محتويات
حرقة في المهبل
حُرقةِ المهبل أو حرقان المهبل (بالإنجليزية: Vaginal burning) من المشاكل الصحيّة الشائعة التي تشتكي منها النساء،[١] وقد تحدث نتيجة العديد من الأسباب منها؛ ظهور عدوى أو التهاب في منطقة المهبل أو الأعضاء التناسليّة أو حتى المسالك البولية، وقد يتسبب ذلك بالشعور بعدم الارتياح والحرقة في منطقة الفرج أو الأعضاء التناسليّة الخارجية، وتختلف شدّةُ الإحساس بالحرقة في المهبل باختلاف المُسبب، وبوجود بعض العوامل الفردية المختلفة التي قد تؤثر في ظهورها؛ فقد تظهر الأعراض عند بعض النساء بشكلٍ مفاجىءٍ، أو قد تظهر بشكل تدريجيٍ على مدار أسابيعَ وشهور، وقد يكون الشعور بالحرقة مستمرًا ودائمًا، أو قد تظهر الحرقة في المهبل فقط عند ممارسة بعض الأنشطة كالتبوّل أو الجِماع.[٢]
الأعراض المرافقة لحرقة المهبل
غالبًا ما يُرافق الحرقة في المهبل ظهور أعراض أخرى عديدة تختلف باختلاف المسببِ والمشكلة الصحيةِ التي تعاني منها المرأة، وفيما يأتي بيانٌ لبعض هذه الأعراض:[٣]
- تورمٌ وانتفاخ المنطقة حول المهبل.
- الشعور بألمٍ عند الجماع.
- عسرُ التبول؛ وهو الشعور بألم عند التبول.
- الحاجةُ الملحّة أو المتكررة للتبول.
- جفاف وتقشُّر الجلد في المنطقة المصابة.
- ظهور البثور والتقرُّحات في منطقة المهبل.
- خروج إفرازاتٍ مهبلية غيرَ طبيعيةٍ، وقد تكون دائمةً، أو كثيفةً، أو ذات رائحةٍ قويةٍ.[٢][٣]
- الشعورُ بالحكة في منطقة المهبل والأعضاء التناسلية، وقد تنتشر إلى منطقة العانة والأرداف، وقد تصل لفتحة الشرج.[٢][٣]
- حُمّى؛ وقد تحدث بسبب العدوى، أو ظهور الخُراج أو الصديد.[٢]
- حدوث نزيفٍ مهبليٍ أو تبقيع غير طبيعي.[٢]
- احمرار وتهيُّج وظهور الطفح الجلدي في منطقة المهبل.[٢][٣]
- ظهور أعراضِ ما قبل سن اليأس، وأعراض سن اليأس؛ كالهبات الساخنة، وتقلبات المزاج، وعدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية.[٢]
أسباب حرقة المهبل
توجد العديد من الأسباب لظهور الحرقة والتهيج في المهبل، وفيما يأتي بيان أهم هذه الأسباب:[٤]
- التهاب المهبل البكتيري: (بالإنجليزية: Bacterial vaginosis)؛ ويحدث بسبب خللٍ في توازن البكتيريا الموجودة بشكل طبيعيٍ في المهبل وزيادة نمو النوع الضار، مما يُسبب العدوى البكتيرية، وظهور العديد من الأعراض بالإضافة إلى الحرقة والحكة في المهبل؛ كالإفرازات المهبلية، وظهور رائحةٍ كريهةٍ تشبهُ رائحة السمك.
- العدوى الفطرية: (بالإنجليزية: Yeast infection)؛ وتحدث بسبب فرط نموِ نوعِ من الفطريات المعروف بالمبيضات (بالإنجليزية: Candida) في المهبل والفرج، مما يسبب الشعور بالحكة، والتهيّج، وظهور إفرازاتٍ بيضاءَ سميكةٍ تشبه الجبن، وتجدرُ الإشارة إلى أن ثلاثًا من بين أربعِ نساءٍ قد يتعرضن للإصابة بالعدوى الفطرية في مرحلةٍ من حياتهنَّ، وتزداد فرصةُ الإصابةِ بالعدوى بوجودِ أحد العوامل الآتية: الحمل، أو الجماع، أو ضعف جهاز المناعة، أو استخدام المضادات الحيوية، أو استخدام إحدى وسائل منع الحمل الهرمونية، أو الإصابة بداء السكري.[٤][١]
- التهاب المسالك البولية: قد تعاني المرأة المصابة بعدوى أو التهاب المسالك البولية من حرقة في المهبل أثناء التبول، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى؛ كالشعور بحاجةٍ ملحّةٍ أو متكررةٍ للتبوّل، والألمِ عند التبول، وظهور رائحةٍ كريهةٍ للبول، وتعكُّر البول، وظهور دمٍ في البول، والشعور بألمٍ في الجزء السفلي من البطن، والشعور بالتعب أو التوعك.[١]
- المهيّجات الكيماوية: قد يسبب استخدام بعض المواد الكيماوية التهيّج في المهبل والفرج؛ كالكريمات، والدوش المهبلي، والصابون، وبعض المنظفات، وورق التواليت المعطر، ومنعمات الملابس، وبعض وسائل منع الحمل؛ كالرغوة، والواقي الذكري.[٤]
- سن اليأس: قد يصاحب مرحلة ما قبل بلوغ سن اليأس تغير في مستوى بعض الهرمونات؛ حيث ينخفض مستوى هرمون الإستروجين مسببًا جفافَ وترقق جدران المهبل، وتزداد فرصة الشعور بالحكة وتهيج المنطقة.[٤]
- تصلب الحزاز: (بالإنجليزية: Lichen sclerosis)؛ وهو من المشاكل الجلدية نادرة الحدوث، تتمثل بظهور بقعٍ بيضاءَ رقيقةٍ على جلد المنطقة المهبلية، خاصةً حول الفرج، ويمكن أن تترك البقع ندباتٍ دائمة في منطقة المهبل، وقد تزداد فرصة ظهورها عند النساء بعد سن اليأس.[٤]
- الأمراض المنقولة جنسيًا: (بالإنجليزية: Sexually transmitted disease)؛ حيث يصاحب العديد من الأمراض المنقولة جنسيًّا الحكة والتهيج في المنطقة المهبلية بالإضافة لأعراض أخرى، ومن الأمثلة على هذه الأمراض ما يأتي:[١]
- داء المشعرات: (بالإنجليزية: Trichomoniasis)؛ ويعتبر من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًأ، ويُسببه أحد أنواع الطُفيليات.
- الكلاميديا: (بالإنجليزية: Chlamydia)؛ ويتسبب بها نوع من البكتيريا التي تنتقل خلال الاتصال الجنسي بالشخص المصاب، وقد لا تؤدي الإصابة بها إلى ظهور أي أعراض، وعند ظهور الأعراض فإنها قد تتمثل بالحرقة والتهيج في المهبل، وزيادة الإفرازات المهبلية، والألم عند التبول أو الجماع، والنزيف المهبلي خلال الجماع وبين دورات الحيض.
- السيلان: (بالإنجليزية: Gonorrhea)؛ ويحدث هذا النوع من العدوى بسبب تَعرُّض الأغشية المخاطية في منطقة عنق الرحم والرحم وقنوات فالوب وغيرها لنوع من البكتيريا التي تنتقل من خلال الاتصال الجنسي بالشخص المصاب، وتُعدُّ الإصابة بهذا المرض شائعة بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عامًا بشكل أكبر مقارنةً بالفئات العمريةِ الأخرى.
- الهربس التناسلي: (بالإنجليزية: Genital herps)؛ ويبقى الفيروس المسبب لهذا المرض في جسم المصاب مدى الحياة؛ ولكن لا تظهر عليه أعراض الإصابة حتى يصبح الفيروس نشطًا، وتجدر الإشارة أنه يتم علاج الأعراض المصاحبة فقط للمرض باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، ويُشار إلى أنّ هذا الفيروس ينتقل عن طريق ملامسة جلد الشخص لجلد المصاب بالفيروس
- الثآليل التناسلية.[٤]
- ألم الفرج المزمن: (بالإنجليزية: Vulvodynia)؛ وهو ألم مزمن في منطقة الفرج يستمر لمدةٍ تزيد عن ثلاثةِ أشهرٍ، يصاحبه الشعور بالحرقة في المهبل، واللسعات، والحكة، والخشونة في المنطقة، ولا يُعرف سبب واضحٌ لهذا الألم، لكنه قد يؤدي للإصابة بالعجز الجنسي لدى المرأة.[٥]
- الجرب: (بالإنجليزية: Scabies)؛ وهو طفح جلدي ناتج عن سُوس الحكة (بالإنجليزية: Itch mite)؛ ويسبب حكة شديدة وتهيّجًا في جميع أنحاء الجسم، ومن أبرز أعراضه الشعور بالحكة والحرقة في المهبل، واحمرار الفرج والمهبل.[٣]
علاج حرقة المهبل
تختفي حرقة المهبل عادةً من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، وفي الحالات التي تتطلب علاجًا فإنّه يعتمد على تحديد المسبب والمشكلة الصحية التي أدت إلى ظهور الحرقة في المهبل وعلاجها؛ فقد تستخدم المضادات الحيوية لعلاج حرقة المهبل التي قد تسببها العدوى البكتيرية، أو عدوى المسالك البولية، أو بعض الأمراض المنقولة جنسيًا كالكلاميديا، بينما تستخدم مضادات الفطريات بأشكالها المختلفة لعلاج العدوى الفطرية، وتستخدم الكريمات الستيرودية لتخفيف الالتهاب، والحكة، والتهيج الناتج عن مشكلةٍ جلدية،[١][٣] وتجدُر الإشارة إلى ضرورة المحافظة على جفاف المنطقة ونظافتها باستخدام صابون غير معطرٍ؛ للتقليل من فرصة تهيج المنطقة التناسلية، واختيار الملابس القطنية الفضفاضة والمريحة التي تسمح بتهوية المنطقة بشكل جيد.[٣]
دواعي مراجعة الطبيب
قد تُشخّص النساء بعض حالات حرقة المهبل كالعدوى الفطرية وتُعالجها بالأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية دون الرجوع إلى الطبيب؛ وذلك لإصابتهن المسبقة بهذه العدوى، لكنّ مراجعة الطبيب هي الخيار الأفضل في حال الإصابة بحرقة المهبل؛ فقد تتشابه الأعراض المصاحبة للعدوى الفطرية مثلًا مع بعض المشاكل الصحية الأخرى كالحزاز المتصلب، وقد يتسبب ذلك بظهور مشاكل صحية خطيرةٍ،[٦] وكما أشرنا فقد تختفي حرقة المهبل عادةً من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، ولكن في حال استمرار الحرقة، أو في حال كانت شديدةً، أو تعود للظهور مرةً أخرى بعد أخذ العلاج؛ فتجدر هنا مراجعة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات للتأكد من سبب حرقة المهبل وعلاجها اعتمادًا على المسبب، كما تجدر مراجعة الطبيب في حال إصابة الزوج بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا.[١][٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Tom Seymour (21-11-2018), “What causes burning in the vagina?”، www.medicalnewstoday.com، Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ “Vaginal Burning Sensation”, www.healthgrades.com,20-11-2020، Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Claudia Gambrah (18-11-2020), “Vaginal Itch or Burning”، www.buoyhealth.com, Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Nivin Todd (11-9-2020), “Vaginal Itching, Burning, and Irritation”، www.webmd.com, Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ↑ “Vulvodynia”, /my.clevelandclinic.org,7-3-2018، Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ↑ Tracee Cornforth (31-10-2019), “Common Causes of Vaginal Itching and Burning”، www.verywellhealth.com, Retrieved 7-12-2020. Edited.