اضطرابات النوم وحلولها

جديد أضرار قلة النوم

قلة النوم

يقضي الإنسان ما يُقارب ثلث عمره في النوم، وحسب بعض الدراسات يحتاج البالغون إلى حوالي (7-9) ساعات من النوم في اليوم،[١] وتُعدّ مشكلة قلة النوم من المشاكل المنتشرة في العصر الحديث، حيث يُصاب بها الكثير من الأشخاص في فترة ما من حياتهم، وتحدث هذه المشكلة عندما يحصل الشخص على ساعات نوم أقل من تلك اللازمة لجعله يشعر بالنشاط والتيقّظ، وفيما يُعدّ بعض الأشخاص أقل تأثّراً بأضرار قلة النوم مثل: كبار السن، فإنّ بعض الفئات الأخرى كالأطفال وصغار السن يتأثرون بشكل أكبر بأضرار قلة النوم.[٢]

أضرار قلّة النوم

لقلة النوم أضرار عديدة على جسم الإنسان بما في ذلك أجهزة الجسم المتعددة، وفيما يلي بيان لبعض من هذه الأضرار:[٣]

  • أضرار قلة النوم على الجهاز العصبي المركزي: من المعروف أنّ الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central Nervous System)، هو الطريق لنقل المعلومات عبر الجسم، ويُعدّ النوم ضرورياً لجعله يقوم بوظيفته بالشكل الصحيح، فخلال النوم تتشكل التشابكات العصبية بين الخلايا العصبية في الدماغ، والتي بدورها تساعد الإنسان على تذكّر المعلومات التي قام بتعلّمها، وتؤدي قلة النوم إلى إجهاد الدماغ بالاضافة إلى عدم ممارسة وظائفه بشكل جيّد، فيشعر الشخص بعدم القدرة على التركيز أو تعلّم أشياء جديدة، كما تسبب قلة النوم بطئاً في إرسال الرسائل العصبية في الجسم، مما يضعف مهارات التنسيق الجسدية، مع ازدياد احتمالية الإصابة بالحوادث، وتجدر الاشارة إلى أنّ قلة النوم تؤثر في قدرات الشخص العقلية وحالته العاطفية، فيكون معرّضاً بشكل أكبر لفقدان القدرة على الصبر والتحمّل، وللإصابة بتغيرات في المزاج، كما تتأثّر قدراته في اتخاذ القرارات والإبداع،[٣] بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالقلق النفسي والاكتئاب.[٤]
  • أضرار قلة النوم على جهاز المناعة: يقوم جهاز المناعة (بالإنجليزية: Immune System) خلال النوم بإنتاج مواد وقائية لمكافحة العدوى، تُسمّى سايتوكاينات (بالإنجليزية: Cytokines)، تُستخدم في مهاجمة الأجسام الغريبة مثل: الفيروسات، والبكتيريا، كما تساعد على النوم وتعطي جهاز المناعة الطاقة اللازمة للدفاع عن الجسم ومواجهة الأمراض، وبالتالي فإنّ قلة النوم تمنع جهاز المناعة من تكوين قوته الخاصة بمكافحة الأمراض، كما يصبح الشخص بحاجة إلى فترات زمنية أطول للتعافي من الأمراض.[٣]
  • أضرار قلة النوم على الجهاز التنفسي: تؤثر قلة النوم في الجهاز التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory System) من جهة، كما تؤثر أمراض الجهاز التنفسي في النوم من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال، يؤدي مرض انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea) إلى تقطع النوم، كما وتؤدي قلة النوم إلى زيادة احتمالية الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، مثل: الرشح (بالإنجليزية: Common cold)، والإنفلونزا (بالإنجليزية: Flu)، وتزيد من سوء الأمراض التنفسية المزمنة التي يعاني منها الشخص مثل أمراض الرئة المزمنة.[٣]
  • أضرار قلة النوم على الجهاز الهضمي: تزيد قلة النوم من احتمالية الإصابة بالسمنة، إذ يؤثر النوم في هرمونين من هرمونات الجسم هما: الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin)، واللبتين (بالإنجليزية: Leptin) واللذان يتحكمان في الشعور بالجوع والشبع، حيث تؤدي قلة النوم إلى زيادة إفراز الجريلين والذي يُعدّ منبّه للشهية، وتقليل إفراز اللبتين والذي يُفرز عند الشعور بالشبع،[٥]بالإضافة إلى تسبب قلة النوم بالشعور بالتعب وعدم القدرة على ممارسة النشاطات المختلفة، وبالتالي الإصابة بالسمنة.[٣]
  • أضرار قلة النوم على جهاز الغدد الصمّاء: يعتمد إنتاج الهرمونات في الجسم على النوم، فيحتاج إنتاج هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) على سبيل المثال إلى ثلاث ساعات على الاقل من النوم غير المتقطع، لذلك تؤثر قلة النوم في إنتاجه، كما تؤثر في إنتاج هرمون النمو أيضاً خاصة عند الأطفال والمراهقين، وهي هرمونات مهمة لأنّها مسؤولة عن بناء العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، ومن الجدير بالذكر أنّ الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland) تفرز هرمونات النمو باستمرار، ولكنّ النوم وممارسة التمارين الرياضية يساعد أيضاً على تحفيز إفراز هذه الهرمونات.[٣]
  • أضرار قلة النوم على نظام القلب والأوعية الدموية: يؤثر النوم في صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مستوى السكر في الدم، وضغط الدم، ومستويات الالتهاب في الجسم، كما يلعب النوم دوراً أساسياً في شفاء الجسم وإصلاح القلب والأوعية الدموية،[٣] لذلك فإنّ قلة النوم على المدى البعيد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل: السكري، وأمراض القلب.[٤]

أسباب قلة النوم

تتعدد الأسباب المؤدية إلى قلة النوم، ويمكن بيان أهمها على النحو التالي:[٦]

  • الإصابة باضطرابات النوم: من مثل: الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، والنوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، ومتلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome)، وانقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep Apnea).
  • التقدّم في العمر: يعاني الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من مشاكل في النوم، وذلك بسبب التقدم في العمر، أو الأدوية التي يتناولونها، أو الأمراض الصحية التي يُعانون منها.
  • الإصابة ببعض الأمراض: تُعدّ قلة النوم من المشاكل الشائعة عند الأشخاص المصابين ببعض الأمراض، مثل: الاكتئاب، والسرطانات، وأمراض القلب، ومرض الباركنسون (بالإنجليزية: Parkinson disease).
  • السهر بسبب رغبة شخصية: قد لا يدرك بعض الأشخاص أهمية النوم لأجسامهم، وعوضاً عن الذهاب إلى النوم مبكراً، فإنّهم يقومون بالسهر لوقت متأخر من الليل إمّا بالتواصل الاجتماعي، أو بمشاهدة التلفاز، أو قراءة كتاب، أو غير ذلك.[٧]
  • تناول بعض الأدوية: يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية مثل: أدوية الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy)، أو أدوية مرض فرط النشاط وقلة التركيز (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD) إلى الإصابة بالأرق.[٧]
  • أسباب أخرى: قد يصاب بعض الأشخاص بقلة النوم لأسباب أخرى، مثل: التوتر، أو حدوث تغيير في الروتين اليومي، أو وجود طفل رضيع يُعطّل نوم الوالدين،[٦] أو تناول الكافيين ومشروبات الطاقة المختلفة،[٨] أو الالتزام بساعات العمل في بعض المهن.[٩]

المراجع

  1. “How Much Sleep Do We Really Need?”, www.sleepfoundation.org, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  2. “What’s to know about sleep deprivation?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ “The Effects of Sleep Deprivation on Your Body”, www.healthline.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “How is the body affected by sleep deprivation?”, www.nichd.nih.gov, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  5. “www.webmd.com”, 10 Things to Hate About Sleep Loss, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  6. ^ أ ب “Sleep Deprivation”, www.columbianeurology.org, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Sleep deprivation”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  8. “Causes and consequences of sleepiness among college students”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  9. “Sleep Deprivation”, www.aasm.org, Retrieved 17-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى