شخصيات تاريخية

أين توفي الإسكندر الأكبر

مقالات ذات صلة

الإسكندر الأكبر

لم يرِد في التاريخ القديم أو الحديث أنّ شخصاً قد حقّق مجداً كالمجد الذي حقّقه الإسكندر الأكبر؛ حيث سُجّل له تاريخ مجيد لم يُسجَّل مثله لأحد من أهل الأرض من فتوحات، وانتصارات، ومعارك لم يُهزَم فيها أبداً على الرّغم من صِغَر سِنِّه، ومن المعروف تاريخياً أنّه لم يَحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنان، هما سيّدنا سليمان ابن سيدنا داود عليهما السّلام، والإسكندر المقدونيّ المعروف بالإسكندر الأكبر، وقد تميّز الإسكندر الأكبر عن غيره بحنكته، وذكائه، وشجاعته، بالإضافة إلى العديد من الصّفات التي أهَّلته لأن يَحكم إمبراطوريّةً كبيرةً؛ وصلت حدودها من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، كما ساعدته حكمته وعقله المفكّر والمدبّر على القضاء على الفتن التي كانت تحدث في إمبراطوريته؛ وخاصَّةً في القصر الملكيّ.[١]

يُعدّ الإسكندر الأكبر من عُظماء التاريخ وأشهر القادة العسكريّين، كيف لا وقد تمّ على يدَيْ هذا الشابّ اليافع فتحُ العالم القديم بأسره، كما خضع تحت حكمه المماليك، ورجف بين يدَيه أعظم ملوك العالم؛ خوفاً منه، وإجلالاً له، وممّا يجدر ذِكر أنّ الإسكندر الأكبر حقّق مجداً عظيماً على الرّغم من صِغَر سِنّه، وتوفّي ولم يتجاوز عمره ثلاثةً وثلاثين عاماً،[١] فقد عاش في الفترة الواقعة ما بين عامَي 356-323ق.م، واحتلّ الأراضي المُمتدّة من اليونان إلى مصر، مروراً بالأراضي التركيّة، والإيرانيّة، والباكستانيّة.[٢]

وفاة الإسكندر الأكبر

تُوفِّي الإسكندر الأكبر عن عُمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً، في مدينة بابل في قصر نبوخذ نصَّر، وكان ذلك في الحادي عشر من شهر حزيران لعام 323ق.م، أمّا سبب وفاته فقد اختلف فيه المُؤرِّخون؛ فقد ورد عن بلوتارخ أنّ الإسكندر أُصيب بحمّى قويّة فُجائية قبل وفاته بأربعة عشر يوماً، حيث استقبل أحد الضيوف وأمضى معه الليل، وهما يتسامران ويشربان الخمر، بعدها أُصيب بالحمّى التي استمرّت وازدادت حدّتها حتّى أُصيب بالعجز عن الكلام، لدرجة أنّه كان يردّ السّلام على جنوده بالإشارة، وقد ورد عن ديودورس أنّه أصيب بألم قويّ بعد شربه طاساً من الخمر الصّافي على شرف هرقل، ومات بعدها.[٣]

ولموت الإسكندر أسباب أخرى مُحتمَلة؛ إذ ورد عن ديودورس، وآريان، وجستن، أنّه اغتِيل على يد أحد الأرستقراطيّين المقدونيّين عن طريق السمّ، إلّا أنّ هذه الفكرة رُفِضت من قبل بلوتارخ، وتشير الأدلّة إلى أنّه لو كان سبب الموت هو التسمّم فإنّ الفاعل هو أنتيباتر، الذي كان الإسكندر قد اِئتمنه على مقدونيا أثناء فترة غيابه عنها، وعندما عاد عزلَه واستدعاه إلى مدينة بابل، وأغلب الظنّ أنّ أنتيباتر اعتبر استدعاء الإسكندر له وكأنّه حكم عليه بالإعدام، فأمر ابنه إيولاس ساقي الإسكندر أن يضع له السمّ في شرابه، إلّا أنّ هذه الفكرة تمّ دحضها أيضاً من قبل بعض الباحثين، وكانت الحجّة أنّ فترة مرضه طويلة جداً حتّى يأخذ أيّ سمّ تأثيره الكامل المؤدّي إلى الوفاة؛ فالسّموم بطيئة المفعول لم تكن معروفةً آنذاك.[٣]

وتقول إحدى نظريّات العلم الحديث -التي ظهرت عام 2010م- إنّ أعراض مرض الإسكندر تتوافق مع أعراض التسمّم بالماء الأسود الآتي من نهر ستيكس؛ حيث يحتوي ماؤه على مادّة فائقة الخطورة، تُسبِّب بكتيريا قاتلةً وهي الكاليكميسين التي أدّت إلى وفاته،[٣] وقد بقي سبب وفاة الإسكندر الأكبر لغزاً كبيراً من ألغاز العالم القديم؛ حيث يعتقد الأطباء في العصر الحاليّ أنّ سبب وفاته هو الملاريا، أو مرض في الرِّئة، أو فشل في الكبد، أو حمّى التيفوئيد.[٢] وُضِع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبيّ مصنوع على هيئة البشر، وأثناء سير جنازته من مدينة بابل إلى مقدونيا اعترضها بطليموس وحوّل خطّ السير إلى مصر، وفيها حُنِّط جثمانه، ثمّ نُقِل الجثمان إلى الإسكندريّة، وبعدها نُقِل جثمانه المُحنَّط من التابوت الذهبيّ إلى آخر زجاجيّ؛ بهدف تذويب الذهبيّ، وصكّ العملات الذهبيّة منه.[٣]

نشأة الإسكندر الأكبر وعائلته

وُلِد الإسكندر الأكبر عام 356ق.م،[٢] وتحديداً في العشرين من شهر تموز، وكان ميلاده في مدينة بيلا، وهي عاصمة اليونان، وهو ابن الملك الأعور فيليب الثاني الذي يُقال إنّه فقد إحدى عينيه في إحدى الحروب التي خاضها، أمّا أمّه فهي الملكة أوليمبياس، وهي الزّوجة الرابعة لأبيه، وابنة ملك إقليم إيبيروس الذي يُدعى نيوبطليموس الأوّل، وقد عُرِفت أمّ الإسكندر المقدونيّ بمكرها وخداعها إلى جانب جمالها اليونانيّ، بينما عُرِف الأب بهذه الصفات أيضاً، إلى جانب الذّكاء، وحُسن القيادة، والفروسيّة، وقد ورث الإسكندر الأكبر هذه الصّفات عن والدَيه.[١]

نشأ الإسكندر في السّنوات الأولى من عمره على يدَي خادمةٍ اسمها لانيك، وهي مرضعته وشقيقة كليتوس الأسود، الذي أصبح فيما بعد أحد قادَة جيشه، ثمّ انتقل إلى ليونيدس الإيبروسيّ أحد أقرباء والدته؛ ليتتلمذ على يديه، ثمّ إلى وليسيماخوس أحد قادة جيش والده، وكانت نشأة الإسكندر نشأةً قياديّةً نبيلةً، فقد تعلّم القراءة، والكتابة، والعزف، وركوب الخيل، إضافةً إلى الصيد والمصارعة،[٣] أمّا معلم الإسكندر في سنّ الثالثة عشر من عمره فهو أرسطو؛ حيث رسّخ في عقله المبادئ، والقِيَم، والثقافة اليونانيّة التي وعد الإسكندر بنشرها.[١]

ويُقال إنّه عندما بلغ الإسكندر عامه الثالث عشرة، بدأ والده بالبحث عن معلّم لتعليمه مختلف العلوم والمعارف، واختار له في نهاية المطاف أرسطو،[٣] إلّا أنّ أرسطو اشترط مقابل تعليمه للإسكندر أن يُعيد فيليب الثاني بناء مدينته، ومسقط رأسه ستاكيرا، وبالفعل أعاد فيليب الثاني بناء المدينة، وبهذا تعلّم الإسكندر في معبد الحوريات مختلف العلوم من الأدب، والشِّعر، والطبّ، والتاريخ، والجغرافيا، وقد استمرّ تعليمه على يد أرسطو ثلاث سنواتٍ متتالية، أمّا بعدها فقد كان يزوره من حين إلى آخر. وتعلّم الإسكندر فنون القتال، والخُطط العسكريّة على يد أمهر المعلّمين، كما اقتدى بوالده الذي كان من أمهر القادة في العصر القديم.[١]

أسماء الإسكندر الأكبر وألقابه

الإسكندر الأكبر هو الإسكندر الثالث المقدونيّ، وهو ابن فيليب الأعور، وقد عُرِف باسم الإسكندر المقدونيّ نسبةً إلى مقدونيا المدينةِ التي ينتمي إليها، كما عُرِف باسم الإسكندر الكبير، أمّا اسمه باليونانيّة فهو ألكساندروس أومياكس، وتعدّدت ألقابه فقد كان يُلقَّب بالقائد الأول، ومن ألقابه (سا-رع) الذي يُقصَد به في مصر ابن المعبود (رع) وهو ملك مصر، كما لُقِّب بملك مقدونيا، وشاه فارس، وسيد آسيا،[١] وكان يُلقَّب أيضاً فرعون مصر، والقائد الأعلى للرّابطة الهيلينيّة.[٣]

تربُّع الإسكندر على العرش

تربَّع الإسكندر على العرش وعمره لم يتجاوز العشرين، وكان ذلك في عام 336ق.م، حينما كان والده فيليب مُتوجِّهاً إلى إيجة؛ ليحضر حفل زفاف ابنته كليوبترا على الإسكندر الأول، عندها اغتاله قائد الحرس الشخصيّ الخاصّ به، ثمّ ولّى هارباً، إلّا أنّه تعثّر بحبل كرمة ووقع، ممّا أدى إلى الإمساك به وقتله على الفور من قبل ملاحقيه، وبعد مقتل فيليب الثاني بايع النُّبلاء الإسكندر الأكبر على العرش ليكون ملكاً لمقدونيا، وقائداً لجيشها.[٣]

عندما علِمت عدّة بُلدان من بينها طيبة وأثينا بموت الملك فيليب، أعلنت الثّورة والانفصال عن الإمبراطورية، إلّا أنّ الإسكندر قاتلهم وروَّعهم إلى أن امتثلوا لأمره، وقد وطّد حُكمه آنذاك، وبنى جيشاً قوياً مزوَّداً بكافّة معدّات القتال، ثمّ بدأ فتوحاته وتوغّل فيها؛ بدءاً من شرق آسيا وصولاً إلى الهند، ومن أهمّ المعارك التي قادها: معركة الغرانيق عام 334ق.م، ومعركة أسوس عام 333ق.م، ومعركة غوغامل آربيل عام 331ق.م، ومعركة الهيداسب عام 326ق.م.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مفتش آثار المنيا-محمود محمد مندراوي (2013-11-20)، “بحث كامل عن الإسكندر المقدوني من ميلاده ونشأته وحتى دخوله مصر “، حراس الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علاء العقاد (2014-9-7)، “حقائق مدهشة لا تعرفها عن أسطورة العصر القديم .. الإسكندر المقدوني !”، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حازم ضاحي شحادة (مارس/2014)، “الإسكندر الأكبر.. ملك العالم القديم”، المنال، بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الإسكندر الأكبر

لم يرِد في التاريخ القديم أو الحديث أنّ شخصاً قد حقّق مجداً كالمجد الذي حقّقه الإسكندر الأكبر؛ حيث سُجّل له تاريخ مجيد لم يُسجَّل مثله لأحد من أهل الأرض من فتوحات، وانتصارات، ومعارك لم يُهزَم فيها أبداً على الرّغم من صِغَر سِنِّه، ومن المعروف تاريخياً أنّه لم يَحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنان، هما سيّدنا سليمان ابن سيدنا داود عليهما السّلام، والإسكندر المقدونيّ المعروف بالإسكندر الأكبر، وقد تميّز الإسكندر الأكبر عن غيره بحنكته، وذكائه، وشجاعته، بالإضافة إلى العديد من الصّفات التي أهَّلته لأن يَحكم إمبراطوريّةً كبيرةً؛ وصلت حدودها من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، كما ساعدته حكمته وعقله المفكّر والمدبّر على القضاء على الفتن التي كانت تحدث في إمبراطوريته؛ وخاصَّةً في القصر الملكيّ.[١]

يُعدّ الإسكندر الأكبر من عُظماء التاريخ وأشهر القادة العسكريّين، كيف لا وقد تمّ على يدَيْ هذا الشابّ اليافع فتحُ العالم القديم بأسره، كما خضع تحت حكمه المماليك، ورجف بين يدَيه أعظم ملوك العالم؛ خوفاً منه، وإجلالاً له، وممّا يجدر ذِكر أنّ الإسكندر الأكبر حقّق مجداً عظيماً على الرّغم من صِغَر سِنّه، وتوفّي ولم يتجاوز عمره ثلاثةً وثلاثين عاماً،[١] فقد عاش في الفترة الواقعة ما بين عامَي 356-323ق.م، واحتلّ الأراضي المُمتدّة من اليونان إلى مصر، مروراً بالأراضي التركيّة، والإيرانيّة، والباكستانيّة.[٢]

وفاة الإسكندر الأكبر

تُوفِّي الإسكندر الأكبر عن عُمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً، في مدينة بابل في قصر نبوخذ نصَّر، وكان ذلك في الحادي عشر من شهر حزيران لعام 323ق.م، أمّا سبب وفاته فقد اختلف فيه المُؤرِّخون؛ فقد ورد عن بلوتارخ أنّ الإسكندر أُصيب بحمّى قويّة فُجائية قبل وفاته بأربعة عشر يوماً، حيث استقبل أحد الضيوف وأمضى معه الليل، وهما يتسامران ويشربان الخمر، بعدها أُصيب بالحمّى التي استمرّت وازدادت حدّتها حتّى أُصيب بالعجز عن الكلام، لدرجة أنّه كان يردّ السّلام على جنوده بالإشارة، وقد ورد عن ديودورس أنّه أصيب بألم قويّ بعد شربه طاساً من الخمر الصّافي على شرف هرقل، ومات بعدها.[٣]

ولموت الإسكندر أسباب أخرى مُحتمَلة؛ إذ ورد عن ديودورس، وآريان، وجستن، أنّه اغتِيل على يد أحد الأرستقراطيّين المقدونيّين عن طريق السمّ، إلّا أنّ هذه الفكرة رُفِضت من قبل بلوتارخ، وتشير الأدلّة إلى أنّه لو كان سبب الموت هو التسمّم فإنّ الفاعل هو أنتيباتر، الذي كان الإسكندر قد اِئتمنه على مقدونيا أثناء فترة غيابه عنها، وعندما عاد عزلَه واستدعاه إلى مدينة بابل، وأغلب الظنّ أنّ أنتيباتر اعتبر استدعاء الإسكندر له وكأنّه حكم عليه بالإعدام، فأمر ابنه إيولاس ساقي الإسكندر أن يضع له السمّ في شرابه، إلّا أنّ هذه الفكرة تمّ دحضها أيضاً من قبل بعض الباحثين، وكانت الحجّة أنّ فترة مرضه طويلة جداً حتّى يأخذ أيّ سمّ تأثيره الكامل المؤدّي إلى الوفاة؛ فالسّموم بطيئة المفعول لم تكن معروفةً آنذاك.[٣]

وتقول إحدى نظريّات العلم الحديث -التي ظهرت عام 2010م- إنّ أعراض مرض الإسكندر تتوافق مع أعراض التسمّم بالماء الأسود الآتي من نهر ستيكس؛ حيث يحتوي ماؤه على مادّة فائقة الخطورة، تُسبِّب بكتيريا قاتلةً وهي الكاليكميسين التي أدّت إلى وفاته،[٣] وقد بقي سبب وفاة الإسكندر الأكبر لغزاً كبيراً من ألغاز العالم القديم؛ حيث يعتقد الأطباء في العصر الحاليّ أنّ سبب وفاته هو الملاريا، أو مرض في الرِّئة، أو فشل في الكبد، أو حمّى التيفوئيد.[٢] وُضِع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبيّ مصنوع على هيئة البشر، وأثناء سير جنازته من مدينة بابل إلى مقدونيا اعترضها بطليموس وحوّل خطّ السير إلى مصر، وفيها حُنِّط جثمانه، ثمّ نُقِل الجثمان إلى الإسكندريّة، وبعدها نُقِل جثمانه المُحنَّط من التابوت الذهبيّ إلى آخر زجاجيّ؛ بهدف تذويب الذهبيّ، وصكّ العملات الذهبيّة منه.[٣]

نشأة الإسكندر الأكبر وعائلته

وُلِد الإسكندر الأكبر عام 356ق.م،[٢] وتحديداً في العشرين من شهر تموز، وكان ميلاده في مدينة بيلا، وهي عاصمة اليونان، وهو ابن الملك الأعور فيليب الثاني الذي يُقال إنّه فقد إحدى عينيه في إحدى الحروب التي خاضها، أمّا أمّه فهي الملكة أوليمبياس، وهي الزّوجة الرابعة لأبيه، وابنة ملك إقليم إيبيروس الذي يُدعى نيوبطليموس الأوّل، وقد عُرِفت أمّ الإسكندر المقدونيّ بمكرها وخداعها إلى جانب جمالها اليونانيّ، بينما عُرِف الأب بهذه الصفات أيضاً، إلى جانب الذّكاء، وحُسن القيادة، والفروسيّة، وقد ورث الإسكندر الأكبر هذه الصّفات عن والدَيه.[١]

نشأ الإسكندر في السّنوات الأولى من عمره على يدَي خادمةٍ اسمها لانيك، وهي مرضعته وشقيقة كليتوس الأسود، الذي أصبح فيما بعد أحد قادَة جيشه، ثمّ انتقل إلى ليونيدس الإيبروسيّ أحد أقرباء والدته؛ ليتتلمذ على يديه، ثمّ إلى وليسيماخوس أحد قادة جيش والده، وكانت نشأة الإسكندر نشأةً قياديّةً نبيلةً، فقد تعلّم القراءة، والكتابة، والعزف، وركوب الخيل، إضافةً إلى الصيد والمصارعة،[٣] أمّا معلم الإسكندر في سنّ الثالثة عشر من عمره فهو أرسطو؛ حيث رسّخ في عقله المبادئ، والقِيَم، والثقافة اليونانيّة التي وعد الإسكندر بنشرها.[١]

ويُقال إنّه عندما بلغ الإسكندر عامه الثالث عشرة، بدأ والده بالبحث عن معلّم لتعليمه مختلف العلوم والمعارف، واختار له في نهاية المطاف أرسطو،[٣] إلّا أنّ أرسطو اشترط مقابل تعليمه للإسكندر أن يُعيد فيليب الثاني بناء مدينته، ومسقط رأسه ستاكيرا، وبالفعل أعاد فيليب الثاني بناء المدينة، وبهذا تعلّم الإسكندر في معبد الحوريات مختلف العلوم من الأدب، والشِّعر، والطبّ، والتاريخ، والجغرافيا، وقد استمرّ تعليمه على يد أرسطو ثلاث سنواتٍ متتالية، أمّا بعدها فقد كان يزوره من حين إلى آخر. وتعلّم الإسكندر فنون القتال، والخُطط العسكريّة على يد أمهر المعلّمين، كما اقتدى بوالده الذي كان من أمهر القادة في العصر القديم.[١]

أسماء الإسكندر الأكبر وألقابه

الإسكندر الأكبر هو الإسكندر الثالث المقدونيّ، وهو ابن فيليب الأعور، وقد عُرِف باسم الإسكندر المقدونيّ نسبةً إلى مقدونيا المدينةِ التي ينتمي إليها، كما عُرِف باسم الإسكندر الكبير، أمّا اسمه باليونانيّة فهو ألكساندروس أومياكس، وتعدّدت ألقابه فقد كان يُلقَّب بالقائد الأول، ومن ألقابه (سا-رع) الذي يُقصَد به في مصر ابن المعبود (رع) وهو ملك مصر، كما لُقِّب بملك مقدونيا، وشاه فارس، وسيد آسيا،[١] وكان يُلقَّب أيضاً فرعون مصر، والقائد الأعلى للرّابطة الهيلينيّة.[٣]

تربُّع الإسكندر على العرش

تربَّع الإسكندر على العرش وعمره لم يتجاوز العشرين، وكان ذلك في عام 336ق.م، حينما كان والده فيليب مُتوجِّهاً إلى إيجة؛ ليحضر حفل زفاف ابنته كليوبترا على الإسكندر الأول، عندها اغتاله قائد الحرس الشخصيّ الخاصّ به، ثمّ ولّى هارباً، إلّا أنّه تعثّر بحبل كرمة ووقع، ممّا أدى إلى الإمساك به وقتله على الفور من قبل ملاحقيه، وبعد مقتل فيليب الثاني بايع النُّبلاء الإسكندر الأكبر على العرش ليكون ملكاً لمقدونيا، وقائداً لجيشها.[٣]

عندما علِمت عدّة بُلدان من بينها طيبة وأثينا بموت الملك فيليب، أعلنت الثّورة والانفصال عن الإمبراطورية، إلّا أنّ الإسكندر قاتلهم وروَّعهم إلى أن امتثلوا لأمره، وقد وطّد حُكمه آنذاك، وبنى جيشاً قوياً مزوَّداً بكافّة معدّات القتال، ثمّ بدأ فتوحاته وتوغّل فيها؛ بدءاً من شرق آسيا وصولاً إلى الهند، ومن أهمّ المعارك التي قادها: معركة الغرانيق عام 334ق.م، ومعركة أسوس عام 333ق.م، ومعركة غوغامل آربيل عام 331ق.م، ومعركة الهيداسب عام 326ق.م.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مفتش آثار المنيا-محمود محمد مندراوي (2013-11-20)، “بحث كامل عن الإسكندر المقدوني من ميلاده ونشأته وحتى دخوله مصر “، حراس الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علاء العقاد (2014-9-7)، “حقائق مدهشة لا تعرفها عن أسطورة العصر القديم .. الإسكندر المقدوني !”، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حازم ضاحي شحادة (مارس/2014)، “الإسكندر الأكبر.. ملك العالم القديم”، المنال، بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الإسكندر الأكبر

لم يرِد في التاريخ القديم أو الحديث أنّ شخصاً قد حقّق مجداً كالمجد الذي حقّقه الإسكندر الأكبر؛ حيث سُجّل له تاريخ مجيد لم يُسجَّل مثله لأحد من أهل الأرض من فتوحات، وانتصارات، ومعارك لم يُهزَم فيها أبداً على الرّغم من صِغَر سِنِّه، ومن المعروف تاريخياً أنّه لم يَحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنان، هما سيّدنا سليمان ابن سيدنا داود عليهما السّلام، والإسكندر المقدونيّ المعروف بالإسكندر الأكبر، وقد تميّز الإسكندر الأكبر عن غيره بحنكته، وذكائه، وشجاعته، بالإضافة إلى العديد من الصّفات التي أهَّلته لأن يَحكم إمبراطوريّةً كبيرةً؛ وصلت حدودها من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، كما ساعدته حكمته وعقله المفكّر والمدبّر على القضاء على الفتن التي كانت تحدث في إمبراطوريته؛ وخاصَّةً في القصر الملكيّ.[١]

يُعدّ الإسكندر الأكبر من عُظماء التاريخ وأشهر القادة العسكريّين، كيف لا وقد تمّ على يدَيْ هذا الشابّ اليافع فتحُ العالم القديم بأسره، كما خضع تحت حكمه المماليك، ورجف بين يدَيه أعظم ملوك العالم؛ خوفاً منه، وإجلالاً له، وممّا يجدر ذِكر أنّ الإسكندر الأكبر حقّق مجداً عظيماً على الرّغم من صِغَر سِنّه، وتوفّي ولم يتجاوز عمره ثلاثةً وثلاثين عاماً،[١] فقد عاش في الفترة الواقعة ما بين عامَي 356-323ق.م، واحتلّ الأراضي المُمتدّة من اليونان إلى مصر، مروراً بالأراضي التركيّة، والإيرانيّة، والباكستانيّة.[٢]

وفاة الإسكندر الأكبر

تُوفِّي الإسكندر الأكبر عن عُمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً، في مدينة بابل في قصر نبوخذ نصَّر، وكان ذلك في الحادي عشر من شهر حزيران لعام 323ق.م، أمّا سبب وفاته فقد اختلف فيه المُؤرِّخون؛ فقد ورد عن بلوتارخ أنّ الإسكندر أُصيب بحمّى قويّة فُجائية قبل وفاته بأربعة عشر يوماً، حيث استقبل أحد الضيوف وأمضى معه الليل، وهما يتسامران ويشربان الخمر، بعدها أُصيب بالحمّى التي استمرّت وازدادت حدّتها حتّى أُصيب بالعجز عن الكلام، لدرجة أنّه كان يردّ السّلام على جنوده بالإشارة، وقد ورد عن ديودورس أنّه أصيب بألم قويّ بعد شربه طاساً من الخمر الصّافي على شرف هرقل، ومات بعدها.[٣]

ولموت الإسكندر أسباب أخرى مُحتمَلة؛ إذ ورد عن ديودورس، وآريان، وجستن، أنّه اغتِيل على يد أحد الأرستقراطيّين المقدونيّين عن طريق السمّ، إلّا أنّ هذه الفكرة رُفِضت من قبل بلوتارخ، وتشير الأدلّة إلى أنّه لو كان سبب الموت هو التسمّم فإنّ الفاعل هو أنتيباتر، الذي كان الإسكندر قد اِئتمنه على مقدونيا أثناء فترة غيابه عنها، وعندما عاد عزلَه واستدعاه إلى مدينة بابل، وأغلب الظنّ أنّ أنتيباتر اعتبر استدعاء الإسكندر له وكأنّه حكم عليه بالإعدام، فأمر ابنه إيولاس ساقي الإسكندر أن يضع له السمّ في شرابه، إلّا أنّ هذه الفكرة تمّ دحضها أيضاً من قبل بعض الباحثين، وكانت الحجّة أنّ فترة مرضه طويلة جداً حتّى يأخذ أيّ سمّ تأثيره الكامل المؤدّي إلى الوفاة؛ فالسّموم بطيئة المفعول لم تكن معروفةً آنذاك.[٣]

وتقول إحدى نظريّات العلم الحديث -التي ظهرت عام 2010م- إنّ أعراض مرض الإسكندر تتوافق مع أعراض التسمّم بالماء الأسود الآتي من نهر ستيكس؛ حيث يحتوي ماؤه على مادّة فائقة الخطورة، تُسبِّب بكتيريا قاتلةً وهي الكاليكميسين التي أدّت إلى وفاته،[٣] وقد بقي سبب وفاة الإسكندر الأكبر لغزاً كبيراً من ألغاز العالم القديم؛ حيث يعتقد الأطباء في العصر الحاليّ أنّ سبب وفاته هو الملاريا، أو مرض في الرِّئة، أو فشل في الكبد، أو حمّى التيفوئيد.[٢] وُضِع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبيّ مصنوع على هيئة البشر، وأثناء سير جنازته من مدينة بابل إلى مقدونيا اعترضها بطليموس وحوّل خطّ السير إلى مصر، وفيها حُنِّط جثمانه، ثمّ نُقِل الجثمان إلى الإسكندريّة، وبعدها نُقِل جثمانه المُحنَّط من التابوت الذهبيّ إلى آخر زجاجيّ؛ بهدف تذويب الذهبيّ، وصكّ العملات الذهبيّة منه.[٣]

نشأة الإسكندر الأكبر وعائلته

وُلِد الإسكندر الأكبر عام 356ق.م،[٢] وتحديداً في العشرين من شهر تموز، وكان ميلاده في مدينة بيلا، وهي عاصمة اليونان، وهو ابن الملك الأعور فيليب الثاني الذي يُقال إنّه فقد إحدى عينيه في إحدى الحروب التي خاضها، أمّا أمّه فهي الملكة أوليمبياس، وهي الزّوجة الرابعة لأبيه، وابنة ملك إقليم إيبيروس الذي يُدعى نيوبطليموس الأوّل، وقد عُرِفت أمّ الإسكندر المقدونيّ بمكرها وخداعها إلى جانب جمالها اليونانيّ، بينما عُرِف الأب بهذه الصفات أيضاً، إلى جانب الذّكاء، وحُسن القيادة، والفروسيّة، وقد ورث الإسكندر الأكبر هذه الصّفات عن والدَيه.[١]

نشأ الإسكندر في السّنوات الأولى من عمره على يدَي خادمةٍ اسمها لانيك، وهي مرضعته وشقيقة كليتوس الأسود، الذي أصبح فيما بعد أحد قادَة جيشه، ثمّ انتقل إلى ليونيدس الإيبروسيّ أحد أقرباء والدته؛ ليتتلمذ على يديه، ثمّ إلى وليسيماخوس أحد قادة جيش والده، وكانت نشأة الإسكندر نشأةً قياديّةً نبيلةً، فقد تعلّم القراءة، والكتابة، والعزف، وركوب الخيل، إضافةً إلى الصيد والمصارعة،[٣] أمّا معلم الإسكندر في سنّ الثالثة عشر من عمره فهو أرسطو؛ حيث رسّخ في عقله المبادئ، والقِيَم، والثقافة اليونانيّة التي وعد الإسكندر بنشرها.[١]

ويُقال إنّه عندما بلغ الإسكندر عامه الثالث عشرة، بدأ والده بالبحث عن معلّم لتعليمه مختلف العلوم والمعارف، واختار له في نهاية المطاف أرسطو،[٣] إلّا أنّ أرسطو اشترط مقابل تعليمه للإسكندر أن يُعيد فيليب الثاني بناء مدينته، ومسقط رأسه ستاكيرا، وبالفعل أعاد فيليب الثاني بناء المدينة، وبهذا تعلّم الإسكندر في معبد الحوريات مختلف العلوم من الأدب، والشِّعر، والطبّ، والتاريخ، والجغرافيا، وقد استمرّ تعليمه على يد أرسطو ثلاث سنواتٍ متتالية، أمّا بعدها فقد كان يزوره من حين إلى آخر. وتعلّم الإسكندر فنون القتال، والخُطط العسكريّة على يد أمهر المعلّمين، كما اقتدى بوالده الذي كان من أمهر القادة في العصر القديم.[١]

أسماء الإسكندر الأكبر وألقابه

الإسكندر الأكبر هو الإسكندر الثالث المقدونيّ، وهو ابن فيليب الأعور، وقد عُرِف باسم الإسكندر المقدونيّ نسبةً إلى مقدونيا المدينةِ التي ينتمي إليها، كما عُرِف باسم الإسكندر الكبير، أمّا اسمه باليونانيّة فهو ألكساندروس أومياكس، وتعدّدت ألقابه فقد كان يُلقَّب بالقائد الأول، ومن ألقابه (سا-رع) الذي يُقصَد به في مصر ابن المعبود (رع) وهو ملك مصر، كما لُقِّب بملك مقدونيا، وشاه فارس، وسيد آسيا،[١] وكان يُلقَّب أيضاً فرعون مصر، والقائد الأعلى للرّابطة الهيلينيّة.[٣]

تربُّع الإسكندر على العرش

تربَّع الإسكندر على العرش وعمره لم يتجاوز العشرين، وكان ذلك في عام 336ق.م، حينما كان والده فيليب مُتوجِّهاً إلى إيجة؛ ليحضر حفل زفاف ابنته كليوبترا على الإسكندر الأول، عندها اغتاله قائد الحرس الشخصيّ الخاصّ به، ثمّ ولّى هارباً، إلّا أنّه تعثّر بحبل كرمة ووقع، ممّا أدى إلى الإمساك به وقتله على الفور من قبل ملاحقيه، وبعد مقتل فيليب الثاني بايع النُّبلاء الإسكندر الأكبر على العرش ليكون ملكاً لمقدونيا، وقائداً لجيشها.[٣]

عندما علِمت عدّة بُلدان من بينها طيبة وأثينا بموت الملك فيليب، أعلنت الثّورة والانفصال عن الإمبراطورية، إلّا أنّ الإسكندر قاتلهم وروَّعهم إلى أن امتثلوا لأمره، وقد وطّد حُكمه آنذاك، وبنى جيشاً قوياً مزوَّداً بكافّة معدّات القتال، ثمّ بدأ فتوحاته وتوغّل فيها؛ بدءاً من شرق آسيا وصولاً إلى الهند، ومن أهمّ المعارك التي قادها: معركة الغرانيق عام 334ق.م، ومعركة أسوس عام 333ق.م، ومعركة غوغامل آربيل عام 331ق.م، ومعركة الهيداسب عام 326ق.م.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مفتش آثار المنيا-محمود محمد مندراوي (2013-11-20)، “بحث كامل عن الإسكندر المقدوني من ميلاده ونشأته وحتى دخوله مصر “، حراس الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علاء العقاد (2014-9-7)، “حقائق مدهشة لا تعرفها عن أسطورة العصر القديم .. الإسكندر المقدوني !”، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حازم ضاحي شحادة (مارس/2014)، “الإسكندر الأكبر.. ملك العالم القديم”، المنال، بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الإسكندر الأكبر

لم يرِد في التاريخ القديم أو الحديث أنّ شخصاً قد حقّق مجداً كالمجد الذي حقّقه الإسكندر الأكبر؛ حيث سُجّل له تاريخ مجيد لم يُسجَّل مثله لأحد من أهل الأرض من فتوحات، وانتصارات، ومعارك لم يُهزَم فيها أبداً على الرّغم من صِغَر سِنِّه، ومن المعروف تاريخياً أنّه لم يَحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنان، هما سيّدنا سليمان ابن سيدنا داود عليهما السّلام، والإسكندر المقدونيّ المعروف بالإسكندر الأكبر، وقد تميّز الإسكندر الأكبر عن غيره بحنكته، وذكائه، وشجاعته، بالإضافة إلى العديد من الصّفات التي أهَّلته لأن يَحكم إمبراطوريّةً كبيرةً؛ وصلت حدودها من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، كما ساعدته حكمته وعقله المفكّر والمدبّر على القضاء على الفتن التي كانت تحدث في إمبراطوريته؛ وخاصَّةً في القصر الملكيّ.[١]

