شعر عربي

جديد شعر نزار قباني عن الصداقة

نزار قباني

نزار توفيق قباني، مولد في 1923م، وهو شاعر سوري، ودرس الحقوق في الجامعة السورية، ودخل السلك الدبلوماسي عند تخرجه مباشرة، وصدرت له عدت دواوين أولها بعنون (قالت لي السمراء)، وأنشأ دار نشر له في بيروت باسم (منشورات نزار قباني)، وهنا في هذا المقال جمعت لكم أجمل شعر وما قاله نزار عن الصداقة.

قصائد نزار قباني عن الصداقة

قصائد نزار في الصّداقة ليست بالكثيرة، فهو لم يشتهر بهذا النّوع من الموضوعات، والآتي هي أشهرها:

الى صديقة جديدة

وَدَّعتُكِ الأمس، وعدتُ وحدي

مفكِّراً ببَوْحكِ الأخيرِ

كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ

كتبتُ بالضوءِ وبالعبيرِ

كتبتُ أشياءَ بدون معنى

جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ

مَنْ أنتِ، مَنْ رماكِ في طريقي ؟

مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟

وكانَ قلبي قبل أن تلوحي

مقبرةً ميِّتَةَ الزُّهورِ

مُشْكلتي أنّي لستُ أدري

حدّاً لأفكاري ولا شعوري

أضَعْتُ تاريخي، و أنتِ مثلي

بغير تاريخٍ ولا مصيرِ

محبَّتي نارٌ فلا تُجَنِّي

لا تفتحي نوافذ َ السّعيرِ

أريدُ أن أقيكِ من ضلالي

من عالمي المسمَّم العطورِ

هذا أنا بكلِّ سيئاتي

بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ

كشفتُ أوراقي فلا تُراعي

لن تجدي أطهرَ من ما عندي من شرور

للحسن ثوراتٌ فلا تهابي

و جرِّبي أختاهُ أن تثوري

و لتْثقي مهما يكنْ بحُبِّي

فإنَّه أكبرُ من كبيرِ.

صديقتي وسجائري

واصل تدخينك يغريني

رجلٌ في لحظة تدخين

ما أشهى تبغك والدّنيا

تستقبل أول تشرين

والقهوة والصّحف الكسلى

ورؤىً وحطام فناجين

دخّن لا أروع من رجلٍ

يفنى في الرّكن ويفنيني

رجلٌ تنضم أصابعه

وتفكّر من غير جبين

أشعل واحدةً من أخرى

أشعلها من جمر عيوني

ورمادك ضعه على كفّي

نيرانك ليست تؤذيني

فأنا كامرأةٍ يرضيني

أن ألقي نفسي في مقعد

ساعاتٍ في هذا المعبد

أتأمل في الوجه المجهد

وأعدّ ، أعدّ، عروق اليد

فعروق يديك تُسلّيني

وخيوط الشّيب هنا وهنا

تنهي أعصابي، تنهيني

دخّن، لا أروع من رجلٍ

يفنى في الرّكن، ويفنيني

احرقني، احرق بي بيتي

وتصرّف فيه كمجنون

فأنا كامرأةٍ يكفيني

أن أشعر أنّك تحميني

أن أشعر أن هناك يداً

تتسلّل من خلف المقعد

كي تمسح رأسي وجبيني

تتسلّل من خلف المقعد

لتداعب أذني بسكون

ولتترك في شعري الأسود

عقداً من زهر اللّيمون

دخّن، لا أروع من رجلٍ يفنى في الرّكن، ويفنيني.

كن صديقي

كن صديقي

كن صديقي

كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء

إنّ كلّ امرأة تحتاج أحياناً إلى كفّ صديق

وكلامٌ طيب تسمعه

وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات

لا إلى عاصفة من قبلات

فلماذا يا صديقي

لست تهتمّ بأشيائي الصّغيرة !؟

ولماذا لست تهتم بما يرضي النّساء؟

كن صديقي

كن صديقي

إنّني أحتاج أحياناً لأن أمشي على العشب معك

وأنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من الشّعر معك

وأنا -كإمرأة- يسعدني أن أسمعك

فلماذا –أيها الشّرقي- تهتمّ بشكلي !؟

ولماذا تبصرالكحل بعيني

ولا تبصر عقلي!؟

إنّني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار

فلماذا لا ترى في معصمي إلّا السّوار!؟

ولماذا فيك شيء من بقايا شهريار!؟

كن صديقي

كن صديقي

ليس في الأمر انتقاص للرّجولة.

غير أنّ الرّجل الشّرقي لا يرضى بدورٍ

غير أدوار البطولة.

فلماذا تخلط الأشياء خلطاً ساذجاً؟

ولماذا تدعّي العشق وما أنت العشيق

إنّ كلّ امرأةٍ في الأرض تحتاج إلى صوت ذكيٍّ

وعميق

وإلى النّوم على صدر بيانو أو كتاب

فلماذا تهمل البعد الثّقافي

وتَعنى بتفاصيل الثّياب؟

كن صديقي

كن صديقي

أنا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبيرا

لا، ولا أطلب أن تبتاع لي يختاً

وتهديني قصورا

لا، ولا أطلب أن تمطرني عطراً فرنسيّاً

وتعطيني القمر

هذه الأشياء لا تسعدني

فاهتماماتي صغيرة

وهواياتي صغيرة

وطموحي هو أن أمشي ساعاتٍ وساعاتٍ معكْ

تحت موسيقى المطر

وطموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتكْ

عندما يسكنني الحزن

ويبكيني الضّجر

كن صديقي

كن صديقي

فأنا محتاجة جدّاً لميناء سلام

وأنا متعبة من قصص العشق، وأخبار الغرام

وأنا متعبة من ذلك العصرالذي

يعتبر تمثال رخام

فتكلّم حين تلقاني

لماذا الرّجل الشّرقي ينسى

حين يلقى، نصف الكلام؟

ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى؟

وزغاليل حمام

ولماذا يقطف التّفاح من أشجارها

ثم ينام!؟

لماذا؟

كن صديقي.

ثلاث بطاقات من آسيا

من آسيا

عليك يا صديقتي السّلام

فبعد عينيك أنا 

لا أعرف السّلام

قطعت في تشردي الطّويل

يا قمري

يا أرنبي الجميل

يا رغوة الحليب والرّخام

قطعت ألف عام

بدون عينيك، بلا خبز ولا طعام

تصّوري

أنّي بلا عينيك ألف عام

بدون مصباحين أخضرين

بدون شمعتين 
بينهما أنام 

فيروزتي

ما زلت في سفينتي

أصارع الشّموس، واللّصوص، والدّوارة

نزلت في مرافئ موبوءة المياه

صلّيت في معابد ليس لها إله

وأرخص الخمور ذقت 

أرخص الشفاه

قُتلت ألف مرّة 
غرقت ألف مرّة 

صُلبت فوق حائط النّهار

وسبعة قطعتها من أوسع البحار

من أخطر البحار

لمست سقف الشّمس 

كانت رحلتي انتحار

تصوري 

أنّي بلا عينيك، يا حبيبتي، قرون

لا كوكب في الأفق لا منار

بحارتي في السّطح ميتون

وخبزي الإسفنج والمحار

تصوّري الأرض وما تكون

يا أرنبي الحنون

بدون عينيك بلا فسقيه اخضرار

بدون شاطئين مقمرين

بدون غابتين 

أنشد في حمامها القرار.

قصائد في الصّداقة

لم يكن موضوع الصّداقة حكراً على أحد من الشّعراء، فكما كتب فيه نزار، فقد كنت غيره من الشّعراء فيها، والآتي بعضها:

إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً

الإمام الشّافعي

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ

وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً

فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ

ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ

وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا

صديق صدوق صادق الوعد منصفا

تاريخ كلمة

فدوى طوقان

إلى الصّديق (ي)

صديقي المقرّب الأثير

صداقة حميمة تشدني إليك من

سنين

ودّك ذاك الهادىء الحنون كم أحبّه

أحبه يظلّ نسمة رخيّة العبور

تندى على روحي المعثر الكئيب كلما

تعثّرت خطاي في مفاوز الدّروب

تحبني؟ تاريخها عندي قديم

قلبك من سنين عنها في طفولتي

نشدتها إذ كنت طفلة حزينة

مع الصّغار

عطشى على محبّة الكبار

وكنت أسمع النّساء حول موقد

الشّتاء

يروين قصة الأمير اذ أحبّ

بنت جاره الفقير

أحبها؟ وترعش الحروف في

كياني الصّغير

إذاً هناك حبّ؟

هناك من يُحبّ، من تُحبّ

وكان قلبي الحزين، قلبي الصّغير

ينطوي على جفافه، على ظماه

ويسأل الحياة

عن دفقةٍ من نبع حبّ

وكانت الحياة

بخيلةً، بخيلةً، أوّاه، ما

أقسى تعطش الصّغار حين ينضب

الحنو في الكبار، حين لا

يُسقى الصّغار قطرةً من نبع حبّ

وضمّخ الجواء بالعبير

عرفتها في شعر (عروة) الحزين

وعشتها في شعر (قيس) في

رؤى (جميل)

كم هزّني تدفّق الشّعور في قلوبهم

كم عشت حبّهم، حنينهم، عذابهم

كم قال لي قلبي الحزين:

(ما أسعد الأحباب رغم ما يكابدون

(كم يغتني الإنسان حين يلتقي

(هناك من يحبّه، كم يغتني)

ولم يكن هناك من يحبّني

وعاد من غربته أخي الكبير عاد

إبراهيم، كان قلبه الرّحيم ، خيراً كبير

وفيض حبّه غزير

ولفّني أخي وضمّني إلى جناحه

هنا استقيت الحبّ وارتويت

هنا استردت ذاتي التي تحطّمت

بأيدي الآخرين

بناءها، هنا اكتشفت من أنا

عرفت معنى أن أكون

ومات من أحبّني ولم يكن

هناك من أحبّني سواه

ومرّت الأيام يا صديقي

جديبة، مطمورة بالثّلج، بالأسى

وقلبي الوحيد ينطوي على

جفافه، على ظماه

وعاد قلبي الوحيد يسأل الحياة

عن دفء قلب

وراحت الحياة

تُعطي، فقد أحبّني الكثير

أحبّني الكثير، غير أنّني

بقيت عطشى دونما ارتواء

كأنّما كان الذي بلغته سراب

سمعتها كثير

وخلتني أعيشها، وكنت إنّما

أعيش وهمها الكبير

ولم أزل أُطوّف الآفاق خلفها

أغوص في البحور

أبحث في الأعماق، في الوجوه

في العيون

وكنت في يأسي أمدّ خلفها اليدين

أود لو بلغتها، لمستها

حقيقةً، شيئاً يمسّ صدقه

بالرّاحتين

كانت سراباً في سراب

كانت بلا لون بلا مذاق

الحبّ عند الآخرين جفّ وانحصر

معناه في صدرٍ حبّ ساق

الحبّ كان حبّ صدرٍ حبّ ساق

حبٌ بلا دفء، بلا روح، بلا

حنان

سمعتها كثيراً

وعُفْتُ زيفها الكبير

كانت مطلّاً لي على حقارة، على

كانت قناعاً يستر الصّقيع

والخواء في البشر

لا لوم يا صديقي

إنسان هذا العصر قاحل فقير

تآكلت جذوره، تسطّحت أبعاده

سُدىً نريد الحب أن ينمو ولا.

تحبني ؟

لا، ردّها .

دع لي يا صديقي ودّك الكبير

أعبّ من حنوّه في دربي الطّويل

وأحتمي بظلّه الأمين كلّما

تعبت، كلما هربت من جفاف

دربي الطّويل

دع لي صديقي ودّك الكبير

أعبّ من حنوّه في دربي الطّويل

وأحتمي بظلّه الأمين كلّما

تعبت، كلما هربت من جفاف

دربي الطّويل

دع لي صديقي ودّك الكبير.

إلى صديق

إيليا أبو ماضي

ما عزّ من لم يصحب الخذما فأحطم دواتك، واكسر القلما

وارحم صباك الغضّ، إنّهم

لا يحملون وتحمل الألما

كم ذا تناديهم وقد هجعوا

أحسبت أنّك تسمع الرّمما

ما قام في آذانهم صمم

وكأنّ في آذانهم صمما

القوم حاجتهم إلى همم

أو أنت مّمن يخلق الهمما؟

تاللّه لو كنت (ابن ساعدة)

أدبا (وحاتم طيء) كرما

وبذذت (جالينوس) حكمته

والعلم (رسططا ليس) والشّيما

وسبقت (كولمبوس) مكتشفا

وشأوت (أديسون) معتزما

فسلبت هذا البحر لؤلؤه

وحبوتهم إيّاه منتظما

وكشفت أسرار الوجود لهم

وجعلت كلّ مبعّد أمما

ما كنت فيهم غير متّهم

إنّي وجدت الحرّ متّهما

هانوا على الدّنيا فلا نعما

عرفتهم الدّنيا ولا نقما

فكأنّما في غيرها خلقوا

وكأنّما قد آثروا العدما

أو ما تراهم، كلّما انتسبوا

نصلوا فلا عُربَاً ولا عجنا

ليسوا ذوي خطر وقد زعموا

والغرب ذو خطر وما زعما

متخاذلين على جهالتهم

إنّ القويّ يهون منقسما

فالبحر يعظم وهو مجتمع

وتراه أهون ما يرى ديما

والسّور ما ينفكّ ممتنعا

فإذا يناكر بعضه انهدما

والشّعب ليس بناهض أبدا

ما دام فيه الخلف محتكما

يا للأديب وما يكابده

في أمّة كلّ لا تشبه الأمما

إن باح لم تسلم كرامته

والإثم كلّ إن كتما

يبكي فتضحك منه لاهية

والجهل إن يبك الحجى ابتسما

جاءت وما شعر الوجود بها

ولسوف تمضي وهو ما علما

ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت

اللّيث، لولا بأسه، اهتضما

فلقد رأيت الكون ، سنّته

كالبحر يأكل حوته البلما

لا يرحم المقدام ذا خور

أو يرحم الضّرغامه الغنما؟

يا صاحبي ، وهواك يجذبني

حتّى لأحسب بيننا رحما

ما ضرّنا، والودّ ملتئم

أن لا يكون الشّمل ملتئما

النّاس تقرأ ما تسطّره

حبرا، ويقرأه أخوك دما

فاستبق نفسا، غير مرجعها

عضّ الأنامل بعدما ندما

ما أنت مبدلهم خلائقهم

حتّى تكون الأرض وهي سما

زارتك لم تهتك معانيها

غرّاء يهتك نورها الظّلما

سبقت يدي فيها هواجسهم

ونطقت لما استصحبوا البكما

فإذا تقاس إلى روائعهم

كانت روائعهم لها خدما

كالرّاح لم أر قبل سامعها

سكران جدّ السّكر، محتشما

يخد القفار بها أخو لجب

ينسي القفار الأنيق الرّسما

أقبسته شوقي فأضلعه

كأضالعي مملوءة ضرما

إنّ الكواكب في منازلها

لو شئت لاستنزلتها كلما

دمعَة على صديق

محمد مهدي الجواهري

حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ

عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي

لاتبخَسوا قَدْرَ الدّموع فإنّها

دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع

للنّفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى

وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع

وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً

بدمائه من كفِ غير قريع

أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً

وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع

قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها

لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع

أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ

أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع

أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً

لكنّما أبكي على المجموع

جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ

يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع

أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ

والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي

وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما

قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصّدوع

شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى

شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع

وبحَسْبِ (أحمدَ) لوعة (أنَّ ابنهُ )

(لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع)

لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ

مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع

أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً

بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التّوديع؟

إنّي رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ

لكن رأيتُ الصّمتَ غيرَ بديع

فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي

مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع.

الصّديق

عبدالسّلام الكبسي

دلّني

يا صديقي

على جادة الشعر

في كل منعطف رائق للعبارة،

في زرقة البحر،

والقاصرات السّنابل،

في غيمة يتكسّر ياقوتها ويسيل العقيق

على شجن الجلّنار الذي يتكرّر

من حلم أشقر الصّوت

يجمعنا في شتات المعاني

أو دلّني،

ياصديقي، بلا ثمن باهظ،

للصّديق البديل

للصّديق

الذي تكشف السّر

ألف صديق

الصّداقة

تمنحنا الخبز،

والأصدقاء الأمان

ليس

للميّت أيّ صديق

ولا للبخيل

إنّ

يوماً بلا أصدقاء ليوم طويل

والذي لا يسعه الذهاب، وحيداً، إلى البحر

لا يجهل المستحيل

نادراً

طعنة الظّهر

ما يقتنيها لنا الغرباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى