إسلام

صفات القائد في الإسلام

صفات القائد في الإسلام

صفات القائد في الإسلام

يجب على القائد المسلم أن يتحلى بصفات عديدة، مستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية، ومن الواقع العمليّ التجريبيّ، ومن أبرز هذه الصفات ما يأتي:

صحة العقيدة التي تضمن سلامة المنهج

من صفات القائد الناجح في الإسلام أن صحيح العقيدة، مؤمناً بربه إيماناً قاطعاً لا يتخلل إليه الشك، مدافعاً عن دينه، مؤمناً بالقيم والمبادئ التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، ولا شك أنّ هذا الإيمان يولد لدى القائد المسلم العزيمة التي تحثه على السعي لتحقيق الغايات والأهداف التي آمن بها.[١]

كما أنّ صحة العقيدة والمنهج ينتج عنهما التأثير الإيجابي، إذ إنّ القائد في الإسلام يعدّ قدوة للآخرين ممن يترأس قيادتهم، أو ممن يبرز عنهم؛ ومن أجمل الأمثلة على ذلك الفاروق عمر -رضي الله عنه-؛ الذي كان يحتكم إلى كتاب الله وسنة نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، وقّافاً عند حدود الله -سبحانه-؛ ينكر المنكر ولو على نفسه، ويُحق الحق ولو كان لغيره.[٢]

عدم الاستئثار بالرأي

ومن صفات القائد الناجح في الإسلام أنّه لا يستأثر برأيه دون الناس، معتقداً أنّه الصواب وما دونه الباطل، بل يحرص القائد المسلم يحرص على مبدأ الشورى باستشارة أهل الخبرة، والعلم والمعرفة حتى يضمن صواب الرأي الذي يتخذه، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يشاور أصحابه، وزوجاته، وأهل بيته؛ كما فعل ذلك الخلفاء الراشدون، وكثير من الخلفاء المسلمين بعدهم.[٣]

العدالة والمساواة بين الناس

من صفات القائد في الإسلام أنّه يعدل بين رعيته ومن يكون مسؤولاً عنهم، فلا يظلم أحداً أو يحابي إنسان على آخر، بل يحقق العدالة والمساواة بينهم جميعاً؛ ومن أعظم الأمثلة على ذلك عدل النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان لا يحابي أحداً؛ فقد ثبت أنّه كان -صلى الله عليه وسلم- يوزع الغنائم بعد كل معركة بالتساويي على أصحابه.[٤]

حتى قام رجل من القوم وطلب منه أن يعدل؛ فردّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (وَيْلَكَ وَمَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ، فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: دَعْنِي، يا رَسولَ اللهِ، فأقْتُلَ هذا المُنَافِقَ، فَقالَ: معاذَ اللهِ، أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي).[٥][٤]

القدوة الصالحة

والقائد المسلم قدوة لرعيته، فلا يأتي من الأفعال ما ينهى الناس عنه، بل تراه أول الناس التزاماً بالمنهج الذي يأمر به، وهذه الصفة من أبرز الصفات التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، من خلال النصوص القرآنية وضرب الأمثال في السنة النبوية؛ فقد قال -تعالى-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه).[٦][٧]

وكما قال -سبحانه-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).[٨][٧]

ضبط النفس

وهذه من أبرز الصفات التي يظهر تأثيرها على نحوٍ مباشر بالآخرين؛ إذ يلزم من القائد أن يتحكم بنفسه في الأوقات العصيبة، ويحرص على استثارة همة جنوده ومن يترأسهم، ويحاول التخفيف عنهم، ويحرص كل الحرص على عدم تبدّل مشاعره بصورة مفاجئة بين الخيبة والاستبشار؛ لأنّ ذلك يلعب دوراً كبيراً في همة النفوس أو تقاعسها.[٩]

القيادة في الإسلام

تضمنت القيادة في الإسلام الكثير من المفاهيم والمعاني التي تطرقت إليها البحوث الحديثة، والتي تناولت مسألة الإدارة والقيادة بالدراسة والتمحيص، إلا أنّ مفهوم القيادة وصفات القائد الناجح في الإسلام كان له خصوصية واضحة في الشريعة الإسلامية، إذ إنّها ربطت مفهوم القيادة بالضوابط الشرعية والأخلاقية التي تضمن للقائد سلامة المنهج الذي يتبعه ويسير عليه، وبما يحقق الأهداف المرجوة.[١٠]

ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مثالاً للقائد الناجح؛ الذي استطاع خلال مراحل حياته قيادة الأمة لما فيه صلاحها وسعادتها في الدنيا والآخرة، وسار الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- على هديه في الحكم والسياسة، فكانوا خير قادة يخلفون نبي الله في قيادة الأمة.[١٠]

حيث شهدت عهودهم تطورات عظيمة في شكل الدولة الإسلامية من حيث التنظيم واتساع الرقعة، وزيادة الموارد المالية حتى أصبحت الدولة الإسلامية قدوةً للأمم حولها.

المراجع

  1. [محمود شيت خطاب]، بين العقيدة والقيادة، صفحة 512. بتصرّف.
  2. [محمد نصر الدين محمد عويضة]، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 437. بتصرّف.
  3. [نبيل السمالوطي]، بناء المجتمع الإسلامي، صفحة 86. بتصرّف.
  4. ^ أ ب [إبراهيم بن إبراهيم قريبي]، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف، صفحة 377. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1063، صحيح.
  6. سورة آل عمران، آية:110
  7. ^ أ ب [محمد منير مرسي]، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، صفحة 79. بتصرّف.
  8. سورة الأحزاب، آية:21
  9. [محمود شيت خطاب]، الرسول القائد، صفحة 438. بتصرّف.
  10. ^ أ ب “صفات القائد”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2022. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى