إسلام

الصحابي أبو سفيان بن حرب

الصحابي أبو سفيان بن حرب

الصحابي أبو سفيان بن حرب

هو صحابي تأخر إسلامه، وهو من كبار قريش وصهر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ حيث تزوج النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من ابنته رملة بنت أبي سفيان؛ التي تُعرف باسم أم حبيبة، وهو أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.[١]

أبو سفيان بن حرب قبل الإسلام

كان شأن أبي سفيان قبل إسلامه كغيره من كبار قريش؛ الذين تمسكوا بدين الآباء والأجداد، ورفضوا الدخول في الدين الإسلامي، بل وحاربوا الإسلام في بداياته؛ فقد كان أبو سفيان بن حرب قائدًا لجيش الكافرين في غزوة أحد، وجنّد عددًا كبيرًا من المقاتلين.[٢]

وبعدما سارت المعركة في مجرياتِها، والتف خالد بن الوليد خلف جبل الرماة، جاء أبو سفيان إلى واقعة المعركة، وسأل عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فأمرهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن لا يردوا إليه جوابًا، ثمّ سأل عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٢]

كما سأل عن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فلم يجيبوه، فقال عندها: “أمّا هؤلاء فقد قتلوا لو كانوا في الأحياء لأجابوا”، فقام عمر وردّ عليه، فقال لهم أبو سفيان: “أنعمت فعال الحرب سجال، يوم أحد بيوم بدر، أعلُ هُبَل”.[٢]

إسلام أبي سفيان بن حرب

حين اقترب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة، ذهب إليه العباس برفقة أبي سفيان بن حرب؛ ليأخذوا منه أمانًا على أنفسهم، فسار به وهو يركب بغلة كانت للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكلّما مرّ بموقع يخيم به المسلمون سألوه عنه، وحين يروا البغلة التي يركبها قالوا: “عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-على بغلته.[٣]

حتى مرّ بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسأل العباس عنه، وحين رأى أنّه أبو سفيان قال: “أبو سفيان، عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد”، ثمّ ذهب يبشر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بذلك ويستأذنه أن يقتله.[٣]

هنا أخبره النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّ العباس قد أجاره، وبدأ العباس يحاور عمر بن الخطاب في شأنه، فأخبره رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يذهبا ويأتِ به في صباح اليوم التالي.[٣]

ولمّا حضر الصباح جاء إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال له: (ويحك يا أبا سفيانَ ألم يأنِ لك أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ؟، قال: بأبي أنت وأمي ما أكرمَك وأحلمَك وأوصلَك؛ لقد ظننتُ أن لو كان مع اللهِ غيرَه لقد أغنى عني شيئًا، قال: ويحك يا أبا سفيانَ ألم يأنِ لك أن تعلمَ أني رسولُ اللهِ؟، قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمَك وأكرمَك وأوصلَك؛ هذه واللهِ كان في النفسِ منها شيٌء حتى الآنَ).[٤]

(فقال العباسُ: ويحَكَ يا أبا سفيانَ أسلِمْ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ قبل أن يضربَ عُنُقَك، قال: فشهد شهادةَ الحقِّ وأسلمَ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ)،[٤] فأسلم أبو سفيان بعد ذلك.[٣]

صفات أبي سفيان بن حرب

اتصف أبو سفيان بالعديد من الصفات، نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • أنّه كان داهية من دهاة العرب، الذين عُرفوا بالحكمة والرأي السديد.
  • أنّه كان من أهل الشرف، وكان فارسًا شجاعًا مقدامًا، وظهر ذلك جليًّا في غزوة حنين التي شهدها مع المسلمين.
  • أنّه كان يحب الفخر والرئاسة، وهذا ما جعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يجير كلّ من يدخل بيته.[٣]

وفاة أبي سفيان بن حرب

كان أبو سفيان بن حرب يكبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعشر سنين، وبعد وفاة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عاش بعده عشرين سنة وهو مؤمن بالله ورسوله، وكان يلقى احترامًا خاصًا من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ لكونه كبير بني أمية، وكان قد شهد قبل وفاته على ولاية أبنائه معاوية بن أبي سفيان، ويزيد على دمشق.[٦]

توفي أبو سفيان بن حرب في المدينة المنورة عام (31) للهجرة، وقيل إنه توفي سنة (32) للهجرة، وقال آخرون بأنّه توفي بعد ذلك بسنة أو سنتين، أو ما يشابه ذلك.[٦]

المراجع

  1. يعقوب بن سفيان الفسوي، كتاب المعرفة والتاريخ، صفحة 167. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد رضا ، محمد صلّى الله عليه وسلّم، صفحة 294. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج محمد بن محمد العواجي ، مرويات الإمام الزهري في المغازي، صفحة 716. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد ، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:167، رجاله رجال الصحيح .
  5. شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 106. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 259. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى