محتويات
النوم
يحتاج البشر جميعاََ إلى النّوم للحفاظ على الصّحة والنّشاط، والنّوم من النّعم التي أنعم الله بها على الإنسان، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)،[١] فما هي ساعات النّوم التي يُنصَح بها، وما فوائده للجسم، وكيف نحسّن جودته؟ هذا هو ما سنتعرّف عليه في هذا المقال.
فوائد النّوم لجسم الإنسان
للنوم فوائد كثيرة لجسم الإنسان وصحّته، منها:[٢]
- المحافظة على الوزن: ينظّم النّوم الجيد الشهيّة، ويقلل استهلاك الطّعام، لذلك تميل أجسام الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النّوم إلى الزيادة في الوزن؛ لأنّ الحرمان من النّوم الجيد يحفّز إفراز هرمون جريلين (بالإنجليزيّة: ghrelin) الذي يزيد الشّهيّة، ويقلل إفراز هرمون الليبتين (بالإنجليزيّة: leptin) الذي يثبّط الشّهيّة، وتشير نتائج دراسة واسعة النّطاق إلى أنّ النّوم لفترات قصيرة يزيد فرص الإصابة بالسّمنة بنسبة 89% لدى الأطفال، و55% لدى البالغين.
- تعزيز وظائف الدّماغ: يحسّن النّوم الجيد أداء الدّماغ، ويزيد القدرة على التّركيز، ويعزّز الذّاكرة، ويحسّن مهارة حل المشكلات، وتشير دراسة أُجرِيت على أطباء متدرّبين إلى أنّ الأطباء الذين عملوا أكثر من 24 ساعة متواصلة ارتكبوا أخطاء طبيّة بنسبة 36% أكثرمن المتدربين الذين سُمِح لهم بالنّوم.
- تعزيز الأداء الرّياضي: يعزّز النّوم الجيد أداء الرّياضيين؛ إذ تشير دراسة أُجرِيت على لاعبي كرة السّلة إلى أنّ النّوم لفترات كافية يحسّن كلاً من سرعة تصويب اللاعبين ودقّته، ويحسّن ردود أفعالهم، ومن جهة أخرى أثبتت دراسة أُجريت على 2800 سيدة أنّ قلة النّوم تؤدي إلى صعوبة أكبر في أداء الأنشطة المستقلة، وانخفاض سرعة المشي، وتقلّل قوة القبضة.
- الوقاية من الأمراض: أثبتت مراجعة لخمس عشرة دراسةً أنّ النّوم ما بين 7-8 ساعات يومياََ يقلّل فرص الإصابة بأمراض مزمنة، منها: أمراض القلب، والسّكتة الدّماغيّة، ويؤثر على نسبة السّكر في الدّم، ويقي من مرض السكّري من النّوع الثّاني، ويقلّل حساسية الإنسولين، كما أنّ قلة النّوم تزيد فرصة الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابيّة، وداء كراون.
- الوقاية من الاكتئاب: تشير التّقديرات إلى أنّ 90% من المصابين بالاكتئاب كانوا يشكون من اضطرابات النّوم، مثل: الأرق، أو انقطاع النّفس الانسدادي النّومي، بالإضافة إلى وجود حالات من الانتحار لها علاقة باضطرابات النّوم.
- تحسين نظام المناعة في الجسم: النوم لمدة 8 ساعات على الأقل يحسّن أداء جهاز المناعة، ويقلّل فرص الإصابة بنزلات البرد؛ إذ أنّ من ينام أقل من سبع ساعات يكون عُرضَةً للإصابة بنزلات البرد ثلاثة أضعاف من ينام ثماني ساعاتٍ على الأقل.
عدد ساعات النّوم الصحيّ
تعتمد ساعات النّوم التي يحتاجها الإنسان ليحافظ على صحّته على العمر، وقد توصّلت المؤسسة الأمريكيّة الوطنيّة للنّوم (بالإنجليزيّة: National Sleep Foundation) إلى تحديد ساعات النّوم التي يُنصَح بها الأشخاص وفقاََ للمرحلة العمريّة التي ينتمون إليها بعد مراجعة أكثر من 300 دراسة علميّة من قِبَل 18 خبيراً، فكانت النّتائج كالآتي:[٣]
- يحتاج الأطفال حديثو الولادة من عمر (0-3 أشهر) ما بين 14-17ساعة نوم يومياََ.
- يحتاج الرُّضّع من عمر (4-11 شهراََ) ما بين 12-15 ساعة نوم يومياََ.
- يحتاج الأطفال الصّغار من عمر (1-2 سنة) ما بين 11-14 ساعة نوم يومياََ.
- يحتاج الأطفال بعمر ما قبل المدرسة (3-5 سنوات) ما بين 10-13 ساعة نوم يومياََ.
- يحتاج أطفال المدارس من عمر (6-13سنوات) ما بين 9-11 ساعة نوم يومياََ.
- يحتاج المراهقون من عمر(14-17 عام) ما بين 8-10 ساعات نوم يومياََ.
- يحتاج البالغون الصّغار من عمر (18-25 سنة) من 7-9 ساعات نوم يومياََ.
- يحتاج البالغون من عمر (26-64 سنة) من 7-9 ساعات نوم يومياََ.
- يحتاج كبار السن من عمر 65 عاماََ فأكثر من 7-8 ساعات نوم يومياََ.
نصائح لتحسين النّوم
تعتمد نوعيّة حياتنا بشكلِِ كبير على نوعيّة نومنا في الليل، لذلك يجب الحرص على أخذ قسط وافر من النّوم المريح ليلاً، ويمكن تحسين نوعيّة النّوم عن طريق اتباع النّصائح الآتية:[٤]
- إغلاق الأجهزة الإلكترونيّة قبل ساعة من موعد النّوم؛ خاصةََ تلك التي تعطي وميضاً أزرق، مثل: الهاتف المحمول، والحاسوب، والتّلفاز.
- تجنّب النّوم أثناء النّهار، وعند الرّغبة بأخذ قيلولة يُفضَّل أن تكون في فترة الظّهيرة، وألا تزيد مدّتها عن عشرين دقيقة.
- تجنّب مراقبة ساعة المنبه أثناء محاولة النّوم؛ لأنّ ذلك قد يحفّز الدّماغ على التّفكير في مهام اليوم القادم، ويؤخّر الاستغراق في النّوم، ويُفضّل وضع السّاعة في أحد الجوارير، أو تحت السّرير، أو على الأقل وضعها بالاتّجاه المعاكس لجهة السّرير.
- وضع وسادة بين السّاقين أثناء النّوم؛ للتخفيف من آلام أسفل الظّهر، مما يساعد على النّوم العميق.
- اختيار وسادة مناسبة بحيث لا تكون منتفخة أكثر من اللازم ولا مسطحّة كثيراََ؛ لدعم المنحنى الطّبيعي للعنق عند النّوم.
- اختيار أغطية السّرير والوسائد محكمة الإغلاق، أو الأغطية المقاومة للغبار، لمنع نموّ عث الغبار وغيرها من مسببات الحساسيّة التي قد تزعج النّائم.
- استخدام غرفة النّوم فقط للنوم، وعدم العمل فيها، أو مشاهدة التّلفاز، أو تصفّح الإنترنت، وبذلك ترتبط غرفة النّوم في الذّهن بالاسترخاء والاستغراق السّريع في النّوم.
- المحافظة على درجة حرارة غرفة النّوم معتدلة ومناسبة للنّوم، ويُفضَّل أن تكون بين 20-22 درجة مئويّة تقريباََ.
- الالتزام بمواعيد محدّدة للنوم والاستيقاظ حتى أثناء إجازة نهاية الأسبوع؛ لضبط السّاعة البيولوجيّة للجسم، ودورة النّوم.
- تجنّب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كافيين في وقت متأخر من المساء، مثل: القهوة، أو الشّوكولاتة؛ لأنّها تؤخر الاستغراق في النّوم.
- ممارسة الرّياضة أثناء النّهار باعتدال، والتّوقّف قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد النّوم؛ لمنح الجسم فرصةً للاسترخاء.
- الامتناع عن تناول الوجبات الثّقيلة في فترة المساء؛ لأنّ ذلك يرهق الجهاز الهضمي، ويؤثر على نوعيّة النّوم.
- الامتناع عن التدخين وشرب الكحول، بينما يُنصَح بشرب المشروبات المهدِّئة، مثل: الحليب، وشاي البابونج.
- عدم شرب السّوائل قبل موعد النوم بساعتين؛ تجنّباََ للاستيقاظ من النّوم للذهاب إلى دورة المياه، وعدم التمكّن من العودة للنوم بسرعة.
- استخدام إضاءة خافتة قبل النوم بساعتين أو ثلاث؛ لأنّ الإضاءة الخافتة تحفّز الدّماغ على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النّوم.
- التّخلّص من مصادر الضّوضاء التي قد تشوّش النّوم قدر الإمكان، واستخدام سدادات الأذن عند الضّرورة.
- الاسترخاء قبل موعد النّوم بساعة، ويمكن ذلك عن طريق قراءة كتاب لطيف، أو سماع موسيقى هادئة، أو أخذ حمّام دافئ.
المراجع
- ↑ سورة الروم، آية: 23.
- ↑ Joe Leech (29-6-2016), “10 Reasons Why Good Sleep Is Important”، www.healthline.com, Retrieved 4-10-2018. Edited.
- ↑ Clare Kittredge, “How Much Sleep Do You Really Need Each Night?”، www.everydayhealth, Retrieved 4-10-2018. Edited.
- ↑ Reviewed by William Blahd (6-10-2016), “20 Tips for Better Sleep”، www.webmd.com, Retrieved 4-10-2018. Edited.