محتويات
أبو الأسود الدؤلي واضع النقاط على الحروف
قام أبو الأسود الدؤلي في العثور على طريقة لضبط كلمات القرآن الكريم، حيث قام بوضع نقطة فوق الحرف لتدل على الفتحة، ونقطة تحت الحرف لتدل على الكسرة، كما وضع نقطةً على يسار الحرف للدلالة على الضمة، ونقطتين فوق الحرف، أو تحته، أو على يساره للدلالة على التنوين، وكان يترك الحرف الساكن خالياً من النقاط، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الضبط لم يكن يُستعمل إلّا في المصحف،[١]، ويُعدّ أبو الأسود الدؤلي أول من قام بضبط اللغة، وذلك بأمر من أمير العراق زياد، وكان هذا الحدث عام 67هـ، وقد استعان الدؤلي بعلامات كان يستعملها السريان للدلالة على الرفع والجر والنصب، وللتمييز بها بين الاسم، والفعل، والحرف.[٢]
الخليل بن أحمد الفراهيدي
قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بحلول القرن الثاني من الهجرة بوضع طريقة أخرى لتنقيط الحروف، حيث كانت طريقته بجعل ألف صغيرة مائلة فوق الحرف للدلالة على الفتحة، ووضع ياء صغيرة تحت الحرف للدلالة على الكسرة، وتوضع الواو الصغيرة فوق الحرف لتدل على الضمة، أمّا في حالة التنوين فيتمّ تكرار الحرف الصغير، وبعد ذلك تطورت الطريقة حتّى وصلت إلى ما هي عليه اليوم،[١] كما جعل السكون الخفيف الذي لا إدغام فيه رأس خاء، أو دائرة صغيرة، وجعل الهمزة رأس عين (ء)، كما قام بإصلاحات أخرى،[٢] ومنها وضعه رمز الشدّة، حيث نقل رمز الشدّة من نصف الدائرة إلى رأس الشين، وقدّم العديد من الإضافات إلى الكتابة العربية التي لم يتمكن أحد بعده إضافة شيء لها، وبالتالي فإنّ للخليل بن أحمد الفضل الكبير والعظيم في وضع الهمزة، والتشديد في حروف اللغة العربية.[٣]
تنقيط الحروف
استمرت الحروف العربية بشكلها غير المنقوط وغير المشكول حتّى منتصف القرن الأول الهجري، وأُجري تنقيط الحروف في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقام بذلك نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، حيث قام هذان الرجلان بترتيب الحروف الهجائية بهذه الطريقة الشائعة في يومنا هذا، وأهملا ترتيب الحروف الأبجدية على الطريقة القديمة (أبجد هوز)، وفي الثلث الأخير من القرن الأول الهجري أضحت اللغة العربية لغةً عالمية؛ خاصةً عندما بدأت تنتقل مع انتقال الإسلام إلى المناطق المحيطة بشبه الجزيرة العربية، إذ استخدمت اللغة العربية في تلك المناطق، وأصبحت اللغة الرسمية للدول، كما كان استخدامها دليلاً على الرقي، والتقدم الحضاري، والاجتماعي.[١]
سبب وضع النقاط على الحروف
يعود السبب الذي دفع إلى شكل وتنقيط حروف اللغة العربية إلى اختلاط العرب بالأعاجم، وظهور اللحن باللغة العربية، فخشي العلماء أن يستمر هذا اللحن، ويتجاوزه إلى القرآن الكريم، فلجؤوا إلى ضبط اللغة العربية من الناحية النحوية والإملائية، وذلك من خلال تشكيل أواخر الكلمات، كما قاموا بضبط حروف اللغة العربية عن طريق تشكيلها، وتنقيطها، وذلك من أجل أن يذهب الالتباس والخطأ بين الأحرف المتشابهة.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت مصطفى الأنصاري (22-12-2016)، “من الذي وضع النقط فوق الحروف ؟”، www.lite.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت حريصة شريم (1-12-2013)، “الكتابة العربية ونشأتها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
- ↑ د. عبد الحسين المبارك، فقه اللغة، صفحة 152. بتصرّف.