الدعوة إلى الإسلام
عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة وكلفه بالتبليغ، كانت عشيرته المقربه أول من بدأ النبي في دعوتهم إلى الإسلام، وقد آمن به من آمن من الرجال والنساء على خشية من رجالات قريش وصناديدها أن يبطشوا بهم، وقد كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن الأرقم ليتدارسوا القرآن بعيداً عن أعين الناس.
ظلت حال الدعوة كذلك تتسم بالسرية والحذر حتى استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه حينما قال: (اللهم أيّد الإسلام بأحد العمرين )، وقد كان النبي يقصد عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب لما عرف عنهما من الشدة والقوة، وما يرجى من إسلام أحدهما من تمكين لهذا الدين ونصر وغلبة، فمن هو الصحابي الجليل الذي أسلم بفضل دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ وما اللقب الذي اشتهر به ؟
عمر بن الخطاب
في يوم من الأيام وبينما كان عمر بن الخطاب يمشي متوشحاً سيفه يريد قتل النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا برجل يستوقفه ويخبره بأن أخته وزوجها قد تركا دين آبائهم وأسلما، وما إن سمع عمر الخبر حتى سارع غاضباً إلى بيت أخته واقتحم عليهما الباب فإذا عندهما الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه يقرئهما القرآن، وقد هم عمر بضربهما والبطش بهما وفي لحظة من اللحظات يدعوه أحدهما لأن يسمع شيئا من القرآن الكريم، فيستمع إليه عمر فيدخل حب الإسلام والقرآن في قلبه.
يطلب عمر من زوج أخته أن يدله على مكان النبي عليه الصلاة والسلام، وعند باب دار الأرقم يطرق عمر الباب فيفتح له النبي الكريم ويبادر إلى شده من قميصه ويرفعه عن الأرض، فيردد عمر أمام النبي الكريم الشهادتين ويسلم فيفرح لذلك المسلمون ويكبرون.
سبب تسمية عمر بالفاروق
كان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحاً حقيقياً للمسلمين، وقد عبر أحد الصحابة عن حالهم بعد إسلام عمر بقوله: ما زلنا أعزة منذ أن أسلم عمر، فقد خرج المسلمون ليجهروا بالصلاة أمام الكافرين بدون خوف أو وجل، كما كانوا يصلون عند الكعبة في رسالة تحدٍّ للمشركين.
سمّى النبي عليه الصلاة والسلام عمر يومئذ بالفاروق لأنه فرّق بين الحق والباطل وميّز بينهما، فبعد أن كان المسلمون يستخفون من الناس، أصبحوا يجهرون بدعوتهم ورسالتهم متحدين قوى الظلام والشرك.