يُعدّ الإسكندر الأكبر من عُظماء التاريخ وأشهر القادة العسكريّين، كيف لا وقد تمّ على يدَيْ هذا الشابّ اليافع فتحُ العالم القديم بأسره، كما خضع تحت حكمه المماليك، ورجف بين يدَيه أعظم ملوك العالم؛ خوفاً منه، وإجلالاً له، وممّا يجدر ذِكر أنّ الإسكندر الأكبر حقّق مجداً عظيماً على الرّغم من صِغَر سِنّه، وتوفّي ولم يتجاوز عمره ثلاثةً وثلاثين عاماً،[١] فقد عاش في الفترة الواقعة ما بين عامَي 356-323ق.م، واحتلّ الأراضي المُمتدّة من اليونان إلى مصر، مروراً بالأراضي التركيّة، والإيرانيّة، والباكستانيّة.[٢]

وفاة الإسكندر الأكبر

تُوفِّي الإسكندر الأكبر عن عُمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً، في مدينة بابل في قصر نبوخذ نصَّر، وكان ذلك في الحادي عشر من شهر حزيران لعام 323ق.م، أمّا سبب وفاته فقد اختلف فيه المُؤرِّخون؛ فقد ورد عن بلوتارخ أنّ الإسكندر أُصيب بحمّى قويّة فُجائية قبل وفاته بأربعة عشر يوماً، حيث استقبل أحد الضيوف وأمضى معه الليل، وهما يتسامران ويشربان الخمر، بعدها أُصيب بالحمّى التي استمرّت وازدادت حدّتها حتّى أُصيب بالعجز عن الكلام، لدرجة أنّه كان يردّ السّلام على جنوده بالإشارة، وقد ورد عن ديودورس أنّه أصيب بألم قويّ بعد شربه طاساً من الخمر الصّافي على شرف هرقل، ومات بعدها.[٣]

ولموت الإسكندر أسباب أخرى مُحتمَلة؛ إذ ورد عن ديودورس، وآريان، وجستن، أنّه اغتِيل على يد أحد الأرستقراطيّين المقدونيّين عن طريق السمّ، إلّا أنّ هذه الفكرة رُفِضت من قبل بلوتارخ، وتشير الأدلّة إلى أنّه لو كان سبب الموت هو التسمّم فإنّ الفاعل هو أنتيباتر، الذي كان الإسكندر قد اِئتمنه على مقدونيا أثناء فترة غيابه عنها، وعندما عاد عزلَه واستدعاه إلى مدينة بابل، وأغلب الظنّ أنّ أنتيباتر اعتبر استدعاء الإسكندر له وكأنّه حكم عليه بالإعدام، فأمر ابنه إيولاس ساقي الإسكندر أن يضع له السمّ في شرابه، إلّا أنّ هذه الفكرة تمّ دحضها أيضاً من قبل بعض الباحثين، وكانت الحجّة أنّ فترة مرضه طويلة جداً حتّى يأخذ أيّ سمّ تأثيره الكامل المؤدّي إلى الوفاة؛ فالسّموم بطيئة المفعول لم تكن معروفةً آنذاك.[٣]

وتقول إحدى نظريّات العلم الحديث -التي ظهرت عام 2010م- إنّ أعراض مرض الإسكندر تتوافق مع أعراض التسمّم بالماء الأسود الآتي من نهر ستيكس؛ حيث يحتوي ماؤه على مادّة فائقة الخطورة، تُسبِّب بكتيريا قاتلةً وهي الكاليكميسين التي أدّت إلى وفاته،[٣] وقد بقي سبب وفاة الإسكندر الأكبر لغزاً كبيراً من ألغاز العالم القديم؛ حيث يعتقد الأطباء في العصر الحاليّ أنّ سبب وفاته هو الملاريا، أو مرض في الرِّئة، أو فشل في الكبد، أو حمّى التيفوئيد.[٢] وُضِع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبيّ مصنوع على هيئة البشر، وأثناء سير جنازته من مدينة بابل إلى مقدونيا اعترضها بطليموس وحوّل خطّ السير إلى مصر، وفيها حُنِّط جثمانه، ثمّ نُقِل الجثمان إلى الإسكندريّة، وبعدها نُقِل جثمانه المُحنَّط من التابوت الذهبيّ إلى آخر زجاجيّ؛ بهدف تذويب الذهبيّ، وصكّ العملات الذهبيّة منه.[٣]

نشأة الإسكندر الأكبر وعائلته

وُلِد الإسكندر الأكبر عام 356ق.م،[٢] وتحديداً في العشرين من شهر تموز، وكان ميلاده في مدينة بيلا، وهي عاصمة اليونان، وهو ابن الملك الأعور فيليب الثاني الذي يُقال إنّه فقد إحدى عينيه في إحدى الحروب التي خاضها، أمّا أمّه فهي الملكة أوليمبياس، وهي الزّوجة الرابعة لأبيه، وابنة ملك إقليم إيبيروس الذي يُدعى نيوبطليموس الأوّل، وقد عُرِفت أمّ الإسكندر المقدونيّ بمكرها وخداعها إلى جانب جمالها اليونانيّ، بينما عُرِف الأب بهذه الصفات أيضاً، إلى جانب الذّكاء، وحُسن القيادة، والفروسيّة، وقد ورث الإسكندر الأكبر هذه الصّفات عن والدَيه.[١]

نشأ الإسكندر في السّنوات الأولى من عمره على يدَي خادمةٍ اسمها لانيك، وهي مرضعته وشقيقة كليتوس الأسود، الذي أصبح فيما بعد أحد قادَة جيشه، ثمّ انتقل إلى ليونيدس الإيبروسيّ أحد أقرباء والدته؛ ليتتلمذ على يديه، ثمّ إلى وليسيماخوس أحد قادة جيش والده، وكانت نشأة الإسكندر نشأةً قياديّةً نبيلةً، فقد تعلّم القراءة، والكتابة، والعزف، وركوب الخيل، إضافةً إلى الصيد والمصارعة،[٣] أمّا معلم الإسكندر في سنّ الثالثة عشر من عمره فهو أرسطو؛ حيث رسّخ في عقله المبادئ، والقِيَم، والثقافة اليونانيّة التي وعد الإسكندر بنشرها.[١]

ويُقال إنّه عندما بلغ الإسكندر عامه الثالث عشرة، بدأ والده بالبحث عن معلّم لتعليمه مختلف العلوم والمعارف، واختار له في نهاية المطاف أرسطو،[٣] إلّا أنّ أرسطو اشترط مقابل تعليمه للإسكندر أن يُعيد فيليب الثاني بناء مدينته، ومسقط رأسه ستاكيرا، وبالفعل أعاد فيليب الثاني بناء المدينة، وبهذا تعلّم الإسكندر في معبد الحوريات مختلف العلوم من الأدب، والشِّعر، والطبّ، والتاريخ، والجغرافيا، وقد استمرّ تعليمه على يد أرسطو ثلاث سنواتٍ متتالية، أمّا بعدها فقد كان يزوره من حين إلى آخر. وتعلّم الإسكندر فنون القتال، والخُطط العسكريّة على يد أمهر المعلّمين، كما اقتدى بوالده الذي كان من أمهر القادة في العصر القديم.[١]

أسماء الإسكندر الأكبر وألقابه

الإسكندر الأكبر هو الإسكندر الثالث المقدونيّ، وهو ابن فيليب الأعور، وقد عُرِف باسم الإسكندر المقدونيّ نسبةً إلى مقدونيا المدينةِ التي ينتمي إليها، كما عُرِف باسم الإسكندر الكبير، أمّا اسمه باليونانيّة فهو ألكساندروس أومياكس، وتعدّدت ألقابه فقد كان يُلقَّب بالقائد الأول، ومن ألقابه (سا-رع) الذي يُقصَد به في مصر ابن المعبود (رع) وهو ملك مصر، كما لُقِّب بملك مقدونيا، وشاه فارس، وسيد آسيا،[١] وكان يُلقَّب أيضاً فرعون مصر، والقائد الأعلى للرّابطة الهيلينيّة.[٣]

تربُّع الإسكندر على العرش

تربَّع الإسكندر على العرش وعمره لم يتجاوز العشرين، وكان ذلك في عام 336ق.م، حينما كان والده فيليب مُتوجِّهاً إلى إيجة؛ ليحضر حفل زفاف ابنته كليوبترا على الإسكندر الأول، عندها اغتاله قائد الحرس الشخصيّ الخاصّ به، ثمّ ولّى هارباً، إلّا أنّه تعثّر بحبل كرمة ووقع، ممّا أدى إلى الإمساك به وقتله على الفور من قبل ملاحقيه، وبعد مقتل فيليب الثاني بايع النُّبلاء الإسكندر الأكبر على العرش ليكون ملكاً لمقدونيا، وقائداً لجيشها.[٣]

عندما علِمت عدّة بُلدان من بينها طيبة وأثينا بموت الملك فيليب، أعلنت الثّورة والانفصال عن الإمبراطورية، إلّا أنّ الإسكندر قاتلهم وروَّعهم إلى أن امتثلوا لأمره، وقد وطّد حُكمه آنذاك، وبنى جيشاً قوياً مزوَّداً بكافّة معدّات القتال، ثمّ بدأ فتوحاته وتوغّل فيها؛ بدءاً من شرق آسيا وصولاً إلى الهند، ومن أهمّ المعارك التي قادها: معركة الغرانيق عام 334ق.م، ومعركة أسوس عام 333ق.م، ومعركة غوغامل آربيل عام 331ق.م، ومعركة الهيداسب عام 326ق.م.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مفتش آثار المنيا-محمود محمد مندراوي (2013-11-20)، “بحث كامل عن الإسكندر المقدوني من ميلاده ونشأته وحتى دخوله مصر “، حراس الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علاء العقاد (2014-9-7)، “حقائق مدهشة لا تعرفها عن أسطورة العصر القديم .. الإسكندر المقدوني !”، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حازم ضاحي شحادة (مارس/2014)، “الإسكندر الأكبر.. ملك العالم القديم”، المنال، بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الإسكندر الأكبر

لم يرِد في التاريخ القديم أو الحديث أنّ شخصاً قد حقّق مجداً كالمجد الذي حقّقه الإسكندر الأكبر؛ حيث سُجّل له تاريخ مجيد لم يُسجَّل مثله لأحد من أهل الأرض من فتوحات، وانتصارات، ومعارك لم يُهزَم فيها أبداً على الرّغم من صِغَر سِنِّه، ومن المعروف تاريخياً أنّه لم يَحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنان، هما سيّدنا سليمان ابن سيدنا داود عليهما السّلام، والإسكندر المقدونيّ المعروف بالإسكندر الأكبر، وقد تميّز الإسكندر الأكبر عن غيره بحنكته، وذكائه، وشجاعته، بالإضافة إلى العديد من الصّفات التي أهَّلته لأن يَحكم إمبراطوريّةً كبيرةً؛ وصلت حدودها من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، كما ساعدته حكمته وعقله المفكّر والمدبّر على القضاء على الفتن التي كانت تحدث في إمبراطوريته؛ وخاصَّةً في القصر الملكيّ.[١]

يُعدّ الإسكندر الأكبر من عُظماء التاريخ وأشهر القادة العسكريّين، كيف لا وقد تمّ على يدَيْ هذا الشابّ اليافع فتحُ العالم القديم بأسره، كما خضع تحت حكمه المماليك، ورجف بين يدَيه أعظم ملوك العالم؛ خوفاً منه، وإجلالاً له، وممّا يجدر ذِكر أنّ الإسكندر الأكبر حقّق مجداً عظيماً على الرّغم من صِغَر سِنّه، وتوفّي ولم يتجاوز عمره ثلاثةً وثلاثين عاماً،[١] فقد عاش في الفترة الواقعة ما بين عامَي 356-323ق.م، واحتلّ الأراضي المُمتدّة من اليونان إلى مصر، مروراً بالأراضي التركيّة، والإيرانيّة، والباكستانيّة.[٢]

وفاة الإسكندر الأكبر

تُوفِّي الإسكندر الأكبر عن عُمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً، في مدينة بابل في قصر نبوخذ نصَّر، وكان ذلك في الحادي عشر من شهر حزيران لعام 323ق.م، أمّا سبب وفاته فقد اختلف فيه المُؤرِّخون؛ فقد ورد عن بلوتارخ أنّ الإسكندر أُصيب بحمّى قويّة فُجائية قبل وفاته بأربعة عشر يوماً، حيث استقبل أحد الضيوف وأمضى معه الليل، وهما يتسامران ويشربان الخمر، بعدها أُصيب بالحمّى التي استمرّت وازدادت حدّتها حتّى أُصيب بالعجز عن الكلام، لدرجة أنّه كان يردّ السّلام على جنوده بالإشارة، وقد ورد عن ديودورس أنّه أصيب بألم قويّ بعد شربه طاساً من الخمر الصّافي على شرف هرقل، ومات بعدها.[٣]

ولموت الإسكندر أسباب أخرى مُحتمَلة؛ إذ ورد عن ديودورس، وآريان، وجستن، أنّه اغتِيل على يد أحد الأرستقراطيّين المقدونيّين عن طريق السمّ، إلّا أنّ هذه الفكرة رُفِضت من قبل بلوتارخ، وتشير الأدلّة إلى أنّه لو كان سبب الموت هو التسمّم فإنّ الفاعل هو أنتيباتر، الذي كان الإسكندر قد اِئتمنه على مقدونيا أثناء فترة غيابه عنها، وعندما عاد عزلَه واستدعاه إلى مدينة بابل، وأغلب الظنّ أنّ أنتيباتر اعتبر استدعاء الإسكندر له وكأنّه حكم عليه بالإعدام، فأمر ابنه إيولاس ساقي الإسكندر أن يضع له السمّ في شرابه، إلّا أنّ هذه الفكرة تمّ دحضها أيضاً من قبل بعض الباحثين، وكانت الحجّة أنّ فترة مرضه طويلة جداً حتّى يأخذ أيّ سمّ تأثيره الكامل المؤدّي إلى الوفاة؛ فالسّموم بطيئة المفعول لم تكن معروفةً آنذاك.[٣]

وتقول إحدى نظريّات العلم الحديث -التي ظهرت عام 2010م- إنّ أعراض مرض الإسكندر تتوافق مع أعراض التسمّم بالماء الأسود الآتي من نهر ستيكس؛ حيث يحتوي ماؤه على مادّة فائقة الخطورة، تُسبِّب بكتيريا قاتلةً وهي الكاليكميسين التي أدّت إلى وفاته،[٣] وقد بقي سبب وفاة الإسكندر الأكبر لغزاً كبيراً من ألغاز العالم القديم؛ حيث يعتقد الأطباء في العصر الحاليّ أنّ سبب وفاته هو الملاريا، أو مرض في الرِّئة، أو فشل في الكبد، أو حمّى التيفوئيد.[٢] وُضِع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبيّ مصنوع على هيئة البشر، وأثناء سير جنازته من مدينة بابل إلى مقدونيا اعترضها بطليموس وحوّل خطّ السير إلى مصر، وفيها حُنِّط جثمانه، ثمّ نُقِل الجثمان إلى الإسكندريّة، وبعدها نُقِل جثمانه المُحنَّط من التابوت الذهبيّ إلى آخر زجاجيّ؛ بهدف تذويب الذهبيّ، وصكّ العملات الذهبيّة منه.[٣]

نشأة الإسكندر الأكبر وعائلته

وُلِد الإسكندر الأكبر عام 356ق.م،[٢] وتحديداً في العشرين من شهر تموز، وكان ميلاده في مدينة بيلا، وهي عاصمة اليونان، وهو ابن الملك الأعور فيليب الثاني الذي يُقال إنّه فقد إحدى عينيه في إحدى الحروب التي خاضها، أمّا أمّه فهي الملكة أوليمبياس، وهي الزّوجة الرابعة لأبيه، وابنة ملك إقليم إيبيروس الذي يُدعى نيوبطليموس الأوّل، وقد عُرِفت أمّ الإسكندر المقدونيّ بمكرها وخداعها إلى جانب جمالها اليونانيّ، بينما عُرِف الأب بهذه الصفات أيضاً، إلى جانب الذّكاء، وحُسن القيادة، والفروسيّة، وقد ورث الإسكندر الأكبر هذه الصّفات عن والدَيه.[١]

نشأ الإسكندر في السّنوات الأولى من عمره على يدَي خادمةٍ اسمها لانيك، وهي مرضعته وشقيقة كليتوس الأسود، الذي أصبح فيما بعد أحد قادَة جيشه، ثمّ انتقل إلى ليونيدس الإيبروسيّ أحد أقرباء والدته؛ ليتتلمذ على يديه، ثمّ إلى وليسيماخوس أحد قادة جيش والده، وكانت نشأة الإسكندر نشأةً قياديّةً نبيلةً، فقد تعلّم القراءة، والكتابة، والعزف، وركوب الخيل، إضافةً إلى الصيد والمصارعة،[٣] أمّا معلم الإسكندر في سنّ الثالثة عشر من عمره فهو أرسطو؛ حيث رسّخ في عقله المبادئ، والقِيَم، والثقافة اليونانيّة التي وعد الإسكندر بنشرها.[١]

ويُقال إنّه عندما بلغ الإسكندر عامه الثالث عشرة، بدأ والده بالبحث عن معلّم لتعليمه مختلف العلوم والمعارف، واختار له في نهاية المطاف أرسطو،[٣] إلّا أنّ أرسطو اشترط مقابل تعليمه للإسكندر أن يُعيد فيليب الثاني بناء مدينته، ومسقط رأسه ستاكيرا، وبالفعل أعاد فيليب الثاني بناء المدينة، وبهذا تعلّم الإسكندر في معبد الحوريات مختلف العلوم من الأدب، والشِّعر، والطبّ، والتاريخ، والجغرافيا، وقد استمرّ تعليمه على يد أرسطو ثلاث سنواتٍ متتالية، أمّا بعدها فقد كان يزوره من حين إلى آخر. وتعلّم الإسكندر فنون القتال، والخُطط العسكريّة على يد أمهر المعلّمين، كما اقتدى بوالده الذي كان من أمهر القادة في العصر القديم.[١]

أسماء الإسكندر الأكبر وألقابه

الإسكندر الأكبر هو الإسكندر الثالث المقدونيّ، وهو ابن فيليب الأعور، وقد عُرِف باسم الإسكندر المقدونيّ نسبةً إلى مقدونيا المدينةِ التي ينتمي إليها، كما عُرِف باسم الإسكندر الكبير، أمّا اسمه باليونانيّة فهو ألكساندروس أومياكس، وتعدّدت ألقابه فقد كان يُلقَّب بالقائد الأول، ومن ألقابه (سا-رع) الذي يُقصَد به في مصر ابن المعبود (رع) وهو ملك مصر، كما لُقِّب بملك مقدونيا، وشاه فارس، وسيد آسيا،[١] وكان يُلقَّب أيضاً فرعون مصر، والقائد الأعلى للرّابطة الهيلينيّة.[٣]

تربُّع الإسكندر على العرش

تربَّع الإسكندر على العرش وعمره لم يتجاوز العشرين، وكان ذلك في عام 336ق.م، حينما كان والده فيليب مُتوجِّهاً إلى إيجة؛ ليحضر حفل زفاف ابنته كليوبترا على الإسكندر الأول، عندها اغتاله قائد الحرس الشخصيّ الخاصّ به، ثمّ ولّى هارباً، إلّا أنّه تعثّر بحبل كرمة ووقع، ممّا أدى إلى الإمساك به وقتله على الفور من قبل ملاحقيه، وبعد مقتل فيليب الثاني بايع النُّبلاء الإسكندر الأكبر على العرش ليكون ملكاً لمقدونيا، وقائداً لجيشها.[٣]

عندما علِمت عدّة بُلدان من بينها طيبة وأثينا بموت الملك فيليب، أعلنت الثّورة والانفصال عن الإمبراطورية، إلّا أنّ الإسكندر قاتلهم وروَّعهم إلى أن امتثلوا لأمره، وقد وطّد حُكمه آنذاك، وبنى جيشاً قوياً مزوَّداً بكافّة معدّات القتال، ثمّ بدأ فتوحاته وتوغّل فيها؛ بدءاً من شرق آسيا وصولاً إلى الهند، ومن أهمّ المعارك التي قادها: معركة الغرانيق عام 334ق.م، ومعركة أسوس عام 333ق.م، ومعركة غوغامل آربيل عام 331ق.م، ومعركة الهيداسب عام 326ق.م.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مفتش آثار المنيا-محمود محمد مندراوي (2013-11-20)، “بحث كامل عن الإسكندر المقدوني من ميلاده ونشأته وحتى دخوله مصر “، حراس الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علاء العقاد (2014-9-7)، “حقائق مدهشة لا تعرفها عن أسطورة العصر القديم .. الإسكندر المقدوني !”، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حازم ضاحي شحادة (مارس/2014)، “الإسكندر الأكبر.. ملك العالم القديم”، المنال، بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى