محتويات
الإمام النسائي
هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسَائي، وقيل النسوي، كان عالمًا فذًا في الحديث،[١] ولد في بلدة مشهورة بخرسان تسمى نساء، وهو الإمام الحافظ العالم بالحديث ورجاله وعلله، وصفه الذهبي -رحمه الله- في سير أعلام النبلاء بقوله: “لم يكن أحد على رأس الثلاثمائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى الترمذي، وهو جار في مضمار البخاري وأبي زرعة”.[٢][٣]
ألف عدة مصنفات، أشهرها كتاب السنن، المعروف بالسنن الصغرى، توفي -رحمه الله- سنة 303هـ، في مدينة الرملة بفلسطين.[٢][٣]
نبذة عن كتاب سنن النسائي
ويسمى أيضًا بالسنن الصغرى، وكذلك المجتبى، ويعرف اليوم بسنن النسائي، لكن السنن حقيقةً تطلق على كتابي النسائي وهما: السنن الصغرى، والسنن الكبرى،[١] فالمجتبى أو السنن الصغرى هو جزء من كتاب السنن وهو مصنف كبير جدًا، ألفه الإمام النسائي، وآتيًا بيان منهجه رحمه الله في كتابه السنن الصغرى:[٢]
- أنه كتاب يجمع بين علم الفقه وفن الإسناد، وفق منهج دقيق.
- جمع أحاديث الأحكام في الكتاب، ثمَّ قسَّمه إلى كتب بلغ عددها (58) كتابـًا.
- قسَّم كل كتاب إلى أبواب.
- رتب أحاديثه على الأبواب، وقد وضع عنوان لكل باب من هذه الأبواب وبغاية الدقة.
- جمع أسانيد كل حديث في مكان واحد.
- لم يتكلم على بعض الأحاديث بالتضعيف، كأبي داود والترمذي في الكلام عن بعض الأحاديث الضعيفة.
- لم يذكر أياً من رجال الحديث بالجرح والتعديل.
- لم يذكر في كتابه أيًا من مذاهب فقهاء البلدان.
- كان شديدًا في انتقاء الحديث وتحريه للرجال، واشتهر بشدة شرطه في التوثيق.
مكانة سنن النسائي بين كتب الحديث
يعتبر علماء الحديث أن سنن النسائي “المجتبى” من أكثر كتب الحديث صحة، بل إنهم يعتبرونه أصح كتاب من كتب السنن الأربعة، وأقلها احتواءً على الحديث الضعيف، فقد كان النسائي -رحمه الله- حريصًا على انتقاء الصحيح في كتابه السنن الصغرى؛ وذلك لأن أمير الرملة آنذاك طلب من الإمام النسائي أن يجمع الحديث الصحيح من السنن الكبرى، ويضعها في كتاب واحد.[٣]
وفي ذلك يقول السيوطي -رحمه الله-:” رأيت بخط الحافظ أبي الفضل العراقي أنَّ النسائي لما صنف الكبرى أهداها لأمير الرملة، فقال له: كل ما فيها صحيح؟ فقال: لا، فقال: ميِّز لي الصحيح من غيره، فصنف له الصغرى”، إضافةً إلى نبوغ وإجادة الإمام النسائي لعلم العلل، وتميزه به عن غيره من المحدثين في زمانه.[٣]
شروح سنن النسائي
اعتنى علماء الحديث بسنن النسائي، فصنفت عدة كتبٍ تشرح السنن، منها القديم، ومنها الجديد المعاصر، نذكر منها:[٢]
- زهر الربى على المجتبى، ومؤلفه جلال الدين السيوطي، توفي سنة (911هـ).
- حاشية ومؤلفها أبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندي، توفي سنة (1136هـ).
- ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، ويقع في 28 جزءًا، تأليف الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي، وهو أستاذٌ في دار الحديث الخيرية في مكة المكرمة.
المراجع
- ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 95. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث إسلام ويب (26/06/2002)، “سنن النسائي”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “نبذة عن كتاب النسائي ” السنن الصغرى ” .”، إسلام سؤال وجواب، 19\9\2011، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.