الصداقة
لا شيءَ في الدّنيا أحبُّ لناظري
-
-
-
-
- من منظرِ الخلّان والأصحابِ
-
-
-
وألذُّ موسيقى تسرّ مَسامعي
-
-
-
-
- صوتُ البشيرِ بعودةِ الأحبابِ
-
-
-
هل سمعت يومًا عن الكنز الذي لا يفنى؟ إنّه الصداقة، نعم فالصداقة أساسها صدق الشعور الآتي من حب الخير للصديق كحب الشخص لنفسه تماماً، وهي رابطة أخوة من نوع آخر وُجدت لتعطي للحياة طعمها، فيها يكون الصديق لصديقه مستودعاً للأسرار، وحافظاً للعهد، وكتفاً يحمل معه تعب الأيّام، ودليله إلى الخير ومُبعده عن الشر، فترى الصديقان يسيران في درب الحياة مُستأنسان لا يشعران بقسوتها.
قد علم صلى الله عليه وسلم عمق تأثير الصديق في صديقه فقال: (المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ) (حديث صحيح)، فالصديق بطباع صديقه سيتطبّع وبأخلاقه سيتحلى، لذا علينا أن نحسن اختيار أصدقائنا لتحلو أخلاقنا وتسمو، فنراعي عند اختيار الصديق أن تكون الأخلاق الحميدة كالصدق والأمانة والوفاء والحِلم من صفاته، كما علينا أن نراعي أن يكون داعماً لنا لا محبطاً بكل ما نقوم به من أعمال، وألّا يكون صديق مصلحة تنتهي صداقتنا به عند انقضاء حاجة ما أرادها منّا، كما يجب أن يكون راجح العقل لئلا يقودنا إلى المشكلات، وأن يكون دافعاً لنا لأمور الخير كبر الوالدين والاجتهاد في طلب العلم وغيرهما، وأن يحثّنا دوماً على أمور ديننا؛ فقد قال الله تعالى: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) [الزخرف: 67].
ولأن للصداقة أهمية عظيمة في حياة الإنسان فعليه أن يحافظ عليها، حيث يكون ذلك في السؤال عن أحوال الصديق والاطمئنان عليه، ومساعدته عند الحاجة، والصبر على زلّاته وهفواته، ونصحه وتوجيهه للخير، ونهيه عن المنكر، والحفاظ عليه في غيبته فلا يذكره أحد بسوء في مجلس هو ليس فيه، وبكتم سرّه، والدعاء له بالخير في ظهر الغيب، وذكره بما يحب من طيب الكلام؛ فالصداقة لا تعني سوء القول، وقوة العلاقة لا تُقاس بالسباب والشتائم.