مهارات الصّيد

صيد سمك القرش

تاريخ صيد سمك القرش

تعرضت أسماك القرش كغيرها من الأسماك للصيد من أجل لحمها، وأيضاً للحصول على زيت الكبد الذي كان يُعتبر أفضل مصدر لفيتامين (أ) حتى أربعينيات القرن 20، وللحصول على الزعانف اللازمة لإعداد حساء زعانف القرش وهو من الأطباق الآسيوية التقليدية، ثم بدأ صيد القرش الترفيهي ضمن مسابقات تقام خصيصاً لهذا الغرض، ويضاف لكل ما سبق صيد القروش العَرَضي أثناء استهداف أنواع أُخرى من الأسماك.[١]

صيد سمك القرش لأغراض البحث العلمي

يقضي علماء الحياة البحرية عدة شهور من كل عام في البحر لإجراء دراسات ومسوحات وجمع بيانات حيوية عن أنواع الحيوانات البحرية بما في ذلك أسماك القرش، ويتضمن البحث أعداد ووفرة أسماك القرش، ومراقبة التغيرات التي تطرأ عليها بمرور الوقت، ولتحقيق هذا الغرض تُصطاد أسماك القرش، ويعاد تحريرها بعد الانتهاء من أخذ البيانات.[٢]

يُصتاد القرش الرملي مثلاً ويُرفع إلى السفينة حيث ينتظر الطاقم العلمي، وتكون الخطوة الأولى تأمين الرأس والذيل لضمان سلامة كل من سمكة القرش والعلماء، ثم يُقاس طول القرش من الأنف إلى الذيل ويوزّن، وتزرع بطاقة تعريف بالسمكة تحتوي جميع البيانات بما في ذلك مكان الصيد ورقم هاتف مركز البحث على قاعدة الزعنفة الظهرية، ليتمكن العلماء أو الصيادون الذين يمكن أنّ يصطادوا السمكة ذاتها من الاتصال بمركز البحث والإبلاغ عن وقت ومكان صيد القرش، وبذلك يتمكن العلماء من تقدير أعداد القروش والمدى الذي يمكن أن تبلغه.[٢]

كيفية صيد سمك القرش

تُصطاد أسماك القرش تجارياً باستخدام خيوط الصيد الطويلة المزودة بطعم مناسب، وباستخدام الشباك العائمة،[١] وشباك سالية، كما يمكن صيد أسماك القرش باستخدام سنارة الصيد باتباع الخطوات الآتية:[٣]

  • اختيار الأماكن التي يكون فيها التيار قوياً، وتجنّب الأماكن المزدحمة بالراغبين بالسباحة، وتُعدُّ مصبات الأنهار إحدى الأماكن المناسبة لصيد أسماك القرش.
  • اختيار الفصل والوقت الأنسب، حيث يُعتقد أنّ فصل الصيف هو الأفضل لصيد أسماك القرش، وبالتحديد في الليالي التي تسبق ليلة ظهور القمر المُحاق، علماً أنّه يمكن صيد القروش في أي فصل من السنة وأي وقت في اليوم.
  • تجهيز الطعم الذي يكون عادةََ من الأسماك صغيرة الحجم مثل سمك القنبر.
  • توفير الأدوات اللازمة وهي كالآتي:
    • سنارة صيد يتراوح طولها ما بين 3 -3.61 م.
    • حامل سنارة مخصص للقارب إذا كان الصيد من القارب، أو حامل مخصص للرمل إذا كان الصيد على الشاطئ.
    • خيط رئيسي مضفور له القدرة على تحمل سمكة وزنها 27 كغ، مضاف إليه خيط أُحادي الشعيرة بطول مساوٍ لطول السنارة وذلك لامتصاص الصدمة إذا حاول القرش الهروب أو القفز خارج الماء.
    • خيط مقدمة أو تطريف بطول 60 سم تقريباً، على أن يكون مصنوعاً من الأسلاك لأنّ القرش يمكنه ابتلاع الخيوط الأحاديةّ مهما كانت سميكة.
    • خطاف دائري قياس 6-10، ويُختار الخطاف الدائري؛ لضمان أن يعلق في فم وليس في معدة القرش.
    • بكرة دوارة قياس 6000-8000.
  • تثبيت السنارة على حامل السنارة وإلقاء الخيط في الماء، ومراقبة السنارة، مع إبقاء الخيط رخواً لتمكين القرش من ابتلاعه والابتعاد قليلاً.
  • الانتظار إلى أن يعض القرش الطعم ويمكن معرفة ذلك من انحناء السنارة، والبدء بلف البكرة.
  • شد الخيط لتبيت الخطاف الدائري في فم القرش.
  • إرخاء الخيط وشده حسب الحاجة إلى أن يشعر القرش بالتعب، علماً أنّ الأمر يمكن أن يستغرق أكثر من ساعة، والبدء بلف البكرة وسحب القرش عند الشعور بأنّ الوقت مناسب لذلك.
  • الاستعانة بشخص آخر للمساعدة أثناء سحب الخيط، وتكليفه بلف ذيل القرش بحبل لسحبه إذا كان كبير الحجم، أما إذا كان صغير الحجم فيمكن إمساكه من الذيل أو من الزعانف الصدرية لسحبه.
  • الاحتفاظ بالقرش إذا كان من الأنواع التي يمكن صيدها مثل القرش أسود الطرف، وإرجاعه إلى المحيط إذا كان من الأنواع النادرة، حيث إنها تلد كل بضعة أعوام فقط، وذلك بعد إزالة الخطاف من فمه بحذر باستخدام كماشة إذا كان القرش صغير أو باستخدام أداة خاصة لإزالة الخطاف إذا كان القرش من الأنواع كبيرة الحجم، علماً أنه لا يجوز إبقاء القرش خارج الماء أكثر من دقيقتين.

الصيد الجائر لسمك القرش

حذرّ علماء البيئة البحرية منذ منتصف ستينيات القرن العشرين من الخطر الذي تتعرض له أسماك القرش، خاصةً أنّ معدل تكاثرها ونموها يقل كثيراً عن معدل صيدها، ممّا يعني انخفاض أعدادها بشكل كبير، وقرروا تحديد أعداد أسماك القرش التي يمكن صيدها كل عام، لكن يوجد تجاوب قليل جداً مع هذه التحذيرات؛ وذلك بسبب الاعتقاد السائد أنّ أسماك القرش وحوش خطيرة تتصف بالغنف وتهاجم البشر، علماً أنّ هذه الهجمات في الحقيقة محدودة جداً، حيث لا تزيد عدد الوفيات بسبب هجوم القروش عن 5 وفيات كل عام في حين يُصتاد ما بين 100-200 مليون سمكة قرش كل عام.[١][٤]

يؤكد العلماء مطالبهم بالمحافظة على أعداد أسماك القرش نظراً لأهميتها كمفترسات مهمة في البيئات البحرية، وأنّ صيدها سوف يؤدي إلى زيادة أعداد فرائسها، ممّا يؤثر على جميع الأنواع الأخرى التي تعيش في النظام البيئي، ويجدر الإشارة إلى أنّ دم القرش يحتوي على مادة كيميائية تعمل كمضاد حيوي تسمى سكوالامين، ويُعتقد أنّها يمكن أنّ تساعد على إنتاج مواد كيميائية سامة للخلايا السرطانية، لذلك يجب المحافظة على أسماك القرش لتمكين العلماء من إجراء المزيد من الدراسات عليها، والتأكد من مدى إمكانية الاستفادة منها.[١]

تنظيم صيد سمك القرش الترفيهي

يوجد بعض القوانين التي تنظم صيد سمك القرش الترفيهي، وفي ما يأتي أهمّها:[٥]

  • يمكن صيد أسماك القرش المسموح صيدها بعد الحصول على رخصة صيد، ورخصة صيد ترفيهي من قارب عند استخدام قارب يعمل بالطاقة لصيد الأسماك.
  • يُسمح بصيد بعض الأنواع مثل القرش النمر، وقرش ماكو، وبعض أنواع القرش السجاد والكلبية، ويُحظر صيد أنواع أُخرى مثل؛ القرش الحوتي، والقرش الأبيض، والقرش النهري ذو الأسنان الرمحية.
  • يمكن صيد أنواع أُخرى من أسماك القرش كجزء من كيس مختلط الأنواع من أسماك السطح الكبيرة،[٥] على أن لا يزيد عدد الأسماك للصياد الواحد في اليوم الواحد عن 3 أسماك.[٦]
  • يُحظر صيد أسماك القرش التي تزيد المسافة بين مقدمة زعنفتها الظهرية الأمامية ومؤخرة الزعنفة الظهرية الخلفية الصغرى عن 70 سم، وذلك للحد من صيد أسماك القرش الكبيرة علماً أنّ الأسماك الكبيرة غير مناسبة للاستهلاك البشري لاحتواء لحمها على تركيز مرتفع من المعادن الثقيلة.

نبذة عن أسماك القرش

تنتمي أسماك القرش إلى طائفة الأسماك الغضروفية، وتحت صف صفيحية الخياشيم الغضروفية، وتختلف عن أسماك صفيحية الخياشيم الغضروفية بأنّها مغزلية الشكل وبوجود خياشيمها على جانبي الرأس، ولأسماك القرش زعانف وأُنوف مدببة، وجلد قاسي له حراشف تشبه في شكلها الأسنان، ومن الجدير بالذكر أنّ القرش الحوتي هو أكبر أنواع الأسماك المعروفة حيث يبلغ طول أكبر فرد منه 19.8 م تقريباً ويزن 34,019 كغ.[٧][٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Sharks”, www.encyclopedia.com، Retrieved 15-2-2021. Edited.
  2. ^ أ ب “Fishing for Sharks in the Gulf of Mexico”, www.fisheries.noaa.gov,17-7-2018، Retrieved 15-2-2021. Edited.
  3. “How to Catch (and Release) a Shark”, www.artofmanliness.com,15-9-2020، Retrieved 15-2-2021. Edited.
  4. “Shark”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 12-3-2021. Edited.
  5. ^ أ ب “Shark recreational fishing”, www.fish.wa.gov.au,3-3-2021، Retrieved 15-2-2021. Edited.
  6. “Recreational fishing guide 2021”, www.fish.wa.gov.au,2020، Retrieved 15-2-2021.page 17,37. Edited.
  7. Jeffrey Carrier (5-11-2020), “Shark”، www.britannica.com, Retrieved 15-2-2021. Edited.
  8. Jennifer Kennedy (28-7-2019), “10 Facts About Whale Sharks, the Largest Shark Species”، www.thoughtco.com, Retrieved 8-3-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى