علوم

جديد ماذا يسبب دخان المصانع

التلوث البيئي

مع التقّدم العلميّ والصناعيّ في العالم، والزّيادة المُستمرّة في عدد سكان العالم، وزيادة الطّلب على الصّناعات المختلفة بكلّ أنواعها، دفع كوكب الأرض ثمن ذلك حيث تعرّض لاستنزاف موارده الطبيعيّة، وتلويث مصادر المياه فيه، ممّا أدّى في بعض الدّول لإطلاق حالة الإنذار القصوى لوصول التّلوث إلى أعلى درجاته، كما أطلق بعض العلماء تحذيرات من اقتراب موعد نهاية الحياة على كوكب الأرض بسبب نشاطات الإنسان المُختلفة والمُؤذية لكوكب الأرض.

من أهمّ هذه السّلوكيات المُؤذية للكوكب ازدياد عدد المصانع وانتشارها، وتعدُّد مجالاتها لزيادة الإنتاج، كل هذا أدّى إلى زيادة تلوّث البيئة خاصّةً تلوث الهواء؛ فدخان المصانع وعوادمها كلّها تُؤثّر سلباً على البيئة وعناصرها؛ لما تحمله من موادّ سامّة وخطيرة على صحّة الإنسان والكائنات الحيّة الأُخرى.

أضرار دخان المصانع

تتسبّب أدخنة المصانع أضراراً مُتعدّدة على البيئة والإنسان والحيوان، وبسببها حدثت اختلالات بيئيّة كبيرة في العالم، كما أدّت بطرق مُباشرة وغير مُباشرة إلى وفاة العديد من الكائنات الحيّة ومنها الإنسان. ومن أضرار أدخنة المصانع:[١]،[٢]

  • تتسبّب بالأمراض المُختلفة للإنسان، مثل أمراض الرّبو، والتهابات الجهاز التنفسيّ، وسرطانات الرّئة.
  • تلّوث التّربة بالمطر الحمضيّ النّاتج عن ارتباط جُزيئات الماء مع العناصر السّامة، مثل أكاسيد النّيتروجين والكبريت، والذي يؤدّي لتسمُّم التّربة وقتل النّباتات والكائنات الحيّة الدّقيقة فيها، والذي ينتج عنها ضرر كبير بغذاء الإنسان. وهذا يضع عناصر البيئة الحيّة وغير الحيّة بدائرة الخطر.
  • اضمحلال طبقة الأوزون التي تقوم بحماية كوكب الأرض من الأشعّة فوق البنفسجيّة الضّارة القادمة من الشّمس، وهذا يُهدّد الكائنات الحيّة على كوكب الأرض بانتشار السّرطانات النّاتجة عن تسلُّل هذه الأشعّة.
  • زيادة نسبة غاز ثاني أُكسيد الكربون في الجوّ وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهذه الظاهرة تُسمّى بالاحتباس الحراريّ والتي تُسبّب بشكل رئيس ارتفاع درجة حرارة الأرض أعلى من درجة حرارتها الطبيعيّة، ممّا سيؤدّي إلى ذوبان الأقطاب الجليديّة وغرق الأرض، وتعمل هذه الغازات على حبس ثاني أُكسيد الكربون والأشعّة تحت الحمراء في الأرض لتُساعد في زيادة حرارة الأرض.
  • تلّوث المياه السطحيّة والجوفيّة بسبب المطر الحمضيّ ومُخلّفات المصانع، وتكوين سحابات سوداء تحجب أشعة الشّمس، كما حدث في لندن.
  • انقراض بعض أنواع الكائنات الحيّة بسبب تهديد موطنها على إثر التغّيرات المَناخيّة من تلوّثٍ للهواء والماء والتّربة.

أخطر غازات المصانع

يُعتبر غاز ثاني أُكسيد الكربون CO2 من الغازات المُهمّة في كوكب الأرض؛ إذ يدخل في عمليّة البناء الضوئيّ في النباتات، وتبلغ نسبته الطبيعيّة في الهواء 400 جزء من المليون، وهذه النّسبة مُرشّحة للزّيادة بشكل كبير بسبب نشاطات الإنسان المُختلفة المُتمثّلة بأدخنة المصانع وحرق الوقود. وفي حال زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو يُصبح عندها من أخطر الغازات الموجودة في الهواء على البيئة، إذ يُسبّب أمراضاً تنفسيّة مُختلفة، ويؤدي لرفع درجة حرارة الأرض فتنتج الفيضانات وتغرق اليابسة.[٢]

عند انتشار غاز أول أُكسيد الكربون أكثر بالهواء، وهو غاز ناتج عن الاحتراق غير التّام للوقود الأُحفوري وغازات المصانع، سيُسبّب ذبول النّباتات والأشجار، وانقراض الحيوانات البريّة، وانتشار الأوبئة. أما الرّصاص فغازاته تُسبّب التّسمم من خلال مُركّباته، وإذا قام الجلد بامتصاصها ف الجلد لها ستُؤثّر سلباً على جسم الإنسان الذي قد يصل للوفاة. انتشر التسمّم بالرّصاص بكثرة في فترة الثمانينات، حيث كان الوقود ما يزال يحتوي على الرّصاص.[٣] لابد أن الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء ستسبّب أضراراً اقتصادية كبيرة؛ حيث تُدمر الثروة الحيوانية والنباتية، وتزيد نفقات علاج المرضى واستخدام الأدوية والمستشفيات.

حلول لمشكلة المصانع

بدأ العالم وقياداته باستشعار الأخطار التي تمسّ الحياة على الأرض، والتي سبّبها تلوّث الهواء والاحتباس الحراريّ، فقامت دول العالم بالاجتماع سنويّاً للنّقاش حول هذا الموضوع فيما يُعرف بقمّة المناخ، أما حلول هذه المشكلة فهي مُمكنة وبسيطة، ومنها:[٤]

  • تقليل أعداد المصانع قدر الإمكان وخاصّة المصانع الحربيّة التي لا يحتاجها الإنسان.
  • إبعاد المصانع من مناطق التجمّعات السُكانيّة، والمزارع، والمُحميات الطبيعيّة، ومصادر المياه.
  • وضع الفلاتر على مداخن المصانع للتّقليل قدر الإمكان من انبعاث الغازات السّامة.
  • تكثيف عمليّة زراعة الأشجار لزيادة الأكسجين وتقليل ثاني أُكسيد الكربون.
  • سنّ قوانين دوليّة ومحليّة لمنع المصانع والدّول من إطلاق غازات بنسبة تتجاوز الحد المسموح به يوميّاً.
  • نشر التّوعية بمخاطر الاحتباس الحراريّ في المدارس والجامعات والجمعيّات البيئيّة.
  • التحوّل لمصادر الطّاقة البديلة، كطاقة الرّياح والشّمس.
  • إعادة تدوير النّفايات وعدم إحراقها؛ للتّقليل من الانبعاثات الضارّة لهذه الغازات.

المشكلة البيئية في الصين

من أكبر الأمثلة على تلوّث الهواء بسبب أدخنة المصانع هي الصّين؛ فالصّين تُعتبر من أكبر الدّول الصناعيّة في العالم وتجوب بضاعتها جميع أنحاء العالم، لكن في المقابل تأثّر هواء الصّين بأعلى درجات التلوّث في العالم، لدرجةِ تَحوُّل أوقات النّهار لظلام كامل بسبب هذه الأدخنة. وفي دراسة أمريكيّة وضّحت أنّ عدد الوفيات في الصّين يبلغ 4400 شخص يوميّاً بسبب تلوّث الهواء وأمراض الجهاز التنفسيّ، إذ إنّ تنفسّ هواء الصّين مدّة ساعة واحدة تُقلّل العمر الافتراضي للإنسان 20 دقيقة، ممّا يُنبئ بحدوث كارثة بيئيّة قريبة في الصّين، وتحوّلها لمنطقة خطر بيئيّ على جميع الكائنات الحيّة، ومن الممكن لأي بلاد الوصول لهذه الحال إن لم يتمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من التلوّث.[٥]

المراجع

  1. “تلوث الهواء وسبل المكافحة”، جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة.
  2. ^ أ ب “نسبة ثاني اكسيد الكربون بالغلاف الجوي تبلغ معدلا قياسيا”، بي بي سي العربية، 2013-5-11.
  3. “التسمم بالرصاص آثار واضرار”، بوابة فيدو.
  4. عوني جولاني ، “فلتر يخلص البيئة من دخان المصانع”، موهوبون.
  5. “الصين.. تلوث الهواء يقتل 4 آلاف شخص يوميا”، سكاي نيوز عربية، 2015-8-19.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى