وضوء و صلاة

أثر الصلاة في حياة الفرد والمجتمع

مقالات ذات صلة

أثر الصّلاة في حياة الفرد والمجتمع

أثر الصّلاة على الفرد

إنّ للصلاة آثاراً عظيمة في حياة الفرد، ومن ذلك ما يأتي:[١]

  • صلةٌ بين العبد وربّه: فقد منّ الله -تعالى- على المُسلمين بأن رزقهم تِلك الصِّلة العظيمة بين الإنسان بضعفه وبين الإله الواحد العظيم بسلطانه وقدرته، إنّها الصلاة، فهي العبادة المُرتبطة بالمسلم بكل أحواله سواء كان مريضاً، أو مسافراً، أو حتى مُجاهِداً فيها، وتجتمع فيها جميع العبادات قلبيّاً وعقائدياً وبدنيّاً ولفظيّاً.
  • الصلاة مُكفّرة للذنوب والخطايا: فقد ورد في حديث نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا).[٢]
  • الصلاة ملجأ العبد إلى الله: فمن آثار الصلاة أنها تُشعر المسلم بِعزّةٍ ورفعةٍ عندما يضعُ الشخص جبهته وناصيته على الأرض؛ ليتذلّل ويفتقر إلى خالقه، فيتحرّر من قيوده، ويُعلن كامل التسليم لله -تعالى-، ويكرّر في استقامة قلبه: (سبحان ربي الأعلى).[٣]
  • ارتباط الصلاة بالأخلاق: فقد قَرَن الله -تعالى- في غير موضعٍ من القرآن الكريم الصلاةَ باستقامة الخُلُق، فقال: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).[٤][٥] فالصلاة تَبني وتُقّوِّم الوازع الأخلاقي وجوانب عديدةٍ أُخرى، منها الجانب الفكري؛ حيث تَحُثُّ المُسلمَ على التفكُّر والتدبُّر في خلق الله -تعالى-، ويحرص المسلم فيها على التَزيّنِ والتَّطِيب وأن يكون بأفضل حُلّةٍ أمام الله، وغير ذلك من الجوانب،[٦]
  • الصلاة وسيلة لسكينة النفس واستقرارها: وفي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)؛[٧] توجيهٌ نحو الأناة وعدم الاستعجال، فيتعلم المسلم كيف يعيش كل لحظةٍ من حياته دون تَعجُّل، ويكون مُدركاً أنّ الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الضر والنّفع بيده -سبحانه- وحده.[٨]

أثر الصّلاة على المجتمع

إنّ للصلاة آثاراً عظيمة على المجتمع المسلم، فعندما يقرأ المسلم آية: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[٩] وما فيها من دلالاتٍ على أهمية صلاة الجماعة وجوباً كما في صلاة الجمعة، أو رغبةً في الأجر كما في بقيّة الصلوات؛ فإنّ ذلك فيه آثار مختلفة وعديدة على كُلٍ من الفرد والمُجتمع، من خلال إظهار الشعائر بشكلٍ جماعيٍّ، كما أنّ التزام العلماء والصالحين فيها سببٌ في اقتداء الضعفاء والأقل إيماناً بهم في ذلك، واجتماعهم عليها جميعاً من صغيرٍ، وكبيرٍ، وعالمٍ، وجاهلٍ، وقويِّ الإيمان وضعيفه يُبيّن عظمة دين الإسلام ووحدته، وأنّ كلمة الله -تعالى- هي العُليا.

كما أنّ لأذان الصلاة أيضاً وقعٌ خاص في أسماع المسلمين؛ فهو بمثابة الإعلان عن دخول وقت الصلاة، وترسيخ العقيدة في نفوس المسلمين التي تؤكّد على معاني توحيد الله -تعالى- وإثبات النبوّة لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال الأذان وتكراره.[١٠] ومن الآثار أيضاً أنّ الفروق تتلاشى بين الناس حين يصطفّ الفقير بجانب الغنيّ، والمسؤول بجانب المواطن، والأبيض والأسود، وكلّهم يعترفون بافتقارهم وعبوديّتهم لله -تعالى-، ويؤدّونها بشكلٍ يومي؛ ليرسّخ في نفوسهم ونفوس غيرهم وحدَة هذا المجتمع وهذه الأمة.[١١]

وحين يتّجه المسلمون باتّجاه قِبلةٍ واحدةٍ ويتّحدون في جميع أنحاءِ الأرض في عبادتهم وعقيدتهم وقبلتهم، وكأنهم جسدٌ واحد، فهي من أعظم أسباب ثباتِ المُسلم في المِحن.[٥] والصلاة تزيد من ثقة المُسلم بربه مع المداومة عليها، وتُغذِّي الجانب الاجتماعي في حرص الإسلام على صلاة الجماعة ورفع قيمتها وأجرها، ويوجب الشّرع صلاة الجمعة للرجال، وهي لا تصح إلا في جماعة، ومن هنا يُخالط المسلم بقية المسلمين ويتعرّف عليهم، وتزداد الوحدة بينهم.[٨]

خصائص الصّلاة في الإسلام

الصلاة هي عمادُ دين الإسلام، وركنٌ أساسيّ فيه، وهي الفريضة الأولى بعد الإيمان بالله، والصلاة التي يخشع فيها المسلم وتجعله ذليلاً أمام الله متواضعاً لخلقه، تدفعه لفعل الخير وتبعده عن الشر، فيكون قوياً بالله مُعتمداً عليه في أموره كلها، ويتّجه المسلمون جميعاً نحو بيوت الله -تعالى-، التي قال عنها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)،[١٢] وهذه البيوت مركز مهم في حياة المسلم؛ ففيها التوجيه، والتدريس، والتعليم، وتبادل هموم الأُمّة، وهي مكان راحة وسَكينة للقلوب والأرواح، وبعدها تخرج للمُجتمع صالحةً مُصلحةً عاملةً بانيةً،[١٣] وللصلاة خصائص وميّزات، منها ما يأتي:[١٤]

  • يُطلق على الصلاة لفظ الإيمان؛ تعظيماً لمكانتها، كما في قول الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).[١٥]
  • خُصّص ذكر الصلاة في كثير من المواضع بين الأعمال والشعائر الإسلامية، كما في قوله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ)[١٦]
  • ذُكرت الصلاة مقرونةً مع عباداتٍ أخرى كثيرة في العديد من مواضع القرآن الكريم، مثل قوله -سبحانه وتعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).[١٧]
  • ذكر الله -تعالى- أهمية الصبر عليها، وأَمَر بذلك، كما في قوله -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ)[١٨]
  • لا تسقط الصلاة عن المسلم تحت أيّ ظرف، فهي واجبة عليه بكل الأحوال والأوقات.[١٤]
  • جَعَلها الله أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صَلُحت صَلُحَ العمل كلّه، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ).[١٩][٢٠]

المراجع

  1. دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (2013 م)، إسحاق بن عبد الله السعدي (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 757-258، جزء 2. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 528، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 146، صحيح .
  4. سورة العنكبوت، آية: 45.
  5. ^ أ ب إسحاق السعدي (2013 م)، دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 257-259، جزء 2. بتصرّف.
  6. إبتهاج محمد خير (2007)، أثر الصلاة في تربية سلوك المسلم، صفحة 29. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  8. ^ أ ب ياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 139-135. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 43.
  10. إسحاق بن عبد الله السعدي (2013 م)، كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 763-760، جزء 2. بتصرّف.
  11. ياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 140/142. بتصرّف.
  12. سورة النور، آية: 37-36.
  13. علي عبد اللطيف منصور (1404هـ)، العبادات في الإسلام وأثرها في تضامن المسلمين (الطبعة السادسة عشر)، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، صفحة 123-122. بتصرّف.
  14. ^ أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 20-18. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 143.
  16. سورة الأنبياء، آية: 73.
  17. سورة الكوثر، آية: 2.
  18. سورة طه، آية: 132.
  19. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2020، صحيح.
  20. أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أثر الصّلاة في حياة الفرد والمجتمع

أثر الصّلاة على الفرد

إنّ للصلاة آثاراً عظيمة في حياة الفرد، ومن ذلك ما يأتي:[١]

  • صلةٌ بين العبد وربّه: فقد منّ الله -تعالى- على المُسلمين بأن رزقهم تِلك الصِّلة العظيمة بين الإنسان بضعفه وبين الإله الواحد العظيم بسلطانه وقدرته، إنّها الصلاة، فهي العبادة المُرتبطة بالمسلم بكل أحواله سواء كان مريضاً، أو مسافراً، أو حتى مُجاهِداً فيها، وتجتمع فيها جميع العبادات قلبيّاً وعقائدياً وبدنيّاً ولفظيّاً.
  • الصلاة مُكفّرة للذنوب والخطايا: فقد ورد في حديث نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا).[٢]
  • الصلاة ملجأ العبد إلى الله: فمن آثار الصلاة أنها تُشعر المسلم بِعزّةٍ ورفعةٍ عندما يضعُ الشخص جبهته وناصيته على الأرض؛ ليتذلّل ويفتقر إلى خالقه، فيتحرّر من قيوده، ويُعلن كامل التسليم لله -تعالى-، ويكرّر في استقامة قلبه: (سبحان ربي الأعلى).[٣]
  • ارتباط الصلاة بالأخلاق: فقد قَرَن الله -تعالى- في غير موضعٍ من القرآن الكريم الصلاةَ باستقامة الخُلُق، فقال: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).[٤][٥] فالصلاة تَبني وتُقّوِّم الوازع الأخلاقي وجوانب عديدةٍ أُخرى، منها الجانب الفكري؛ حيث تَحُثُّ المُسلمَ على التفكُّر والتدبُّر في خلق الله -تعالى-، ويحرص المسلم فيها على التَزيّنِ والتَّطِيب وأن يكون بأفضل حُلّةٍ أمام الله، وغير ذلك من الجوانب،[٦]
  • الصلاة وسيلة لسكينة النفس واستقرارها: وفي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)؛[٧] توجيهٌ نحو الأناة وعدم الاستعجال، فيتعلم المسلم كيف يعيش كل لحظةٍ من حياته دون تَعجُّل، ويكون مُدركاً أنّ الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الضر والنّفع بيده -سبحانه- وحده.[٨]

أثر الصّلاة على المجتمع

إنّ للصلاة آثاراً عظيمة على المجتمع المسلم، فعندما يقرأ المسلم آية: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[٩] وما فيها من دلالاتٍ على أهمية صلاة الجماعة وجوباً كما في صلاة الجمعة، أو رغبةً في الأجر كما في بقيّة الصلوات؛ فإنّ ذلك فيه آثار مختلفة وعديدة على كُلٍ من الفرد والمُجتمع، من خلال إظهار الشعائر بشكلٍ جماعيٍّ، كما أنّ التزام العلماء والصالحين فيها سببٌ في اقتداء الضعفاء والأقل إيماناً بهم في ذلك، واجتماعهم عليها جميعاً من صغيرٍ، وكبيرٍ، وعالمٍ، وجاهلٍ، وقويِّ الإيمان وضعيفه يُبيّن عظمة دين الإسلام ووحدته، وأنّ كلمة الله -تعالى- هي العُليا.

كما أنّ لأذان الصلاة أيضاً وقعٌ خاص في أسماع المسلمين؛ فهو بمثابة الإعلان عن دخول وقت الصلاة، وترسيخ العقيدة في نفوس المسلمين التي تؤكّد على معاني توحيد الله -تعالى- وإثبات النبوّة لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال الأذان وتكراره.[١٠] ومن الآثار أيضاً أنّ الفروق تتلاشى بين الناس حين يصطفّ الفقير بجانب الغنيّ، والمسؤول بجانب المواطن، والأبيض والأسود، وكلّهم يعترفون بافتقارهم وعبوديّتهم لله -تعالى-، ويؤدّونها بشكلٍ يومي؛ ليرسّخ في نفوسهم ونفوس غيرهم وحدَة هذا المجتمع وهذه الأمة.[١١]

وحين يتّجه المسلمون باتّجاه قِبلةٍ واحدةٍ ويتّحدون في جميع أنحاءِ الأرض في عبادتهم وعقيدتهم وقبلتهم، وكأنهم جسدٌ واحد، فهي من أعظم أسباب ثباتِ المُسلم في المِحن.[٥] والصلاة تزيد من ثقة المُسلم بربه مع المداومة عليها، وتُغذِّي الجانب الاجتماعي في حرص الإسلام على صلاة الجماعة ورفع قيمتها وأجرها، ويوجب الشّرع صلاة الجمعة للرجال، وهي لا تصح إلا في جماعة، ومن هنا يُخالط المسلم بقية المسلمين ويتعرّف عليهم، وتزداد الوحدة بينهم.[٨]

خصائص الصّلاة في الإسلام

الصلاة هي عمادُ دين الإسلام، وركنٌ أساسيّ فيه، وهي الفريضة الأولى بعد الإيمان بالله، والصلاة التي يخشع فيها المسلم وتجعله ذليلاً أمام الله متواضعاً لخلقه، تدفعه لفعل الخير وتبعده عن الشر، فيكون قوياً بالله مُعتمداً عليه في أموره كلها، ويتّجه المسلمون جميعاً نحو بيوت الله -تعالى-، التي قال عنها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)،[١٢] وهذه البيوت مركز مهم في حياة المسلم؛ ففيها التوجيه، والتدريس، والتعليم، وتبادل هموم الأُمّة، وهي مكان راحة وسَكينة للقلوب والأرواح، وبعدها تخرج للمُجتمع صالحةً مُصلحةً عاملةً بانيةً،[١٣] وللصلاة خصائص وميّزات، منها ما يأتي:[١٤]

  • يُطلق على الصلاة لفظ الإيمان؛ تعظيماً لمكانتها، كما في قول الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).[١٥]
  • خُصّص ذكر الصلاة في كثير من المواضع بين الأعمال والشعائر الإسلامية، كما في قوله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ)[١٦]
  • ذُكرت الصلاة مقرونةً مع عباداتٍ أخرى كثيرة في العديد من مواضع القرآن الكريم، مثل قوله -سبحانه وتعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).[١٧]
  • ذكر الله -تعالى- أهمية الصبر عليها، وأَمَر بذلك، كما في قوله -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ)[١٨]
  • لا تسقط الصلاة عن المسلم تحت أيّ ظرف، فهي واجبة عليه بكل الأحوال والأوقات.[١٤]
  • جَعَلها الله أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صَلُحت صَلُحَ العمل كلّه، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ).[١٩][٢٠]

المراجع

  1. دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (2013 م)، إسحاق بن عبد الله السعدي (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 757-258، جزء 2. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 528، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 146، صحيح .
  4. سورة العنكبوت، آية: 45.
  5. ^ أ ب إسحاق السعدي (2013 م)، دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 257-259، جزء 2. بتصرّف.
  6. إبتهاج محمد خير (2007)، أثر الصلاة في تربية سلوك المسلم، صفحة 29. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
  8. ^ أ ب ياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 139-135. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 43.
  10. إسحاق بن عبد الله السعدي (2013 م)، كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 763-760، جزء 2. بتصرّف.
  11. ياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 140/142. بتصرّف.
  12. سورة النور، آية: 37-36.
  13. علي عبد اللطيف منصور (1404هـ)، العبادات في الإسلام وأثرها في تضامن المسلمين (الطبعة السادسة عشر)، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، صفحة 123-122. بتصرّف.
  14. ^ أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 20-18. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 143.
  16. سورة الأنبياء، آية: 73.
  17. سورة الكوثر، آية: 2.
  18. سورة طه، آية: 132.
  19. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2020، صحيح.
  20. أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى