رسل و أنبياء

معلومات عن سيدنا إبراهيم

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن سيدنا إبراهيم

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.[١]

للمزيد من التفاصيل عن مولد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ووفاته الاطّلاع على مقالة: ((أين ولد النبي إبراهيم))

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

تأتي مكانة إبراهيم -عليه السلام- في الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إيّاه، وممّا وصفه به في القرآن الكريم؛ حيث كان:[٢]

  • حنيفاً سَمحاً؛ قال -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٣] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليماً منيباً؛ أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
  • سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً خالصاً، قال -تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
  • كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
  • راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)[٧]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقاً، وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
  • قويّاً بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
  • عالِماً قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٠][٢]

ويُشار إلى أنّ سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جدّه نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله -تعالى- له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المُشرَّفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم -عليه السلام- إلى أمّة محمد -عليه السلام- التحيّة والسلام، ونَصَح لها.[١١]

دعوة إبراهيم عليه السلام

دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتّبع في دعوته إيّاه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِّناً له أنّ عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يُفيده شيئاً، إلّا أنّ والده أصرَّ على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطّم أصنامهم إلّا واحداً منها؛ ليُبيّن لهم أنّها لا تضرّ، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها؛ ليتخلّصوا منه، ولكنّه نجا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.[١٢]

للمزيد من التفاصيل عن قصة ودعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا ابراهيم))

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أثنى الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم؛ لفضله، فذكر -تعالى- أنّه اصطفاه، وأتمّ نعمته عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)[١٣]، ووصفه أيضاً بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)[١٤]، وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)،[١٥] وقد كان -عليه السلام- سليم القلب، ووفّى ما عليه، ومن فضله أنّه أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ)،[١٦] وقد تفضّل الله عليه وهو غلام وآتاه رُشده، ورفع درجته، واتّخذه خليلاً، قال -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)،[١٧] ووصفه بأنّه حليم أوّاهٌ* مُنيب، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، منها:[١٨]

  • إبراهيم خليل الله: وصف الله -سبحانه- إبراهيم -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن بأنّه خليله؛ والخُلّة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وُصِف بذلك؛ لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة.[٢]
  • إبراهيم أبو الأنبياء: يُعَدّ (أبو الأنبياء) لقباً من ألقاب نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث كانت في ذُرّيته النبوّة والكتاب، في حين يُطلَق على نوح -عليه السلام- شيخ الأنبياء؛ فهو أطولهم عمراً،[١٩] فمن ذُكِر في القرآن من الأنبياء هو من نَسل إبراهيم -عليه السلام- باستثناء ثمانية، هم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، ويونس، ولوط، وصالح -عليهم السلام-.[٢٠]

زوجات إبراهيم عليه السلام

تزوّج إبراهيم -عليه السلام- من أربع نساء؛ الأولى هي سارة بنت عمّه هاران، والثانية هاجر؛ وهي جارية مصريّة كانت هديّة من ملك مصر لسارة، وهي أمّ إسماعيل، أمّا زوجته الثالثة فكانت كنعانية تُدعى قنطورا بنت يقطن، وتزوّجها بعد وفاة سارة، والرابعة هي حجون بنت أمين التي تزوّجها بعد قنطورا.[٢١]

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- بنون كُثر، أكثرهم شُهرة النبيّان: إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وأجلّهما هو إسماعيل -عليه السلام- الذي يُعَدّ الابن البكر لإبراهيم -عليه السلام-، أمّا أمّه فهي هاجر، وكان إسماعيل نبيّاً رسولاً، أثنى الله -سبحانه- عليه في القرآن الكريم، ووصفه بصدق الوعد، والحِلم، والأناة، وإقامة الصلاةالتي كان يحرص على أن يأمر أهله بها، ويُشار إلى أنّه تُوفِّي -عليه السلام- وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ودُفِن في الحِجر، أمّا إسحاق -عليه السلام- فأمّه سارة، وقد وُلِد لإبراهيم -عليه السلام- بعد أربع عشرة سنة من ولادة أخيه إسماعيل، وكان لأمّه من العمر تسعين سنة، ولأبيه مئة سنة، وقد أثنى الله عليه في عدد من آيات القرآن الكريم.[٢٢]


الهامش

* أوّاه: كثير الدعاء والإلحاح، رقيق القلب.[٢٣]

المراجع

  1. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  2. ^ أ ب ت نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 55-77. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 135.
  4. سورة هود، آية: 75.
  5. سورة الصافات ، آية: 84.
  6. سورة الذاريات، آية: 24.
  7. سورة الأنبياء، آية: 51.
  8. سورة ص، آية: 45.
  9. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  11. أ.د. راغب السرجاني (24-1-2017)، “الرسول في السماء السابعة”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالعزيز الخضيري، “دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 33.
  14. سورة مريم، آية: 41.
  15. سورة البقرة، آية: 130.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2860، صحيح.
  17. سورة النساء، آية: 125.
  18. عثمان بن محمد الخميس (2010م )، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف ، صفحة 115-117. بتصرّف.
  19. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 7، جزء السابع. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 174، جزء الثامن.
  21. نجود فارس أحمد السردي (2010م)، الحكمة في دعوة إبراهيم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  22. ابن كثير (1968م)، كتاب قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 291-297. بتصرّف.
  23. “تعريف و معنى أواه”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى