من هو قارون

'); }

من هو قارون

هو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب،[١]وهو على قرابة من موسى -عليه السلام-؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى)؛[٢] أي من بني إسرائيل،[٣] وقيل: هو ابن خالته، أو ابن عمّه، أو عمّه،[٤] وأكثر المفسرين يُرجحون قول إنَّه عمّ موسى -عليه السّلام-، واسم قارون اسم عبرانيّ محوّل للّغة العربية، وله اسم آخر أيضاً هو قورح.[٥]

سبب بغي قارون

قال -تعالى- في وصف قارون(فَبَغى عَلَيْهِمْ)،[٢] أي أنّه ظلم قومه وزاد عن حدّه في التّكبّر عليهم، ويرجع سبب تماديه وبغيه لهم بحسب ما يراه المفسّرون الأسباب التّالية:

'); }

  • إنّ الله -تعالى- رزقه مالاً كثيراً لا يُعدّ ولا يُحصى؛ فقد كانت له كنوز عظيمة يدّخر بها الأموال، ولم يكن هناك آنذاك عملة نقدية أو ورقية، بل تعاملوا بالأموال المدّخرة من الذّهب والفضّة، وقد كان الرّجال الأقوياء الأشداء يعجزون عن حمل مفاتيح صّناديق أمواله؛ ما يدلّ على ملكه اللاّمحدود من الأموال، قال الله -تعالى-: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ).[٢][٥]
  • إنّ فرعون كان قد ملّكه على بني إسرائيل، فزاد في جبروته وبغيه عليهم.[٦]
  • رغبته في أن يكون أفضل من قومه، وأن يتميَّز عليهم، ويكونوا جميعاً تحت قبضته.
  • تكبره تكبُّراً شديداً على فقراء قومه؛ وذلك بسبب بَذَخِه، فمن شدّة البذخ والثّراء الفاحش زاد شبراً في طول ثيابه لِيختال بين النّاس.[٧]

ما هو مصير قارون؟

إنّ من عدل الله -تعالى- أنَّه لا يترك باغٍ ولا ظالم في الدّنيا دون أن ينال عقابه، وقد كانت عاقبة قارون مُشينة، نُبينها كالآتي:

عاقبة قارون

زاد بغي قارون وفحشه على النّاس، فلم يتركه الله -تعالى-، بل عاقبه بأن خسف به الأرض، وخسف عليه داره التي كان يتباهى بها، قال الله -تعالى-: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ)،[٨] وإنّ الآية الكريمة لتوضّح لنا قُدرة ربّانية عجيبة في عدل الله -تعالى-؛ وذلك بمعاقبة الظّالمين فقط دون أن يُعاقب عامّة النّاس بجرائمهم، فإنّ الخسف كان فقط بدار قارون وما حولها من أملاك له، ولم يَلحق هذا الخسف عامّة النّاس حوله، وهذا ممّا لا يألفه الناس أن يقع خسف أو زلزال في بقعة صغيرة من الأرض دون أن يصل إلى ما حولها، فكانت هذه معجزة من الله -تعالى- لنّبيه موسى -عليه السّلام-، ورأفة بمن آمن معه.[٩]

ما يستفاد من عاقبة قارون

إنّ المتأمّل في قصّة قارون وفي نهايته والعاقبة التي عاقبه الله -تعالى- بها، ليتّضح له جملة من الدّروس والعِبَرمن أهمّها ما يأتي:[١٠]

  • وجوب شكر المسلم ربّه -تعالى- على نعمه وعدم جُحودها.
  • عدم الاغترار بالأموال والأملاك والفرح بها، فهي عطايا من الله -تعالى- يسلبها من عبده إن شاء.
  • الدّعوة لأداء حقّ الله -تعالى- في الأموال، من التّصدق بها والعمل بها في الوجوه المشروعة، والانتفاع منها في ما أحلّ الله -تعالى- دون تبذير.
  • تحذير المؤمنين من البغي في الأرض، والتّطاول والتَّكبُّر، وظلم إخوانهم المؤمنين.[١١]

المراجع

  1. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 309.
  2. ^ أ ب ت سورة القصص، آية:76
  3. محمد الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران، صفحة 286.
  4. زكريا الأنصاري، منحة الباري بشرح صحيح البخاري، صفحة 498. بتصرّف.
  5. ^ أ ب صالح المغامسي، أعلام القران، صفحة 8-9. بتصرّف.
  6. محمد مطني، سورة القصص دراسة تحليلية، صفحة 237. بتصرّف.
  7. أحمد النويري (1423)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، القاهرة:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 233، جزء 13. بتصرّف.
  8. سورة القصص، آية:81
  9. صالح المغامسي، أعلام القرآن، صفحة 12. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين (2009)، التفسير الميسر (الطبعة 2)، السعودية:مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 394-395، جزء 1. بتصرّف.
  11. سعيد حوى (1424)، الاساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 4110، جزء 7. بتصرّف.
Exit mobile version