إسلام

احترام الصغير للكبير

احترام الصغير للكبير

أهمية احترام الصغير للكبير

يمكن تعريف الاحترام على أنه تقبل الآخرين وتقبل آرائهم المختلفة، يساعد الشعور بالاحترام على الإحساس بالأمان والتعبير عن النفس وزيادة الثقة بالنفس سواء كان ذلك للكبير والصغير[١]، يتوجب على الآباء تعليم أبنائهم احترام الأكبر منهم سواء كان أب أو جد أو معلم، يمكن للأطفال أن يتعلموا الاحترام عن طريقة مراقبة تصرفات آبائهم مع من هم أكبر منهم عمرًا، وللاحترام أهمية كبيرة يمكن تلخيصها بما يأتي:[٢]

  • يعدّ الاحترام أحد أهم الصفات الحميدة والجيدة في الإسلام والتي تساعد في بناء مجتمع إسلامي صالح بإذن الله.
  • يسهم الاحترام الأشخاص على بناء علاقات قوية وجيدة مع الآخرين مثل الآباء والأصدقاء والمعلمين.
  • يساعد الاحترام غلى تحسين مهارات أخرى للأطفال مثل التسامح كما يساهم في جعلهم أكثر انفتاحًا واستماعًا للآخرين.

كيف يحترم الصغير الكبير؟

هناك العديد من الأمور والصفات الحميدة التي تساعد الصغير على احترام وفهم الأكبر سنًا وتعكس احترام الصغير للكبير، ومنها:

الاهتمام به

يشعر العديد من كبار السن بالوحدة، حيث ينشغل أفراد العائلة بحياتهم وأعمالهم، يجب عليك الاهتمام بهم وتخصيص وقت لقضائه معهم، يمكنك اصطحابهم لزيارة أحد الأصدقاء أو أخذه في نزهة أو إحضار ما يحب من الأطعمة، كما يمكنك أن تتناول الغذاء معًا وتجعل من ذلك عادة تقومون بها رغم الانشغال في الأعمال اليومية سيعكس ذلك مدى احترامك وتقدريك لهم، ويكون لذلك أثر كبير في نفوسهم، ويمكن الاتصال به إذا كنت لا تستطيع رؤيته يوميًا فللمكالمات دور كبير في عكس مدى احترامك لهم والبحث عن وقت لتتواصل معه ولتطمئن على حاله.[٣]

احترام آرائه

إن من أهم الأمور التي تبين الاحترام هو الاستماع لكلام الكبير وعدم مقاطعته أثناء الحديث واحترام رأيه، يصاب بعض كبار السن ببعض المشكلات العقلية مثل الزهايمر أو مشكلات في السمع، لذا يتوجب عليك الاستماع لما يقول الكبير في السن حتى انتهاء كلامه واحترام رأيه بغض النظر عن اختلاف الآراء بينكما وعدم الرد بردود جارحة وغير مؤدبة، وعلى الأبناء مشاورة آبائهم في أمور حياتهم والمشاكل التي تواجههم والذي من شأنه أن يعكس مدى احترامهم لآبائهم وتقديرهم لهم رغم تقدمهم في العمر.[٤]

خفض الصوت عند التحدث معه

يجب مراعاة مستوى ارتفاع صوتك عند الحديث مع كبار السن، فمن الاحترام والأخلاق والأدب خفض الصوت وعدم الصراخ والتحدث معهم بطريقة هادئة ومراعاة مشاعرهم عند التحدث معهم وعدم الصراخ فيهم كأنهم أطفال، يجب عليك الحفاظ على هدوئك والتحدث معهم بنغمة صوت هادئة وبطريقة لطيفة، قم بالتركيز على فكرة واحدة عند الحديث واجعل الجمل قصيرة وبسيطة لتكون أسهل للفهم، عليك اختيار المكان المناسب للحديث بعيدًا عن الأصوات المزعجة مثل المذياع والتلفاز.[٥]

توقيره وتقديره

يمكنك إخبار كبار السن عن مدى تقديرك واحترامك لهم، إن قيامك بشكر الكبير في السن وعدم إنكار فضله يبين مدى احترامك لهم، يمكنك التحدث معه عن تاريخ العائلة والذي من شأنه تثقيف أفراد العائلة فيما يخص تاريخها وتقديرًا لما قام به الأجداد، سيساهم ذلك في تقوية العلاقات الأسرية والعائلية وزيادة روابط المحبة بينهم، كما حيث سيكون لذلك أثر كبير في نفوسهم وسترسم الابتسامة على وجوههم.[٣]

عدم التقليل من شأن الكبير والاستخفاف به

يمتلك كبار السن خبرة طويلة في الحياة وتجارب متنوعة فهم أكثر حكمة من غيرهم من صغار السن، لذا يجب من باب الاحترام عدم الاستخفاف بما قاموا به وبذلوه من أجلنا بل يجب احترامهم وتقدريهم والأخذ برأيهم بخصوص العديد من القضايا والمشاكل التي قد تواجهنا في حياتنا، كما ويمكنك طلب نصيحة منه حتى لو كنت مثقف ولديك القدرة على اتخاذ القرار وحدك سيكون لذلك أثر كبير في نفوسهم وسيعكس ذلك مدى احترامك لهم.[٣]

تقديم الرعاية لكبار السن

يمكن إظهار الاحترام لمن هم أكبر سنًا عن طريق خدمتهم، يتوجب على الأبناء رعاية والديهم ومساعدتهم في قضاء أمورهم التي يواجهون صعوبة في إنجازها وحدهم فقد كبرت أجسادهم وأصابها التعب، وعليك أن تراعي أن تكون لطيًفا عند خدمتهم فقد يقوم البعض على الخدمة لكن دون أن يكون لطيفًا إلا أن الاحترام المطلق يكون بتقديم الخدمة والمساعدة بلطف ومحبة دون شكوى أو تذمر يمكن أن يزعج الكبار في السن.[٤]

الإسلام واحترام الصغير للكبير

الإسلام دين الرأفة والعدل، ركز ديننا الإسلامي على الصفات الحميدة والأخلاق الحسنة والتي من شأنها بناء مجتمع إسلامي جيد وينهى عن السلوكيات السيئة، ومن هذه الصفات الحميدة الاحترام، يقصد بالاحترام تكريم الناس ومراعاة حقوقهم، ومن أهم الأمور التي ذكرها ديننا الإسلامي والتي تقع تحت بند الاحترام هو احترام آراء الشعوب والآخرين ودياناتهم المختلفة ومعتقداتهم وعدم السخرية منهم، ويشمل الاحترام معاملة الآخرين بالطريقة التي نود أن نُعامل بها وذلك من باب إعطاء كل ذي حق حقه[٦]، قال تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[٧]

حث ديننا الإسلامي على احترام الصغير للكبير سواء كان أب أو خال أو عم فهم أكبر سنًا وأكثر علمًا، وبين في العديد من آيات القرآن كيفية احترام الكبير مثل المعاملة بالخير والتحدث معهم بأدب وخفض الصوت عند الحديث معهم وعدم التأفف عند طلبهم المساعدة وبلوغهما سن متقدمة وفقدامهما لصحتهما وقوتهما، وأكد رسولنا الكريم على أهمية احترام الكبير في السن لما في ذلك أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى[٨]، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[٩]

المراجع

  1. “All about respect”, kidshelpline, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  2. “The Importance of Teaching Respect”, muslimaid, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت “9 Ways to Honor and Respect Our Elders…”, bayviewhealthcare, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب “How To Show Respect For Others (+ Why It’s Important In Life)”, aconsciousrethink, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  5. “7 Communication Techniques for Talking to Elderly Parents”, starlightcaregivers. Edited.
  6. “respect”, aispk, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  7. سورة الحجرات، آية:11
  8. “Respecting Elders”, dawateislami, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  9. سورة الاسراء، آية:23

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى