محتويات
تعريف التشبيه الضمني
التشبيه الضمنيّ هو التشبيه الذي لا يُصَرَّح بطرفَيه (المشبّه والمشبّه به) في الجملة، لكنّهما يُلمحان في التركيب من خلال استنتاج القارئ، أي أنّ أركان التشبيه في التشبيه الضمني لا تكون موجودة في الجملة، إنمّا تُفهم من معنى الكلام وسياق الحديث، ولذلك سمّي ضمنيّاً[١]، وفيما يلي مثال توضيحيّ:[٢]
مثال | توضيح |
قول الشاعر: عَلا فما يستقرُّ المالُ في يدِه ** وكيف تمسكُ ماء قنة الجبل | في هذا البيت شبّه الشاعر الممدوح المفهوم من الضمير في (علا) بقنة الجبل (قنة الجبل أي قمّته)، ووجه الشبه بين الممدود وقنة الجبل هو عدم استقرار الشيء، والأداة محذوفة. |
أمثلة على التشبيه الضمني مع التوضيح
فيما يلي أمثلة على التشبيه الضمني مع التوضيح:[٣]
- جدول يوضّح وجه الشبه في الأمثلة المذكورة.
المثال | التوضيح |
قول أبي فراس الحمداني: سيذكرني قومي إذا جدّ جدّه*** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر | الشاعر هنا يشبّه نفسه وقد ذكره قومه وطلبوه، عندما ألمّت بهم الخطوب، لكنّهم لم يجدوه بحال البدر الذي يُطلب عند اشتداد الظلام، فالشاعر هنا لم يصرّح بهذا التشبيه بشكلٍ مباشر، لكنّه أورده في جملة مستقلة وضمن هذا المعنى في صورة برهان. |
قول ابن الرومي: قد يشيب الفتى وليس عجيبا ** أن يرى النّور في القضيب الرطيب | يتضمن هذا البيت تشبيها لم يصرّح به، فابن الرومي هنا أتى بالتشبيه ضمناً، وذلك ليبيّن أن الحكم الذي أسند للمشبّه أمر ممكن الوقوع، فلم يقل مثلا: إن الفتى وقد شاب مبكرا كالغصن الغضّ الرطيب وقد أزهر قبل أوانه. |
قول أبي تمام: لا تنكري عطل الكريم من الغنى ** السيل حرب للمكان العالي | يوحي سياق الكلام في هذا البيت بتشبيه ضمني، فالشاعر هنا لم يصرح عمّا يريد بشكلٍ مباشر، بل أتى بجملة مستقلة وضمّنها هذا المعنى في صورة برهان على إمكان وقوع ما أسنده للمشبّه، فلم يقل مثلاً: إن الرجل الكريم المحروم الغنى يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل. |
- جدول يوضّح المشبه والمشبه به غير المصرّح بهما في جمل التشبيه الضمنيّ.
الأبيات الشعرية | المُشبَّه | المُشبَّه به |
وما أنا منهم بالعيش فيهم ** ولكن معدن الذهب الرغام | حال الشاعر، فهو لا يعدّ نفسه من أهل دهره وإن عاش بينهم | حال الذهب، إذ إنّه يختلط بالتراب، مع أنه ليس من جنسه |
ومن الخير بطء سيبك عني ** أسرع السحب في المسير الجهام | حال العطاء، حيث يتأخر وصوله، وذلك دليل على كثرته | حال السحب، فهي تبطئ في السير، وذلك دليل على غزارة مائها |
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ** إن السفينة لا تجري على اليبس | حال من يرجو النجاة من عذاب الآخرة ولا يسلك مسالك النجاة | حال السفينة التي تحاول الجري على الأرض اليابسة |
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت ** وقع السهام ونزعهنّ أليم | حال المحبوبة إذا نظرت وإذا أعرضت | حال السهام تؤلم إذا وقعت وتؤلم إذا نزعت |
أهمية التشبيه الضمني
يُستخدم التشبيه الضمني ليفيدَ أنّ الحُكم الذي أسنِد إلى المشبّه ممكن، وهو يعتبر أحد أشكال التفنّن في أساليب التعبير، فقد يلجأ الكاتب أو الشاعر إلى هذا النوع في حال أراد التعبير عن أفكاره بأسلوب يوحي بالتشبيه من غير أن يصرّح به بشكلٍ مباشر، وهذا يعتبر تجديدًا وابتكارًا في أساليب التعبير؛ لأن فيه خروجًا عن التشبيه المألوف، ونوع من تقديم الحجّة والبرهان على الحكم المراد إسناده إلى المشبه، كما يتم اللّجوء أحيانًا إلى إخفاء معالم التشبيه؛ لأن الشعراء والكُتّاب يرون أنّه كلما خفيت معالم التشبيه ودقّت كان ذلك أبلغَ في النفس.[٣]
تدريبات على التشبيه الضمني
استخرج/ي المشبه والمشبه به في الأبيات الشعرية التالية:
البيت الشعري | المشبّه | المشبّه به |
ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم ** وللسيف حدّ حين يسطو ورونق | ||
فإن تفق الأنام وأنت منهم ** فإن المسك بعض دم الغزال | ||
مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع ** والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل |
وضّح/ي وجه الشبه في الأبيات الشعريّة الآتية:
- مَن يهُن يسهلِ الهوانُ عليه ** ما لجُرحٍ بِميتٍ إيلامُ
- وأصبحَ شِعري منهما في مكانِهِ ** وفي عنق الحسناءِ يُستحسَنُ العقدُ
- كرمٌ تبيّنَ في كلامكَ ماثلًا ** ويبينُ عتقُ الخيلِ من أصواتِها
المراجع
- ↑ د أحمد علي الفلاحي، الصورة في الشعر العربي، صفحة 111. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن مصطفى المراغي، علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع، صفحة 234. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 101-103. بتصرّف.