محتويات
'); }
الوسائل التعليميّة
إنَّ استخدام الأدوات، والموادّ، والأجهزة المُتنوِّعة بشكلٍ منفرد، أو بشكلٍ جماعيّ أمر مُهمّ جداً، وضروريّ في العمليّة التعليميّة، وقد تبيَّن ذلك من خلال المساعدة التي قدَّمتها تلك الوسائل للمُعلِّمين، والمُتعلِّمين؛ لفَهْم المراحل التعليميّة، وتجاوُزها، وتخفيف الجُهد المبذول، والتكلفة الكبيرة، وتقليل الوقت المهدور في عمليّة التعليم، إضافة إلى بيان أهمّية أن يكون ما يتعلَّمه الفرد أمراً محسوساً، ومُتصوَّراً لديه، كما أنَّ هذه الوسائل ساهمت بشكلٍ كبير في تقريب المفاهيم، وتوضيحها للمُتعلِّمين، وعلى هذا فإنّه يُمكن تعريف الوسائل التعليميّة على أنَّها: وسائل الاتّصال المُباشر التي تُساعد المُتعلِّمين على اكتساب المعارف، والمهارات، والاتّجاهات، والأساليب.[١]
الوسائل التعليميّة الحديثة
تمّ اختراع وسائل مُتنوِّعة في العصر الحاليّ؛ لإثراء العمليّة التعليميّة، وبما أنَّ هذه الوسائل أصبحت جزءاً لا يتجزَّأ من التعليم، فلا بُدَّ من وجودها، أو توفُّر بعضٍ منها على الأقلّ؛ لإتمام العمليّة التعليميّة، ومن هذه الوسائل:[٢]
'); }
- الكتاب الإلكترونيّ (بالإنجليزيّة: E-Book): وهو كتاب تمّ تصميمه بلُغة عصريّة؛ أي لُغة مُتقدِّمة، وهو غير مُتوفِّر بشكلٍ ورقيّ كباقي الكُتب؛ حيث إنَّه مُصَمَّم على هيئة نَصٍّ يتمّ فَتْحه بشكلٍ بسيط، وسهل، فيظهر كلُّ شيء يخصُّ ذلك الكتاب، ويستطيع القارئ الوصول إلى المعلومات التي يُريدها دون الحاجة إلى قراءة كلِّ شيء، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الكتاب يتميَّز بأنَّه صغير الحجم، ويُمكن البحث فيه بكلِّ سهولة عن رقم صفحة مُعيَّنة، أو كلمة مُعيَّنة، أو موضوع ما، وقد صُمِّم بحيث يُسهِّل على القارئ تَصفُّحه؛ للوصول إلى المعلومات.
- الكتاب المرئيّ: وهذا النوع من الكُتب يحتوي على الكثير من المواضيع، والصفحات، وبالتالي فإنَّه يُقدِّم كمّاً هائلاً من المعلومات المرئيّة، والمقروءة، والمسموعة، كما أنَّه من السهل التعديل على المعلومات التي يحتويها، أو تطويرها من قِبل مُستخدمه، ويستطيع القارئ أن يطَّلع على محتواه في أيِّ مكان من العالَم، ويتميَّز هذا النوع من الكُتب بسهولة مشاهدة القارئ للصور التي فيه، بالإضافة إلى الرسومات المُتحرِّكة التي تحتوي على بعض الأصوات، وتتجاوب معه أيضاً، وبالتالي فإنَّ استجابة الفرد لهذا النوع من الكُتب تكون أكبر؛ وذلك لاستخدام الوسائل التعليميّة المرئيّة، والمسموعة، والمقروءة كلِّها فيه.
- مُؤتَمر الفيديو: ويُسمَّى (التعليم عن بُعد)، وهو: اتّصال يتمّ بين مجموعة من الأفراد في أماكن مختلفة، ويتميَّز هذا الاتّصال بأنَّه مسموع، ومرئيّ في الوقت ذاته، وتتمّ من خلاله المُناقشة، وتبادل الخبرات، والأفكار المُتنوِّعة بين الأفراد ضمن جوٍّ مُتفاعل يُحفِّز الأفراد، ويُشجِّعهم على التعاون فيما بينهم.
- النصوص، والصور البيانيّة: وهذه التقنية تسمح بإرسال المعلومات عن طريق إشارات تُشبه إشارات جهاز التلفاز، ثمّ تُعرَض على مُستقبِل مُعيَّن لها، فتظهر على شكل نصٍّ، أو مُخطَّط بيانيّ، ويتمّ استخدام هذه التقنية؛ لنَقل المعلومات على صورة نَصٍّ، أو شكلٍ بيانيّ من قاعدة خاصَّة به.
- الفيديو التفاعُليّ: وهذه التقنية يتمّ من خلالها دَمْج الحاسوب مع الفيديو كوسيلة تكنولوجيّة في موقف تعليميّ مُعيَّن، وهي تُساعد المُتعلِّم على حِفْظ المعلومات بشكلٍ أسرع، ولفترة أطول.
- الفصل الافتراضيّ: وهذا النوع من الوسائل التعليميّة يتطلَّب الاتّصال بالإنترنت، ثمّ الدخول إلى قاعة إلكترونيّة يكون المُعلِّم موجوداً فيها حسب وقت مُحدَّد، وحينئذ يستطيع المُتعلِّم التحاوُر مع مُعلِّمه، ومناقشته.
ميِّزات الوسائل التعليميّة الحديثة
- تتضمَّن الوسائل التعليميّة الحديثة العديد من الميِّزات التي تعود بشكلٍ جيّد على المُتعلِّمين، ومن هذه الميِّزات:[٢]
- التنويع في المادّة التعليميّة، ممّا يُساعد الطلّاب على تذكُّر المادّة المطروحة بشكلٍ أكبر.
- لفت انتباه الطلّاب، وجذبهم نحو التعلُّم، والدراسة.
- تشجيع الطلّاب على التفاعُل مع الطلّاب الآخرين، والمُعلِّمين كذلك.
- توفير المادّة التعليميّة للمُتعلِّمين في أيِّ وقت، وفي أيِّ مكان من العالَم.
- زيادة مقدرة المُتعلِّم في الاعتماد على نفسه.
عيوب الوسائل التعليميّة الحديثة وسلبيّاتها
من الجدير بالذكر أنَّه رغم اعتماد العالَم الكُلِّي على الوسائل الحديثة، إلّا أنَّ لها بعضاً من العيوب التي لا بُدّ من معرفتها؛ وذلك لتجنُّبها، ومن هذه العيوب، أو السلبيّات:[٢]
-
- تعزيز الجانب المعرفيّ للطالب فقط، وعدم مراعاة الجوانب الأخرى لديه، كالجانب المهاريّ، والانفعاليّ.
- زيادة درجة الانطوائيّة، والانعزال لدى بعض المُتعلِّمين، حيث قد لا يُفضِّلون بعد ذلك الحضور إلى مكان تعليميّ حقيقيّ، والتفاعُل مع الآخرين بصورة حقيقيّة.
- التركيز على حاسَّتي السمع، والبصر فقط، وإغفال باقي الحواسّ.
- صعوبة ممارسة النشاطات الرياضيّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة.
التعليم
يُعَدُّ التعليم من المُتطلَّبات التي زرعها الله في الإنسان منذ ولادته؛ فهو يبدأ منذ صغره بالبحث عن المعارف المختلفة، واستكشاف الأمور المحيطة به، ولولا تلك الفطرة التي زرعها الله في الإنسان، والرغبة القويّة للتعلُّم، لبقي الإنسان على شاكلته نفسها من دون أيِّ تغيير ظاهر عليها، وقد حاول الإنسان منذ اليوم الذي وُجِد فيه إلى الوقت الحالي استغلال كلِّ ما هو متاح حوله، وتحويله إلى أشياء يستطيع استخدامها، وتسخيرها؛ في سبيل خدمته، وتسيير حياته، وتسهيلها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الرغبة تتجسَّد هي، وحُبُّ التعلُّم، والاستكشاف لدى الأطفال الجُدد؛ حيث يستمرُّ المولود الجديد في النظر باستمرار، والالتفات إلى الأشخاص الذين يُقابلهم، والألوان المختلفة، والأصوات الغريبة، ويُحاول ربط كلِّ شيء بالاسم الذي يُطلَق عليه، ويظهر ذلك لاحقاً عند بَدْء الطفل بالحركة، والمشي، والبحث؛ في سبيل اكتشاف الأشياء المُحيطة به، ثمّ يتطوَّر ذلك فيما بعد إلى الرغبة القويّة التي يمتلكها الطفل في ما يتعلَّق بالذهاب إلى المدرسة، ثمّ تتبعها بعد ذلك المادّة التعليميّة، والمنهجيّة المطروحة داخل المدرسة، وغيرها، وبناءً على ذلك، فقد تمّ اكتشاف، واختراع أساليب، ووسائل جديدة للتعليم خلال العشرين سنة الأولى من القرن المُنصرِم، وأصبحت هذه الأساليب، والوسائل جميعها تُضيف الكثير من الجدِّية، والعِلميّة إلى العمليّة التعليميّة، كما أعطت التعليمَ بريقاً يستهدف المُتعلِّمين، ويدفعهم إلى طلب العِلم أكثر فأكثر.[٣]
المراجع
- ↑ أرشد وسام حسن، تكنلوجيا التعليم (الطبعة الأولى)، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عوض التودري (2009)، تكنولوجيا التعليم: مستحدثاتها وتطبيقاتها (الطبعة الأولى)، صفحة 199-202 ,207-212. بتصرّف.
- ↑ د.عبدالرحمن كدوك، التكنولوجيا والوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم (الطبعة الأولى)، صفحة 2,3. بتصرّف.