تعليم

قس بن ساعدة

قس بن ساعدة

قس بن ساعدة

هو قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك وينتسب إلى بني إياد، وهو أحد حكماء العرب وواحد من أشهر الخطباء على مر التاريخ العربي.[١]

ولادته ونشأته

تعتبر ولادة قس بن ساعدة ونشأته أمرين يحيط بهما الكثير من الغموض التاريخي، فلم تعرف تفاصيل وأحداث حياته تماماً، لكن ضمن كل ما يروى عن حياته من أساطير فالمرجّح تاريخياً أنه كان من قدماء الحنفاء الذي ظهروا في بداية انحراف العرب عن دين أبيهم إبراهيم، فكان يدعوهم ليعودوا إلى الطريق الصحيح ملة إبراهيم عليه السلام، ويسعى ليحارب ما ظهر فيهم من بدع وضلالات.[٢]

قس بن ساعدة خطيب العرب الأشهر

كان قس بن ساعدة ينتمي لقبيلة بني إياد وهم قبيلة اشتهرت بالحكمة، وقد نبغ في قومه بفصاحة لسانه فصار أحد حكماء العرب وواحداً من أهم خطبائهم، ويقال إنه كان يعرف النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته ويقول: “إن لله ديناً خير من الدين الذي أنتم عليه”، كما يُروى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد دعا له وقال: إنه يحشر يوم القيامة أمة واحدة.[٣]

وقد كانت مرتبة الخطيب فوق مرتبة الشاعر عند العرب، لذا فقد حظي قس بن ساعدة بالتقدير والاحترام، وظلَّ اسمه حيَّاً ومرافقاً للفصاحة والبلاغة والبيان، وكذلك للتجديدات التي أُدخلت على الأسلوب الخطابي.[٣]

خصائص خطب قس بن ساعدة

أدخل قس بن ساعدة تغييرات على الخطب المتعارف عليها فكان لخطبته خصائص تختلف عن باقي الخطب سواء من ناحية أسلوب الإلقاء أو شكل الخطبة الملقاة، أو حتى من ناحية اللباس الذي يرتديه الخطيب ليلقي خطبته، ويمكن تقسيم الخصائص إلى:[٣]

الخصائص الفنية

وتشتمل الخصائص الفنية على أمور تتعلق بشكل الخطبة مثل الاستهلال والختام، حيث عرف عن قس بن ساعدة أنه أول من استخدم لفظ: أما بعد في خطبه، حيث كان الخطباء قبله يستهلون خطبهم بعبارات مثل: يا فرسان الصباح، أو يا بني تغلب، أو يا معشر قيس، أو يا معشر الناس، أو يا أيها الناس، أو يا أيها الأشهاد.[٣]

كما تتعلق الخصائص الفنية بالطول والقصر، حيث كان من عادة العرب أن يقوم كلامهم على مبدأ ما قل ودل، لكنهم كانوا يطيلون في الخطب ليسمع عنهم ويفهم منهم، وهذا كان حال الخطبة عند قس بن ساعدة كذلك، وكان كغيره كذلك يورد الحكم والأمثال، وتميز بالإكثار من السجع في خطبه.[٣]

الخصائص الموضوعية

لم يصلنا من خطب بن ساعدة نماذج كثيرة لكن الملحوظ من النماذج التي وصلت أنه اعتنى بالموضوعات الدينية أكثر من غيره، فكانت خطبه بمثابة كلمات دعوية إلى التزام الطريق المستقيمـ والبعد عن طرق الضلالة، وإلى التحلي بمكارم الأخلاق ونبذ ما دونها، وإشادة بالكرم والمروءة والشجاعة وغيرها مما تشيد به العرب في شعرها وحياتها.[٣]

أشهر خطب قس بن ساعدة

تعتبر خطبة قس بن ساعدة التي قالها في سوق عكاظ أشهر خطبه وهي الخطبة التي لا تزال حتى اليوم مثالاً في الفصاحة والبلاغة والبيان وتعبيراً عن قدرات قس بن ساعدة الخطابية التي جعلته مثالاً للخطباء في كل عصر، ومن هذه الخطبة قوله:[٢]

“أيها الناس، اسمعوا وعوا، فإذا وعيتم فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا، جهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لن تغور، ليل داج، وسماء ذات أبراج، أقسم قس قسما حتما، لئن كان في الأرض رضي ليكونن بعده سخطا، وإن لله دينا هو أحب إليه من دينكم.[٢]

ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون، أرَضوا فأقاموا، أم تُرِكوا فناموا، تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية، يا معشر إياد، يا معشر إياد: أين الآباء والأجداد، وأين الفراعنة الشداد؟ ألم يكونوا أكثر منكم مالاً وأطول منكم آجالاً، طحنهم الدهر بكلكله ومزَّقهم بتطاوله”.[٢]

المراجع

  1. ماهر حسن، “قساوسة مكة”، الحكواتي. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ماهر حسن، “أشهر الخطب في التاريخ: خطبة قس بن ساعدة في سوق عكاظ”، المصري اليوم. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح أحمد الربيعي، قس بن ساعدة الإيادي: حياته وخطبه وشعره، صفحة 2-280. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى