سيرة السيدة عائشة

• ذات صلة
• سيرة عائشة رضي الله عنها
• عائشة زوجة الرسول

if (checkScenario(“Leaderboard”) == “mobile”) {
document.getElementById(‘art_leaderboard_mobile’).insertAdjacentHTML(‘beforebegin’, ‘

‘);
}

نسب أم المؤمنين عائشة وكنيتها

هي عائشة بنت أبي بكر الصّديق، والدها عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرّة بن كعب، وأمّها أمّ رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أرنبة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها-.^[١]

وأما عن كُنية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ فقد كانت تُكنّى بأم عبد الله -رغم أنّه لم يكن لها أولاد-، وقيل إنها كانت تُنادى بالحميراء؛ لبياض بشرتها، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- في كثير من الأحيان يُناديها ببنت الصدّيق.^[٢]

if (checkScenario(“MPU”) == “mobile”) {
document.getElementById(‘art_mpu_mobile’).insertAdjacentHTML(‘beforebegin’, ‘

‘);
}

مولد أم المؤمنين عائشة ونشأتها

اختلفت الأقوال حول سنة مولد عائشة -رضي الله عنها-؛ فقيل إنّها ولدت في مكة المكرمة بعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- بأربع سنوات، وقيل قبل البعثة بخمس سنوات، وكانت نشأتها أول ما نشأت في بيت أبيها أبي بكر الصديق أول من أسلم من الرجال، وأمها أم رومان؛ فنشأت عائشة على الإسلام وأخلاقه منذ ولادتها، إضافةً إلى أنّ أسرتها كانت من أشرف أُسر قريش وأفضلهم نسبًا، وقد رضعت عائشة -رضي الله عنها- عند زوجةُ أبي القعيس.^[٣]

مختصر سيرة السيدة عائشة

زواج السيدة عائشة بالنبيّ

بعدما توفيت خديجة -رضي الله عنها- أول زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام-، حزن النبي عليها حزنًا شديدًا، وأحسّ بالوحشة والوحدة؛ فجاءته خولة بنت حكيم، وعرضت عليه أن تُزوجه، وإن شاء أن يتزوّج ثيبًا أو بكرًا، فسألها من الثيّب ومن البكر، فقالت: الثيّب سودة بنت زمعة، والبكر عائشة بنت أبي بكر، فاختار عائشة.^[٤]

وكانت خولة بنت حكيم هي من خطبة عائشة -رضي الله عنها- للنبي -عليه الصلاة والسلام-؛ حيث ذهبت إلى أبيها أبي بكر، وطلبتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فظنّ أبو بكر -رضي الله عنه- أنّ زواج النبي بابنته عائشة لا يجوز؛ للمؤاخاة التي بينه وبين النبي، حيث كان العرب لا يتزوجون ببنات إخوانهم بالتآخي، فأخبره النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه أخوه في الإسلام، ويجوز أن يتزوّج بابنته، فقبل أبو بكر -رضيَ الله عنه-.^[٤]

وقد سُئلت عائشة عن مهرها، فقالت: (كانَ صَدَاقُهُ لأَزْوَاجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قالَتْ: أَتَدْرِي ما النَّشُّ؟ قالَ: قُلتُ: لَا، قالَتْ: نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُمِئَةِ دِرْهَمٍ، فَهذا صَدَاقُ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- لأَزْوَاجِهِ)،^[٥] واختُلف في التاريخ الذي تزوّجها به رسول الله، لكن جمهور المحقّقين يقولون إنّه تزوجها في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، وكان لها من العمر ستّ سنوات، وقيل سبع، ولم يدخل بها إلا بعد أن هاجر إلى المدينة المنورة.^[٦]

مكانة عائشة عند النبي

وصفت عائشة حبّ النبي لها ومكانتها عنده فقالت: (قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ)،^[٧] لكنّ حبّ رسول الله لها كان أكبر من ذلك، حيث إنّ أبا زرع طلّق أمّ زرع، ورسول الله لم يطلق زوجته،^[٨] وقد كانت لعائشة -رضي الله عنها- مكانةٌ كبيرةٌ عند النبي -عليه الصلاة والسلام- بل كانت من أحب الناس إليه.

حادثة الإفك

إنّ حادثة الإفك من أصعب المواقف التي مرّت بها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ حيث اتّهمت بها زورًا، وقصة حادثة الإفك أنّ عائشة خرجت مع رسول الله إلى غزوة بني المصطلق، وفي العودة كادت الفتنة أن تشتعل بين مجموعة من المسلمين، فأراد رسول الله أن يعجّل بالعودة، وكانت عائشة قد خرجت لقضاء حاجتها بعيدًا عن المسلمين، ولم تعلم بما حدث، ولا يعلم أحد أنّها خارجة، فسار الجيش، ولمّا اقتربت عائشة فقدت عقداً لها، ولم تجده فعادت تبحث عنه.^[٩]

وكانت من عادة رسول الله أن يرسل خلف الجيش من يتفقّد الطريق؛ خوفًا من أن يكون المسلمون قد نسوا شيئًا، فأرسل صفوان بن المعطل فرأى عائشة، وعاد معها إلى المدينة، فأخبرت رسول الله بما حدث معها، ولكنّها حينما أقبلت إلى المدينة مع صفوان شاهدهم ابن سلول الذي اتّهمها بالفاحشة وأشاع الخبر.

بقيت عائشة -رضي الله عنها- متعبةً لأيام في بيت والدها، والنبي لا يكلّمها، وقد حزنت حزنًا شديدًا، إلى أنّ برّأها الله من فوق سبع سماوات، فأنزل قوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).^[١٠][٩]

عِلم السيدة عائشة وفقهها

كانت عائشة من أكثر الصّحابيّات روايةً للحديث عن رسول الله، روى عنها العديد من الصّحابة وكبار التابعين، وكانت أعلم نساء زمانها وأفقههنّ، فقد كانت عالمة بالفقه، والتفسير، والشعر، وأحاديث العرب وأخبارهم وأيامهم وأنسابهم، وكان الصحابة يأتون فيسألونها ويستفتونها، قال الزهريّ في وصف علمها: “لو جُمع علم النّاس كلهم ثم علم أزواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لكانت عائشة أوسعهم علمًا”،^[١١] وروى موسى بن طلحة فقال: (ما رأَيْتُ أحَدًا أفصَحَ مِن عائشةَ).^[١٢][١٣]

وفاة السيدة عائشة

لمّا بلغت عائشة -رضيَ الله عنها- من العمر تسعة وستين عامًا؛ مرضت مرضًا شديدًا، حتى اشتدّ بها المرض، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، ودُفنت في البقيع، وقد كان ذلك في اليوم السابع عشر من شهر رمضان، في السنة الثامنة والخمسين للهجرة.^[٩]

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

صفات السيدة عائشة الخَلقية

جاء وصف هيئة السيّدة عائشة -رضيَ الله عنها- في العديد من الآثار، نذكر بعضها فيما يأتي:^[١٤]

• لون بشرتها أبيض بياضًا ناعمًا يميل إلى الحُمرة: وقد أُطلق عليها لقب الحُميراء نسبةً إلى ذلك، وهو أحسن وصف قد توصف به امرأة، حيث كانت جميلةً، وضيئةً، بهيّةً المنظر، وقد وصفتها أمّها أمّ رومان في حادثة الإفك، فقالت: (يا بُنَيَّةُ هَوِّنِي علَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا ولَهَا ضَرَائِرُ، إلَّا أكْثَرْنَ عَلَيْهَا).^[١٥]
• جسمها نحيل: وقد كان ذلك حينما كانت شابة، ثمّ لما تقدّمت بالعمر كثُر لحمها وازداد وزنها، وهو ما تبيّن من الحديث الذي روته فقالت: (سابقَني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسبقتُه فلبثْنا حتى إذا رهقَني اللَّحمُ سابقَني فسبقَني فقال هذه بتلكَ).^[١٦]
• قامتها مائلة إلى الطول
• شعرها كان طويلاً حين كانت صغيرة: ثمّ لمّا بلغت السادسة من عمرها مرضت مرضًا شديدًا أدّى إلى تمزّق شعرها، حتى صار شعرها إلى ما تحت المنكبين، وبعدها عادت صحتها إليها فتحسّن شعرها، وقد ورد ذلك في الحديث الذي روته فقالت: (تَزَوَّجَنِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزَلْنَا في بَنِي الحَارِثِ بنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي، فَوَفَى جُمَيْمَةً).^[١٧]

صفات السيدة عائشة الخُلُقية

أخذت سيّدتنا عائشة -رضيَ الله عنها- مكارم الأخلاق من سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- واتّصفت بها، فقد لازمت عائشة رسول الله، وروت عنه الكثير من الأحاديث، وممّا تحلّت به عائشة من الصّفات الخُلُقيّة:^[١٨]

• كثرة العبادة من الصّيام والقيام.
• الكرم والإنفاق في سبيل الله: فقد كانت كثيرة الصّدقة، حتى لا يبقى في يدها شيء ممّا تملكه إلّا وقد تصدّقت به، وقد باعت دارًا لها، وتصدّقت بثمنها للفقراء، فقد جاء عنها: (أنَّها تَصدَّقَتْ بسَبعينَ ألْفًا؛ وإنَّها لتَرقَعُ جانبَ دِرعِها رضيَ اللهُ عنها).^[١٩]
• الزّهد والورع: فرغم أنّها اتّصفت بمحاسن الأخلاق جميعها، إلّا أنّها كانت تكره أن يُثني عليها أحد، أو يمدحها أحد، وكلّما سمعت ذلك تقول: يا ليتني كنت نسياً منسيّاً، وقد عاشت مع رسول الله راضيةً بما قسمه الله لها، حيث روت فقالت: (ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ، مِن طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حتَّى قُبِضَ).^[٢٠]
• الشجاعة والمجاهدة: كانت عائشة -رضي الله عنها- شجاعةً مقدامةً؛ فقد خرجت في عدد من الغزوات تسقي الجرحى وتساعدهم.^[٢١]

فضائل عائشة رضي الله عنها

إنّ لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فضائل ومناقب عديدة، منها ما تشترك به مع سائر أمهات المؤمنين، ومنها فضائل خاصةٌ بها، وفيما يأتي ذكر هذه الفضائل.

فضائل عامة لعائشة وأمهات المؤمنين

من الفضائل العامة التي تشمل عائشة وسائر أمهات المؤمنين ما يأتي:^[٢٢]

• أنّهنّ أفضل نساء العالمين.
• أنّهنّ زوجات لأفضل البشر -عليه الصلاة والسلام-.
• أنّهنّ أمهات للمؤمنين.
• أنّهن زوجات للنبي -عليه الصلاة والسلام- ورفيقاته في الدنيا والآخرة.

فضائل خاصة بأم المؤمنين عائشة

من فضائل عائشة -رضي الله عنها- الخاصة بها ما يأتي:^[٢٢]

• أنّها كانت من أفضل نساء العالمين.
• أنّها أحبّ زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- إليه.
• أنّ أباها أبو بكر الصديق؛ وهو أحب الرجال إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.
• أنّها البكر الوحيدة التي تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فباقي زوجاته كن ثيّبات.
• أنّ براءتها نزلت من فوق سبع سنوات، وذلك في حادثة الإفك.
• أنّ الوحي كان يأتي النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في فراشها.
• أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- اختار في مرضه قبل وفاته أن يقضي آخر أيامها عندها وفي حجرتها.

المراجع

1. ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 35-42. بتصرّف.
2. ↑ سليمان الندوي، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين، صفحة 37. بتصرّف.
3. ↑ ياسين الخليفة الطيب المحجوب، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 21-22. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب} سليمان الندوي (2003)، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 44-45. بتصرّف.
5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1426، حديث صحيح .
6. ↑ سليمان الندوي (2003)، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (الطبعة 1)، دمشق :دار القلم ، صفحة 48-49. بتصرّف.
7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5189، حديث صحيح .
8. ↑ محمد الصوياني، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، صفحة 75. بتصرّف.
9. ^ ^{أ ب ت} خالد الحمودي، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، صفحة 11-19. بتصرّف.
10. ↑ سورة النور ، آية:11
11. ↑ عادل نويهض، معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر، صفحة 251-252. بتصرّف.
12. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن موسى بن طلحة، الصفحة أو الرقم:3884 ، صحيح .
13. ↑ موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت :المكتبة العامرية ، صفحة 149-148، جزء 2. بتصرّف.
14. ↑ ياسين الخليفة الطيب المحجوب، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 53-55. بتصرّف.
15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2661، حديث صحيح.
16. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:327، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
17. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3894، حديث صحيح.
18. ↑ ياسين المحجوب (2011)، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصِّدِّيقة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :مؤسسة الدرر السنية، صفحة 56-60. بتصرّف.
19. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عطاء، الصفحة أو الرقم:187، رجاله ثقات.
20. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6454، حديث صحيح .
21. ↑ سليمان الندوي، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين، صفحة 214. بتصرّف.
22. ^ ^{أ ب} ياسين الخليفة الطيب المحجوب، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 83-92. بتصرّف.