ الحاد بشكلٍ مفاجئ، وغالبًا يكون ناجمًا عن مشكلة صحيّة محددة، وفي حال كان مزمنًا فإنَّ ذلك يدل على وجود مشكلة صحية،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض ضغط الدم الوضعيّ يعد من المشاكل الصحية الشائعة جدًا؛ حيث تبعًا لإحصائيّة نُشرت في عام 2020 م في مجلة (The journals of gerontology) فإنّه يؤثر في شخص واحد من كل أربعة من كبار السن في وحدة الرعاية طويلة المدى، ويؤثر في شخص واحد من كل خمسة من كبار السنّ في المجتمع.[٥]

الأعراض المرافقة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

تُعدّ الدوخة والدوار عند الوقوف بعد الاستلقاء أو الجلوس أكثر أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ شيوعًا، وتستمر هذه الأعراض لبضع دقائق في معظم الحالات؛ إذ تختفي هذه الأعراض عند تكيف الجسم مع وضعية الوقوف،[٣][٦] وتكون هذه الأعراض أكثر شدّة في الصباح الباكر وذلك لأنّ ضغط الدم يكون في أدنى مستوياته في الصباح، كما قد تزيد بعض العوامل الخارجية شدة الأعراض، مثل: درجات الحرارة المرتفعة كالطقس الحار، أو الاستحمام بالماء الساخن، أو الحمّى، مع العلم أنّ بعض الأشخاص قد لا تظهر عليهم أي أعراض نتيجة التعرض لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٧]

ويُشار إلى أنّ انخفاض ضغط الدم المفاجئ يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض،[٢] ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • عدم وضوح الرؤية (بالإنجليزية: Blurry vision).[٢]
  • الإغماء.[٢]
  • الرجفة العضليّة.[٢]
  • التشوّش الذهنيّ.[٢]
  • الشعور بالصداع.[٧]
  • عدم القدرة على التركيز.[٧]
  • ألم في الصدر، أو الكتف، أو الرقبة.[٧]
  • التعب والإعياء.[٧]
  • الغثيان، أو الشعور بالحرارة والتعرّق.[٧]
  • ضيق التنفّس.[٧]
  • خفقان القلب (بالإنجليزية: Heart palpitations).[٧]

أسباب انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء يتجمّع الدم في البطن والساقين نتيجة قوة الجاذبيّة، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب وبالتالي تنخفض قيم ضغط الدم، وفي الوضع الطبيعيّ يبدي الجسم رد فعل بهدف إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، حيث تشعر خلايا معينة مجاورة لشرايين القلب والرقبة وتُعرَف هذه الخلايا بمستقبلات الضغط (بالإنجليزية: Baroreceptors) بالانخفاض في ضغط الدم، فترسل مستقبلات الضغط إشارات إلى مراكز خاصّة في الدماغ، ثم يتمّ إرسال هذه الإشارات إلى القلب لزيادة سرعة النبض وضخ كمية أكبر من الدم، ممّا يساهم في إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعي، فيمنع ذلك ظهور الأعراض، وفي حال اضطراب هذه العمليّة نتيجة أسباب مختلفة تظهر أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٨]

ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إعادة قيم ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي الأسباب الآتية:[٩]

  • الجفاف: إذ قد تؤدي الإصابة الخفيفة بالجفاف إلى ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ نتيجة انخفاض حجم الدم، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الجفاف: التقيؤ، والحمّى، والإسهال الشديد، وممارسة التمارين الرياضية الشاقّة التي يرافقها التعرّق الشديد بالإضافة إلى عدم شرب السوائل بكمية كافية.
  • أمراض القلب: قد تؤدي بعض أمراض القلب إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ من خلال إضعاف قدرة القلب على الاستجابة لتغيرات الضغط المفاجئة؛ فيصبح القلب نتيجة هذه الأمراض غير قادر على ضخ كمية كافية من الدم عند الوقوف، ومن هذه الأمراض: النوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack)، وأمراض صمّامات القلب، والفشل القلبيّ (بالإنجليزية: Heart failure)، وبطء نبض القلب (بالإنجليزية: Bradycardia) الشديد.
  • اضطرابات الغدد الصمّاء: مثل قصور الغدة الكظريّة أو ما يُعرَف بداء أديسون (بالإنجليزية: Addison’s disease)، وأمراض الغدّة الدرقيّة، وانخفاض نسبة السكر في الدم، حيث قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، بالإضافة إلى مرض السكري الذي قد يُحدِثُ تلفًا في الأعصاب التي تساعد على إرسال الإشارات المنظمة لضغط الدم.
  • اضطرابات الجهاز العصبيّ: حيث من الممكن أن تؤدي بعض اضطرابات الجهاز العصبيّ مثل: الفشل اللاإراديّ الخالص (بالإنجليزية: Pure autonomic failure)‏، والداء النشوانيّ (بالإنجليزية: Amyloidosis)‏، وخرف أجسام ليوي (بالإنجليزية: Lewy body dementia)، ومرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease)، وضمور الأجهزة المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple system atrophy) إلى حدوث خلل في تنظيم ضغط الدم الطبيعي في الجسم.
  • تناول الطعام: يُعدّ انخفاض الضغط بعد الأكل (بالإنجليزية: Postprandial hypotension) أحد أشكال انخفاض ضغط الدم الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الأكبر سنًّا، ويتمثل بانخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات الغذائيّة.

عوامل خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ

من عوامل الخطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ العوامل الآتية:

  • التقدّم في العُمُر: إذ يرتفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مع التقدّم في العمر نتيجة انخفاض قدرة القلب على تعويض الانخفاض في ضغط الدم مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى انخفاض سرعة استجابة خلايا مستقبلات الضغط الموجودة بالقرب من شرايين القلب والرقبة، لذلك تكون الإصابة بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر.[١٠]
  • الأدوية: توجد مجموعة كبيرة من الأدوية التي قد ترفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، مثل الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[١٠]
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors).
    • حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
    • مدرّات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
    • حاصرات مستقبلات ألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers).
    • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
    • النترات (بالإنجليزية: Nitrates).
    • بعض مضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
    • بعض مضادّات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics).
    • المرخيات العضليّة (بالإنجليزية: Muscle relaxants).
    • بعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغف الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile dysfunction).
  • التعرض للحرارة العالية: قد يؤدي التعرّق الشديد نتيجة التواجد في بيئة حارّة إلى التعرّض للجفاف، والذي بدوره قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ورفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦]
  • النوم في السرير لفترة طويلة: قد يضطر الشخص إلى البقاء في السرير لفترات طويلة عند الإصابة بمشكلة صحيّة معينة ممّا قد يؤدي إلى الشعور بالضعف والإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابيّ عند النهوض من السرير بعد التعافي.[٦]
  • الحمل: قد تصاب المرأة الحامل بهذا النوع من انخفاض ضغط الدم نتيجة توسّع الدورة الدمويّة خلال الحمل، وغالبًا ما تعود الدورة الدمويّة لطبيعتها بعد الولادة، وتعود قيم ضغط الدم إلى معدلاتها الطبيعية.[٦]
  • الكحول والمخدرات: إذ يساهم شرب الكحول وتعاطي المخدرات في رفع خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٦][١٠]

تشخيص انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في حال ظهور أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، يتحقق الطبيب من السجل الصحيّ للشخص المصاب، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة للتحقق من وجود مشكلة صحيّة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الوضعيّ،[٣] وفيما يأتي توضيح هذه الاختبارات:

  • قياس ضغط الدم: حيث يقيس الطبيب ضغط الدم خلال الجلوس ومرة أخرى خلال الوقوف ويقارن القراءات الناتجة، وفي حال ملاحظة ظهور الأعراض، أو انخفاض ضغط الدم الانقباضيّ بما يقارب 20 ملميتر زئبقيّ أو انخفاض ضغط الدم الانبساطيّ بما يقارب 10 ملميتر زئبقيّ خلال دقيقتين إلى خمس دقائق من الوقوف، فيتمّ تشخيص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١١]
  • اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt table test)، حيث يساهم هذا الاختبار في الكشف عن كيفية تأثر ضغط الدم بتغيير وضعيّة الجسم، بحيث يستلقي الشخص المصاب على طاولة خاصة، ثم تتمّ إمالتها للأعلى بعد الاستلقاء للكشف عن التغيرات التي تحدث لقيم ضغط الدم عند تغيير وضعية الجسم.[٣]
  • تحليل الدم: إذ يساعد هذا الاختبار في الكشف عن انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، أو انخفاض معدّل السكّر في الدم، حيث يساهم كلاهما في انخفاض ضغط الدم.[٣]
  • تخطيط كهربيّة القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا ECG أو EKG، ويقوم مبدأ هذا الاختبار على الكشف عن النشاط الكهربيّ للقلب للتحقق من وجود اضطراب في النظم القلبيّ، أو للتحقق من وجود خلل في إمداد القلب بالدم والأكسجين.[٣]
  • تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، حيث يتم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound) للكشف عن سلامة صمّامات القلب.[٣]
  • اختبار إجهاد القلب: يتمّ في هذا الاختبار مراقبة وظائف القلب أثناء الإجهاد مثل ممارسة التمارين الرياضيّة، أو بعد استخدام الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ لدواء معيّن.[٣]
  • مناورة فالسالفا: (بالإنجليزية: Valsalva maneuver)، حيث يتمّ خلال هذا الاختبار مراقبة وظائف الجهاز العصبي اللاإراديّ (بالإنجليزية: Autonomic nervous system) عن طريق تحليل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بعد التنفّس بعمق لعدة مرات ودفع الهواء للخارج عبر الشفتين.[٩]

علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ

في معظم الحالات لا تستدعي الإصابة بانخفاض ضغط الدم الحاجة للعلاج، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أعراض متكرّرة تدلّ على الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ، إذ يحاول الطبيب بدايةً تحديد مسبّب الأعراض وتحديد ما إذا كان لدى الشخص مشكلة صحيّة أخرى أدت إلى حدوث انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، وفي أغلب الحالات يتم علاج المشكلة الصحيّة المسبّبة للانخفاض في ضغط الدم بهدف التخلّص من انخفاض ضغط الدم الوضعيّ، أمّا في حال كان الانخفاض ناجمًا عن استخدام دواء معيّن فقد يغير الطبيب جرعة الدواء أو قد يغير من نوع الدواء،[٣][١٢] وإنّ هدف علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ إعادة قيم ضغط الدم لمعدلها الطبيعيّ، ويتضمن ذلك: زيادة حجم الدم، والتقليل من تجمع الدم في أسفل الساقين، ومساعدة الأوعية الدموية على دفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويُنصح في حال المعاناة من الأعراض الخفيفة لانخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل الدوخة بعد الوقوف؛ بالجلوس مرة أخرى حتى اختفاء الأعراض.[١٠]

تغيير نمط الحياة

عند علاج انخفاض ضغط الدم الوضعيّ فإنه يجدر البدء بتقديم العلاج اللادوائيّ، ويمكن تقديم العلاج اللادوائيّ من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة،[١٣] ونذكر من هذه التغييرات ما يأتي:

  • النهوض من السرير ببطء وبشكلٍ تدريجيّ؛ حيث يتمّ الجلوس على السرير، ثمّ الاقتراب من حدّ السرير ثمّ الوقوف.[١٤]
  • تغيير وضعيّة الجسم ببطء.[١٤]
  • محاولة الجلوس عند إجراء بعض المهام مثل: الغسيل، والاستحمام، والعمل في المطبخ، وتبديل الملابس.[١٤]
  • إجراء بعض التمارين البسيطة قبل النهوض من السرير مثل: تمديد اليدين، وتحريك القدمين للأعلى والأسفل، والمشي قليلًا في نفس المكان بعد النهوض.[١٤]
  • تجنّب الاستحمام بالماء الساخن.[١٤]
  • الحرص على وجود شيء يمكن الاستناد عليه عند النهوض.[١٤]
  • محاولة رفع الرأس باستخدام عدّة وسائد عند النوم.[١٤]
  • الحرص على تناول كميّة كافية من السوائل بشكلٍ يوميّ وبما لا يقلّ عن 6-8 أكواب من الماء أو شرب أحد المشروبات منخفضة السعرات الحراريّة.[١٤]
  • تجنّب تناول الوجبات الغذائيّة الكبيرة الغنيّة بالكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrate).[١٣]
  • زيادة نسبة الصوديوم في الوجبات الغذائيّة عن طريق إضافة الملح إلى الطعام في حال عدم المعاناة من ارتفاع ضغط الدم بالتزامن مع انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[١٣][٩]
  • استشارة الطبيب حول إمكانيّة استخدام بعض الفيتامينات والحديد؛ حيث يؤثر كل من فقر الدم ونقص فيتامين ب 12 في تدفق الدم ويزيدان من شدة أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ.[٩]
  • ممارسة التمارين الرياضيّة؛ حيث تساهم تمارين القوة، والتمارين القلبيّة في التخفيف من الأعراض، وهنا يُشار إلى ضرورة تجنّب ممارسة التمارين في الطقس الرطب وشديد الحرارة، كما يُنصح بتمديد وثني عضلات ربلة القدم قبل النهوض، وفي حال ظهور الأعراض بعد الوقوف يمكن محاولة المشي في نفس المكان، والوقوف على أصابع القدمين، وشدّ عضلات البطن، والفخذين، والأرداف.[٩]
  • تجنّب الانحناء من الخصر، وفي حال الرغبة بالتقاط شيء من الأرض فيتم ذلك من خلال حني الركبتين.[٩]

الجوارب الضاغطة

قد تساعد بعض أنواع الملابس في تقليل تجمّع الدم في الساقين والتخفيف من أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعيّ مثل: الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings)، وحزام البطن، وينصح بارتداء هذه الملابس خلال فترة النهار وخلعها قبل النوم.[١١]

العلاجات الدوائية

قد يُلجأ للعلاجات الدوائيّة في حال عدم تأثر المصابين بانخفاض ضغط الدم الوضعيَ بالطرق غير الدوائية بشكلٍ كافٍ،[١٣] ومن الأدوية التي يتم استخدامها ما يأتي:[٨]

  • دواء ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) ودواء دروكسيدوبا (بالإنجليزية: Droxidopa)، وللحدّ من خطر الإصابة بارتفاع شديد في ضغط الدم يجدر تجنّب الاستلقاء بعد تناول هذين الدوائين لمدّة أربع ساعات تقريبًا.
  • دواء فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone) ويرفع هذا الدواء مستوى ضغط الدم من خلال زيادة كمية السوائل في الدم، ولكن بسبب وجود العديد من الآثار الجانبيّة الناتجة عن استخدام هذا الدواء تتمّ متابعة حالة المريض من قِبَل الطبيب بشكلٍ دوريّ.
  • دواء بيريدوستيغمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine)؛ حيث يتمّ وصف هذا الدواء بالتزامن مع دواء ميدودرين لزيادة فعاليته، ومن الآثار الجانبيّة المصاحبة له الإسهال، وتقلصات البطن، والغثيان.

دواعي مراجعة الطبيب

إنًّ الشعور بدوخة أو دوار من وقت إلى آخر عند النهوض لا يستدعي الكثير من القلق، ولكن في حال تكرّار حدوث المشكلة وظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بانخفاض ضغط الدم الوضعيّ تجدر مراجعة الطبيب للكشف عن سبب حدوث هذه الأعراض واتّخاذ الإجراءات العلاجيّة المناسبة.[١٥]

المراجع

  1. “Orthostatic Hypotension”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح “Dizziness – orthostatic hypotension”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Soccy Ponsford (29-6-2017), “What is orthostatic hypotension”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  4. “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.nchmd.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  5. Nor I’zzati Saedon, Maw Pin Tan, James Frith (1-1-2020), “The Prevalence of Orthostatic Hypotension: A Systematic Review and Meta-Analysis”، pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension)”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.drugs.com,27-10-2020، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, middlesexhealth.org,27-10-2021، Retrieved 21-1-2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.stclair.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.mayoclinic.org,27-10-2020، Retrieved 23-1-2021. Edited.
  12. “Low Blood Pressure (Orthostatic Hypotension): Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث JEFFREY B. LANIER, MD, MATTHEW B. MOTE, EMILY C. CLAY (1-9-2011), “Evaluation and Management of Orthostatic Hypotension”، www.aafp.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Postural Hypotension”, www.cdc.gov, Retrieved 23-1-2021. Edited.
  15. “When should you talk to your doctor about orthostatic hypotension”, www.webmd.com, Retrieved 23-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى