محتويات
هل البطيخ يزيد الوزن أم يقلله
لا يُوجدُ طعامٌ مُعين يؤدي وحده إلى زيادة الوزن أو خسارته،[١] بل يكمن لأمر في كميّات الطعام المتناولة، ولذلك لا يجب تناول أي نوع من الأطعمة بكميّاتٍ أكبر من المعتاد، دون استهلاك السعرات الحرارية أو ممارسة النشاط البدني، إذ إنّ ذلك يُسبّب زيادةً في الوزن، وتخزين الدهون في الجسم،[٢] ومن الجدير بالذكر أن زيادة الوزن أو خسارته تعتمد على السعرات الحراريّة المُتناولة، فإذا كانت السعرات الحرارية المتناولة مُساوية للسعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم فإنّ ذلك يؤدي إلى ثبات وزن الجسم، أمّا إذا كانت السعرات الحرارية المُتناولة أعلى من السعرات الحرارية المُستهلكة فإنّ ذلك يؤدي إلى زيادة الوزن، وإذا كانت السعرات الحرارية المُتناولة أقلّ من السعرات الحراريّة التي يستهلكها الجسم فإنّ ذلك يؤدي إلى نُقصان الوزن.[٣]
وقد يظنّ بعض الأشخاص أنّ البطيخ يُسبب زيادةً في الوزن بسبب طعمه الحلو كما ذُكر سابقاً، ولكن بشكلٍ عام فإنّ تناول البطيخ ضمن حميةٍ محددة السعرات الحراريّة من الممكن أن يكون مفيداً لخسارة الوزن، وذلك للأسباب الآتية:[٤]
- غني بالماء: إذ إنّ الماء يُكوّن ما نسبته 92% من فاكهة البطيخ، ويُعدّ ذلك مفيداً، وذلك لأنّ تناوله يعزز الشعور بالشبع والامتلاء.
- مصدر للألياف: وقد يساعد تناول الألياف الغذائية بالإضافة للماء على تقليل استهلاك الطعام، وبالتالي تقليل السعرات الحراريّة المُتناولة.
- منخفض السعرات الحرارية: فالحصة الواحدة من البطيخ؛ والتي تُشكّل كوباً وربع الكوب من البطيخ المقطّع إلى مكعبات توفر 60 سعرةً حراريّة فقط،[٥] كما أنّ كميّة الكربوهيدرات التي توفرها الحصة الواحدة من البطيخ يُعدّ قليلاً، ولذلك فإنّه لن يؤثر في مستويات سكر الد بشكلٍ كبير،[٦] فوفقاً لدراسةٍ صغيرةٍ شملت 33 شخصاً يعانون من زيادة الوزن، ونُشرت في مجلة Nutrients عام 2019؛ وُجد أنّ أولئك الذين استهلكوا كوبين من البطيخ يومياً مدة 4 أسابيع انخفض وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة الخصر إلى الورك لديهم، وذلك بالمقارنة بأشخاص تناولوا بسكويتاً قليلة الدهون تحتوي على عدد السعرات ذاتها الموجودة في البطيخ، ويُعتقَد أنّ هذا التأثير يعود إلى أنّ البطيخ زاد مستويات الشبع أكثر من البسكويت، ولذلك فقد استنتج الباحثون في هذه الدراسة أنّ تناول البطيخ بدلاً من أطعمةٍ خفيفةٍ أخرى قد يكون أكثر فائدةً للتحكم في الوزن وتعزيز الشعور بالشبع.[٧][٨]
وبعبارةٍ أخرى؛ يمكن القول إنّ البطيخ يُعدّ خياراً جيداً كوجبةٍ خفيفةٍ للأشخاص الذين يريدون الحفاظ على وزن جسمهم، أو خسارته، إلّا أنّه وكما ذُكر سابقاً؛ لن يسبب خسارة الوزن وحده، وإنّما يجب اتباع نظامٍ غذائيٍّ يقلل السعرات الحراريّة لتحقيق هذه الخسارة، ولا بد من التنبيه إلى أنّ هناك ما يسمى برجيم البطيخ، وهو من هوس الحميات الغذائيّة (بالانجليزية: Fad diets) غير الصحيّة، كما سنوضح في الفقرة الأخيرة، وبشكلً عام يُنصح بتناول الخضار والفواكه كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍّ مُتوازن للحصول على جميع العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم.[٩]
الفوائد العامة للبطيخ
يُعدّ البطيخ من الوجبات الخفيفة المُتعارف عليها خلال فصل الصيف، كما أنّه يُساهم البطيخ في تعزيز الصحة بطرق مختلفة، وفي ما يلي ذكر بعضها:[٧]
- يحتوي على كميّاتٍ جيّدةٍ من الماء: فكما ذُكر سابقاً؛ يتكوّن البطيخ ممّا نسبته 92% من الماء، ممّا يجعلهُ من الأطعمة التي تُساهم في تقليل خطر حدوث الجفاف في الجسم، ولذلك يُمكن إعطاؤه للأطفال الذين لا يحبّون شرب الماء.
- يحتوي على مضادات الأكسدة: وهي موادّ تُساعد الجسم على التخلص من مركباتٍ ضارّة تُعرَف بالجذور الحرة (بالإنجليزية: Free radicals)، ويُنتج الجسم هذه المركبات الضارّة من خلال بعض العمليات الحيوية مثل عمليات الأيض، أو يُمكن التعرّض لها من البيئة المُحيطة عبر التدخين او الهواء الملوث، أو قد يُنتجها الجسم في حالة التوتر أيضاً.[١٠]
- يحتوي على الكاروتينات: (بالإنجليزية: Carotenoids)، وهي مجموعةٌ من المركبات النباتيّة، أهمّها؛ الألفا كاروتين، والبيتا كاروتين، ويُستطيع الجسم تحويل هذين النوعين إلى فيتامين أ، كما يحتوي البطيخ أيضاً على نوعٍ من الكاروتينات يُدعى الليكوبين، ويُعدّ هذا المركبُ المسؤول عن إعطاء البطيخ والبندورة لونهما الأحمر المميّز، ولذلك يمكن القول إنّ البطيخ الأحمر يحتوي على كميّاتٍ من الليكوبين أكبر من تلك الموجودة في البطيخ الأصفر أو البرتقاليّ، وعلى الرغم من أنّ الجسم لا يستطيع تحويل الليكوبين إلى فيتامين أ، إلّا أنّ لهذا المركب العديد من الفوائد الصحيّة، إذ إنّه يمتلك خصائص قويّةً مضادّةً للأكسدة.[٤][١١]
- يحتوي على الفيتامينات: ومنها فيتامين أ المُهم لحاسة البصر، وفيتامين ب1 الذي يُساهم في تحويل الغذاء إلى طاقة داخل الجسم، وفيتامين ب6 الذي يحتاجه الجسم لصنع كريات الدم الحمراء، وفيتامين ج الذي يُعد مُهمّاً لتجدد الخلايا والأنسجة.[١٢]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد البطيخ يمكنك قراءة مقال فوائد البطيخ الأحمر
القيمة الغذائية للبطيخ
في الجدول أدناه توضيحٌ للقيمة الغذائية لكل 100 غرام من البطيخ:[١٣]
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
الماء | 91.45 مليلتراً |
السعرات الحرارية | 30 سعرة حرارية |
البروتين | 0.61 غرام |
الدهون | 0.15 غرام |
الكربوهيدرات | 7.55 غرامات |
الألياف الغذائية | 0.4 غرام |
الكالسيوم | 7 مليغرامات |
الحديد | 0.24 مليغرام |
المغنيسيوم | 10 مليغرامات |
الفسفور | 11 مليغراماً |
البوتاسيوم | 112 مليغراماً |
الصوديوم | 1 مليغرام |
الزنك | 0.1 مليغرام |
النحاس | 0.042 مليغرام |
السيلينيوم | 0.4 مايكروغرام |
فيتامين ج | 8.1 مليغرامات |
فيتامين ب1 | 0.033 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.021 مليغرام |
فيتامين ب3 | 0.178 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.045 مليغرام |
الفولات | 3 مايكروغرامات |
فيتامين أ | 28 مايكروغراماً |
فيتامين هـ | 0.05 مليغرام |
فيتامين ك | 0.1 مايكروغرام |
هل الفواكه تسبب زيادة الوزن
كما ذكرنا سابقاً؛ لا يُوجدُ طعام واحد يزيد الوزن او يقلله وإنّما يعتمد ذلك على الكميّة المتناولة والسعرات الحراريّة التي يستهلكها الشخص،[٣] ولذلك فإنّ تناول أيّ نوعٍ من الأطعمة بكميّاتٍ كبيرةٍ يُسبّب زيادة الوزن، وذلك لأنّهُ يزيدُ كميّة السعرات الحرارية المُتناولة.[١٤]
ولكن بشكلٍ عام يمكن القول إنّ الفاكهة تُعدّ جزءاً مُهمّاً من النظام الغذائيّ الصحي، في غنيّةٌ بالعديد من العناصر الغذائيّة، مثل الفيتامينات والمعادن، كما أنّها لا تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من السعرات الحراريّة، ممّا يجعلها مُناسبةً للأنظمة الغذائيّة التي تهدف لتعزيز خسارة الوزن، وتحتوي الفاكهة على الألياف الغذائية، والماء، مما يُساهم في زيادة شعور الشبع، وتقليل الشهية.[١٥]
ويُنصح بتناول الفاكهة الطازجة عِوضاً عن العصائر أو الفواكه المُجففة؛.[١٥] حيث أشارت مراجعةٌ لمجوعةٍ من الدراسات نُشرت في مجلة Acta horticulturae عام 2007 إلى أنّ تناول الفواكه والخضروات بالإضافة إلى تقليل مجموع السعرات الحرارية المُتناولة يُساهم في تعزيز القدرة على التحكم بوزن الجسم.[١٦] وكما ذُكر سابقاً؛ يجب تحديد كمية الفواكه التي يتناولها الشخص بهدف خسارة الوزن، فعلى سبيل المثال يُوصى بتناول كوبين من الفواكه يومياً لشخصٍ يحتاج 2000 سعرةً حراريّةً في اليوم.[١٧]
ويجدر التنبيه إلى أنّ بعض أشكال الفواكه قد تحتوي على كميّاتٍ أكبر من السعرات الحرايّة مقارنةً بغيرها، ونذكر منها ما يأتي:
- عصير الفواكه: فهو أعلى بالسعرات الحرارية والسّكريات، ويحتوي على كميّاتٍ أقلّ من الألياف الغذائيّة مقارنةً بالفاكهة الكاملة، كما أنّ شرب عصائر الفواكه يرتبط بزيادة استهلاك السعرات الحرارية، وزيادة الوزن، والسمنة.[١٥] وحتى إن كانت العصائر طازجةً، أو تمّ عصرها في المنزل فإنّ تناولها عوضاً عن الفاكهة الكاملة لا يُعدّ صحيّاً، وذلك لأنّه خلال عملية العصر يتمّ التخلّص من القشرة الخارجية واللب الداخلي، ممّا يسبب خسارة الألياف الغذائيّة، والفيتامينات والعناصر الغذائيّة الأخرى الموجودة في هذه الأجزاء.[١٨]
- الفواكه المُعلبة: ففي العادة تُضاف المُحليات للفواكه المُعلّبة، مما يُسبّب زيادة استهلاك السعرات الحراريّة، ولذلك فإنّ تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الفواكه المُعلّبة يؤدي الى زيادة الوزن، وعليه يُنصح دائماً بالتحقق من الملصقات الغذائيّة للفواكه المعلبة للتحقق من عدم وجود مُحليات أو مُنكهات مضافة.[١٤]
- الفواكه المُجففة: تحتوي الفواكه المُجففة على العناصر الغذائيّة والألياف الموجودة في الفاكهة الطازجة، إلّا أنّ حجمها أصغر، لذا فإنّها تُستهلَك بكميّاتٍ أكبر،[١٥] وبالتالي زيادة السعرات الحراريّة والسكريات المُتناولة.[١٩]
ما هو رجيم البطيخ
يُعدّ رجيم البطيخ نوعاً من أنواع الأنظمة الغذائيّة غير الصحيّة، والتي تعتمد على تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير لتعزيز نُقصان الوزن، لكنها تُعدّ غير آمنة، كما أنّه وبمُجرد التوقف عن اتباعها فإنّ الجسم قد يعود إلى وزنه الطبيعيّ، وفي رجيم البطيخ تحديداً فإنّه يتم تناول البطيخ فقط في المراحل الأولى من الحمية الغذائية.[٢٠]
وللحميات الغذائية التي تعتمد على البطيخ عدة أنواع، إلّا أنّ جميعها يعتمد على تقليل كمية الطعام بشكلٍ كبير.[١٢] ويجب التنويه إلى أنّ نوع الرجيم المكون من نوعٍ واحدٍ من الأطعمة يعتمد على تناول نوعٍ واحدٍ من الطعام بهدف خسارة الوزن، ولا يوجدُ دليل علمي على ذلك، كما يُحذر خبراء التغذية من الآثار السلبيّة لهذه الحميات، فقد تؤدي إلى خسارة الجسم للعديد من العناصر الغذائيّة المهمّة، بالإضافة إلى خسارة الكتلة العضلية.[٢١]
ومن الجدير بالذكر أنّ خسارة الوزن الصحية تعتمد بشكل رئيسيٍّ على تغيير عادات الأكل اليوميّة، وممارسة النشاط البدني، وعند الوصول للوزن المثالي، فيجب الاستمرار بتناول الطعام الصح وممارسة النشاط البدنيّ بهدف المحافظة على الوزن وصحة الجسم.[٢٢]
لمحة عامة حول البطيخ
يُعدّ البطيخ (بالأنجليزية: Citrullus lanatus) من الفواكه ذات الحجم الكبير، وهو حلوُ المذاق، ويسميه البعض الحبحب، يعود أصله إلى المناطق الشمالية من قارة أفريقيا،[٦] وهو ينتمي للفصيلة القرعية (بالإنجليزية: Cucurbitaceae)، التي ينتمي لها الشمام، والخيار، وللبطيخ خمسة أنواع معروفة، وهي؛ البطيخ ذو اللون الأصفر، والبطيخُ ذو اللون البرتقالي، والبطيخ ذو الحجم الصغير، والبطيخ الذي يحتوي على البذور، والبطيخ الذي لا يحتوي على البذور.[١٠] ويُعدّ البطيخ من أهم الفواكه الصيفية، فهو غنيّ بالماء، وقليلٌ بالسعرات الحرارية، وهو إحدى الوجبات الخفيفة الحلوة.[٧]
المراجع
- ↑ “Weight loss – common myths”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ “What causes obesity?”, www.healthdirect.gov.au,7-2018، Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب “Food and Diet”, www.hsph.harvard.edu, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب Kerri-Ann Jennings (9-8-2018), “Top 9 Health Benefits of Eating Watermelon”، www.healthline.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ “Food Exchange Lists”, www.dtc.ucsf.edu, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب Adda Bjarnadottir (7-3-2019), “Watermelon 101: Nutrition Facts and Health Benefits”، www.healthline.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Debra Manzella (5-2-2020), “Watermelon Nutrition Facts and Health Benefits”، www.verywellfit.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ Tiffany Lum, Megan Connolly, Amanda Marx, and others (12-3-2019), “Effects of Fresh Watermelon Consumption on the Acute Satiety Response and Cardiometabolic Risk Factors in Overweight and Obese Adults”, Nutrients , Issue 3, Folder 11, Page 595. Edited.
- ↑ Kristeen Cherney (7-7-2019), “Is Watermelon Healthy? A Detailed Guide to Eating the Fruit and Reaping Its Possible Benefits”، www.everydayhealth.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب Megan Ware (18-12-2019), “What are the health benefits of watermelon?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ “The Health Benefits of Watermelon”, www.webmd.com,4-8-2020، Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب Anna Schaefer (17-4-2020), “The Watermelon Diet: Fact or Fiction?”، www.healthline.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ “Watermelon, raw”، www.fdc.nal.usda.gov, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب Zawn Villines (25-6-2019), “What to know about sugar in fruit”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Rachael Link (15-8-2017), “Does Fruit Help You Lose Weight?”، www.healthline.com, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ B. Carlton Tohill (5-2007), “Fruits and vegetables consumption and body weight management”, Acta horticulturae, Issue 744, Folder 744, Page 39-46. Edited.
- ↑ “MyPlate Plan: 2000 calories, Age 14+”, www.choosemyplate.gov, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ Christopher Baird (2-12-2013), “Is fruit juice healthier than whole fruit?”، www.wtamu.edu, Retrieved 3-9-2020. Edited.
- ↑ Adda Bjarnadottir (4-6-2017), “Dried Fruit: Good or Bad?”، www.healthline.com, Retrieved 4-9-2020. Edited.
- ↑ “Diet for rapid weight loss”, www.medlineplus.gov, Retrieved 4-9-2020. Edited.
- ↑ Malia Frey (4-6-2017), “What Is the Mono Diet?”، www.verywellfit.com, Retrieved 4-9-2020. Edited.
- ↑ “Losing Weight”, www.cdc.gov,17-8-2020، Retrieved 4-9-2020. Edited.