الشهيد
الشهادة في الإسلام قسمان: كبرى وصغرى؛ فالكبرى هي استشهاد المسلم في سبيل الله -تعالى- مقاتلاً ومنازلاً لأعداء الملّة في أرض القتال، وهذه هي منزلة الشهادة السامية والعالية لمن صدق في نيّته وعزيمته مع الله تعالى، فباع نفسه لله، راجياً بذلك تجارةً لن تبور مع ربّه العزيز، أمّا القسم الثاني فهي الشهادة الصغرى؛ وهي ما دون الشهادة في سبيل الله -تعالى- ممّا اعتبره الشرع شهادةً، وهو دون القسم الأول، حيث يعتبر شهيداً من مات بالطاعون، أو مات مبطوناً بداءٍ في بطنه؛ كالاستسقاء، والغريق، والحريق، ومن مات تحت الهدم، والمرأة إذا ماتت وهي تلد، ومن مات في السلّ؛ أيّ المسلول، واللديغ، والمصاب بذات الجنب، كما يعتبر شهيداً من مات دون دينه، ونفسه، وعرضه، وماله، وحقه.[١]
سبب تسمية الشهيد شهيداً
يُرجع العلماء سبب تسمية الشهيد شهيداً إلى عدة أسباب؛ منها: أنّه حيٌّ، فكأن أرواح الشهداء حاضرةً شاهدةً، ولأنّ الله يشهد له بالجنة، ورسوله، وملائكته، ولما يرى من الشهيد عند خروج روحه ما أعدّ الله له من الكرامات، كما يُشهد له الأمان من النار، والملائكة يشهدون له عند موته بحُسن الخاتمة، ولأنّه يشاهد الملائكة عند خروج روحه واحتضاره، كما يشهد الله له بالإخلاص وحسن النية، وأخيراً فهو يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.[٢]
كرامات الشهداء عند الله
ممّا يكرم به الله الشهداء بعدّة كراماتٍ؛ فمنهم من تكون رائحته كرائحة المسك، ومنهم من يكون مبتسماً، ويُرى على وجهه النور،[٣] وقد وعد الله الشهداء بالأجر والفوز العظيمين، فالشهادة سببٌ لنيل درجة الفردوس الأعلى في الجنة، وله ما له من كرامةٍ عند الله تعالى، وهو شفيعٌ لأهل بيته، كما أنّه آمنٌ من فتنة القبر، وعمله الصالح لا ينقطع، ويُغفر ذنب الشهيد عند نزول أول قطرةٍ من دمه.[٢]
المراجع
- ↑ “من الشهداء؟!”، ar.islamway.net، 4-8-2015، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب السيد طه أحمد (29-9-2015)، “الشهيد في الإسلام (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019. بتصرّف.
- ↑ “كرامات الشهداء ومنزلتهم”، www.islamweb.net، 9-9-2003، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019. بتصرّف.