محتويات
تطور الجنين في الشهر السادس
يُمثل الشهر السادس من الحمل الفترة الواقع ما بين الأسبوع الثالث والعشرين والأسبوع السابع والعشرين من الحمل،[١] وفي هذا الشهر يستمر الجنين بالحركة وقد تظهر حركته لأول مرة في هذا الشهر،[٢] وما يُميّز هذا الشهر اكتمال نمو الرئتين فيه، ولكن الجدير بالتوضيح أنّ الرئتين لا تزالان غير قادرتين على العمل خارج الرحم.[٣]
الأسبوع الثالث والعشرون
تحدث مجموعة من التطورات في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل على مستوى الجنين ونموّه، ومن ذلك أنّ الجنين يبدأ بتحريك عينيه بشكل سريع، كما تظهر العديد من الحواف أو الزوايا في راحة اليدين وباطن القدمين، والجدير بالتنبيه أنّ هذه الحواف ستتطور مستقبلًا إلى بصمات لأصابع اليدين وكذلك بصمات لأصابع القدمين،[٤] وأمّا بالنسبة للتطورات المتوقعة على مستوى وزن الجنين؛ فإنّ وزنه سيتضاعف خلال الأسابيع الأربعة القادمة من عمر الجنين، بحيث يُصبح ضعف الوزن الذي هو عليه حتى هذا الوقت من الحمل، وأمّا بالنسبة لجلده فيبدو مترهلًا وذلك لأنّ نمو الجلد الخاص بالجنين يكون أسرع من نموّ الدهون لديه، والجدير بالتوضيح أنّ الأعضاء والعظام تظهر عبر الجلد، بحيث تبدو حمراء قليلًا، ويُعزى السبب في ذلك إلى الشرايين والأوردة الموجودة أسفل هذه الأعضاء، ومع الوقت فإنّ الدهون تتراكم على جسم الجنين بحيث يُصبح الجنين أقل شفافية،[٥] وعلى صعيد التطورات التي تحدث على مستوى الرئتين؛ فإنّهما لا تزالان غير قادرتين على العمل على الوجه التامّ، ولكنّهما تبدآن بممارسة حركات التنفس استعدادًا للحياة عند الخروج من الرحم، وكذلك تبدأ أجزاء في الممرات الهوائية السفلية للرئتين بالتكون وتُعرف بالحُويصلات الهوائية (بالإنجليزية: alveoli)، وعليه يمكن القول إنّ الجنين في هذا الأسبوع من الحمل يعتمد على المشيمة للحصول على الأكسجين، وسيبقى اعتماده عليها حتى الولادة.[٦][٧]
بالرغم من أنّ الجنين لديه القدرة على سماع الأصوات بدءًا من الأسبوع السادس عشر من الحمل بما في ذلك نبضات قلب الأم وصوتها، إلا أنّه يُصبح أكثر حساسية للصوت في هذا الوقت من الحمل، بحيث تُصبح الأصوات أكثر وضوحًا.[٨]
الأسبوع الرابع والعشرون
تتعدد التغيرات التي يمكن أن تطرأ على الجنين خلال الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، ومنها أن يكون جلد الجنين المُغطّي لجسمه مُجعّدًا،[٤] وما يُميّز هذا الأسبوع من الحمل أنّ مواعيد النوم والاستيقاظ للجنين تُصبح أكثر وضوحًا وثباتًا، ولكن لا يمكن للأم التحكم بنوم جنينها وإيقاظه، فقد يستيقظ عندما تخلد إلى النوم ليبدأ بالركلات والحركة، وينام عندما تستيقظ، وفي سياق الحديث عن حركة الجنين وركلاته؛ فإنّه يُشار إلى أنّ حركاته وركلاته تكون بسيطة في بداية الأمر بحيث لا تكاد تكون محسوسة، ثمّ تشعر المرأة الحامل بحركة جنينها بوضوح أكثر بكثير عند زيادة حجمه، ولكن عندما يُصبح كبيرًا للغاية مقارنة بوزنه وحجمه الأصليين؛ فإنّ الحركة تُصبح أكثر هدوءًا لأنّ مساحة الرحم تُصبح ضيقة مقارنة بالحجم الذي وصل إليه. وفي صعيد التطورات التي تحدث على مستوى دماغ الجنين؛ يُشار إلى أنّه ينمو بسرعة ملحوظة للغاية، كما تتطور حركات عضلات الوجه بشكل ملحوظ للغاية، وذلك بطريقة تؤهل الجنين للابتسام والقيام ببعض الحركات الأخرى المعتمدة على حركات عضلات الوجه،[٩] وفي سياق الحديث عن العينين يُشار إلى أنّ الجفنين يكونان منفصلين لكنّهما لا يزالان مغلقين،[٧] وفي الواقع فإنّ الأذنين الداخليتين تكونان قد تطورتا بشكل تام وكامل، ولأنّ الأذن الداخلية هي الجزء المسؤول عن التحكم في التوازن في الجسم؛ فإنّه بمجرد اكتمال تطورهما تُصبح لدى الجنين القدرة والمَلكة على إدراك الوضعية التي يكون فيها كأن يكون في وضعية رأس على عقب مثلًا، وذلك كله خلال عَوْمه في السائل الأمينوسي الذي يُحيط الجنين.[١٠] ومن الأخبار الجيدة أنّ الجنين قد تكون لديه فرصة للحياة فيما إذا وُلد في هذا الشهر لسبب أو لآخر.[١١]
الأسبوع الخامس والعشرون
يُشبّه الباحثون والخبراء حجم الجنين في هذا الأسبوع من الحمل بحجم حبة اللفت السويديّ أو حجم مغلفين من العصير من الحجم الصغير موضوعين فوق بعضهما البعض، بحيث يصل طول الجنين في هذا الأسبوع إلى ما يُقارب 23 سم، بينما يزن ما يُقارب 680 غرام، ومن الجدير بالبيان أنّ الجنين في الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل يفتح جفنه لأول مرة، أو قد يكون فتح جفن العين في فترة قريبة من هذا الأسبوع وليس الأسبوع الخامس والعشرين على وجه التحديد، وعلى صعيد أعضاء وأجهزة الجسم الأخرى يُشار إلى أنّ مجموعة من الأعضاء تكون قد تطورت وتشكلت ولكن لم يكتمل نموها وتطورها بعد، ومنها الدماغ والرئتان والجهاز الهضميّ، ومن التطورات الأخرى التي تحدث خلال هذا الأسبوع من الحمل على مستوى بعض الأعضاء ما يأتي:[١٢]
- الرأس والرقبة: تحدث مجموعة من التطورات على مستوى الرأس أو الوجه والرقبة كذلك خلال الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل، منها تطور النظر والسمع، حيث يخضع النظام البصري والنظام السمعيّ لمراقبة الدماغ وأوامره، ويتطور النظر بطريقة يستجيب فيها للضوء، كما يُصبح جفنا العينين قادرين على الحركة، ويُصبح الفم والشفتان أكثر حساسية، وتُصبح فتحتا الأنف مفتوحتين، كما تجدر الإشارة إلى أنّ براعم الأسنان الدائمة تُصبح في مكانها وذلك في الجزء العلوي من اللثة في الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل كذلك.
- الرئتان: تنمو وتتطور الرئتان بسرعة ملحوظة في هذا الأسبوع من الحمل، وتُنتجان مادة خاصة بالرئتين تساعدان الرئتين على التمدد أو انبساط عضلاتها بعد خروج الجنين من بطن أمه (أي بعد الولادة)، ولكن يجدر العلم أنّ الرئتين لا تزالان غير ناضجتين حتى هذه اللحظة.
- الدم: تنمو أوعية دموية صغيرة تحت الجلد في الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل، وتُعرف بالشعيرات الدموية (بالإنجليزية: Capillaries).
- نبض القلب: يُقدّر معدل ضربات القلب الخاصة بالجنين في هذا الأسبوع بما يُقارب 140 نبضة في الدقيقة الواحدة، ويُشار إلى أنّ هذا المعدل أسرع من الحال الذي سيكون عليه القلب بعد الولادة.
- الوزن: يستمر الجنين باكتساب الوزن بسرعة.
ومن المؤكد أنّ حركة الجنين في هذا الأسبوع تكون واضحة للغاية، وتتعدد حركات الجنين في العادة وركلاته، وقد تكون بعض الظروف الخارجية مُحفّزًا لحركة الجنين؛ فمثلًا قد يُحفّز الصوت المرتفع الجنين للقفز والركل، وبالرغم من أنّ هذه الحركات لا تكون مؤلمة للأم في الغالب، إلا أنّها قد تُثير استغرابها، وقد تشعر الأم كذلك بحازوقة الجنين بين الحين والآخر، ومن الأمور التي نُنوّه إليها أنّ البول الذي يُخرجه الجنين يكون في السائل الأمينوسي وهو المُحيط بالجنين، وعليه فإنّ أغلب هذا السائل يكون بول الجنين، ولكنّ هذا يلعب دورًا مهمًا في حماية الجنين والمحافظة على درجة حرارته على الوجه المطلوب.[١٣]
الأسبوع السادس والعشرون
ما يُميّز هذا الأسبوع من الحمل هو أنّ عيني الجنين تتخذان اللون الأزرق، وقد يظل هذا اللون هو لون عيني الرضيع بعد ولادته، ويكون طول الجنين بما يُقارب طول ساعد الشخص البالغ، وذلك بما يُقارب 35 سم عند حساب الطول من أعلى الرأس حتى الكعبين، بينما يزن الجنين في هذا الأسبوع ما يُقارب 0.9 غرام، ويستمر تطور الجنين ونموه، ليُصبح خلال الأشهر القليلة القادمة أقل تجعدّا وتزداد كثافة النسيج الدهني والعضلي لديه بشكل ملحوظ للغاية، بحيث يُصبح شكله مع مرور الوقت واقتراب موعد الولادة أقرب ما يكون لحديث الولادة، وبالعودة للحديث عن التطورات التي تحدث خلال هذا الأسبوع من الحمل؛ فإنّ الجنين يُصبح أفضل استجابة للعالم المُحيط به، حيث تتطور لديه مهارات القدرة على المصّ والنظر والسمع والتذوق، حتى أنّه قد يتحرك استجابة لحركات الأم وتصرفاتها، بما في ذلك لمس الأم لبطنها بيدها، ومن الأمور الأخرى التي تحدث في هذه المرحلة من الحمل أنّ الخصيتين تتخذان وضعيتهما في مكانهما الصحيح بشكل كامل الآن، كما أنّ الرئتين تواصلان التطور والنمو بسرعة لكنهما لا تكتملان تمامًا، وفي حال ولادة الأم في هذا الشهر فإنّ احتمالية عيش الجنين تصل إلى 80% في حال تمّ وضعه في غرفة العناية الحثيثة.[١٤][١٥]
الأسبوع السابع والعشرون
يزن الجنين في هذا الأسبوع من الحمل ما يُقارب 907 غرام بينما يصل طوله إلى ما يُقارب 36.6 سم، وذلك بما يُقارب حجم رأس حبة القرنبيط، كما يستمر نمو الجنين وتطوره، بحيث يُصبح رأسه أثقل مع مرور الوقت، كما يتخذ رأس الجنين موضعه في أسفل الرحم، وتُنصح الحامل في هذا الشهر بالحرص على الراحة أو النوم في وقت راحة الجنين وعدم حركته للحصول على الراحة المطلوبة، ولذلك في حال كان الجنين يركل ويتحرك بالليل فمن الممكن أن تُعاني الحامل من الأرق، وفي هذه الأحوال تُنصح الحامل بالقيلولة خلال النهار لتعويض أرق الليل، وفي سياق الحديث عن نوم الجنين يُشار إلى أنّه يُصبح أكثر تنظيمًا في هذه الفترة من الحمل، كما يمكن أن تشعر الحامل بحازوقة طفلها في هذا الأسبوع، وتُنصح بمراجعة الطبيب في حال كانت الحازوقة متكررة للغاية، وبشكل عام فإنّ الجنين يكون في أقصى درجات حركاته في ساعات الظهيرة والمساء.[١٦][١٧]
نظرة عامة حول تطور الجنين
قبل الحديث عن تطور الجنين في الشهر السادس تجدر الإشارة إلى أنّ أغلب عمليات التطور التي تطرأ على مستوى النموّ تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وإنّ الأعضاء والتراكيب يكون أغلبها قد تطوّر في نهاية الثلث الأول من الحمل، أي بعد مرور ثلاثة أشهر على الحمل، ولفهم موضوع عمر الحمل وعمر الجنين بشكل أفضل يُشار إلى أنّ أغلب المختصين اعتمدوا على فكرة مفادها أنّ الحمل يبدأ من أول يوم في آخر دورة شهرية للمرأة قبل حدوث الحمل، ولأنّ الحمل لا يكون قد حدث في الأسبوعين الأول والثاني في الغالب؛ فإنّ عمر الجنين يبدأ بالحساب بدءًا من بداية الأسبوع الثالث لآخر دورة شهرية، وعليه فإنّ مدة الحمل عند حسابها بهذه الطريقة تكون أربعين أسبوعًا، وقد تم تقسيمها بطريقة الأثلاث بحيث يُعدّ الحمل ثلاثة أثلاث؛ الثلث الأول يمتد من بداية الحمل حتى الأسبوع الثالث عشر، وأمّا الثلث الثاني فيمتد من الأسبوع الرابع عشر حتى نهاية الأسبوع السابع والعشرين، وأمّا بالنسبة للثلث الثالث والأخير فيمتد ما بين الأسبوع الثامن والعشرين حتى موعد الولادة، ومن الجدير ذكره أنّ تقسيم أشهر الحمل بهذه الطريقة ومعرفة الأسبوع من الحمل يساعد على مراقبة صحة الحامل وجنينها، ومعرفة ما يحدث في كل أسبوع ومراقبة ما يُتوقّع كذلك.[١٨][١٩]
المراجع
- ↑ “How Many Weeks, Months and Trimesters in a Pregnancy?”, www.whattoexpect.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ↑ “Baby Development Month By Month (VIDEO)”, americanpregnancy.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ↑ “How Your Fetus Grows During Pregnancy”, www.acog.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Fetal development: The 2nd trimester”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ↑ “23 Weeks Pregnant”, www.whattoexpect.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ↑ “Your baby at 23 weeks”, www.nhs.uk, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Fetal Development Week By Week”, www.momjunction.com, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “23 weeks pregnant: fetal development”, www.babycentre.co.uk, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “24 weeks pregnant: fetal development”, www.babycentre.co.uk, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Week 24”, kidshealth.org, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Stages of Development of the Fetus”, www.merckmanuals.com, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Your pregnancy at 25 weeks”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Week-by-week guide to pregnancy”, www.nhs.uk, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “26 weeks pregnant – all you need to know”, www.tommys.org, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Pregnancy at week 26”, www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “27 Weeks Pregnant”, flo.health, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “27 weeks pregnant: fetal development”, www.babycentre.co.uk, Retrieved June 13, 2020. Edited.
- ↑ “Fetal Development”, www.aboutkidshealth.ca, Retrieved June 12, 2020. Edited.
- ↑ “An Overview of Fetal Development”, www.verywellfamily.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.