وضوء و صلاة

ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث المعنى

لكلٍّ من صلاة التهجُّد، وقيام الليل معنى مُستقِلّ بذاته، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التهجُّد: تُطلَق كلمة التهجُّد في اللغة على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّداً، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّداً، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل،[١] أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، وفيها قال -تعالى-: (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٢][٣]
  • قيام الليل: وهو يعني: إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ومعنى أقام الليل: أي أحياه بطاعة الله -تعالى-،[٤] ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل؛ كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة؛ بهدف التعبُّد لله -تعالى- قياماً لليل، كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله -تعالى-؛ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فبذلك يكون قيام الليل.[٥]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الوقت

يكون وقت صلاة التهجُّد بعد القيام من النوم، وقد ورد التهجُّد في قوله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)،[٦] وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وقد ورد ذلك في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد قال: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).[٧][٨]

أمّا في نافلة الليل، فيجوز للمسلم أن يُصلّي بحسب استطاعته، وقدرته؛ فيجوز له أن يُصلّيها أوّل الليل، أو وسطه، أو آخره؛ إذ وردت تلك الصفات كلّها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)،[٩][١٠] وقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقت قيام الليل يبدأ بعد أداء صلاة العشاء، وذهب الشافعية، والحنابلة إلى أنّ قيام الليل كلّه مكروه؛ إذ لم يُعلَم عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد قام جميع الليل، واستدلّوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ)،[١١] ولم يذكر الفقهاء الآخرون غير ذلك.[١٢]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث عدد الركعات

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة، ولا يزيد على ذلك، وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[١٣] وهذا هو العدد الذي استحبّه العلماء؛ لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٤] وعدد ركعات التهجُّد لا يختلف عن عدد ركعات قيام الليل؛ فلهما المعنى نفسه؛ وقد نُقِل عن ابن قدامة الحنبليّ أنّ الاختلاف في عدد الركعات الواردة عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قد يكون نتيجة صلاته بالعدَدَين؛ أي يُصلّي في ليلة ثلاث عشرة ركعة، ويُصلّي في أخرى إحدى عشرة ركعة،[١٥] وللمُصلّي أن يُصلّي أقلّ من ذلك، أو أكثر من ذلك؛ بحسب قدرته، ونشاطه، واستطاعته؛ فقد اتّفق المسلمون على أنّ صلاة الليل لم تُقيَّد بعددٍ مُحدَّد،[١٦] وإن زاد المسلم في عدد الركعات كان أجرُه أكبر.[١٧]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الكيفيّة

يُعَدّ تبييت النيّة للقيام لصلاة الليل بعد النوم سُنّةً؛ فإن نام المسلم بعد أن نوى ولم يقم، كُتِب له أجر نيّته، وكان النوم صدقة من الله -تعالى- عليه، ويُسَنّ بعد القيام من النوم أن يمسحَ المسلم وجهَه بيده، ثمّ يقرأ عشر آيات من سورة آل عمران؛ وبدايتها قوله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[١٨] ثمّ يستاك، ويتوضّأ، ويبدأ صلاته بركعتَين خفيفتَين؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[١٩] ثم يُصلّي ركعتَين ركعتَين؛ يسلّم بين كلّ ركعتَين منها؛ فقد ورد ذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ اورد ابن عمر -رضي الله عنه- ذلك، فقال: (إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ).[٢٠][٢١]

وصلاة الرجل نافلة الليل في بيته أفضل، ويُسَنّ له أن يُوقظ أهله؛ للصلاة، ويُصلّي بهم، وتكون صلاته بحَسب نشاطه؛ فإن نشط أطال الصلاة وحَسَّنها، وإن أحسّ بالنُّعاس والتعب نام، ويُنوّع في قراءته للقرآن بين الجهر، والسرّ، ويسأل الله -تعالى- الرحمةَ إن مَرّ بآية رحمة، ويستعيذ به من النار إن مَرّ بآية عذاب، ويجعل آخر صلاته من الليل الوَتر؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٢٢][٢١] وقد ذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ صلاة الليل تكون مَثنى مَثنى، ويفصل بينهم بتسليمة بين كلّ ركعتَين، وخالفهم في ذلك الحنفيّة؛ إذ يرون أنّ صلاة الليل أربع ركعات يُسلّم بعدهنّ،[٢٣] ولا يُشترَط أن يقوم المسلم من النوم حتى يُصلّي الليل؛ إذ يمكنه أن يُؤدّي صلاة الليل قبل النوم، وإن أحيا ليلَه بأيّ طاعة، فهو مأجور -إن شاء الله تعالى-.[٢٤]

صلاة التهجُّد وقيام الليل

شرع الله -تعالى- لعباده فرائض وطاعات يتقربّون بأدائها إليه، وأمرهم بأداء هذه الفرائض، كما أمرهم باجتناب المُحرَّمات، ثمّ شرع لهم بعد ذلك نوافل تقرّبهم إليه أكثر، فينالون بها رضاه، وقد ورد في السنّة النبويّة عددٌ من الأحاديث التي تدلّ على فضل الإكثار من النوافل، ومن ذلك ما رواه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ربّه -جلّ جلاله-، قال: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[٢٥][٢٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد، وهو أوسع منه من حيث الأعمال الداخلة فيه؛ إذ ينحصر التهجُّد في الصلاة بعد الرقود، أمّا القيام فيشمل الصلاة قبل النوم، وبعده، والطاعات الأخرى،[٢٧] وكلاهما من النوافل، وفي ما يأتي توضيح لكلٍّ منهما:

فضل التهجُّد وقيام الليل

بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل في ثُلثه الأخير أفضل وأحبّ عند الله -تعالى- من القيام في غيره من الأوقات، وقد ورد ذلك في الحديث الذي أورده أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)،[٢٨] وهذا الوقت أدعى للسكون، وعدم الانشغال، فيتفرّغ المُصلّي للصلاة، والدعاء دون أن يكون هناك ما يصرفه عن ذلك من مشاغل الدُّنيا، وقد حَثّ الله -تعالى- في الحديث السابق على قيام الليل، ومناجاته -سبحانه-، ووعد من قامه بإجابة سؤاله، وتلبية حاجاته، وأثنى على من يقومه بأنّ تركه لذّة النوم والراحة والانشغال عنها بما تتلذّذ به روحه يُصفّي قلبه؛ قال -تعالى- في ذلك: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)،[٢٩] وقد وصف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المداومة على قيام الليل بأنّ ذلك من صفات الصالحين، كما أنّه قُربة إلى ربّ العالمين؛ فقال: (عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ).[٣٠][٣١]

المراجع

  1. “تعريف و معنى التهجد في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الذاريات، آية: 17-18.
  3. د. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى قيام الليل في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  5. أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي (1997)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 401. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية: 79.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1131، صحيح.
  8. كتاب الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، مجموعة من المؤلفين، صفحة 170، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1626، صحيح.
  10. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 400، جزء 1. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سعد بن هشام، الصفحة أو الرقم: 1600، صحيح.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 119-120، جزء 34. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1147، صحيح.
  14. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوقيفية، صفحة 413-414، جزء 1. بتصرّف.
  15. أ.د. وهبة بن مصطفى الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1095، جزء 2. بتصرّف.
  16. ابن عبدالبر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، المغرب: وزاة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 69-70، جزء 21. بتصرّف.
  17. يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثنية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 19، جزء 6. بتصرّف.
  18. سورة آل عمران، آية: 190.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 768، صحيح.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1137، صحيح.
  21. ^ أ ب محمد بن إبراهيم التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 534-535. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  23. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 158، جزء 27. بتصرّف.
  24. “الفرق بين قيام الليل والتهجد”، www.islamweb.net، 11-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  25. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  26. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 763. بتصرّف.
  27. “هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل”، islamqa.info، 28-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  28. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح.
  29. سورة الفرقان، آية: 65.
  30. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو أمامة، الصفحة أو الرقم: 5555، صحيح.
  31. أ.د. عبدالله بن محمد الطيار (11-8-2010)، “قيام الليل والتهجد بالأسحار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث المعنى

لكلٍّ من صلاة التهجُّد، وقيام الليل معنى مُستقِلّ بذاته، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التهجُّد: تُطلَق كلمة التهجُّد في اللغة على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّداً، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّداً، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل،[١] أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، وفيها قال -تعالى-: (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٢][٣]
  • قيام الليل: وهو يعني: إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ومعنى أقام الليل: أي أحياه بطاعة الله -تعالى-،[٤] ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل؛ كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة؛ بهدف التعبُّد لله -تعالى- قياماً لليل، كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله -تعالى-؛ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فبذلك يكون قيام الليل.[٥]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الوقت

يكون وقت صلاة التهجُّد بعد القيام من النوم، وقد ورد التهجُّد في قوله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)،[٦] وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وقد ورد ذلك في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد قال: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).[٧][٨]

أمّا في نافلة الليل، فيجوز للمسلم أن يُصلّي بحسب استطاعته، وقدرته؛ فيجوز له أن يُصلّيها أوّل الليل، أو وسطه، أو آخره؛ إذ وردت تلك الصفات كلّها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)،[٩][١٠] وقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقت قيام الليل يبدأ بعد أداء صلاة العشاء، وذهب الشافعية، والحنابلة إلى أنّ قيام الليل كلّه مكروه؛ إذ لم يُعلَم عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد قام جميع الليل، واستدلّوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ)،[١١] ولم يذكر الفقهاء الآخرون غير ذلك.[١٢]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث عدد الركعات

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة، ولا يزيد على ذلك، وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[١٣] وهذا هو العدد الذي استحبّه العلماء؛ لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٤] وعدد ركعات التهجُّد لا يختلف عن عدد ركعات قيام الليل؛ فلهما المعنى نفسه؛ وقد نُقِل عن ابن قدامة الحنبليّ أنّ الاختلاف في عدد الركعات الواردة عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قد يكون نتيجة صلاته بالعدَدَين؛ أي يُصلّي في ليلة ثلاث عشرة ركعة، ويُصلّي في أخرى إحدى عشرة ركعة،[١٥] وللمُصلّي أن يُصلّي أقلّ من ذلك، أو أكثر من ذلك؛ بحسب قدرته، ونشاطه، واستطاعته؛ فقد اتّفق المسلمون على أنّ صلاة الليل لم تُقيَّد بعددٍ مُحدَّد،[١٦] وإن زاد المسلم في عدد الركعات كان أجرُه أكبر.[١٧]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الكيفيّة

يُعَدّ تبييت النيّة للقيام لصلاة الليل بعد النوم سُنّةً؛ فإن نام المسلم بعد أن نوى ولم يقم، كُتِب له أجر نيّته، وكان النوم صدقة من الله -تعالى- عليه، ويُسَنّ بعد القيام من النوم أن يمسحَ المسلم وجهَه بيده، ثمّ يقرأ عشر آيات من سورة آل عمران؛ وبدايتها قوله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[١٨] ثمّ يستاك، ويتوضّأ، ويبدأ صلاته بركعتَين خفيفتَين؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[١٩] ثم يُصلّي ركعتَين ركعتَين؛ يسلّم بين كلّ ركعتَين منها؛ فقد ورد ذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ اورد ابن عمر -رضي الله عنه- ذلك، فقال: (إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ).[٢٠][٢١]

وصلاة الرجل نافلة الليل في بيته أفضل، ويُسَنّ له أن يُوقظ أهله؛ للصلاة، ويُصلّي بهم، وتكون صلاته بحَسب نشاطه؛ فإن نشط أطال الصلاة وحَسَّنها، وإن أحسّ بالنُّعاس والتعب نام، ويُنوّع في قراءته للقرآن بين الجهر، والسرّ، ويسأل الله -تعالى- الرحمةَ إن مَرّ بآية رحمة، ويستعيذ به من النار إن مَرّ بآية عذاب، ويجعل آخر صلاته من الليل الوَتر؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٢٢][٢١] وقد ذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ صلاة الليل تكون مَثنى مَثنى، ويفصل بينهم بتسليمة بين كلّ ركعتَين، وخالفهم في ذلك الحنفيّة؛ إذ يرون أنّ صلاة الليل أربع ركعات يُسلّم بعدهنّ،[٢٣] ولا يُشترَط أن يقوم المسلم من النوم حتى يُصلّي الليل؛ إذ يمكنه أن يُؤدّي صلاة الليل قبل النوم، وإن أحيا ليلَه بأيّ طاعة، فهو مأجور -إن شاء الله تعالى-.[٢٤]

صلاة التهجُّد وقيام الليل

شرع الله -تعالى- لعباده فرائض وطاعات يتقربّون بأدائها إليه، وأمرهم بأداء هذه الفرائض، كما أمرهم باجتناب المُحرَّمات، ثمّ شرع لهم بعد ذلك نوافل تقرّبهم إليه أكثر، فينالون بها رضاه، وقد ورد في السنّة النبويّة عددٌ من الأحاديث التي تدلّ على فضل الإكثار من النوافل، ومن ذلك ما رواه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ربّه -جلّ جلاله-، قال: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[٢٥][٢٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد، وهو أوسع منه من حيث الأعمال الداخلة فيه؛ إذ ينحصر التهجُّد في الصلاة بعد الرقود، أمّا القيام فيشمل الصلاة قبل النوم، وبعده، والطاعات الأخرى،[٢٧] وكلاهما من النوافل، وفي ما يأتي توضيح لكلٍّ منهما:

فضل التهجُّد وقيام الليل

بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل في ثُلثه الأخير أفضل وأحبّ عند الله -تعالى- من القيام في غيره من الأوقات، وقد ورد ذلك في الحديث الذي أورده أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)،[٢٨] وهذا الوقت أدعى للسكون، وعدم الانشغال، فيتفرّغ المُصلّي للصلاة، والدعاء دون أن يكون هناك ما يصرفه عن ذلك من مشاغل الدُّنيا، وقد حَثّ الله -تعالى- في الحديث السابق على قيام الليل، ومناجاته -سبحانه-، ووعد من قامه بإجابة سؤاله، وتلبية حاجاته، وأثنى على من يقومه بأنّ تركه لذّة النوم والراحة والانشغال عنها بما تتلذّذ به روحه يُصفّي قلبه؛ قال -تعالى- في ذلك: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)،[٢٩] وقد وصف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المداومة على قيام الليل بأنّ ذلك من صفات الصالحين، كما أنّه قُربة إلى ربّ العالمين؛ فقال: (عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ).[٣٠][٣١]

المراجع

  1. “تعريف و معنى التهجد في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الذاريات، آية: 17-18.
  3. د. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى قيام الليل في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  5. أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي (1997)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 401. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية: 79.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1131، صحيح.
  8. كتاب الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، مجموعة من المؤلفين، صفحة 170، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1626، صحيح.
  10. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 400، جزء 1. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سعد بن هشام، الصفحة أو الرقم: 1600، صحيح.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 119-120، جزء 34. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1147، صحيح.
  14. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوقيفية، صفحة 413-414، جزء 1. بتصرّف.
  15. أ.د. وهبة بن مصطفى الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1095، جزء 2. بتصرّف.
  16. ابن عبدالبر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، المغرب: وزاة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 69-70، جزء 21. بتصرّف.
  17. يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثنية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 19، جزء 6. بتصرّف.
  18. سورة آل عمران، آية: 190.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 768، صحيح.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1137، صحيح.
  21. ^ أ ب محمد بن إبراهيم التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 534-535. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  23. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 158، جزء 27. بتصرّف.
  24. “الفرق بين قيام الليل والتهجد”، www.islamweb.net، 11-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  25. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  26. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 763. بتصرّف.
  27. “هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل”، islamqa.info، 28-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  28. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح.
  29. سورة الفرقان، آية: 65.
  30. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو أمامة، الصفحة أو الرقم: 5555، صحيح.
  31. أ.د. عبدالله بن محمد الطيار (11-8-2010)، “قيام الليل والتهجد بالأسحار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث المعنى

لكلٍّ من صلاة التهجُّد، وقيام الليل معنى مُستقِلّ بذاته، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التهجُّد: تُطلَق كلمة التهجُّد في اللغة على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّداً، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّداً، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل،[١] أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، وفيها قال -تعالى-: (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٢][٣]
  • قيام الليل: وهو يعني: إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ومعنى أقام الليل: أي أحياه بطاعة الله -تعالى-،[٤] ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل؛ كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة؛ بهدف التعبُّد لله -تعالى- قياماً لليل، كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله -تعالى-؛ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فبذلك يكون قيام الليل.[٥]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الوقت

يكون وقت صلاة التهجُّد بعد القيام من النوم، وقد ورد التهجُّد في قوله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)،[٦] وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وقد ورد ذلك في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد قال: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).[٧][٨]

أمّا في نافلة الليل، فيجوز للمسلم أن يُصلّي بحسب استطاعته، وقدرته؛ فيجوز له أن يُصلّيها أوّل الليل، أو وسطه، أو آخره؛ إذ وردت تلك الصفات كلّها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)،[٩][١٠] وقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقت قيام الليل يبدأ بعد أداء صلاة العشاء، وذهب الشافعية، والحنابلة إلى أنّ قيام الليل كلّه مكروه؛ إذ لم يُعلَم عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد قام جميع الليل، واستدلّوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ)،[١١] ولم يذكر الفقهاء الآخرون غير ذلك.[١٢]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث عدد الركعات

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة، ولا يزيد على ذلك، وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[١٣] وهذا هو العدد الذي استحبّه العلماء؛ لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٤] وعدد ركعات التهجُّد لا يختلف عن عدد ركعات قيام الليل؛ فلهما المعنى نفسه؛ وقد نُقِل عن ابن قدامة الحنبليّ أنّ الاختلاف في عدد الركعات الواردة عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قد يكون نتيجة صلاته بالعدَدَين؛ أي يُصلّي في ليلة ثلاث عشرة ركعة، ويُصلّي في أخرى إحدى عشرة ركعة،[١٥] وللمُصلّي أن يُصلّي أقلّ من ذلك، أو أكثر من ذلك؛ بحسب قدرته، ونشاطه، واستطاعته؛ فقد اتّفق المسلمون على أنّ صلاة الليل لم تُقيَّد بعددٍ مُحدَّد،[١٦] وإن زاد المسلم في عدد الركعات كان أجرُه أكبر.[١٧]

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث الكيفيّة

يُعَدّ تبييت النيّة للقيام لصلاة الليل بعد النوم سُنّةً؛ فإن نام المسلم بعد أن نوى ولم يقم، كُتِب له أجر نيّته، وكان النوم صدقة من الله -تعالى- عليه، ويُسَنّ بعد القيام من النوم أن يمسحَ المسلم وجهَه بيده، ثمّ يقرأ عشر آيات من سورة آل عمران؛ وبدايتها قوله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[١٨] ثمّ يستاك، ويتوضّأ، ويبدأ صلاته بركعتَين خفيفتَين؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[١٩] ثم يُصلّي ركعتَين ركعتَين؛ يسلّم بين كلّ ركعتَين منها؛ فقد ورد ذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ اورد ابن عمر -رضي الله عنه- ذلك، فقال: (إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ).[٢٠][٢١]

وصلاة الرجل نافلة الليل في بيته أفضل، ويُسَنّ له أن يُوقظ أهله؛ للصلاة، ويُصلّي بهم، وتكون صلاته بحَسب نشاطه؛ فإن نشط أطال الصلاة وحَسَّنها، وإن أحسّ بالنُّعاس والتعب نام، ويُنوّع في قراءته للقرآن بين الجهر، والسرّ، ويسأل الله -تعالى- الرحمةَ إن مَرّ بآية رحمة، ويستعيذ به من النار إن مَرّ بآية عذاب، ويجعل آخر صلاته من الليل الوَتر؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٢٢][٢١] وقد ذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ صلاة الليل تكون مَثنى مَثنى، ويفصل بينهم بتسليمة بين كلّ ركعتَين، وخالفهم في ذلك الحنفيّة؛ إذ يرون أنّ صلاة الليل أربع ركعات يُسلّم بعدهنّ،[٢٣] ولا يُشترَط أن يقوم المسلم من النوم حتى يُصلّي الليل؛ إذ يمكنه أن يُؤدّي صلاة الليل قبل النوم، وإن أحيا ليلَه بأيّ طاعة، فهو مأجور -إن شاء الله تعالى-.[٢٤]

صلاة التهجُّد وقيام الليل

شرع الله -تعالى- لعباده فرائض وطاعات يتقربّون بأدائها إليه، وأمرهم بأداء هذه الفرائض، كما أمرهم باجتناب المُحرَّمات، ثمّ شرع لهم بعد ذلك نوافل تقرّبهم إليه أكثر، فينالون بها رضاه، وقد ورد في السنّة النبويّة عددٌ من الأحاديث التي تدلّ على فضل الإكثار من النوافل، ومن ذلك ما رواه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ربّه -جلّ جلاله-، قال: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[٢٥][٢٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد، وهو أوسع منه من حيث الأعمال الداخلة فيه؛ إذ ينحصر التهجُّد في الصلاة بعد الرقود، أمّا القيام فيشمل الصلاة قبل النوم، وبعده، والطاعات الأخرى،[٢٧] وكلاهما من النوافل، وفي ما يأتي توضيح لكلٍّ منهما:

فضل التهجُّد وقيام الليل

بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل في ثُلثه الأخير أفضل وأحبّ عند الله -تعالى- من القيام في غيره من الأوقات، وقد ورد ذلك في الحديث الذي أورده أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)،[٢٨] وهذا الوقت أدعى للسكون، وعدم الانشغال، فيتفرّغ المُصلّي للصلاة، والدعاء دون أن يكون هناك ما يصرفه عن ذلك من مشاغل الدُّنيا، وقد حَثّ الله -تعالى- في الحديث السابق على قيام الليل، ومناجاته -سبحانه-، ووعد من قامه بإجابة سؤاله، وتلبية حاجاته، وأثنى على من يقومه بأنّ تركه لذّة النوم والراحة والانشغال عنها بما تتلذّذ به روحه يُصفّي قلبه؛ قال -تعالى- في ذلك: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)،[٢٩] وقد وصف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المداومة على قيام الليل بأنّ ذلك من صفات الصالحين، كما أنّه قُربة إلى ربّ العالمين؛ فقال: (عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ).[٣٠][٣١]

المراجع

  1. “تعريف و معنى التهجد في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الذاريات، آية: 17-18.
  3. د. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى قيام الليل في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
  5. أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي (1997)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 401. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية: 79.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1131، صحيح.
  8. كتاب الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، مجموعة من المؤلفين، صفحة 170، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1626، صحيح.
  10. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 400، جزء 1. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سعد بن هشام، الصفحة أو الرقم: 1600، صحيح.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 119-120، جزء 34. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1147، صحيح.
  14. كمال ابن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوقيفية، صفحة 413-414، جزء 1. بتصرّف.
  15. أ.د. وهبة بن مصطفى الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1095، جزء 2. بتصرّف.
  16. ابن عبدالبر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، المغرب: وزاة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 69-70، جزء 21. بتصرّف.
  17. يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثنية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 19، جزء 6. بتصرّف.
  18. سورة آل عمران، آية: 190.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 768، صحيح.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1137، صحيح.
  21. ^ أ ب محمد بن إبراهيم التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 534-535. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  23. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 158، جزء 27. بتصرّف.
  24. “الفرق بين قيام الليل والتهجد”، www.islamweb.net، 11-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  25. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  26. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 763. بتصرّف.
  27. “هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل”، islamqa.info، 28-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  28. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح.
  29. سورة الفرقان، آية: 65.
  30. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو أمامة، الصفحة أو الرقم: 5555، صحيح.
  31. أ.د. عبدالله بن محمد الطيار (11-8-2010)، “قيام الليل والتهجد بالأسحار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى