الصحابة والتابعون

أبو عبيدة بن الجراح

صورة مقال أبو عبيدة بن الجراح

اسم أبي عبيدة ونسبه

أبو عبيدة هو عامر بن عبد الله بن الجرَّاح بن هلال بن أهيب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النَّضر، أمُّه أميمة بنت غنم بن عبد العُزَّى،[١][٢] ويلتقي مع أمِّه في النَّسَب عند الحارث بن فهر، وكنيته أبو عبيدة، وقد اشتهر فيها أكثر من اسمه، ونُسِبَ إلى جدِّه لا إلى أبيه، فكان النَّاس ينادونه أبو عبيدة بن الجرَّاح، وأثنى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومَدَحه فلقَّبه أمين الأمَّة، وعُرِف في الجاهليَّة بالحِكمة والفِطنة والرأي السَّديد والذَّكاء، واشترك مع أبي بكر -رضي الله عنه- بذلك، فكان النَّاس يقولون: “داهِيَتا قريش أبو بكر وأبو عبيدة بن الجرَّاح”، ويُقصد بذلك الذّكاء والفطنة والرأي السديد، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الناسُ مَعادِنُ خِيارُهم في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا)،[٣][٤]

إسلام أبي عبيدة بن الجرّاح

لمَّا بعث الله -تعالى- سيِّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام آمن معه سيِّدنا أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه-، ثمَّ انطلق مع رسول الله يتخيَّر النَّاس ويدعوهم سرَّاً، فاستبشر بأبي عبيدة، فحدَّثه عن الإسلام، فلقي منه قبولاً واستجابةً، فتوجَّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،[٤] مع أبي سلمة بن عبد الأسد، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون -رضوان الله عليهم-،[٥] فكرَّر عليه شرح الإسلام، فأسلم مع نفرٍ آخرين جميعاً في ذات الَّلحظة، وكان ذلك في بدايات الدَّعوة قبل أن يدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بن أبي الأرقم.[٤]

وقد كان عُمْر أبي عبيدة آنذاك خمسةً وعشرون عاماً، ممَّا يدلُّ على أنَّه دخل الإسلام باختياره، فهذا السِّنُّ الذي يكون الإنسان فيه قد اكتملت قدراته العقليّة والجسديّة، فلا يزيحه عن رأيه ومبدئه أيُّ إغراءٍ، فقد وجد أبو عبيدة في الإسلام الحقَّ الذي يبحث عنه، والعدالة بأبهى صورها، ممَّا ساعده على البقاء والثَّبات على دينه، فقدم التَّضحيات متَّبعاً قول الله -تعالى-: (قُل إِنَّني هَداني رَبّي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ دينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ)،[٦][٤] ولم يُعرف ترتيب أبي عبيدة بين الذين أسلموا في بداية الدَّعوة، لكن ذكر ابن هشام في سيرته أنَّه أسلم بعد أوَّل ثمانيةٍ ممَّن دخلوا في الإسلام، حيث دخل الإسلام مع مجموعة رجالٍ،[٧] على يد أبي بكر الصِّدِّيق -رضي الله عنه-.[٥]

صفات وأخلاق أبي عبيدة

إنّ للصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- العديد من الصفات الكريمة والخِصال الطيّبة، نذكر منها ما يأتي:

  • الزُّهد في الدُّنيا؛ فقد كان يدخل عليه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، ولا يجد في بيته سوى البِساط، ووعاء الطَّعام، وقربة الماء، وبعض كسراتٍ من الخبز، فلمَّا يرى عمر -رضي الله عنه- ذلك يبكي، وفي يومٍ من الأيام أرسل له عمر -رضي الله عنه- مبلغاً من المال، وقال عمر للرَّسول أن ينظر لِما سيفعله به، فقسَّمها أبو عبيدة -رضي الله عنه-، فلمَّا أخبر الرَّسول عمر -رضي الله عنه- بذلك قال عمر: “الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا”.[٨]
  • اللّين وحسن الخلق: فقد أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ذات يومٍ إلى الشَّام في غزوة ذات السلاسل، فخاف عمرو -رضي الله عنه-، ممَّا دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبعث سريَّةً فيها أبو بكر وعمر، وجعل أبو عبيدة أميراً عليهم -رضي الله عنهم جميعاً-، فلمَّا وصلوا إلى الشَّام قال عمرو -رضي الله عنه-: “أنا أميركم”، فقال المهاجرون: “أنتَ أمير أصحابك، وأميرنا أبي عبيدة”، فقال عمرو: “إنَّما أنتم مدَدٌ أمدِدت بكم”، فلمَّا رأى أبو عبيدة -رضي الله عنه- ذلك أعطى الإمارة لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-.[٩]
  • حبُّ الصَّحابة له ووصفهم إياه: فقد نُقل عن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- قوله إنّه لو تُوفّي وكان أبو عبيدة على قيد الحياة لأعطاه الخِلافة؛ لأنه سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول إنّ أبا عبيدة أمين هذه الأمّة،[١٠] بالإضافة لقول أبو بكر -رضي الله عنه- واصفاً إيَّاه: “عليكم بالهيِّن الليِّن، الذي إذا ظُلِم لم يَظلِم، وإذا أُسيء إليه غَفَر، وإذا قُطع وصَلَ، رحيم بالمؤمنين شديد على الكافرين؛ عامر بن الجرَّاح”.[١١]
  • الورع: لمَّا وصل الطَّاعون إلى الشَّام وكان أبو عبيدة؛ فيها أراد عمر -رضي الله عنه- أن يُخرجه منها، فبعث إليه أن يأتي له في حاجةٍ، ففهم أبو عبيدة غاية عمر -رضي الله عنهما-، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا سمِعتُم بِهِ بأرضٍ، فلا تقدُموا علَيهِ، وإذا وقعَ بأرضٍ وأنتُمْ بِها فلا تخرُجوا فِرارًا منهُ)،[١٢] فكتب له إنَّه قد عرف مُراده، وأنَّ هذا المرض جند من جنود المسلمين، ولا يريد أن ينجو بنفسه دون أصحابه، فلمَّا قرأ ذلك عمر -رضي الله عنه- بكى، فقالوا له إنَّ أبا عبيدة قد مات بالطَّاعون.[١٣]
  • حسن الخلق والحِلم: فقد كان عمر -رضي الله عنه- ذات يوم جالس مع مجموعةٍ من الرِّجال، فقال لهم: تمنَّوا، فتمنَّى كلُّ واحدٍ منهم أمنيةً، وتمنَّى عمر -رضي الله عنه- بيتاً ممتلئاً بالرّجال أمثال أبي عبيدة بن الجرَّاح، وكان أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه- قد أمَّرَه على بيت مال المسلمين؛ وذلك لأمانته ولكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمَّاه بأمين الأمَّة.[١٤]
ولمَّا كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- بالشَّام أثناء محاصرة العدوِّ لها؛ كتب إليه عمر -رضي الله عنه-: ما نزل بعبدٍ مؤمن شدَّة إلَّا جعل الله بعدها فرجاً، ولا يغلب عسرٌ يُسرَيْن، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا)،[١٥] فردَّ أبو عبيدة: إن الله -تعالى- يقول: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)،[١٦] ففهم عمر -رضي الله عنه- ما يريده أبو عبيدة، فصعد على المنبر وقرأ على النَّاس كتاب أبي عبيدة -رضي الله عنه-، وقال لهم أن يخرجوا إلى الجهاد.[١٤]

فضائل أبي عبيدة

إنّ لأبي عبيدة فضائل كثيرة، منها ما يأتي:

  • من أحبِّ النَّاس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فعن عبد الله بن شقيق -رضي الله عنه- قال: (قلتُ لعائشةَ: أيُّ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ أحبَّ إليهِ؟ قالَت: أبو بَكْرٍ، قلتُ: ثمَّ مَن؟ قالت: ثمَّ عمرُ، قُلتُ: ثمَّ من؟ قالَت: ثمَّ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ، قلتُ: ثمَّ من؟ فسَكَتَت)،[١٧] وبنفس الترتيب أجابت عائشة -رضي الله عنها- على أنّه لو كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخلفاً أحداً، لاستخلف أبا بكر، ثمَّ عمر، ثمَّ أبا عبيدة.[١٨]
  • أحد العشرة المبشرين بالجنَّة: فقد روى عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجنَّةِ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ).[١٩][٢٠]
  • أمين الأمَّة: حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أمِينًا، وإنَّ أمِينَنا أيَّتُها الأُمَّةُ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ)،[٢١] والأمين هو الثِّقة، وسبب إطلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه هذا اللّقب جاء في حديثٍ يرويه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، حيث قال: (جاءَ العاقِبُ والسَّيِّدُ صاحِبا نَجْرانَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يُرِيدانِ أنْ يُلاعِناهُ، قالَ: فقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: لا تَفْعَلْ؛ فَواللَّهِ لَئِنْ كانَ نَبِيًّا فَلاعَنَّا، لا نُفْلِحُ نَحْنُ ولا عَقِبُنا مِن بَعْدِنا، قالا: إنَّا نُعْطِيكَ ما سَأَلْتَنا، وابْعَثْ معنا رَجُلًا أمِينًا، ولا تَبْعَثْ معنا إلَّا أمِينًا، فقالَ: لَأَبْعَثَنَّ معكُمْ رَجُلًا أمِينًا حَقَّ أمِينٍ، فاسْتَشْرَفَ له أصْحابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قُمْ يا أبا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ، فَلَمَّا قامَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أمِينُ هذِه الأُمَّةِ).[٢٢][٢٣]
  • أحد الرَّجلين اللذين اختارهما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ليبايعهما النَّاس يوم السقيفة: فقد قال للنَّاس أن يختاروا أيهما شاؤوا عمر أو أبو عبيدة، وقد عيَّنه عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- والياً لمَّا عزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه-.[٢٤]
  • مشاركته في العديد من الغزوات: ومن ذلك غزوة بدر التي قُتل فيها والده، وقد أبلى بلاءً حسناً في أحد،[٢٥] ونزع حلق المغفر اللّتين كانتا قد انغرزتا في وجنتيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأسنانه، فوقعت مع كلِّ حلقة ثنيَّة من ثناياه -أي من أسنانه-، حيث خاف أن يخرجها بيده فيؤذي النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقيل فيه: “ما رأي هتم -أي أسنان- أحسن من هتم أبي عبيدة بن الجراح”.[٢٦]

جهاد أبي عبيدة وأعماله أيام الخلافة

شارك أبو عبيدة -رضي الله عنه- في غزوتيّ بدرٍ وأُحُدٍ والحديبية،[٢٤] وقد تعرَّض له والده كثيراً في غزوة بدر ليبارزه ويقتله، وفي كلِّ مرَّةٍ كان -رضي الله عنه- يحيد عنه، حتى أكثر والده من ذلك فقام بقتله، فأنزل الله -تعالى-: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)،[٢٧] وأرسله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على سريَّة جيشِ ذات الخبط، كما أرسله والياً إلى أهل نجران، وكان أحد الأمراء في بلاد الشَّام بعد أن عزل عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فوضع أبا عبيدة -رضي الله عنه- مكانه، وكان نَقش خاتم أبي عبيدة: “الخُمُس لله”.[٢٨]

وقال ابن حجر -رحمه الله-: “كان فتح أكثر بلاد الشَّام على يده”، كما جعله أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته على بيت مال المسلمين، وجعله عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أمير الأمراء في الشَّام، وكان أمير الجيش يوم فتح دمشق، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل ليمدَّه بالجيش، ولمَّا جاء أهل اليمن يطلبون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرسل معهم مَن يعلمهم القرآن والسُّنَّة أخذ بيد أبي عبيدة أمين الأمّة واختاره لهم.[٢٩]

وفاة أبي عبيدة

ظهر مرض الطَّاعون في بلاد الشَّام في السَّنة الثَّامنة عشر من الهجرة،[٢٤] والذي سُمِّي بعام الرَّمادة؛ فقد أصاب النَّاس قحطاً شديداً، فقام عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- يدعو الله -تعالى- بالاستقساء حتى أنزل الله -تعالى- المطر، ثمَّ من كثرة الجثث التي ماتت بسبب الجوع ظهر مرض الطَّاعون،[٣٠] وكان أبو عبيدة آنذاك في الشّام، وبدأ المرض في بلدةٍ تقع ما بين الرَّملة والقدس اسمُها عمواس، فمات آلاف النَّاس، وكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- أمير النَّاس ولا يمكنه أن يخرج من مكانه، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها)،[٣١] وفي المقابل من ذلك فقد كان -رضي الله عنه- زاهداً في الدُّنيا معرضاً عنها، لكنَّ عمر بن الخطَّاب كان حريصاً على أبي عبيدة راغباً أن يتسلَّم الولاية من بعده، فأرسل إليه يريد قدومه، لكنَّ أبو عبيدة رفض أن يترك قومه على هذا الحال كما ذُكِر سابقاً في فضائله وورعه.[٣٢]

فلمَّا رأى عمر -رضي الله عنه- ذلك علم أنَّ أجله قد اقترب، ونصحه بأن يخرج بقومه من البلد الرَّطبة أرضها إلى الجافة، فاستدعى أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- وأمره أن يبحث عن أرضٍ جافَّة لينتقل النَّاس إليها، لكنَّ المرض بعد ذلك وصل إليه فأصابه، ولمَّا أحسَّ باقتراب أجله كتب وصيَّةً لعمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أنَّه ردَّ كلّ أمانةٍ إلى صاحبها، وأدَّاها إلَّا امرأةً كانت قد نكحت قبل انقضاء عدَّتها، وأنَّ الزَّوج كان قد أرسل له مئة دينار، فأمر القوم أن يردُّوها له، ثمَّ أوصى بدفنه غرب نهر الأردن ناحية الأرض المقدَّسة، ثمَّ خاف أن يعتاد النَّاس ذلك ويصبح من عادتهم، فقال أن يدفنوه حيث يموت، كما أوصى بإقامة أركان الإسلام، والزُّهد في الدُّنيا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكّرهم بالموت، ثمَّ توجَّه إلى بيت المقدس ليصلِّي فيه فأدركه الموت في الطَّريق وتوفّي -رضي الله عنه- قبل أن يصل بيت المقدس.[٣٢]

ووقف معاذ بن جبل بعد وفاة أبي عبيدة -رضي الله عنه- يخطب بالنَّاس ويذكِّرهم أن الموت حقٌّ، ويأمرهم بأداء الأمانة، وأن لا يهجر المسلم أخاه المسلم، والتعجيل في التَّوبة إلى الله -تعالى-، ثمَّ قال: “إنّكم أيها المسلمون فجعتم برجل ما أزعم أنني رأيت عبداً أبرّ صدراً، ولا أبعد من الغائلة، ولا أشدّ حباً للعامة، ولا أنصح للأمة منه، فترحموا عليه، رحمة الله، واحضروا الصلاة”، ثمَّ أرسل معاذ -رضي الله عنه- كتاباً إلى عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- يخبره فيه بموت أبو عبيدة، فحزن عمر -رضي الله عنه- حزناً شديداً، وعيَّن عيَّاض -رضي الله عنه- بالشَّام، وقال: “لا أغيِّر أميراً أمَّرَهُ أبو عبيدة”،[٣٣] وقد بلغ أبو عبيدة من العمر حين وفاته ثمانيةً وخمسين عاماً.[٣٤]

المراجع

  1. ابن سعد (1968)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 409، جزء 3. بتصرّف.
  2. أبو نعيم الأصبهاني (1998)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 148، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 273، إسناده صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث أحمد الشرباصي، أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح، صفحة 13-19. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سعيد حوّى (1995)، الأساس في السنة وفقهها – السيرة النبوية (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 1730، جزء 4. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية: 161.
  7. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 47. بتصرّف.
  8. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 242-244. بتصرّف.
  9. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 244. بتصرّف.
  10. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 244-245. بتصرّف.
  11. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 249. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 3103، صحيح.
  13. محمد عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 5، جزء 8. بتصرّف.
  14. ^ أ ب محمد عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 4، جزء 8. بتصرّف.
  15. سورة آل عمران، آية: 200.
  16. سورة الحديد، آية: 20.
  17. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن شقيق، الصفحة أو الرقم: 3758، صحيح.
  18. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 250. بتصرّف.
  19. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 3747، صحيح.
  20. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 250-251. بتصرّف.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2419، صحيح.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 4380، صحيح.
  23. محمد شُرّاب (1997)، أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة وفاتح الديار الشامية (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 252-253. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ت صلاح الدين الصفدي (2000)، الوافي بالوفيات، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 329، جزء 16. بتصرّف.
  25. محمد عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 4، جزء 8. بتصرّف.
  26. أبو نعيم الأصبهاني (1998)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 149، جزء 1. بتصرّف.
  27. سورة المجادلة، آية: 22.
  28. أبو نعيم الأصبهاني (1998)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 148-150، جزء 1.بتصرّف.
  29. سعيد حوّى (1995)، الأساس في السنة وفقهها – السيرة النبوية (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 1730-1733، جزء 4. بتصرّف.
  30. محمد عبد الوهاب (1418)، مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 302. بتصرّف.
  31. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 5728، صحيح.
  32. ^ أ ب أحمد الشرباصي، أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح، صفحة 107-114. بتصرّف.
  33. أحمد الشرباصي، أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح، صفحة 115-116. بتصرّف.
  34. أبو سليمان الربعي (1410)، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العاصمة، صفحة 103، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصحابة رضي الله عنهم

يُعرّف الصحابي بأنّه من لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلماً ومات على ذلك، سواءً طالت مجالسته أو قصرت،[١] حيث إن الله -تعالى- اصطفى الصحابة -رضي الله عنهم- لصحبة نبيّه عليه الصلاة والسلام، ولينقلوا الرسالة بعد وفاته إلى البشرية جمعاء، وقد أثنى عليهم في القرآن الكريم، وخصّهم بالعديد من الخصال والفضائل، وتواترت الأحاديث النبوية المؤكّدة على عِظم فضلهم، وعلوّ منزلتهم، وقد شهد الله -تعالى- لهم بطهارة القلوب، وصدق الإيمان، حيث قال: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)،[٢] وقد بيّن ابن كثيرٍ -رحمه الله- في تفسير القرآن العظيم أنّ المقصود بقوله تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ)، أي من الوفاء، والصدق، والسمع، والطاعة، وممّا يدلّ على عِظم فضل الصحابة -رضي الله عنهم- وعد الله -تعالى- للمهاجرين والأنصار بأن يحلّ عليهم رضوانه، ويجزيهم بالجنات والنعيم المقيم.[٣]

أبو عبيدة بن الجراح

هو رجلٌ من كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومن المهاجرين الأوّلين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنة، اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث الفهريّ القرشيّ، كنيته أبو عبيدة، وقد اشتهر بها حتى غلبت على اسمه، ومن أوصافه الخَلقية أنّه كان طويل القامة، نحيل الجسم، خفيف اللحية، معروق الجبين، خفيف العارضين، أهتم الثنيتين، أمّا صفاته الخُلقية فمنها الحلم، والتواضع، وشدّة الحياء، وحسن الخُلق، وقد كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- من السبّاقين إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الأرقم، ثمّ هاجر الهجرتين، وشهد مع النبي -عليه الصلاة والسلام- المشاهد كلها، وكان من أحبّ النّاس إليه، فقد رُوي أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- سُئلت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (أبو بكرٍ، قلتُ: ثمَّ من؟ قالت: ثمَّ عمرُ، قُلت: ثمَّ من؟ قالت: ثمَّ أبو عُبيدة بنُ الجرَّاح، قلتُ: ثمَّ من؟ فسكتت).[٤][٥]

فضائل أبي عبيدة بن الجراح

هو صحابيٌ جليلٌ، من السابقين الأوّلين إلى الإسلام، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تبيّن عِظم فضله، ويمكن بيان بعض مناقبه فيما يأتي:[٦][٧]

  • أمين هذه الأمة: حيث يُعرّف الأمين بأنّه الثقة المرضي، وعلى الرغم من اشتراك الصحابة -رضي الله عنهم- بصفة الأمانة، إلا إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خصّ أبا عبيدة -رضي الله عنه- بهذه المنقبة العظيمة، ليُشعره بقدرٍ زائدٍ فيها على غيره، حيث روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ لكلِّ أمةٍ أميناً، وإنَّ أميننا أيَّتها الأُمَّة أبو عُبيدة بنُ الجرَّاح).[٨]
ولمّا قدِم أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهمّوا بالعودة إلى ديارهم، طلبوا منه أن يبعث معهم رجلاً أميناً، فقال عليه الصلاة والسلام: (لأبعثنَّ إليكُم رجلاً أميناً حقَّ أمينٍ حقَّ أمينٍ)،[٩] وعندها تمنّى كل واحدٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- أن يكون هو المبعوث، ولم يكن ذلك حرصاً منهم على الإمارة، وإنّما رغبةً منهم بوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من الذين رغبوا في الإمارة في تلك الحادثة، حيث كان يُري نفسه للنبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه تخطّاهم جميعاً، وبعث أبا عبيدة رضي الله عنه.
  • مدح النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي عبيدة: من فضائل أبي عبيدة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرنه بالثناء مع أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث قال: (نعم الرجل أبو بكرٍ، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عُبيدة بن الجرَّاح).[١٠]
  • شهادة النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي عبيدة بالجنّة: يُعد أبو عبيدة -رضي الله عنه- من العشرة الذين بشّرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، مصداقاً لما رواه سعيد بن زيد -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (عشرةٌ في الجنَّة: أبو بكرٍ في الجنَّة، وعمرُ في الجنَّة، وعليٌّ وعثمان والزُّبير وطلحة وعبد الرَّحمن وأبو عُبيدة …).[١١]
  • حضوره مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في المعارك: شهد أبو عبيدة -رضي الله عنه- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معركة بدر، وقاتل فيها قتالاً لا هُوادة فيه حتى إنّه قتل والده في تلك المعركة، فأنزل الله -تعالى- فيه آياتٍ تتلى إلى يوم القيامة، حيث قال عزّ وجلّ: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ).[١٢]
ويوم أُحد كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- من القلّة الذين ثبتوا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما فرّ الناس، ولمّا رُمي -عليه الصلاة والسلام- ودخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أسرع أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- نحوه ليخرجها، ولكن أبو عبيدة -رضي الله عنه- سبقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له: “نشدتك بالله يا أبا بكرٍ إلَّا تركتني”، فتركه، فأخذ أبو عبيدة بثنيّته إحدى حلقتيّ المغفر فخلعها، وسقطت معها ثنيته، ثمّ أخذ الأخرى فخلعها وسقطت معها ثنيّته الثانية، فكان في الناس أثرم، ولكن هذه الثرمة جعلت من ثغره أجمل ثغر.

وفاة أبي عبيدة بن الجراح

لمّا حل الطاعون في عمواس، وهي قرية بين الرملة وبيت المقدس، كان أبو عبيدة بن الجراح أمير الجند هناك، فخشي عليه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من الطاعون، فبعث إليه كتاباً قال فيه: “فإنِّي أعزم عليك، إن أتاك مصبحاً، لا تُمسي حتَّى تركب، وإن أتاك مُمسياً أن لا تُصبح حتَّى تركب إليَّ فقَد عرضت لي إليك حاجةٌ لا غنى بي عنك فيها”، وكان أبوعبيدة -رضي الله عنه- رجلاً شديد الذكاء، ففهم قصد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأنّه يريد إنقاذه من الطاعون، فكتب إليه متأدّباً معتذراً عن الحضور، وقال: (إنِّي في جندٍ من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم، وقد عرفتُ حاجة أميرِ المؤمنين، فحللني من عزيمتك)،[١٣] ولمّا وصلت الرسالة إلى أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- بكى، فسأله من حوله من الصحابة إن كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- قد توفّي، فقال: “كأن قد”، أي إن لم يكن قد مات فإنّه سيموت لا محالة، فلا سبيل لنجاته من الطاعون، وتوفي -رحمه الله- في العام الثامن عشرة للهجرة، وكان يبلغ من العمر ثمان وخمسين سنة.[١٤][٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى الصحابة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  2. سورة الفتح، آية: 18.
  3. “فضل الصحابة رضوان الله عليهم”، wwwislamqa.info، 26-05-2006، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن شقيق، الصفحة أو الرقم: 3758، صحيح.
  5. الشيخ عبد العزيز الشثري (24-7-2011)، “أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  6. “فضل أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- “، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب يحيى بن موسى الزهراني، “أبو عبيدة عامر بن الجراح -رضي الله عنه- “، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3744، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2420، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6770، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 3748، صحيح.
  12. سورة المجادلة، آية: 22.
  13. رواه ابن حجر العسقلاني، في بذل الماعون، عن طارق بن شهاب، الصفحة أو الرقم: 165، إسناده صحيح إلى أبي موسى.
  14. محمد الذهبي (1422هـ – 2001م)، سير أعلام النبلاء، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 19-24، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى