الآداب

تفعيلات البحر الطويل

صورة مقال تفعيلات البحر الطويل

ما هي تفعيلات البحر الطويل؟

البحر الطويل أكثر البحور الشعريّة استخدامًا في الشعر العربي، وسُمّيّ بالطويل؛ لأنه طال بتمام أجزائه، ولا يُستخدَم مجزوءً ولا منهوكًا ولا مشطورًا، ومفتاحه هو[١]:

طويل له دون البحور فضائل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِل

ووزنه الأصلي هو:

فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ

فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ

عروض البحر الطويل وضربه

يأتي البحر الطويل بعروض واحد مقبوض، وثلاثة أضرب وهي (الصحيح والمقبوض والمحذوف)، ومن الأمثلة عليها ما يأتي[١]:

مثال على العروض المقبوضة مع الضرب الصحيح:

وعِش خاليًّا فالحب راحته عَنَا

وأوّله سُقمٌ وآخره قَتلُ

فعول مفاعيل فعولن مفاعيلن

فعول مفاعيل فعولن مفاعيلن

مثال على العروض المقبوضة مع الضرب المقبوض:

إلهي لئِن جمّت وجلّت خطيئتي

فعفوكَ عن ذنبي أجلُّ وأوسعُ

فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن

فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن

مثال على العروض المقبوضة مع الضرب المحذوف:

فويل على العذّال ما يتركونني

بغمّي أما في العاذلين لبيبُ

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

فعولن مفاعيلن فعول فعولن

زحافات البحر الطويل

يجوز في حشو البحر الطويل أن تحدث الزحافات والعلل الآتية[٢]:

الْقَبْض

ويعني حذف الحرف الخامس الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ)، ولا يجوز أن يجتمع الكف والقبض في (مَفَاْعِيلُنْ).

الكف

تعني حذف السابع الساكن، فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِيْلُ).

الخرم

يعني حذف أول الوتد المجموع أول التفعيلة، وذلك في تفعيلته الأولى (فَعُوْلُنْ) فإن كانت سالمة أصبحت (عُوْلُنْ) ويُسَمَّى هذا (ثَلْمًا)، وإن كانت مَقْبُوضَة صارت (عُوْلُ) ويُسَمَّى ثَرْمًا.

شواهد شعرية على البحر الطويل

يقول الشاعر عبد اللطيف فتح الله[٣]:

مَحاسِن حبّي مَن رَآها اِهتَوى بها

وَعَنها عَذولي لِلمَلامِ تَعامى

لَحاني وَبي يَشتَدُّ حرّ الهَوى عَلى

مَحاسِنِ مَعشوقي المَليح وَلاما

ويقول أيضًا[٤]:

عَلى خَدّهِ الخيلانِ مِنها ثَلاثَة

كَمِثلِ الثريّا فَأُخرى فَثِنتانِ

وَإِذ شَقق الخدّينِ قَد كانَ مُهملًا

فَنَقطه مِنهُ الجَمال بخيلانِ

ويقول أيضًا[٥]:

عَلَيك بِكَتمِ السرِّ وَاِحذَر ظُهورَهُ

فَمِنهُ الّذي إِفشاؤُهُ لَكَ قاتِلُ

فَلَو لَم يَبُح وَردُ الرّياضِ بِسرّهِ

لَما سُلِّطت مِنّا عَلَيهِ الأناملُ

يقول الشاعر الأقيشر الأسدي[٦]:

أَلا إِنَّما الإِنسانُ غِمدٌ لِقَلبِهِ

وَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا لَم يَكُن نَصلُ

وَإِن تَجمَعِ الآفاتِ فَالبُخلُ شَرُّها

وَشَرُّ مِنَ البُخلِ المَواعيدُ وَالمَطلُ

يقول الشاعر يحيى بن علي المنجم[٧]:

ومِن طاعتي إيّاهُ أَمطرَ ناظرِي 
إذا هوَ أَبدى من ثَناياهُ لي بَرقا

كأنَّ جفوني تُبصرُ الوَصلَ هارِباً

فَمِن أَجلِ ذا تَجرِي لتُدركهُ سَبقا

يقول الشاعر ابن السيد البطليوسي:

