الآداب

من هو سمنون المحب؟

صورة مقال من هو سمنون المحب؟

مقالات ذات صلة

نسب سمنون المحب وحياته

سمنون المحب واسمه سمنون بن حمزة، قيل إنّ كنيته أبو القاسم، وقيل أبو الحسن وقيل أبو بكر، وذكر أنّ سبب تسميته بسمنون المحب بسبب كثرة كلامه في حب الله تعالى، وسمّى نفسه أيضًا بسمنون الكذاب بسبب بيت شعري قاله في عشق الله، وسأل الله أن يمتحنه فامتحنه بعسر البول فصار يطوف على الناس ويقول ادعوا لسمنون الكذاب.[١]

توفي سمنون بعد الإمام الجنيد، وكان يسبح في ملكوت الله تبارك وتعالى، وقد ولد في العصر العباسي، لم تأتِ الكتب على ذكر تاريخ ولادته ولكن ذكر أنّه توفي في عام 298 للهجرة، وقد كان من كبار الشيوخ في العراق وكان يُصلي في كل يوم خمسمئة ركعة.[٢]

تصوف سمنون المحب

سمنون المحب كان من سادة المتصوفين، ويُغدق على تصوفه بالحب إغداقًا عظيمًا، لقد كان سمنون يبذل ويعطي في سبيل وصوله إلى مرتبة العشق، ويُحاول أن يصل إلى مرتبة السمع والبصر والفؤادي التي أخبر الله عنها في حديث قدسي، حيث يكون سبحانه سمع العبد وبصره ويده.[٣]

كان يقول سمنون: إنّ المحبة هي فناء حب المحب في سبيل بقاء حب المحبوب.[٣]

كانت طريقة سمنون في الصوفية أولًا، وفي العبادة العشق، حيث يخرج عن ذاته ويرفرف في ملكوت ربه بروحه، فيُغادر الأرض ويسبح في عالم آخر لا يُشبه هذا العالم في شيء على الإطلاق.[٣]

المذهب الشعري في أدب سمنون المحب

إنّ مذهب سمنون في الحب والحياة هو مذهبه في الشعر أيضًا، فكان لشعره مجموعة من السمات أهمها:[٤]

  • الدقة في الوصف

أبدع سمنون في وصف دقائق مشاعره وصفًا جليًا من خلال اختيار اللفظة الواضحة التي تعبر عما في داخله، ومن ذلك قوله:

بي منكَ شوقٌ لو أن الصّخر يحملُه

تقطّر الصخرُ عن مستوقدِ النّار
  • التزام المذهب التقليدي في الغزل

لم يبتكر سمنون طرائق جديدة في التعبير عن مشاعره فقد كان منهمكًا في تنمية تلك المشاعر، ومن ذلك قوله:

قد دبّ حبّك في الأعضاءٍ من جسدي

دبيبَ لفظي من روحي وإضمَاري
  • التعبير عن الحب الإلهي بالعواطف الإنسانية

أي لم يبتكر الشاعر ألفاظًا جديدة تتناسب مع الذات الإلهية، بل كان يُعبر عن مشاعره بمنتهى البساطة مثلما يُعبر لصديقه أو أخيه، ومن الأمثلة على ذلك:

فلا تنفّستُ إلّا كنتَ مع نفسي

وكلّ جارحةٍ من خاطري جاري

قصائد سمنون المحب

من القصائد التي قالها الشاعر سمنون المحب، ما يأتي:

  • قصيدة بكيت ودمع العين للنفس راحة:

بكيتُ ودمعُ العينِ للنَّفس راحة

ولكنَّ دمعَ الشّوق ينكى بهِ القلبُ

وذكرَى لما أَلقاه ليسَ بنَافعي

ولكنَّه شيءٌ يهيجُ بهِ الكَرب[٥]
  • قصيدة ضاعف علي بجهدك البلوى:

ضاعِف عليَّ بجهدكَ البَلوى

وابلُغ بجهدِك غايةَ الشكوى

واجهد وبَالغ في مُهَاجَرتي

واجهَر بها في السّرِ والنَّجوى[٦]
  • قصيدة كان لي قلب:

كانَ لي قلبٌ أعيشُ به

ضاعَ منّي فِي تقلبِه

ربِّ فاردُده عليّ فقَد

ضاقَ صَدري في تطلُبه[٧]

المراجع

  1. أحمد المزيدي، الإمام الجنيد سيد الطائفتين قدس الله سره العزيز مشايخه،أقرانه، تلامذته، صفحة 40. بتصرّف.
  2. أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور، الأنساب، صفحة 92. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أبي محمد طاهر بن أحمد القزويني، سراج العقول في منهاج الأصول، صفحة 298. بتصرّف.
  4. محمود القيسي، أدب الرمز والإفصاح في أساليب الصوفية، صفحة 18. بتصرّف.
  5. “بكيت ودمع العين للنفس راحة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021.
  6. “ضاعف علي بجهدك البلوى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021.
  7. ” كان لي قلب أعيش به”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى