بيروت
تحمل العاصمة اللبنانية بيروت لقب باريس الشرق؛ ويعود السبب في هذا اللقب إلى الازدهار الذي شهدته المدينة بعد استقلال البلاد خلال القرن العشرين، ولعبت المعالم الأثرية والأنماط العمرانية السائدة والحياة الليلية التي تعيشها المنطقة دوراً في منحها هذا اللقب، فتتشابه بجميع ما ذُكر مع فرنسا؛ الأمر الذي ساهم في تشجيع السياحة فيها والاهتمام على الدوام بها. وقد حظيت بيروت بالمرتبة التاسعة عام 2006م ضمن قائمة أفضل المدن لمجلة السياحة والترفيه؛ فتقدّمت عن سان فرانسيسكو؛ وفي عام 2009م حملت لقب المدينة الأكثر حيوية، وتصدّرت قائمة الأماكن الأربع والأربعين التي ينبغي زيارتها في عام 2009م.
تسمية بيروت
ترجع أصول كلمة بيروت إلى اللغة الفينيقية، وورد ذكرها في ألواح تل العمارنة بيروتا، وتشير إلى الآبار، كما أنّها كانت تدعى بعدة مسميات ومنها: بيريتيس، وبيريتوس، أما كلمة بيروت فإن لها معنى يُشار به إلى الصنوبر نظراً لانتشار غابات الصنوبر فيها. وقد سُميّت المدينة أيضاً بلاذقية كنعان، ومستوطنة جوليا أغسطس بيريتوس السعيدة، أما الفنيقييّن فسموها أيضاً بالمدينة الإلهة، وبيروت الأبية والمجيدة، أمّا في عهد الرومان فسميت بأم الشرائع نظراً لقيام أكبر معهد للقانون فيها.
جغرافية بيروت
تقع مدينة بيروت في قلب الخط الساحلي الشرقي للبنان على البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية بنحو 94كم، وتمتد مساحتها إلى 85كم². وتشترك المدينة بحدود مع سلسلة جبال لبنان الغربية من الجهة الشرقية، وتمتاز المدينة بشكلها المثلث؛ نظراً لموقعها بين تلتيّن: وهما تل الأشرفية والمصيطبة.
تتأثر المدينة بالمناخ المتوسطي، حيث يكون صيفها حاراً بدرجة رطوبة مرتفعة، أما شتاؤها فيكون بارداً وماطراً بشدة، بينما يبقى فصلا الربيع والخريف معتدلان؛ وترصد بيروت هطولاً مطرياً بنحو 860 ملليمتراً سنوياً.
ديموغرافيا بيروت
تشير الإحصائيات إلى أنّ عدد سكان بيروت قد ارتفع إلى مليون ونصف المليون نسمة على الأقل؛ وجاءت هذه التقديرات انطلاقاً لما تشهده المدينة من نمو سكاني ملحوظ في العصر الحديث؛ فقد سجلّت المدينة تضاعفاً في عدد سكان المدينة بنحو 8.7 مرات خلال القرن العشرين، أما في القرن التاسع عشر فقد تضاعف العدد نحو 18 مرة.
تفتقر بيروت إلى وجود إحصائية دقيقة تحدد عدد سكانها؛ إلّا أن آخر إحصائية في عام 2007م أشارت إلى أنّ عدد سكان المدينة قد تجاوز المليوني نسمة، بكثافة سكانية تقدر بـ12.500 نسمة/كم²، أي أنّه من المؤكد أن يكون العدد قد تجاوز ذلك بشكل كبير.
ينقسم سُكان بيروت إلى فئات طائفية وعرقية متعددّة، إلّا أنّ أعداد المسلمين والمسيحييّن تتساوى فيما بينها، أما الوجود اليهودي فيعتبر قليلاً نسبياً، لذلك تعتبر بيروت من أغنى المدن اللبنانية من حيث التنوع الديني والمذهبي، نظراً لتوزّع سكانها المسلمين والمسيحييّن بين المذاهب؛ ومنها: السنة، والشيعة، والدروز، والروم، والأرثوذكس، والكاثوليك، والأرمن، والبروتستانت.