كلى و مسالك بولية

العيوب الخلقية في الجهاز البولي

العيوب الخَلقية في الجهاز البولي

تعرّف العيوب الخَلقية في الجهاز البولي (بالإنجليزية: Congenital anomalies of urinary tract) على أنّها مجموعة من الاضطرابات والتشوّهات التي قد تُؤثّر في الكليتين أو أحد أعضاء الجهاز البولي الأخرى، والتي تنتج من التطوّر غير الطبيعي للجهاز البولي، ويتم الكشف عنها منذ الولادة، مع وجود بعض الحالات التي قد يُكشف عنها لاحقًا.[١]

عيوب الكلى

تحدث عيوب الكلى منذ بدء تخلّقها؛ أي أثناء تخلّق الجنين وتطوره عند بدء أعضاء الجنين بالتكوّن والتطور، فعلى سبيل المثال تبدأ الوحدات الأنبوبية الكلوية بالتكوّن بدءًا من الأسبوع العاشر من الحمل؛ وقد تتأثر أثناء تطوّرها بإحدى الطفرات الجينية أو بأحد العوامل البيئية كتغذية الأم الحامل مما يُسبب حصول عيب خَلقي كلوي.[٢]

نقص التنسج الكلوي

يتمثّل نقص التنسج الكلوي (بالإنجليزية: Renal hypoplasia) بعدم تطوّر إحدى الكليتين أو كلتيهما بشكل تامّ في الرحم، وينتج عن ذلك خلل في حجم الكلية المتأثّرة؛ بحيث تظهر بحجمٍ أصغر من الحجم الطبيعي للكلى، وقد ينجم عن ذلك قصور في وظيفة الكلية المُتأثّرة، وفي الحقيقة لا يمكن الجزم بالسبب المباشر وراء الإصابة بهذه المشكلة في جميع الحالات، ومع ذلك فإنّ غالبية هذه الحالات لا علاقة لها بسلوكيات الأم الحامل أثناء حملها، ومن المهم الإشارة إلى أنّ ولادة طفل مصابٍ بهذه الحالة لا يُلزم حدوث المشكلة في الأحمال المستقبلية، إضافة إلأى أنّه لا يرتبط بحدوث أيّ مشاكل كلوية أخرى، ويمكن أن تتأثّر إحدى الكليتين بنقص التنسج الكلوي وتُعرف هذه الحالة بنقص التنسج الكلوي أحادي الجانب (بالإنجليزية: Unilateral renal hypoplasia)؛ وفيه قد لا يعاني المصابون من أيّ مشاكل صحية على المدى الطويل، ولكن قد يتطلّب ذلك مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات، في حين قد تتأثّر كلتا الكليتين بنقص التنسّج الكلوي بحالة تُعرف بنقص التنسج الكلوي ثنائي الجانب (بالإنجليزية: Bilateral renal hypoplasia)، ويحتاج المصابون بهذه الحالة إلى المتابعة الدورية وزيارة الطبيب من أجل الكشف عن أي مشاكل صحية طويلة الأمد ممكنة الحدوث.[٣]

عدم تخلّق الكلى

يُعدّ عدم تخلّق الكلى أو غياب الكلية الخَلقي (بالإنجليزية: Renal agenesis) حالة نادرة مجهولة السبب تحدث في العادة خلال الأسابيع الممتدة من الأسبوع الرابع إلى الأسبوع السادس من الحمل؛ وتتمثّل بفشلٍ إتمام المراحل الأولى من تخلّق الكلى وتكوّنها، وقد يحدث عدم تخلّق الكلى التامّ في إحدى الكليتين ويعرف عندها بغياب الكلية الخَلقي أحادي الجانب (بالإنجليزية: Unilateral renal agenesis) أو قد يحدث في كلتيهما ويعرف بغياب الكلية الخَلقي ثنائي الجانب (بالإنجليزية: Bilateral renal agenesis)، ويمكن الكشف عن هذه الحالة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) خلال فترة الحمل، مما يُساهم في تشخيص وعلاج المشكلة بوقت مبكر خاصة لفاقدي كلتا الكليتين.[٤]

التنسج المتعدد الكيسات الكلوي

يتمثّل خلل التنسج المتعدد الكيسات الكلوي (بالإنجليزية: Multicystic dysplastic kidney)، واختصارًا MCDK، بعدم تطوّر كلى الجنين بشكل طبيعي في رحم الأم، إذ تتشكّل داخل الكلى مجموعة من الخراجات التي يمكن تشبيهها بالأكياس المليئة بالسوائل؛ وقد تكون هذه الخراجات في بادئ الأمر ذات حجم كبير ومن ثمّ ما تلبث أن يتقلّص حجمها مع مرور الوقت وكذلك الحال بالنسبة للكلى التي تنكمش تدريجيًّا، وقد تحدث هذه الحالة في إحدى الكليتين وتُعرف حينها بخلل التنسج المتعدد الكيسات الكلوي أحادي الجانب (بالإنجليزية: Unilateral MCDK)؛ وفيه تتقلّص الكلية المتأثّرة إلى أن تضمحِلّ مع حلول الطفل الخامسة من عمره، ويمكن للكلية السليمة أداء وظيفة كل من الكليتين على أكمل وجه، إلّا أنّها ومن أجل ذلك قد تصبح ذات حجم أكبر في العادة، وتتطلب هذه الحالة مراجعة الطبيب الدورية طوال مرحلة الطفولة للمتابعة وإجراء الفحوصات للكشف عن ظهور أي مضاعفات محتملة طويلة الأمد، ومن جانب آخر قد تحدث هذه الحالة في كلتا الكليتين وتعرف بخلل التنسج المتعدد الكيسات الكلوي ثنائي الجانب (بالإنجليزية: Bilateral MCDK)؛ وفي هذه الحالة إمّا أن تتأثّر كلتا الكليتين بهذا الداء، أو قد تتأثر واحدة منهما به، في يحن أنّ الأخرى تكون متأثّرة بداء آخر، ويجدر التنبيه إلى أنّ خلل التنسج المتعدد الكلوي يمكن الكشف عنه أثناء الزيارة الدورية للحامل قبل الأسبوع العشرين من الحمل أو بعد الولادة مباشرة، وفي الواقع في العديد من الحالات لا يمكن تحديد السبب الكامن وراء حدوث ذلك، إلّا أنّه تجدر الإشارة إلى عدم ارتباط حدوث التنسج المتعدد الكيسات الكلوي بسلوكيات الأم الحامل أثناء الحمل، إضافة إلى عدم ارتباطه بأي من الأحمال اللاحقة.[٥]

استسقاء الكلى

يُعد استسقاء الكلى أو مَوَه الكلى (بالإنجليزية: Hydronephrosis) أحد العيوب الخَلقية في الجهاز البولي التي يمكن علاجها، والتي قد تصيب إحدى الكليتين أو كلتيهما، وتتمثّل هذه الحالة بانحصار وتجمّع البول في الكلى، نتيجة تصريفه من الكلى باتجاه المثانة بمعدل يقل عن معدل التصريف الطبيعي، ممّا يؤدّي إلى تورّم الكلى، وفي الحقيقة يمكن الكشف عن استسقاء الكلى لدى الجنين في رحم الأم باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، كما توجد بعض الحالات التي يُكشف عنها بعد الولادة، ومنالأخبار السارة أنّ العديد من حالات استسقاء الكلى التي يتم الكشف عنها قبل الولادة تختفي من تلقاء نفسها دون أيّ تدخلٍ طبيّ.[٦]

انسداد الاتصال الحويضي الحالبي

يُعدّ انسداد الاتصال الحويضي الحالبي (بالإنجليزية: Ureteropelvic junction obstruction) من الأمراض الخَلقية التي تحدث أثناء تطور الجنين وتخلّقه، وهي حالة تتمثّل بحدوث انسداد في أحد أجزاء الكلى بشكل يؤدي إلى إبطاء أو إيقاف تصريف البول من الكلى، وعادة ما يكون هذا الانسداد في حويضة الكلية، إذ يكون معدل تصريف البول من الكلى أقلّ من معدّل إنتاجه، ممّا يؤدّي إلى تجمّع البول وتراكمه فيها؛ ويترتّب على ذلك تورّم الكلى وإلحاق الضرر فيها وتلفها، وقد تظهر بعض الأعراض على الطفل بعد الولادة نتيجة هذا الانسداد مثل: التهاب المسالك البولية المصحوب بالحمّى، والشعور بألم في الخواصر، والمعاناة من حصى الكلى، والتقيؤ، وبطء نمو الرضّع، وفي الواقع إنّ بعض الحالات تحدث بطريقة غير واضحة، فقد يكون تصريف البول طبيعيًّا في بعض الأوقات ثمّ يتبع ذلك حدوث انسداد مصحوب بالشعور بالألم، ويتوالى هذا التبادل.[٧]

الكلية الحذوية

تُعدّ الكلية الحذوية (بالإنجليزية: Horseshoe kidney) أحد العيوب الخَلقيّة النادرة التي تحدث أثناء تطوّر الجنين ما بين الأسبوعين السابع والتاسع من الحمل، وتتمثّل بالتحام قاعدة كلّ من الكليتين لتُصبحا على شكل حرف U أو حذوة حصان، ولفهم ذلك يجدر بيان أنّه في الوضع الطبيعي تنتقل كلّ من الكليتين إلى أعلى الخصر، ومن ثمّ تتخذ كلّ منهما موقعها الطبيعي في أحد جانبي الجسم، وفي الواقع إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الكلية الحذوية غير معروف، ولكن يُعتَقَد أنّ لها ارتباطًا بالعديد من الاضطرابات الجينية لدى الطفل؛ مثل: متلازمة تيرنر (*) (بالإنجليزية: Turner syndrome) ومتلازمة إدوارد (بالإنجليزية: Edward syndrome)، وعادةً ما تترافق مشكلة الكلية الحذوية مع المعاناة من العديد من المشاكل في أعضاء وأجهزة أخرى من الجسم؛ كالقلب، أو الأوعية الدموية، أو الجهاز العصبي، أو الجهاز الهضمي، والعظام، وعادةً لا يرافق حدوث الكلية الحذوية ظهور أيّ أعراض، ولكن قد يعاني المُصاب من العديد من المشاكل والاضطرابات الصحية منها؛ عدوى المسالك البولية، وحصى الكلى، والاستسقاء الكلوي، وغيرها.[٨]

الكلية المنتبذة

كما ذُكِر سابقًا تقع كل من الكليتين بالقرب من منتصف الظهر على جانبي العمود الفقري وأسفل القفص الصدري، وتُعدّ الكلية المنتبذة (بالإنجليزية: Ectopic kidney) حالة تتموضع فيها الكلية في مكان أعلى أو أسفل أو ببعكس الموقع الطبيعي للكلية، وفي الواقع إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الكلية المنتبذة غير معروف، إلّا أنّه قد يُعزى لحدوث اضطراب في أنسجة الكلى أو اضطرابات جينية، أو التعرّض لعدوى أو الإصابة بأمراض معين أو استعمال بعض الأدوية أو التعرّض لبعض المواد الكيميائية أثناء تطور الجنين.[٩]

عيوب الحالب

تتعدّد أنواع العيوب الخَلقية التي قد تؤثّر في الحالب؛ فمنها ما ينجم عن حدوث ازداوجية في الحالب بشكلٍ تام أو جزئي، أو تموضُع الحالب في مكان غير الطبيعي، أو حدوث تشوّه في تكوين الحالب، أو تصريف الحالب للبول في مكان خاطئ، ويكمن مدى تأثير هذه الاضطرابات بمدى ارتباطها في جريان البول، ولذا فإنّ العديد من عيوب الحالب لا تُعد مؤذية إلى حدٍ ما أو قد لا ينتج عنها أيّ مشاكل مؤثرة وظاهرة؛ وذلك لعدم تأثيرها في جريان البول؛ ففيها ينتقل البول خلال الحالب المُتأثر بالعيب الخَلقي بشكلٍ طبيعي و في اتجاهٍ واحدٍ.[١٠]

ازدواجية الحالب

تُعرّف حالة ازدواجية الحالب (بالإنجليزية: Duplicated ureters) أو نظام الجمع المزدوج (بالإنجليزية: Duplex collecting system) على أنّها أحد العيوب الخَلقية التي تتصل فيها الكلية الواحدة بحالبين اثنين عِوضًا عن حالبٍ واحد بحيث يتم تصريف البول من الجزء العلوي للكلى من قبل أحد الحالبين، في حين يتم تصريف البول من الجزء السفلي من الكلية نفسها عن طريق الحالب الآخر، وقد يكون الحالبين متّصلين بشكلٍ جزئي بحيث يلتحمان بعد خروجهما من الكلية نفسها ليُصبحا حالبًا واحدًا يصب في المثانة، وفي حالاتٍ أخرى قد يظهر الحالبان منفصلان بشكل تام ليصب كل واحد منهما في المثانة، وتُعد حالة ازدواجية الحالب من الأمراض الوراثية التي قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء، والتي قد تؤثّر في إحدى الكليتين أو كلتيهما، وتحدث بسبب وجود خطأ في انقسام خلايا الجنين في الرحم.[١١]

القيلة الحالبية

تُعد القيلة الحالبية (بالإنجليزية: Ureterocele) أحد العيوب الخَلقية التي تؤثّر في الحالب، وتتمثّل بحدوث تورّم أو انتفاخ يقتصر على جزء الحالب الذي يدخل إلى المثانة، وذلك بسبب ضعف الصمام هناك، ويظهر هذا التورم على شكل بالون عند الخضوع للتصوير بالموجات فوق الصوتية، وقد تكون هذه الحالة مترافقة مع ازدواجية البول، وعند ذلك يرتد البول باتجاه الكلى عبر الحالب الآخر.[١٢]

توسّع الحالب

يُشير توسّع الحالب (بالإنجليزية: Megaureter) إلى تمدّد أحد الحالبين أو كليهما وتوسّعهما بصورة أكبر من المدى الطبيعي وغالبًا ما يتجاوز قطر الحالب في هذه الحالة عشرة ميليمترات، بحيث يؤثّر ذلك في أداء وظيفتهما، ويحدث توّسع الحالب أثناء تطور الجنين؛ إذ تنشأ على جزء من الحالب أنسجة ليفية صلبة بدلاً من الأنسجة العضلية، وبذلك لا تتمكن هذه الأنسجة من التحرك حركة دوديّة لأداء وظيفتها في نقل البول من الكلى إلى المثانة، وقد ينجم عن ذلك ظهور العديد من الأعراض التي تختلف في شدّتها من مريضٍ لآخر، وتتضمّن المضاعفات المرتبطة بهذه الحالة: ارتداد البول نحو الكلى، واحتباس البول في الحالب وعدم طرحه منه، والذي قد يساهم في الإصابة بعدوى المسالك البولية، كما قد تتضمن أيضًا معاناة المصاب من تضرر وفشل الكلى، كما يجدر بالذكر أنّ توسع الحالب قد يرافق أمراض وحالات طبية أخرى.[١٣]

الجَزر المثاني الحالبي

تُعدّ حالة الجَزر المثاني الحالبي (بالإنجليزية: Vesicoureteral reflux) أحد العيوب الخَلقية التي تتمثّل بارتجاع البول في الجهاز البولي؛ إذ ينتقل البول بشكل عكسي من المثانة إلى الحالب أو حوض الكلى، وذلك بسبب حدوث خلل في تطوّر نقطة التقاء الحالب بالمثانة أثناء تكوين الجنين، وقد ينجم عن هذا الارتداد الإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية، ومن المهم الإشارة إلى أنّ الكثير من حالات الجَزر المثاني الحالبي بسيطة أو متوسطة الشدّة قد تُشفى بشكل تلقائي، وأمّا بالنسبة للحالات الأكثر شدّة فقد تتطلب تدخلاً جراحيًّا طبيًّا.[١٤]

انتباذ الحالب

يُعدّ الحالب المنتبذ (بالإنجليزية: Ectopic ureter) حالة طبية يتّصل فيها الحالب بأجزاء أخرى غير المثانة، لذلك فإنّ البول يُصَبّ في هذه الأجزاء بعيدًا عن المثانة، وفي الواقع يمكن أن يعاني كلّ من الذكور والإناث من هذه الحالة، إلّا أنّها أكثر شيوعًا لدى الإناث، وفي هذه الحالة قد يتّصل الحالب المنتبذ لدى الإناث بالمهبل أو الإحليل ليصُبّ فيهما، في حين ينتهي الحالب المنتبذ لدى الذكور عادة في الإحليل بالقرب من البروستات أو الأعضاء التناسلية، ويمكن أن يعاني المصاب من ظهور العديد من الأعراض مثل: عدوى المسالك البولية، والجَزر المثاني الحالبي، وتورّم في منطقة البطن، وسلس البول، وعلى الرّغم من أنّ السبب الدقيق وراء حدوث انتباذ الحالب غير معروف، إلّا أنّه يُعتَقد أنّه وراثي قد ينتقل من الآباء إلى الأبناء.[١٥]

عيوب المثانة

كما العديد من العيوب الخَلقية فإنّ السبب الدقيق لحدوث عيوب المثانة مجهول إلى الآن، وكما هو الحال بالعيوب الخَلقية الأخرى فإنّ عيوب المثانة متعدّدة، ومن المهم الإشارة إلى أنّ التدخّل الجراحي الفوري والمبكّر في العديد من الحالات قد يُساعد على حل المشكلة بنجاح.[١٦]

رَدْب المثانة

يحصل رَدْب المثانة (بالإنجليزية: Bladder diverticulum) الخَلقي نتيجة بروز جزء من بطانة المثانة عبر جزءٍ ضعيفٍ من جدار المثانة، حيث يظهر ككيس صغير متصل بجدار المثانة، ويمكن الكشف عن ردب المثانة باستخدام الأشعة السينية (بالإنجليزية: X ray)، أمّا فيما يتعلق بالعلاج فإنّ الحالات الطفيفة من ردب المثانة والتي لا تسبب ظهور أيّ أعراض ومضاعفات للمصاب قد لا تتطلّب أيّ تدخل طبي.[١٧]

انقلاب المثانة للخارج

يُعرف انقلاب المثانة للخارج (بالإنجليزية: Bladder exstrophy) بأنّه حالة خلقية تتمثّل ببروز المثانة خارج جسم المصاب، وعادة ما يُصاحب هذه الحالة خلل وعيوب خلقية أخرى في كلّ من الجهاز الهضمي، والبولي، والتناسلي، وجدار البطن، وينجم عن هذا العيب الخَلقي انعدام قدرة المثانة على تخزين البول، وعادة ما يتم الكشف عن هذه الحالة بالموجات فوق الصوتية أثناء فحوصات الحمل الدورية، وعادة ما يكون عيب انقلاب المثانة للخارج أحد أنواع العيوب الخَلقية التي تندرج ضمن مجموعة أكبر من العيوب تُعرف بانقلاب المثانة الخارجي والمبال المعقد (بالإنجليزية: Bladder exstrophy-epispadias complex)، واختصارًا BEEC، ومن المهم الإشارة إلى أنّه عادة ما يتم اللجوء للعلاج الجراحيّ لتصحيح هذا العيب.[١٨]

المثانة العصبية

يمكن تعريف المثانة العصبية (بالإنجليزية: Neurogenic Bladder) على أنها اختلال وظيفي في آلية تفريغ البول من المثانة ينجم عن اضطراب في الأعصاب المغذية للمثانة أو اضطراب أو إصابة في النخاع الشوكي، وقد تحدث المثانة العصبية بسبب وجود عيبٍ خلقي أثناء تخلّق الجنين غالبًا ما يرتبط بحدوث خللٍ في تكوين النخاع الشوكي، فيُعدّ تشقق العمود الفقري (بالإنجليزية: Spina bifida) من العيوب الخَلقية التي تُشكّل نسبة كبيرة من حالات المثانة العصبية، والتي تحدث بسبب عدم إغلاق الأنبوب العصبي بشكل تامّ، وبالتالي عدم تشكل العمود الفقري الذي يحمي النخاع الشوكي، أمّا فيما يتعلق بأعراض المثانة العصبية فهي متنوعة وتختلف من مصاب لآخر، وتوجد مجموعة من الخيارات العلاجية وخاصة الدوائية التي تساعد في السيطرة على مشكلة المثانة العصبية.[١٩][٢٠]

عيوب الإحليل

توجد مجموعة من العيوب الخلقية التي قد تؤثر في الإحليل ويمكن بيان أهمّها فيما يأتي:

تضيق الإحليل

يتمثل تضيق الإحليل (بالإنجليزية: Urethral stricture) بحدوث تضيق أو انسداد في إحدى المناطق الواقعة على طول الإحليل، وعادة ما تظهر هذه المشكلة لدى الذكور، ويمكن الكشف عن هذا العيب قبل الولادة باستخدام الموجات فوق الصوتية خلال الزيارة الدورية للأم أثناء فترة الحمل، وأمّا بعد الولادة فيمكن الاستدلال على وجود المشكلة بمراقبة العلامات والأعراض الظاهرة على المصاب في حين يتم تأكيد هذا التشخيص من خلال تصوير أكثر تخصصية.[٢١]

الصمام الإحليلي الخلفي

يُعد الصمام الإحليلي الخلفي (بالإنجليزية: Posterior urethral valve) من العيوب الخَلقية التي تحدث لدى الذكور، وتنجم عن نمو غير طبيعي لأنسجة في الإحليل، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث انسدادٍ في هذا الإحليل يؤثّر في تدفّق البول خلاله وخروجه من الجسم، وبذلك قد ينجم عن هذا الانسداد حدوث تورّم في أعضاء الجهاز البولي المختلفة، وفي الواقع إنّ السبب الدقيق وراء حدوث ذلك غير معروف، إلّا أنّه يُعتقد أنّه يرتبط بحدوث خلل في إرسال واستقبال إشارات عصبية من وإلى الدماغ أثناء مرحلة التطوّر المبكّر للجنين؛ حيث تنبّه هذه الإشارات الدماغ لإيقاف نمو أو تقليل حجم أنسجة معينة في الإحليل في الوضع الطبيعيّ، وعليه فإنّ اضطراب هذه الإشارات العصبية يُسبب استمرار نموّ هذه الأنسجة مؤديًا إلى المعاناة من الصمام الإحليلي الخلفي، هذا ويجدر بالذكر أنّ مشكلة الصمام الإحليليّ الخلقيّ قد تلعبالعوامل الجينية دورًا في ظهورها، وتعتمد شدة هذا العيب على درجة الانسداد.[٢٢]

القيلة الإحليلية

تُعد القيلة الإحليلية (بالإنجليزية: Urethral prolapse) من العيوب الخَلقية التي تؤثر في الإحليل، وهي أكثر شيوعًا بين الإناث وخاصة ذوات البشرة السوداء مقارنة بالذكور، حيث يتدلى الجزء البعيد من الإحليل من خلال الفتحة الموجودة في نهايته، حيث يظهر ككتلة منتفخة بين الشفرات لدى الإناث، ويُسبب هذا العيب الخَلقي الشعور بالألم وأحيانًا النزيف، وعادة ما يتم علاج هذا العيب الخَلقي من خلال استخدام كريمات محتوية على هرمون الإستروجين، وفي حالات نادرة قد يُلجأ إلى التدخل الجراحي.[٢٣]

الإحليل التحتي

يعدّ الإحليل التحتي أو المبال التحتاني (بالإنجليزية: Hypospadias) حالة خلقية قد تُصيب الذكور، وفيها تظهر فتحة الإحليل أسفل العضو الذكري، إذ يجدر بيان أنّه في الوضع الطبيعي عادة ما تظهر هذه الفتحة في الجزء العلوي على رأس أو طرف العضو الذكري، وفي الواقع إنّ السبب الدقيق وراء الإصابة بالإحليل التحتي غير معروف، ولكن يُعتقد أنّه يحدث نتيجة خلل في وظيفة بعض الهرمونات التي تحفز تكون الإحليل والقلفة خلال مراحل تكون الجنين ونموّه، ممّا يتسبب بنمو الإحليل على غير الشكل الطبيعي، وفي بعض الأحيان، تكون هذه الحالة نتيجة عوامل وراثية، وقد يكون للبيئة دور في ذلك، وفي حال حدوث الإحليل التحتي يعاني المصاب من ظهور العديد من الأعراض؛ كظهور العضو الذكري للمصاب بشكلٍ غير طبيعي؛ إذ تظهر فتحة الإحليل في موقع مختلف عن رأس العضو كما بيّنّا، وانحراف رأس العضو للأسفل، والتدفّق غير الطبيعي للبول أثناء التبوّل، ومن المهم الإشارة إلى أنّ العلاج السليم يؤدي إلى حصول تدفّق طبيعي للبول وعدم تأثر خصوبة المصاب.[٢٤]

المبال الفوقاني

يُعد المبال الفوقاني (بالإنجليزية: Epispadias) من العيوب الخَلقية النادرة والتي تتضمن وجود خلل في موقع فتحة الإحليل بالإضافة إلى عدم اكتمال نمو الإحليل على الوجه التامّ، وتنجم عن حصول اضطراب وعيب في التخلّق التامّ للإحليل خلال مرحلة نمو الجنين وتكوّنه، مما ينجم عن ذلك تغير المكان الذي يخرج منه البول خارج الجسم، بحيث تظهر فتحة الإحليل لدى الذكور على لجانب من القضيب الذكري عِوضاً عن رأسه، وفي بعض الحالات قد تظهر فتحة الإحليل على امتداد العضو الذكري، أما بالنسبة للإناث فقد تظهر فتحة الإحليل في منطقة البطن عوضًا عن موقعها الطبيعي، وعادة ما يتم علاج هذه الحالة بتدخلات جراحية.[٢٥]

نظرة عامة حول الجهاز البولي

يُؤدّي الجهاز البولي (بالإنجليزية: Urinary system) في الجسم العديد من الوظائف المهمّة؛ فبعد أن يأخذ الجسم العناصر الغذائية التي يحتاجها من الطعام ليحصل على الطاقة، يتخلّص من الفضلات والمواد التي لا يستفيد منها عن طريق الجهاز البولي على شكل بول (بالإنجليزية: Urine)؛ ويُحافظ الجهاز البولي على توازن الماء والعديد من العناصر الكيميائية المهمة في الجسم؛ كالبوتاسيوم والصوديوم، كما يساهم في تنظيم ضغط الدم وإنتاج هرمون الإريثروبويتين (بالإنجليزية: Erythropoietin) المعروف أيضًا بمكوّن الكريات الحمر؛ والذي يتحكّم بإنتاج نخاع العظم لكريات الدم الحمراء، وكذلك ينظّم الجهاز البولي توازن الحموض والقواعد في الجسم،[٢٦] وفي الواقع يتكوّن الجهاز البولي من عدة أجزاء رئيسية يمكن بيان كلّ منها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٢٧]

  • الكليتان: (بالإنجليزية: Kidneys) تقع كل من الكليتين أسفل عظام القفص الصدري باتجاه منتصف الظهر، وتتكوّن الكليتان من العديد من وحدات الفلترة أو التنقية التي تُعرف باسم الوحدات الأنبوبية الكلوية (بالإنجليزية: Nephrons)، وتتكون كل وحدة أنبوبية كلوية من النُّبيب الكلوي (بالإنجليزية : Renal tubule) والكُبيبة (بالإنجليزية: Glomerulus) والتي تُمثّل شبكة من الشعيرات الدموية الدقيقة، وبمساعدة الوحدات الأنبوبية الكلوية تتم تنقية الدم من اليوريا (*) (بالإنجليزية: Urea) والفضلات والماء الزائد ليتشكّل بذلك البول الذي يَعبُر هذه الوحدات باتجاه الجزء السفلي من الكلى.
  • الحالبان: (بالإنجليزية: Ureters) اللذان يمثّلان أنبوبين ضيّقين يتّصلان بالكليتين، وينقل كل واحد مهما البول من الكلى إلى المثانة باتّجاه واحد بعيد عن الكليتين، وذلك عن طريق انقباض وانبساط عضلات جدرانهما، ويجدر بالذكر أنّ أيّ خلل في عمل الحالب كحركة البول نحو الأعلى، أو بقاء البول في الحالبين دون انتقاله إلى المثانة قد يُسبب إصابة الكلى بعدوى ميكروبية.
  • المثانة: (بالإنجليزية: Bladder) تُعدّ المثانة من الأعضاء المجوّفة، وهي مثلثة الشكل والتي تقع في الجزء السفلي من البطن، وبسبب تمدّد وارتخاء جدران المثانة الخارجي فإنّها تتمكّن من تخزين البول لساعات طويلة، حيث يتم بعد ذلك تفريغه داخل الإحليل (بالإنجليزية: Urethra) بتأثير انقباض وانبساط هذه الجدران.
  • العضلات العاصرة: (بالإنجليزية: Sphincter muscle) تساهم هذه العضلات في منع حدوث أي تسرّب في البول؛ من خلال إحكام إغلاق فتحة المثانة.
  • الأعصاب المغذية للمثانة: من خلال هذه الأعصاب يمكن للإنسان الشعور بالحاجة للتبول أو إفراغ المثانة.
  • الإحليل: يُعدّ الإحليل الأنبوب الناقل للبول خارج جسم الإنسان.

ولمعرفة المزيد عن الجهاز البولي يمكن قراءة المقال الآتي: (بحث عن الجهاز البولي).


الهوامش:

(*) اليوريا: أحد الأمثلة على الفضلات السائلة التي يتخلّص منها الجهاز البولي، والتي تنتج من عملية تكسير وهضم البروتينات الموجودة بكثرة في كل من اللحوم ودواجن وبعض أنواع الخضراوات، حيث تُنقل اليوريا عبر مجرى الدم باتجاه الكليتين ليتم التخلص منها وطرحها عن طريق البول.[٢٦]

(*) متلازمة تيرنر: هي متلازمة تُصيب الإناث فقط، وتتمثل بغياب أحد الكروموسومين X بشكل كلي أو جزئيّ، وممّا يترتب على هذه المتلازمة: مشاكل في القلب، وقصر القامة، وفشل نمو المبايض.[٢٨]

(*) متلازمة إدوارد: وتُعرف أيضًا بمتلازمة التثلث الصبغي 18، وهي إحدى المشاكل الصحية النادرة الجينية، وتتسبب بمشاكل ومضاعفات على مستوى أجهزة الجسم المختلفة.[٢٩]

المراجع

  1. “Congenital anomalies of kidney and urinary tract”, ghr.nlm.nih.gov, Retrieved 20/12/2019. Edited.
  2. “RENAL MALFORMATIONS”, www.uptodate.com, Retrieved 20/12/2019. Edited.
  3. “Renal hypoplasia “، www.infokid.org.uk، Retrieved 20/12/2019. Edited.
  4. “Renal Agenesis”, www.childrenscolorado.org, Retrieved 20/12/2019. Edited.
  5. “Multicystic dysplastic kidney (MCDK)”, www.infokid.org.uk, Retrieved 20/12/2019. Edited.
  6. “Hydronephrosis”, www.choc.org, Retrieved 21/12/2019. Edited.
  7. “Ureteropelvic Junction (UPJ) Obstruction”, www.urologyhealth.org, Retrieved 21/12/2019. Edited.
  8. “What Is Horseshoe Kidney?”, www.webmd.com, Retrieved 7/1/2019. Edited.
  9. “Ectopic Kidney”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 7/1/2019. Edited.
  10. “Congenital ureter anomalies”, www.healthofchildren.com, Retrieved 7/1/2019. Edited.
  11. “Duplicated Ureters”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 7/1/2019. Edited.
  12. “Ureterocele”, www.urologyhealth.org, Retrieved 7/1/2019. Edited.
  13. “Pediatric Megaureter”, childrensnational.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  14. “Vesicoureteral Reflux (VUR)”, www.msdmanuals.com, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  15. “What is Ectopic Ureter?”, www.urologyhealth.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  16. “Congenital bladder anomalies”, www.healthofchildren.com, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  17. “Bladder Diverticulum”, www.urologyhealth.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  18. “Bladder exstrophy”, www.mayoclinic.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  19. “Neurogenic Bladder”, www.childrenshospital.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  20. “What is Spina Bifida?”, www.cdc.gov, Retrieved 23/1/2020. Edited.
  21. “Penile and Urethral Anomalies”, www.msdmanuals.com, Retrieved 14/1/2019. Edited.
  22. “Posterior Urethral Valves”, www.childrenshospital.org, Retrieved 14/1/2019. Edited.
  23. “Penile and Urethral Anomalies”, www.msdmanuals.com, Retrieved 14/1/2019. Edited.
  24. “Hypospadias”, www.mayoclinic.org, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  25. “Epispadias”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 14/1/2019. Edited.
  26. ^ أ ب “Anatomy of the Urinary System”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 3/12/2019. Edited.
  27. “Anatomy and Function of the Urinary System”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 20/12/2019. Edited.
  28. “Turner syndrome”, www.mayoclinic.org, Retrieved 14/1/2019. Edited.
  29. “Edwards’ syndrome (trisomy 18)”, www.nhs.uk, Retrieved 14/1/2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى