محتويات
'); }
مدينة قلقيلية
مدينة قلقيلية هي مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في فلسطين المُحتلَّة، وهي مدينة ذات تاريخ عريق، ومُوغلٍ في القِدَم، حيث حَظِيت بمكانة عظيمة على مرِّ تاريخها الطويل، إلّا أنَّ أهمّيتها، ومكانتها قد قلَّت بعد تأثُّرها بالاحتلال الإسرائيليّ خلال العُقود الأخيرة، وتحتلُّ قلقيلية اليوم مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 166كم2، ويَقطُن هذه المساحة ما يُقارب 100,000 نسمة، أمّا تسمية المدينة فهي تعود إلى العهد الكنعانيّ، إذ إنّ كلمة قلقيلية مُشتقَّة من الكلمة الكنعانيّة (الجلجلة)، وتعني: عمليّة إزالة الحَصَى الصغير المُدوَّر من الحُبوب بعد دَرسها، وحصادها، كما عُرِفت في العصر الرُّومانيّ باسم (كاليكيليا).[١]
الموقع الجغرافيّ
تقع مدينة قلقيلية في المنطقة التي تتقاطع فيها السُّفوح الغربيّة لسلسلة جبال نابلس مع الجزء الشرقيّ لساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، بحيث تتوسَّط التجمُّعات السكّانية، والحضاريّة التي تمتدُّ على طول الساحل الفلسطينيّ، وهي تَبعُد نحو 14كم عن شاطئ البحر الأبيض المُتوسِّط، ومن الناحية الفلكيّة، فإنَّ مدينة قلقيلية تقع على خطِّ عرض °32.2 نحو الشمال، وعلى خطِّ طول 35.1°، ومن الجدير بالذكر أنّ قلقيلية حَظِيت -بحُكم موقعها- بأهمّية خاصَّة؛ فهي تُمثِّل نقطة لتقاطع الطُّرُق بين مُختلف المُدُن الفلسطينيّة، كما أنّها مثَّلت قديماً مَحطَّة رئيسيّة، وبارزة للقوافل التجاريّة؛ بسبب وفرة ينابيعها، وجمال أجوائها، بالإضافة إلى أنَّها كانت مركزاً؛ لانطلاق الغزوات الحربيّة، والقُوَّات العسكريّة، وقد ضمَّت المدينة مَحطَّة للسكَّة الحديديّة تَبعُد نحو 82كم عن مَحطَّة حيفا، وهي تُعتبَر إحدى مَحطَّات خطِّ سِكَّة الحديد بين مصر، والشام.[٢]
'); }
المناخ
يُعَدُّ المناخ السائد في مدينة قلقيلية هو مناخ البحر الأبيض المُتوسِّط، مع وجود تأثيرات محلِّية؛ بسبب اختلاف الموقع، والتضاريس؛ حيث تسود الأجواء الحارَّة خلال فصل الصيف، والدافئة الماطرة خلال فصل الشتاء، علماً بأنّ مُعدَّل الرُّطوبة في شهرَي تموز/يوليو، وآب/أغسطس قد يصل إلى نحو 70%، كما تسود الرياح الجنوبيّة، والجنوبيّة الغربيّة، وتكون قويّة، وباردة خلال فصل الشتاء، ولطيفة خلال الصيف، وفي نهاية الشتاء تهبُّ الرياح الخماسينيّة الحارَّة، والجافّة.[٣]
الجانب الاقتصاديّ
يُعتبَر قِطاع الزراعة المُقوِّمَ الأساسيّ لاقتصاد قلقيلية؛ ويعود ذلك إلى خُصوبة التربة، ووفرة المياه العذبة في أرضها، إلّا أنَّ هذا القِطاع قد تأثَّر بشكلٍ كبير بعد بناء الجدار العازل من قِبَل الاحتلال الإسرائيليّ؛ حيث فقدت قلقيلية مُعظم الأراضي الزراعيّة، والخَصبة، وبعد ذلك أصبح قِطاع التجارة هو المُقوِّم الأساسيّ لاقتصاد المدينة؛ حيث اعتمدت في تجارتها على سُكّان القُرى المُجاورة، والمُتسوِّقين العرب داخل الخطِّ الأخضر، إلّا أنَّ بناء جدار الفصل أثَّر في النشاط التجاريّ العامّ للمدينة، كما أنَّ اندلاع انتفاضة الأقصى قد أثَّر بشكلٍ كبير في اقتصاد قلقيلية؛ فقد منع الاحتلال مُعظم العاملين من سُكّان المدينة (حوالي 6 آلاف عامل) من الانتقال إلى عملهم في الداخل الإسرائيليّ، وداخل الخطِّ الأخضر، ووضع عليهم قُيوداً صارمة، ممّا جعل مُعظمهم دون عمل، وارتفعت نِسبة البطالة إلى نحو 65%، وقد أنشأت الجهات المُختصَّة في المدينة منطقة صناعيّة كبيرة؛ لتخفيف نسبة البطالة، وتشغيل السكّان المحليِّين.[٢]
التطوُّر الإداريّ والتاريخيّ
كانت مدينة قلقيلية قديماً قرية صغيرة بسُكّانها، ومساحتها، ومع مرور الوقت نَمَت، وتطوَّرت إلى أن أصبحت كما هي اليوم، ويُمكن سَرد هذا التطوُّر وِفق فترات، ومراحل تاريخيّة رئيسيّة، وهي:[٣]
- الفترة الرُّومانيّة: يُعتقَد بأنَّ فلسطين في القرن الرابع الميلاديّ كانت مُقسَّمة إلى ثلاث ولايات، وهي: فلسطين الأولى، والثانية، والثالثة، ويُذكَر أنَّ مدينة قلقيلية كانت جُزءاً من قضاء رأس العين التابع لمنطقة فلسطين الأولى.
- فترة الدولة الإسلاميّة: قُسِّمت فلسطين في عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب إلى أربعة أجناد، وهي: دمشق، وحمص، وفلسطين، والأردن، وكانت قلقيلية تتبع جُند فلسطين الذي ضمَّ المناطق الوُسطى، والجنوبيّة، بالإضافة إلى قِسم من شرق الأردن، وفي عهد العُثمانيِّين تمّ تقسيم فلسطين إلى خمسة ألوية، وهي: غزَّة، والقُدس، ونابلس، وصفد، واللجون، حيث كانت قلقيلية تابعةً للواء نابلس.
- فترة الانتداب البريطانيّ: عُرِفت قلقيلية في هذه الفترة على أنَّها قرية من قُرى قضاء طولكرم، ولم تشهد حينها أيَّ تطوُّر إداريّ.
- فترة الحُكم الأردنيّ: بعد وقوع حرب 1948م، تمّ إعلان ضَمِّ الضفَّة الغربيّة إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيث أصبحت قلقيلية حينها مركزاً لقضاء مُستقلٍّ يشتمل على مجموعة من القُرى المُجاورة، وهي: قرية حبلة، وعزون، وجيوس، وكفر ثلث، والنبي إلياس، وفلامية، وكفر عبوش، وكفر جمال، بالإضافة إلى بعض القُرى الصغيرة.
- فترة الاحتلال الإسرائيليّ: وفي هذه الفترة أعادت سُلطات الاحتلال قلقيلية لتتبع قضاء طولكرم من جديد.
- فترة السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة: في عام 1995م، استلمت السُّلطة الوطنيّة زمام الأمور في مدينة قلقيلية، وحوَّلتها إلى مُحافظة، حيث ضمَّت 28 بلداً، وقرية، وخِربة.
التخطيط والتنظيم
تبلغ المساحة الإجماليّة لمدينة قلقيلية نحو 9,800 دونم، وتصل مساحة الأراضي الزراعيّة إلى ما يُقارب 5,500 دونم من المساحة الإجماليّة، أمّا مساحة الأراضي السكنيّة، والعمرانيّة فتصل إلى ما يُقارب 2,500 دونم، وتُشكِّل الأراضي السهليّة ما نسبته 56% من إجماليّ مساحة المدينة، وتحتلُّ المناطق الهضبيّة النِّسبة المُتبقِّية، وقد أثَّر الاحتلال، وجدار الفصل العُنصريّ في تخطيط المدينة، وإمكانيّة تَوسُّعها، وامتدادها نحو الجنوب عند قرية حبلة، والتجمُّعات، والقُرى المُجاورة لها، ونحو الشرق عند قرية عزون، ونحو الشمال عند قرية جيوس.[٤]
وفي الآونة الأخيرة تسعى الجهات المُختصَّة في المدينة إلى تطوير البُنية التحتيّة، وتنفيذ المشاريع الثقافيّة، والاجتماعيّة، وتقديم الخدمات الأساسيّة للسكّان، حيث تضمُّ المدينة مركزاً للدفاع المدنيّ، ومركزاً للشُّرطة، وحديقة عامّة، وغُرفة تجاريّة، ومَحكمة شرعيّة، ومَحكمة صُلح، ومَحكمة بداية، ومكتب بريد، ومَسلخاً، وحِسبة، بالإضافة إلى مُؤسَّسات، وجمعيّات تهتمُّ بشؤون الطفل، والمرأة، والعديد من النوادي الرياضيّة، وغيرها من المَرافِق.[٤]
المراجع
- ↑ -، السلطة الوطنية الفلسطينية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، صفحة 29،31،35. بتصرّف.
- ^ أ ب -، نبذة عن مدينة قلقيلية، صفحة 2،3. بتصرّف.
- ^ أ ب توزيع وتخطيط الخدمات العامة في مدينة قلقيلية بالاستعانة بنظم المعلومات الجغرافية gis، نضال رفعت أحمد عنايا، صفحة 23-30. بتصرّف.
- ^ أ ب مؤيد عفانة، الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في محافظة قلقيلية 2014، صفحة 32. بتصرّف.