خَليليَّ ما للريح أضحى نسيمُها

يذكرني ما قد مضى ونَسيتُ

أبعدَ نذير الشيب إذ حلَّ عرضي

صَبَوت بأحداق المها وسُبيتُ

ولي سكن أغرى بي الحزنَ حسنُه

جريءٌ على قتل المحب مُقيتُ

فيا قمرًا أغرى بي النقص واكتسى

كمالاً ووافي سعده وشقيتُ

وليتِ فرقي إذ وليتِ لهائم

سباه لمَيَّ كالشهد منك وليتُ

وجودي ببرد الوصل يا جنَّةَ المُنى

فأنّي بحَر الوجد منك صُليتُ

ويقول أيضًا[٨]:

أما إنه لولا الدموع الهوامع

لما بان مني ما تجن الأضالع

وكم هتكت ستر الهوا أعين المها

وهاجت لي الشوق الديار البلاقع

خليلي ما لي كلما لاح بارقٌ

تلظى الحشا وارفضَّ منّي المدامعُ

هل الأفق في جنبيَّ بالبرق لامعٌ

أم المزن في جفنيَّ بالودق هامعُ

ففي القلب من نار الشجون مصايفٌ

وفي الخد من ماء الشؤون مرابعُ

وما هاج هذا الشوق إلا مهفهَفٌ

هو البدرُ أو بدر الدجى منه طالع

إذا غاب يومًا فالقلوب مغاربٌ

وإن لاح يومًا فالجيوب مطالعُ

يضرج خديه الحياء كأنما

بخدَّيه من فتك الجفون وقائع

رماني عن قوس المحاجر لحظه

بسهمٍ غدا من مهجتي وهو وادعُ

وما زلتُ من ألحاظه متوقيا

ولكنه ما حُمَّ لابد واقع

يقول الشاعر المِرار الفقعسي[٩]:

هَمَمتُ بِأَمرٍ أَن يَكونَ صَريمَةً

زَماعًا وَأن لا يُدركَ المَهْلَ زاجِرُ

وَما الفَتكُ بِالأَمرِ الَّذي أَنتَ ناظِرٌ

بِهِ عاجِزَ الأَصحابِ مِمَّنْ تُؤامِرُ

وَما الفَتكُ إِلَّا بِالَّذي لَيسَ قَبلَهُ

إِمارٌ وَلَم تُجمع عَلَيهِ المَشاوِرُ

يقول الشاعر القطامي التغلبي[١٠]:

جَزى اللهُ خَيرًا والجزاءُ بكفِّهِ

بني دارمٍ عن كُلِّ جانٍ وغارِمِ

هُمُ حملوا رَحلي وأدوا أمانتي

إِليَّ وردوا فيَّ رِيشَ القوادِمِ

ولا عَيب فيهم غَير أّنَّ قدورَهم

على المثل أمثالَ السنينِ الحواطمِ

وإنَّ مواريثَ الأُلى يرثونَهُم

كنوزَ المعالي لا كنوزَ الدراهمِ

وما ضرَّ منسوباً أبوهُ وأمُّهُ

إلى دارِمٍ أن لا يكونَ لهاشِمِ

المراجع

  1. ^ أ ب الدكتور محمد حسن عثمان، المرشد الوافي في الاعروض والقوافي، صفحة 40-44. بتصرّف.
  2. محمد علي الهاشمي، العروض الواضح وعلم القافية، صفحة 29-32. بتصرّف.
  3. “قصيدة محاسن حبّي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  4. “على خده الخيلان منها ثلاثة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  5. “عَلَيك بِكَتمِ السرِّ “، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  6. “أَلا إِنَّما الإِنسانُ غِمدٌ لِقَلبِهِ”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  7. “ومن طاعتي إياه أمطر ناظري”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  8. “أما إنه لولا الدموع الهوامع”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  9. “هممت بأمر أن يكون صريمة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
  10. “جزى الله خيرًا والجزاء بكفه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى